ثقافات

زهر الخزف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منال أحمد
قارب يغرق في اللجّة لا شيءَ أكثر طمأنينة من أن تنبذَ العالمَ الوقِح،
أنا وأنا قاربٌ يغرقُ في اللُجَّة،
حيث لا أعلم أنَّ العواصفَ تُزمجر.
ماذا لو لم تُقرع الأجراس؟
هو مخطّطٌ من أجلِ انتشالي
كان ذلك ولمرّاتٍ عديدة،
ماذا تبقّى من الطبيعة؟
مهلاً أيّتها الجياد، فما من فارسٍ هناك ولا من أسيرات. المنفذ ما إن تقف وسط هذا الحشد،
حتى ترى نفسكَ في ركنٍ قصيّ،
تسمعُ أصواتاً تشبهُ الموسيقى
في وادٍ عميق.
حائرٌ أنت تنتهبكَ الزوابع،
وهو ذاتُ السؤال الذي كان يرافقكَ لسنينٍ طوال،
ولمجرّدِ أنّكَ تغاضيتَ عن فهمِ المعنى،
لم تصدّقِ المرآةَ يوماً..
هذا ما كنتَ تُردّده
حين لا تجد منفذاً. المشيئة للاندفاعِ قوّةُ البحر، زهورٌ يُحيطها الخزف
ـ لا تشعر بما تفعل ـ
كما لو أنَّ الموجَ يتحطّمُ بعد التكوين،
هي نفسُ اللحظةِ التي تعيدُ فيها تشكيل الخارطة
على وفقِ المعايير المتضاربةِ التي لا تنقصها
أدقُّ التفاصيل،
وما إن ترتجف فتتقلّص دفاترك، وفي آخرِ الرُواقِ تمتدُّ يدُ الله
ملائكة بلونِ السماء،
إنّها المشيئة
هكذا تُردِّدها أنت وبشيءٍ من الرِّضا.
لقد ضاقَتِ الأرضُ بالبشريّة،
لينحدر الواحد تِلو الواحد
إنّه لمن الخَطَلِ أن تكونَ أنت الشخص المسلوب،
فحالما تستيقظ تعلم أنَّ الله موجود،
يا أيّها الماردُ الخُرافي. البحر كأنّك وحدَكَ من يمتلكُ الأسرار،
فلهذا كانت لنهايتكَ بداية عظيمة.
صوتٌ لا يكاد ينتهي، كتموُّجاتِ نوارسه على الساحل
مع ذلك أجهلُ معنى أن تُحبَّ الموت،
أن تلتهمَ الأرواحَ دون أيّةِ شفقة..
يا لهذه المفارقةِ أنت وأنت
وأنت وأنا على نفسِ النهج،
لكأنَّ العالمَ ولدَ في بلورة،
ومع ذلك فما هي إلاّ نتيجة مُعدّلة وراثيّاً من نسلِ سلالتكَ الأولى.
الأرض البوار لقد اندلقَ الضوءُ في جنحِ الليلِ الأصمّ..
صياحُ الدِيَكةِ كان
ولا يزال كصدى الملائكة،
الصلاةُ تُقامُ كلَّ ليلة،
في محرابٍ تتكدّسُ فيه الأرواح،
عبر تناسق مُتسلسل.
فلنغادرِ الآن
أينما كانت مواقعنا
لا جبلَ نلُوذُ به اليوم،
لنقمْ صلاتنا في أيِّ مكان
ليس ثمّةَ فرق،
فالأرضُ كلُّها بَوار. * سلطنة عُمان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما ينقص القصيدة؟
عبد السلام -

أتعرفون ما ينقص القصيدة؟ أشياء كثيرة، ولكن الذكاء أهمها. ألاحظتهم ذلك؟!

صه
وا حد يعرفك زين -

اتعرف ماينقصك لتصبح ناقدا ياعبد السلام تنقصك الثقافة والخبرة والخيال والذائقة السليمة ..لا اراك الا مريضا يجد في هذه التعليقات السمجة علاجا له..بالمناسبة الكل يعرف اسماءك الأخرى والكل على يقين بانك نكرة فاشل...

إلى المعلق 2
عبد السلام -

أنت لا ينقصك شيء، لأنك النقص نفسه.

ما ينقص القصيدة ناقد
جميل -

لن يثني أبداً تعبير ما غير مسؤول عزم الشاعرة المبدعة منال أحمد، والحقيقة أن مثل هذا القول يجربنا إلى الحديث عن النقد في كونه مقوّماً حقيقياً للشعر يتمثّل في صيغة لا يلحقها ضرر في إطار التأويل الخاطئ. كلام عبد السلام لا يحمل بأية صورة ملمحاً مميزاً من صيرورة النقد، وما يسميه نقص الذكاء لا يمكن أن يعدو جزءاً من ألفاظ استعارية غالباً ما تكون مقصودة للتقليل من شأن الشاعرة لإقصائها انطلاقاً من تصور مسبق. ما ينقص القصيدةناقد ذكي أتلاحظ ذلك ياعبد الشلام

تعليق على التعليق 4
عبد السلام -

يا عزيزي لا يحتاج هذا النص إلى ناقد. إنه يحتاج إلى أن يكون قصيدة.

قصائد جميلة
شفيق أحمد الورداني -

الشاعرة منال أحمد، من خلال قراءتي لهذه القصائد، لاحظت أنكِ تحملين اسلوبا جيدا في ترجمة هواجسك وأفكاركِ وما يتدفق في خيالكِ. تحمل القصائد عفوية ناجحة حيث جاءت القصائد خالية من التكلف والتصنع، وعكست حالات عديدة موجودة في الواقع. طرقت الشاعرة اسلوب البساطة في انتقاء المفردة. شعر جميل وقصائد ذات معنى وهدف وفائدة. اللغة متماسكة والصور واضحة غير مشوشة. القصائد مكثفة بعيدة عن الحشو. أنتظر قصائدك القادمة. هكذا قصائد تحتاج أكثر من قراءة وأكثر من متمحص وقارئ لبيب كي يغوص في أعماقها فقد تركت الشاعرة الكثير بين السطور. شكرا لإيلاف وللمحرر الثقافي وكل التحية للمتابعين والمعقبين وحبذا لو يتم النقد والتعليق ضمن نطاق الأدب والشعر والقصائد، ولا أعلم لماذا لا يحذف المحرر كل تعليق ليس له علاقة بالنص ويتطاول على شخص الشاعر أو الشاعرة في الكثير من الأحيان.

النقد في حالة إضمار
جميل -

ليس من باب المفاجأة أن نسمع بهذا الرأي، والأغرب من ذلك أن الأخ عبد السلام حفظه الله اعتمد في استدلاله على حكم مسبق دون أن يُغيّر من الوقائع العامة في نطاق عرضه النقدي. لقد امتنع الناقد في حقيقة الأمر عن القيام بدوره التقويمي وانجر إلى اطلاق التكهنات العشوائية التي هي خارج سياق عمله ناقلاً لنا أحكاماً سريعة قبل أن يدرس قيمة العمل الأدبي من منظور معين، الخلاصة يبقى النقد في حالة إضمار.