ثقافات

قصيدة ناجي كاشي الأخيرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الخالق كيطان
فقدت الأوساط الثقافية العراقية واحداً من أبرز المشتغلين في المسرح التجريبي العراقي في السنوات العشرين الماضية هو الفنان الدكتور ناجي كاشي.. والذي صرعته نوبة قلبية مفاجئة في مدينة السماوة حيث يقيم ويعمل منذ سنوات..
والفنان ناجي كاشي لم يكن شاعراً محترفاً، فهو مخرج وممثل وناقد وأكاديمي مسرحي بالدرجة الأولى، ولكنه دأب في السنوات الأخيرة على إرسال نصوصه لي تباعاً.. ولقد وجدت في تلك النصوص تعويضاً عن غيابه القسري عن خشبات المسرح التي كان يعشقها.. ومن تلك النصوص ثمة نص لفت انتباهي وعنوانه: إلى عزيز عبد الصاحب في عالمه الآخر.. كان سطر القصيدة الأول مفزعاً، يقول كاشي:

ربما نلتقي أنا وأنت بعد حين
فقد داهمتني الوساوس مثلما كانت تداهمك منذ مسيرتك الكبرى
قصيدة ناجي كاشي الرثائية هذه تصلح أن تكون نبؤة شخصية.. فهل كان ينظر إلى موته بعينين ثابتتين؟.. الأصدقاء في مدينة السماوة، حيث لفظ الفقيد آخر أنفاسه، يقولون أن موته كان مفاجئاً.. ولكن النص الذي بين أيدينا يقول بعكس ذلك..
جمعت ناجي كاشي بالراحل عزيز عبد الصاحب صحبة طويلة.. هكذا رأى في موت هذا الأخير إشعاراً لم يدخر وسعاً في فضحه فكان النص..
عمل ناجي كاشي في المسرح العراقي ممثلاً ومخرجاً وباحثاً.. وكان يخطط لإخراج مسرحية جديدة مع مجموعة من فناني مدينته.. نال شهادة الدكتوراه أواخر تسعينيات القرن الماضي في الفن المسرحي عن رسالته الموسومة: الغرائبية في العرض المسرحي.. ولطالما شغل الفقيد بالغرائبية فكان أن أخرج بعض المسرحيات التي عدت غرائبية في حينها.. أما أبرز أدواره ممثلاً فكان: أوديب ملكاً مع المخرج الدكتور عادل كريم، واللعبة مع الفنان الدكتور فاضل خليل والأشجار واغتيال مرزوق مع الفنان كريم جمعة وخمسة أصوات مع الفنان محمود أبو العباس.
ناجي كاشي أيها المتشكل من أطيب ما أعطت هذه الأرض.. سلاماً عليك وعلى صاحبنا الكبير عزيز عبد الصاحب.. ****
ناجي كاشي
الى عزيز عبد الصاحب في عالمه الأخر

ربما نلتقي انا وانت بعد حين
فقد داهمتني الوساوس مثلما كانت تداهمك منذ مسيرتك الكبرى
حافيا باحثا عن السراب الذي اعتقدت متوهما انه النعيم
او ربما الجحيم
ربما نلتقي لاسمع منك ما كان معك من امر
ولا اقص عليك ما كان معي بعد فراقك المقيت
ولكن اين؟ في اي المقاهي؟
عليك ان تحدد المكان
فقد التقينا اخر مرة انا وانت في السماوة
التي ربما هي الجنة او انها الجحيم
كنت مزهوا، او ربما هذا ما كان باديا في الصورة المرفقة
والتي ربما هي اخر صورة اخذت لك معي
انا الذي سأجيء اليك ممتطيا العافية
بينما ستبقى الصورة هذه في اثير الكرة الارضية تنبأ عن اندحاراتنا الكبيرة
اليك تجيء المنايا تسلم للريح اطراف ردائها
وتمعن الخيالات في استباق المصير
فيما تقف الرحمة في الطرف القصي
معلنة كتمانها لكل ما كان من شيء
وداعا ايها الحلولي الكبير
الذي ما احتجت الا لاقباس النور التي رحت تسوقها اليك
نائيا بنفسك عن كل ما كان من شيء
الصحارى كانت مكانك
ممتثلا للحضارة رغم انفك
مندحرا منذ بدء الخليقة حتى مماتك المفترض
ميتتك الاولى كانت غيبتك الاخيرة
عندها كانت الديكة تعلن الحروب
فيما كنت تداعب اناملك الالف
وترتق ثيابك التي عذبتها النتوءات
حازما على لقاء المصير
ورحت....
سأجيء اليك
لكني
لن اتمكن من ان اداعب اناملي او ارتق ثيابي
لاوقت لدي لما كان من امر
وداعا
يا عبد الصاحب؟؟؟؟؟
*****

