ثقافات

نصٌ لأدونيس...

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قيس مجيد المولى

كنت أرقبُ اللوحةَ من خلف ظهرهِ وهو ماضٍ في تشكيله لها، لمحتُ شعرهُ الطويل المجعد وسرواله النصفي وقميصهُ المفتوح ومن سمرته خمنتُ جنسيتَهُ لكي أعي مسبقاً مؤثراته البيئةِ وكان قد نشر ألوانه على مناطق اشتغاله بين حدين متقابلين غطاهما بالأشجار العالية الكثيفة ثم لوّنَ سماءَ ذلك المكان بالشفق والذي بدأ يخفيه كلما أبتعد عنه من مكان الإضاءةِ، كانت الساحةُ مزدحمةً بالمارة الذين يقفونَ ويلقون قطع النقود جوارَ بعض الرسوم الأرضية التي تعجبهم أو بقبعة عازف في حين ظلوا يطيلون التحديق في الرسوم التي اصطفت ولامست بعضها البعض وشكلت مناخاً كونياً مليئاً بالسحر وبالغرائبية وهناك امتدادٌ حركي لايُقترن بحجم مساحةٍ للأصابع التي راحت تتحرك بفعلِ مؤثراتها البصرية التي استدرجوها من محطات ذاكراتهم، وقد كنت قد خمنت مايعني الحد الأول والذي رُقعَ بوصلاتٍ من الطابوق وخمنت مايعني الحد الثاني الذي رُقِعَ بوصلات من الزجاج الملون وتفهمت الحاجة لوضع الأشجار الاستوائية بينهما لذلك مددتُ أصابعي وتلمستُ حافة الورقة ورفع عيناهُ وتلمسَ وجهي وزاول عمله بعد أن إرتفعت سُحبٌ من سكارتهِ وطاف بأفكاره بين تلك الحشود.. وتيقنت بأنه قد حفظَ نصاً لأدونيس وأشتغلَ عليه:

وَقتي غُبارٌ
وحبي الآن صخرَتَهُ
ولستُ أعرفُ: هل من أمسنا نحتت
أم إنها نحتت من شهوتي وغدي
تُراني الجرحُ، محمولاً على طبقٍ
من الرؤى. أم تراني
لستُ من أحدِ
دمي نقيضيَ يبنيني وأهدمهُ
حتى كأني فيهِ عاشقٌ وَلهي
وغيّهُ. وكأني عاشقٌ جسدي

بعد ذلك اختفى، أو بالأصح اختفت القوى التي لاُترى والتي حركت القوى الخاملة وظهرت أنواعٌ من الصور و من بين المارة صاح أحدهم:
أريدُ كوكباً
وصاحَ الأخرُ:
أريدُ غُرفةَ نوم
والأخرُ:
أريد أعضائي تحضرُ قبلي
قبل حضور سيقانها
وأنا:
من يمسحَ عروقي

وبدءوا يبوحون بأسمائهم مرمزين كناهم التي غالبيتها تنتسبُ إلى العسلِ والفاكهةِ والشواطئ والأزهار التي لاتنمو ولاتموت وإلى قناديل مضيئة، حين رأيت تلك الأشكال عند ظهرِ مرسمٍ مقابل للنافورةِ تيقنتُ بأن الأخرَ قد حفظ نصاً لأدونيس:

هل أُعيدُ رسائلَ حبي
إلى حبرها
هل أمزقُ تلك الصور
أقرأُ الآن جسمي
وأملاُ بالحزن
قنديلَ هذا السهر

اجتمعنا سويةً هولاء الذين مروا باليباب وشاغلنا المسافةَ كي نجتمع وكنا نصفقُ والمرايا تتماوجُ بالذين ينظرون إلينا من ظهرمن ظل ماسكاً للحظة وهو الأخرُ قبل أن يبتدئ قرأ أمامنا نصاً لأدو نيس لكنه قال: أنتم لا تقرءوه لأحد.


annmola@yahoo.com
شاعر عراقي - مقيم في قطر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
عبد السلام -

كاتبه أراد أن يضمنه معاني عميقة فخذلته مخيلته القاصرة، وموهبته الضئيلة وثقافته المحدودة ومهارته المتواضعة. لو أنه يختار موضوعات تناسب مستواه لكتب ما هو أفضل وكان هذا طريقا سالكة للارتقاء.

تجريب
نور -

القصيدة على العموم حاولت ان تحاور بعض نصوص أدونيس بديوانه (أول الجسد آخر البحر) لكن هذه المحاورة ظلت قاصرة ، كما أنه كان من الواجب على الشاعر ان يحيل على قصائد الشاعر أدونيس كي لا يقع خلط

الى عبد السلام
متابع -

يبدو أنك لا تعرف سوى سباب الكتّاب، تعبيراً عن انعدام موهبتك وثقافتك. ها أنت تفصح عن لا اخلاقيتك في شتيمة الكتاب، فما أدراك بالموهبة وعمق الثقافة أيها المختبئ خلف اسم مستعار يليق بك كاتباً فاشلاً.

أعور
عبد السلام -

يعيرني صاحب التعليق الثالث بأني صاحب اسم مستعار وهو يضع لنفسه في تعليقه نفسه اسما مستعارا. إنه أعور. وأغلب الظن أنه الشاعر نفسه. لم يستح من كتابة نص رديء ولكنه استحى أن يدافع عن نصه الهزيل باسمه الصريح.

عجايب
محمد البياتي -

عبد السلام ومن خلال تعليقاته التي ترتقي هنا الى مصاف النقد الحقيقي والصريح ، لهو صاحب فضل في الكشف عن الكصير من الديناصورات الوهمية سماء الشعر كما انه صاحب وعي وثقافة مستنيرة مما يمكنه من الاستدلال الدقيق على قابليات ومستويات وأعمال الشعراء. مع الحب لايـــلاف

شعراء هسة
كاظم وعل -

شعراء هسة يفتقدون اول مايفتقدون موهبة الكتابة، لكن لهم إصرارهم، على انهم موهوبين ، لن يلين، والويل لمن يذكرهم بانعدام مواهبهم . وقيس هذا نموذج مجسد لهم .