ثقافات

إيزابيل لآني: لحنٌ عِراقيٌّ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


مُهداةٌ إلى صديقِنا الفقيدِ كامل شياع الرّجلِ العظيمِ الذي نَذَرَ نَفسَهُ لأجلِ الثّقافَةِ العراقِيّةِ، وقدْ اغتيلَ في بغدادَ في نهارِ يومِ 25 آبَ 2008.

إيزابيل لآني

خُذْ جُذورَ الأزهارِ الزّرقاءِ التي خلّفتُها في داري
وأصْفُرْ لي مِلءَ قَبرِكَ لَحناً عِراقيّاً

اهْمِسْ فِيَّ عُشبَ كَلِماتٍ، رَجْفاتٍ وألواناً.

أيُّ خبرٍ في يومياتي؟
دُموعُ عازفي النايِ في بغدادَ
رَسموا آثاراً.. جدولاً فوقَ الإسْمَنتِ شَهادَةً لِمَقتَلِكَ
وَمِنْ عِندِ بائِعي كُتُبِ شارِعِ الرّشيدِ حتى ضِفافِ نَهرِ السّينِ
كُلُّ الأشياءِ تَنبِضُ بذكراكَ،
لعُيونِ صَبِيِّ الأهوارِ
ذاكَ الذي كانَ يَعبثُ مُتأرجحاً بِضفائِرِ أمِّهِ
في واحَةِ الشّمسِ.

نَبْراتُ صَوتِكَ الهادِئَةُ كانتْ إذنْ قارّةً
تضطرِبُ في دوائِرِها

قَتَلَتُكَ أجّجوا جَمْرَ الرِّجالِ المُنصِفينَ
وَسيَبقونَ يُطارِدونَهُمْ..

لأجلِ أفكارِكَ التي صارَتْ تَوْليفَةً لِحُرِّيتِنا
مِن باريسَ، أنَحَني لِفقدانِكَ، والشّرَفُ يرفعُ قُبّعتَهُ إكراماً لِمَجدِكْ.

باريس
إيزابيل لآني/ شاعرة فرنسية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أحسدك ياكامل
سوسن ابراهيم -

أحسنت صنعاً بكلماتك الصادقة عن كامل الاخلاق والفكر...وأحسد كامل لما كتب عنه فهو المتكامل بأنسانيته تجاه الانسان والوطن....ستظل ازهار كامل متجذرة بنفوس محبيه، وتوليفة لأحرار العالم كما اصبت ايتها الصديقة بكلماتك التضامنية الرائعة....

اخطاء وتيه
د. علي اللامي -

خلّفتُها في داري - تركتها لان التارك من غير جنس المتروك. وأصْفُرْ لي مِلءَ قَبرِكَ (وغن لي)، لان اللحن لا يصفر به ، بل يغنى به وينشد باللحن ايضا. رَسموا آثاراً.. جدولاً ما هو الربط لا ادري، والعشب فيما سبقه جملة اعتراضية تائهة ايضا، وتقول: قَتَلَتُكَ أجّجوا جَمْرَ الرِّجالِ المُنصِفينَوَسيَبقونَ يُطارِدونَهُمْ.. منصفون وقاتلون واختلط الحابل بالنابل،،، لا ادري كيف يفهم شعر اليوم ، فما ان تقرأ اي صحيفة او موقع الكتروني ، حتى تصدم باللغة الرثة والقصائد التي تدمر اللغة قبل المشاعر، كان الله في عون القارئ.

جهل أم جبن ؟
صلاح الحمداني -

مشكلة بعض المعلقين مثال السيد اللامي، [الذي يتكرر أسمه معلقا على ما يكتب من شعر في هذه الزاوية بالذات] أنهم ليس فقط أوصدوا الأبواب والنوافذ وقيدوا حدود الدنيا حول أبراجهم المجهولة، [سوف لن يفهم هذه الجملة] وإنما لسوء طالع الثقافة العربية، قد سمروا "خلفهم" أو "ورائهم" لكي يختار ـ حضرته كما يشاء ـ، هواء العقل وحبسوه لكي لا يحلق في مروج الإبداع [وأعتقد أن اللامي سوف لن يفهم ما أريد قوله هنا أيضا] ليس لكونه غير مدرك للغة بل لكونه لا يدرك بعض متطلبات الصورة الشعرية وتكيفيها مع أحاسيس وشجون الكاتب المعاصر. هذه القصيدة بسيطة الاستيعاب، وليس فيها طول لسان لغوي ولا غرائبي "ماكر" يريد النيل من عقلية القارئ على أساس أن ما كتب هو من عظيم الشعر.. الشعور البسيط واستخدام اللغة البسيطة بالتعبير الشعري، بطبيعة الحال له خصوصية التركيب اللغوي المعقد. لا أدري لماذا أضاع السيد اللامي، الدكتور باللغة، من وقته لكي يعلق بتهكم وكأن السماء انهارت بثقلها على الأرض، ليجزر لنا بعض جمل من قصيدة بسيطة جميلة لا تنوي تجريح أحد ولم تتطاول لا على اللغة ولا على شعور الناس، قصيدة أليفة لا أكثر.. لماذا نزعة العداء هذه للآلفة عند رجل يصرح بأنه دكتور باللغة؟ ولا أدري لماذا "ينزل من مقدرته العلمية الأكاديمية" ويدوخ رأسه بقصيدة وديعة تبكي وتنعي على صديق غدر به الأوغاد، مثل كامل شياع المثقف العراقي الذي اغتيل مؤخرا في بغداد على يد القتلة البعثيين الإسلاميين، ولا يذهب ويكون شجاعا ليدافع عن الثقافة المغتالة ولو من جانب أدمي بحت وليس كمفهوم إنساني عام ومهم للشعوب، ليرينا بطولته اللغوية العصماء ويروح يشرح لنا بمقالات وليس من خلال تعليقات فارغة لا يستخدمها سوى اللذين لا عندهم لا شغل ولا عمل بنهاراتهم، لنراه كيف ينتقد شعراء عرب كبار، لم يمزقوا فقط غشاء بكارة اللغة العربية التي يدافع عنها حضرته [وأعتقد أنه سوف لن يفهم هذا التعبير أيضا] وإنما اغتصبوها ولا يزالوا يتناوبون عليها يوميا، وأمام أعين الجامعين من أمثالك.