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لامفزع ولاكلاوات
سرهيد غافد الشمري -

يقول الاخ كيطان ان السطر الاول في القصيدة مفزع . فماالذي افزعك في سطر عادي عادي عادي عادي( مع الاحترام للميت رحمه الله)كهذا السطر: ربما نلتقي انا وانت بعد حين..؟ لقد ابتلينا بهؤلاء المتعجبين، كألاخ قيطان، بما لايمكن ان يثير اي عجب عند اي قوم آخرين او عند اي أمة أخرى، وماذلك إلا من فرط خواء نفوسهم وسطحيتها وتهافتها على أي شيء ، وكما يقول المثل الطبل اجوف .

تحية الى خالق وناجي
واحد من صعاليك بغداد -

اذا كان هناك { طبل أجوف } في مكان ما من نفايات العالم ، فهو بالتأكيد هذا الدعي المدعو سرهيد الشمري الذي يعلق بالسوء على كل الأشياء الرائعة بسبب خيبته الدائمة مع الشعر والابداع . لماذا تشتم الناس وتتجاهل شروط التعليق في ايلاف ؟ لماذا يعتقد هذا السرهيد اننا لا نعرف حقيقته حتى لو تقنع باسم يشبه أعماقه ؟ يكتب الاسم الثاني للشاعر عبد الخالق كيطان بطريقة الشتم وكأنه يريد الثأر منه .الرحمة لروح ناجي كاشي المبدع الجميل والشكر الى الشاعر عبد الخالق كيطان .

ملاحظات مهمة
محمود النمر -

1- يفترض نشر النص باسم ناجي كاشي لا باسم كيطان. 2- ولا اقص، الصحيح: ولأقصّ. 3- المرحوم لا علاقة له بالشعر. 4- المرحوم لم يكن معروفاً ابدا حتى في العراق والقصة من تلفيق كيطان. 5.- من أجاز للسيد كيطان نشر هذا النص؟ هل المرحوم أعطاه حق نشره؟ هذه إساءة للمرحوم، لأن النص ما هو إلا رسالة شخصية لا نصا شعرياً. شكرا

الى المعلق الثاني
ماجد شرار -

قال سرهيد ان جملة، ربما نلتقي انا وانت بعد حين، التي اثارت فزع كيطان ، ليست مفزعة وهي جملة في غاية العادية، وربما قيلت يوميا في دكاكين الحلاقة وفي ورشات الحدادة وفي دكاكين بيع البخور والحرمل وورد لسان الثور وفي محلات بيع الخضروات، وفي المسالخ وبين الفيترجية والقصابين وعمال البناء، فلماذا (طك بيك عرج) ايها السيد المبجل عندما قرأتها. ثم اريد ان أسألك ماهو وجه الروعة في الموضوع كله، كما وصفته.

الى كيطان
مناف الوكيل -

لاأظن ان الرسالة، مع ماافترضه كيطان نصا فيها، لااظن انهما يستحقان النشر، ومافعله كيطان بنشره لهما، مع مقدمته، هو اساءة للمرحوم، لأنه قدمه على انه كتب نصا شعريا مخيفا فيما يكشفه من عمق ومعنى، وهذا مجرد تثاقف ومثاقفة فارغتين، فالمرحوم لاعلاقة له بالشعر والكتابة واظنه لايجهل ذلك عن نفسه. الفاتحة على روح المرحوم .

زملاء رامبو
زامل البيضاني -

الى الاخ رقم 2/ يا اخوان شنو القضية. كلما كتب واحد كلمة، سويتوه كاتب روائع. شنو الموضوع، منين تجي الروعة، لماكتبه عبد الخالق كيطان وكاشي . على كيفكم خبلتوا هذولة الشاعرة علينا. خليتوا واحدهم مايرضى بالجلوس إلا على يمين الابدية، أو واضعا كفه المبدعة الرائعة بكف أخيه بالابداع رامبو.

