ثقافات

فنانون يمتطون العمارة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فنانون يمتطون العمارة موطئ قدم للمباني المعتوهة خارج العالم العقلاني ماذا يحدث عندما يتآلف الفن والعمارة ويُترك الفنانون لخيالهم الحر وإمكانياتهم القصوى لتغييّر بنيّة ما، من الداخل والخارج؟؟عشرة فنانين من مختلف انحاء العالم أُعطوا تفويضاً مطلقاً للتلاعب الفني والإبداعي في صالات وشرفات الهيوارد كاليري بمناسبة الذكرى الأربعين لإفتتاح هذا الكاليري المطل على نهر التيمس والمقابل لأبرز معالم لندن.
فنانون مهووسون بالبيئة المعمارية والفضاءات الواعية التي تخاطب الذهن مثل اهتمامها بالبنية الهيكلية لهذه البيئة.
عنوان المعرض (المباني المعتوهة) مستوحى من كتاب تصوير للفنان مارتن كيبنبركر نشر في عام 1988، يحتوي صورا بالابيض والاسود للمباني معتوهة البناء، والمعمار الشاذ للبيوت والعمارات المهجورة والمدمرة، كأنه يعطي لهذه المباني موطئ قدم خارج عالم العمارة العقلاني.
لا يقتصر المعرض على الصالات الداخلية للكاليري بل يمتد الى الشرفات والسطوح ,المعرض ينقلك الى سلسلة من العروض الجوية والدينامكية التي تستخدم الهواء،الضوء،الالوان،الرائحة و المصممة خصيصا لكي تصل بالزائر الى إستجابة كاسحة وفطرية تنمي الإنتباه والادراك الواعي للعلاقة بينه وبين البيئة المعمارية التي تحيطه.
يستلهم هذا المعرض فكرته من المعمار المغالي، المتطرف في التقليدية لكاليري هيوارد ذاته الذي يخالف تماما ما يجب ان يكون عليه بناء كاليري يعرض الفن الحديث وهذا ما يصرح به رالف روكوف مدير الكاليري.
ويضيف: اغلب الاعمال المعروضة تحاول القول، ان هناك طرق عديدة نتبعها ونستخدمها لوعي الفضاءات والتعامل معها.وفكرة هذا المعرض موجهة لإستكشاف العمارة المهملة (غير الواعية) او التي لانعييها.
المساحات الحضرية التي نعيش داخلها منضبطة بشكل مفرط و المعرض تحديدا يكسر االإنضباط ويكشف المغايرة لعلاقتنا بهذه الفضاءات والمساحات.

بحيرة السقف للفنان النمساوي جيليتين:
بحيرة السقف هو عرض شيّق للفنان النمساوي جيليتن وجاء بعنوان (عادة) وهو تتابع حر وطليق في احد شرفات الكاليري -مع او بدون العنوان- للتجديف في السقف باستخدام واحد من 3 قوارب غريبة الصنع من بقايا الخشب تطفو على سطح بحيرة بعمق 4 اقدام.
ماء البحيرة في نفس مستوى سياج الشرفة الاصلي لذا سوف تشعر انك ستنقلب من الحافة الى الاسفل لكن يبدو ان ادراة الكاليري قد ضمنت لك عدم النقلاب بشرط ان تكون فوق سن 16 عام.
الفنان بنى بمهارة ملتبسة 3 قوارب عائمة ملصوقة الأجزاء ومرقعة ومسمرة من اخشاب مستصلحة وبقايا الاثاث.مقابض المجاديف أرجل لكراسي قديمة مع نهايات نحاسية للمقابض.

نفق الحياة لإستديو (بو-هو):
استديو (بو-هو): فنانان معماريان من اليابان يجمعان بين فن العمارة والهندسة. عرضا نفق من الفولاذ المطلي بعنوان (نفق الحياة) وهو فضاء زاحف بخدر وتكثر فيه الزوايا الناتئة، يوصل بين طابقين في الكاليري، وقسم اخر للمرجل، يمتد الى الطابق العلوي من الكاليري.
عند مشي الزائر داخل النفق الذي سيصدر اصواتا تلعلع، مثل اصوات ورش العمل الميكانيكية وتنخفض درجة الصوت كلما قارب النفق على النهاية.هذا النفق ينتهي في فضاء خاص جدا حيث تعرض الفنانة راشيل وايترد مجموعتها من بيوت الدمى المضاءة.
قرية للفنانة راشيل وايتريد: قرية الاشباح هذه مكونة من 250 بيتا من بيوت الدمى، معروضة في فضاء مظلم لكن كل بيت مضاء بمصباحه الخاص. القرية عبارة عن فضاء صوري لمحيط حي سكني في الضواحي، بيوت الدمى مرتبة في صفوف كأنها مشيّدة على سفح تل ما. مادة البناء لهذه القرية هي أقفاص شحن الامتعة ومخلفات الاخشاب والورق المقوى.
البيوت فارغة وتوحي كما لو انها مهجورة واصغرها معلق على الحائط،كأنها حَي في ضاحية مسكونة بالاشباح.
تقول الفنانة البريطانية: انها بدأت باقتناء هذه البيوت منذ 20 سنة ولم تعرف السبب الذي دفعها لذلك. لكن فكرة المشاركة في هذا المعرض قفزت ا لى ذهنها فجأة لما تمثله هذه البيوت من فرادة وغرابة.