صــلاح الحمــداني
د. علي اللامـــي -

الاخ صلاح الحمداني: اولا انا لا احمل شهادة الدكتورا في اللغة العربية، بل انا طبيب واحمل تخصصا في الطب النفسي، واللغة العربية تسري في عروقي وقد درستها وحصلت على دبلوم في اللغة الصحفية من الجامعة الاميركية في بيروت وعملت محررا لعدة صحف ومصححا قبل ان استقر في بقاع الله بعيدا عن بلاد العرب. واللغة ملكة ومتابعة وذوق ومتابعة وإدراك، وانا مع النص الحداثوي جداً، ومع التحول الى حيث الابداع المفتوح والغني والمعبر، لكن الطامة الكبرى ان الحداثة لا تمر ولا تولد لاهي ولا الابداع إلا من خلال الاكتناه اللغوي الراسخ والبناء الفكري الواقعي، وان كلماتك الشاعرية التي تريد الاساءة بها إلي، لا تزيدني خوفا من ان ارى القبح ومواطن الضعف فاستدل بخبرتي عليها، وان امتعاضك مني، لهو كفيل بمغادرتي لهذا الموقع الجميل، ان كان وجودي يرغمك على المواجهة ويسبب لك الامتعاض، وستقرأ النص كما هو، ولكن غيري وان كان لا يبدي إشارة فان الاشارات والتشكيات لديه، وان لنا اجيالا من العبث، اجيالا اسفنجية، والدليل اننا ومنذ عشرات السنين لم نر شاعرا كبيرا، ولا قصيدة ماهرة، إلا ما ندر، ولهجوم كثيرين على موارد الكتابة والغناء والابداع، حتى اضحت تخومنا العربية منهكة ومتهالكة، اقدم جاثيا إليك اعتذاري بسبب تشويش افكارك ، وحزني على تخديش ذائقتك الشفيفة، ولقراء إيــلاف كل الحب.

سلاما لعلي اللامي
صلاح الحمداني -

السيد الدكتور علي اللامي، سعيد جدا بعمق جوابك وهدوء بالك، ردي هنا هو احترام لتعليقك وليس من أجل التطاول على رأيك أو على شخصك، وموضوع الذائقة الشعرية هو موضوع شائك ومعقد لكل منا كبشر، لما لهذه الذائقة من ارتباطات عضوية بتربية الفرد وعمق ثقافته، ناهيك عن محيطه الاجتماعي وتجربته الذاتية.. لكن لماذا يا دكتور وأنت المختص بالطب النفسي، لا ترينا ما هو جميل وحيوي بذائقتك الشعرية ؟ وأن تحدثنا عن ما هو معبر وجميل بهذه القصيدة ؟ أو بما تقرأه في القصائد عامة ؟ بطبيعة الحال لا أنتظر منك أن ترد على أسئلتي، لأن ما أفهمه أن الطب النفسي أو علم النفس، والشعر، هما من العوالم التي لا تلتقي دوما، وأن التقت لحظة ما فبدون طيبة خاطر !، عالمان كل منهما يعطي ظهره للأخر.. ربما ستجد في رأيي انحيازا لأحد هذه العوالم، وستكون محقا... فعلا ما علاقة الشعر بطب النفس ؟ الم يجرم علم النفس بحق شاعر ورجل مسرح مثل"أنتونيو أرتو"Antonin Artaud في فرنسا، ودمر حياة النحاتة الكبيرة "كلودل" Camille Claudel صديقة النحات المعروف "غودا" Auguste Rodin. وغيرهم الكثيرين ؟ أتصور أن التعليقات الذكية على القصائد مهمة من الناحية التهذيبية أن صح القول لعقلية وذائقة القارئ، ولا اعتقد بضرورتها إذا جاءت فقط للنيل من الأخر وتسخيف شعوره. لك مني كل التحية والتقدير. ولإيلاف طول البال والاعتزاز.