كيطان مبدع حقيقي
جبار -

يعتبر عبد الخالق كيطان من القلائل الذين يمتلكون اخلاق ملائكية وانسان بمنتهى النبل والكرم ولا يبخل على الآخرين ابداعم وسموهميعتبر ناجي صديق للشاعر المبدع عبد الخالق كيطانوهذا هو الشعر تعبير عن المشاعر بطل اشكالها أملم تتعبكم صناعة الزيف في الشعر والنظر الى النار الهادئة لدى عشاق الحياة من اشعار وخواطر ومذكراتويوميات وووواعرف الأستاذ الشاعر عبد الخالق كيطان عن طريق كتاباته ومقعه الأدبي دفاتر وقد سبق وان كتب عن الدكتور ناجي كاشي وهو ايضا صديقه هذا يعني ان الشاعر كيطان يملك كل المبررات للكتابة عن صديقه المرحوم ناجي كاشي الفنان والممثل والإنسان .ثم ان عبد الخالق لا يقدن تاجي بدلا من رامبو او بودلير بل كلما يريد ان يقوله ان الموت لم يكن مفاجئا للراحل الدكتور فنان الشعب ناجي كاشي شكرا الأستاذ والشاعر المبدع عبد الخالق كيطانوانا ايضا اشكره شخصيا على جميع مواقفه معنا كأصدقاء واخوة

الى المعلق 2
وعد كريم -

يراد من القراء ان يبتلعوا، كل مايكتب الآن مما هو لايرتقي الى مستوى الخواطر، على انه من الروائع. لابد ان الامور سيئة الى حد بالغ لكيما، يتوجب علينا اعتبار مثل هذا الانحطاط الكتابي روائع . أتساءل، ومن حقي ان افعل: ترى هل يعتبر هؤلاء،كل ماهو متعارف عليه من الروائع ، روائعَ ام لا..!!.. اي هل يعتبرون مثلا اناشيد مالدورور وغيمة في بنطلون واوديب ملكا، والعاصفة وغيرها روائعا ام انها مجرد كتابات تترفع مخيلاتهم عن التدبر فيها .

خارج السرب
محمد البغدادي -

ليس في القصدة ما يدعو او يشير الى انها قصيدة عالية النبرة او وارفة النضج والاختيار ، فلغتها بسيطة وهي نثر يتأرجح بين فن كتابة الرسائل وبين محدودية التعبير. فهلا اتحفنا الشاعر بقصيدة له؟ لتجلو عنا غبار العــووووووو والمنزلقات الجليدية الجديدة.وكما قيل هنا، ان اغلب الشعراء صار يسوق لاسمه ولشعره ، بعيدا عن مقدرة الشعر ذاته، وقد ظفر من قال: الصمت فلسفة. والسكوت من ذهب. محبتي الى إيـــــلاف

المندهش دائما
مجيد جورك -

صديقي الغالي عبد الخالق مازلت مندهشا ومذ عرفتك فهذا تأكيد لي على انك ماتغيرت في سجاياك الفطرية الرائعة وعفويتك الجميلة مازلت وفيا لأصدقائك وأساتذتك شفيق المهدي , والمرحوم ناجي كاشي وغيرهم ... أنت كما أنت منذ أيام فندق دنيا مرورا بجماعة المنبر ومتاهات المنافي والعودة الى وجعنا الأبدي..ولكن علينا أن نظهر للجمهور أفضل الجواهر التي نكتنزها . سواءكانت من إبداعاتنا أم من إبداعات أصدقائنا, والمرحوم ناجي كاشي ماكان شاعرا ففي رثائه للمرحوم عزيز عبد الصاحب جعله يتذكر الموت فهذا الحدث الجلل يجعلنا دائما كلما فقدنا عزيزانقف عاجزين في مواجهة الموقف ويخترقنا نفس التصور ونفس السؤالونفس المخاوف ماذا لو...؟ فما الذي يدهشك في هذا الكلام أم أنك لا تقوى على مفارقة الأندهاش....مجيد جورك