V الفنان الكوري دو هو سو: السلم الفنان الكوري قد مُنِِِح له فضائين لعرض عمليه. العمل الاول في الطابق العلوي من المعرض، سلم جميل، رقيق الغزل ونصف شفاف من الياف حمراء مضفورة بمصابيح للإنارة.
العرض بكل تفاصيله عبارة عن شبكة حمراء تملئ فضاء القاعة وحتى درابزين السلم قد شغل من هذه الشبكة الحمراء.
في وسط القاعة يوجد السلم المغزول الاحمر المعلق من الاعلى بسقف وهمي، السلم لايصل الى ارضية القاعة.هذا العمل هو تشكيل روحاني واعادة خلق وتجسيّد للأماكن المهملة في حياتنا(للسلم والدرابزين) في شقة الفنان نفسه.

النجمة الساقطة للفنان دوهو سو:
العمل الثاني للفنان الكوري كان بعنوان النجمة الساقطة وهو إصطدام دار طفولة الفنان في سيئول مع شقة الفنان ذات الاربعة طوابق في نيويورك والتي يعيش فيها منذ سنوات.هذان البيتان المصطدمان مع بعض معلقين على درج بارتفاع متر ونصف. مع تفاصيل تجسد هاجس الشرق، هناك اكثر من من 2000 قطعة حطام، كثير من اجهزة البيتين من اثاث،خزف صيني،ملابس وكتب، اغلفة الفيدكس متروكة على طاولة غرفة الجلوس وفواتير مبعثرة على الارضية، تفاصيل ليوميات الحياة العادية في بيت ما. كل قطعة معلقة ومثبتة في مكانها الذي ارتأهُ الفنان بعناية شديدة. كارثة متجمدة: الفنان لويس كاربنتروس شقة تَجمدَتْ منتصف لحظة الانفجار الذي يشبه انفجار قنبلة.
قطع جدران متطايرة،أريكة تغتسل بقطع الزجاج، فضاء مليء بكراسي مفككة، طاولات،مبردات الاطعمة،أسرة واجهزة كهربائية.إنها لحظة انفجارمتجمدة في فلم اكشن.تجميد لبرهة كارثةٍ ما. لحظة الإنفجار الوهمية هذه، معلقة من السقف بواسطة خيوط صيد الاسماك وأسلاك معدنية رقيقة.
هذا هو عرض الفنان الكوبي لويس كاربنتروس.
الاثاث من أبواب ودواليب وطاولات تبدو واهية جدا بحيث يُسمح لك بالمشي حول العرض وليس من خلاله.
غيمة الشظايا هذه اكثر عرض سوف يلتصق بذاكرتك طويلا، وهو من اصعب الاعمال المعروضة ايضا.
مرصد، مطار المدينة: الفنان توماس ساراسينو فيء ناصر من لندن: عرض الفنان الإرجنتيني توماس ساراسينو قبة متلئلئة نصف شفافة،قابلة للتمدد، القسم الخارجي من هذه القبة قزحي ويرى من بعيد و قد قلب المعمار التقليدي لكاليري هيوارد من الخارج تماما وجعله اكثر بهجة واشراقًا. بامكان الزائر تسلق سلم خارجي والانتقال نحو الاعلى في هذا الغشاء الاسفنجي السميك والاستمتاع بالقفز في جو مفرغ. وسادة الهواء هذه معلقة على ارتفاع 20 قدم على احدى شرفات الكاليري.
لكنها تندمج مع ارضية الكاليري في المستوى المتوسط والزائر الذي يدخل هذه الكرة العملاقة يبدو من الاسفل وكانه يمشي على الهواء.هذا العمل جزء من اسكيتشات الفنان المتخيلة في بناء مدينة عائمة في الفضاء،أو مدينة تتحرك من مكان لاخر مثل نفخة ريح وربما تجول العالم على ارجل عملاقة.
ضفدعة الحياة الضبابية: ارنستو نيتو
الفنان البرازيلي ارنستو نيتو يعرض خيمة عملاقة يسمح للزائر بالمشي داخلها، تستند على اعمدة تظهر كانها عظام ديناصور،عندما يدخل الزائر هذه الخيمة يكتشف حقائب متدلية ومعلقة بالسقف نصف الشفاف، ملئت هذه الحقائب بالروائح الشرقية والبهارات وجعلت الهواء يعبق بروائح الفلفل والقرنفل وعبير المسك. الفنان يشتغل على البيئة الحسية في عمله هذا،هذه الخيمة تخلق إثارات شُميّة غريبة، انه عمل يعتمد النحت في الرائحة.
عندما تصعد السلم كي ترى عمل الفنان الكوري تفاجئك هذه الخيمة بانها مقسمة الى قسمين بغشاء افقي فسيح.
هذا الفنان يشتغل على نحت الروائح منذ عام 1980 ضمن بيئة من الحقائب العملاقة المتدلية من الاوركنزا وبقية المواد القابلة للتمدد.
خيمته تحتوي الزائر كانها رحم من الروائح، يأمل الفنان من خلال نحت الروائح أن يغير من سلوك الناس ويجعله اكثر هدوءا وسلام من خلال إستنشاق الروائح المهدئة للاعصاب.
لوف كرافت: الفنان مايك نيلسونHP لذكرى الفنان البريطاني قدم عرضه في قاعتين جاعلا من الحيطان فيهما، مجصصة ومخربشة بشكل يخيل للزائر انه في مشهد للخراب.او كأن وحش حَطّ من الفضاء، يُقَور ويقضم بقسوة مخالبه،هذه الحيطان تاركا القاعة كانها موجة محمومة من بقايا الخشب.
عنوان العرض ماخوذ من قصة للكاتب الارجنتيني خورخي لويس بورخس.
هذا العرض كانه محاكاة ساخرة لمحاكاة ساخرة لاخرى ساخرة يقول الفنان واقفا في منتصف القاعة التي خربش حيطانها بتعمد لتظهر كما ان مخلوق غيبي قد تسبب بكل هذا الخراب.
الفنان ايضا اغلق جميع النوافذ في القاعة واستبدلها بباب واحد كبير فوق السلم وكأنه يوحي للزائر بمهرب سريع.
مع سبق الاصرار والترصد على الخراب. سيشعر الزائر بشئ من الجنون وسط هذه العربدة المتعبة.

الفنان الالماني مايكل بتلر هذا الفنان بنى مغزله العمودي على منصة شاورما دجاج عملاقة لانتاج مئات من المناديل الورقية الملونة خالقا لوحة متاهة بيئية للزائر الماشي خلالها.
سينما هوائية: الفنان توبياس بتريه
الفنان السلوفاكي توبياس بتريه عرض 30 مقعد تخيلي لسينما من جدران خشبية مدورة وسقف من نجوم متلئلئة وغيوم متحركة. بمقدور الزائر متابعة أ فلام وثائقية عن فنانين مثل روبرت سمثسون،كوردن كلارك وغيرهم.هذه السينما مشيدة ايضا على شرفات الكاليري.

عشرة فنانون معاصرون كل منهم يستخدم البيئة المعمارية كثيمة لاعماله،غزل متناغم بين النحت والتماثيل والعمارة،حرية عدم الالتزام باي قيد جعلت من هؤلاء الفنانين يستثمرون مخيلتهم الى اقصى مدياتها لابداع بيئة متخيلة، بوقاحة واستفزاز في بعض الاحيان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المعرض في هيوارد
سامر -

أحسنت في أختيار هذا المعرض للكتاية عنه، أنا الآن أقرأ الكتاب الذي صدر بمناسبة المعرض Psycho Buildings الكتاب قيم جدا، وهو كما المقالة يستعرض كل فنان و عمله، ما أغفله كاتب المقال هو ما يشير اليه الكتاب وبشكل مركز ألا وهو السايكولوجيا الاجتماعية التي أرادت إنتاج تلك المباني كعلاج لكسر النمطية السائدة في المدن الغربية، والتي إشتق منها أسم المعرض و الكتاب، كما ويذكر الكتاب عن بيوت الدمى لوايترييد بأنها قامت بشراء معظمها عبر الإي بي (الإنترنت). شكرا للتحقيق الجميل والى المزيد