جوى الوجد لغوته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مُعاذ العُمري وَحْدَهُ يَدري ما أُعاني،
ذاك الذي يَعرفُ
ما للوَجْدِ مِن مَعاني!
وحيداً في الخلاء
ناءٍ عن أيِّ هناء. أنْظرُ إلى قُبةِ السماءِ
صَوْبَ هاتيكمُ الأَرْجاءِ.
فإذا بالذي يَعرفني، ويَهواني،
في تِلْكُمُ الأنْحَاءِ.
يَأْخُذني دُوارٌ
يَتقدُ حَشايا نارٌ
وَحْدَهُ يَدري ما أُعاني،
ذاك الذي يَعرفُ
ما للوَجْدِ مِن مَعاني!
النص الأصلي بالألمانية
Nur wer die Sehnsucht kennt,
Weiszlig; was ich leide!
Allein und abgetrennt
Von aller Freude,
Seh ich ans Firmament
nach jener Seite.
Ach! Der mich liebt und kennt,
Ist in der Weite.
Es schwindelt mir, es brennt
Mein Eingeweide
Nur wer die Sehnsucht kennt
Weiszlig; was ich leide!
التعليقات
القافية في الشعر
عادل صالح الزبيدي -تحياتي الخالصة للمترجم الأستاذ معاذ العمري. لدي ملاحظة واحدة على الترجمة تتعلق باستعمال القوافي في الشعر، سواء المترجم أم المؤلف. قد لا يخفى على الأستاذ العمري أن القوافي لا تكون إلا مع الشعر الموزون، سواء أكان هذا الوزن تقليديا كما في القصيدة العمودية العربية أو غير تقليدي كما في القصيدة الجديدة، أي ما اصطلح عليه بقصيدة التفعيلة أو الشعر الحر وغير ذلك. فيما عدا ذلك فهي ليست قواف بل أصوات تتشابه قصدا أو عرضا واتفاقا، وقد تكون أسجاعا كما في بعض أنواع النثر القديم كسجع الكهان. ذلك لأن القوافي، بوصفها شكلا من أشكال النظم، تنبع في النظم الشعري من نظام صوتي معقد تشكل هي جزء مهما وعنصرا حيويا فيه بحيث لا يكتمل ذلك النظام بدونه. أما إذا وجدت خارج هذا النظام، أي وحدها وبمعزل عن عناصر النظام الأخر، فسيشعر المتلقي حتما إنها مقحمة ومتكلفة، بل زائدة ولا حاجة لوجودها لأنها لا تضيف شيئا إلى النص الذي يحتويها إن لم تكن تشكل نقطة ضعف فيه. قناعتي الشخصية هي إننا إن أردنا كمترجمي شعر مقاربة لغة الشعر والنظم في الترجمة فعلينا أن نبدأ بالإيقاع (أو الوزن) أولا وثانيا وثالثا...ثم بعد ذلك نفكر في القوافي. هكذا شعرت وأنا أقرأ ترجمتك لقصيدة غوته القصيرة هذه، لذلك فإنني أعتقد بأنها كانت ستكون أفضل بكثير بدون هذه . مع خالص الود والتقدير للأستاذ العمري.
الوزن والشعر المترجم
معاذ العمري -السيد الدكتور صالح الزبيدي جزيل الشكر والتقدير لك على ملاحظاتك القيمة.ويسرني هذا النقد الطيب الذي تُهديني!والحقيقة، أنني أسلك منهجا في ترجمة الشعر يقوم أولا، على السعي إلى نقل المعاني التي يقصدها الشاعر نقلا يفهمه أهل اللغة المستضيفة للترجمة، وبنظم يستسيغونه. ثم، ثانيا نقل الأحاسيس والمشاعر التي تتضمنها القصيدة (روح القصيدة)، وهذا يقتضي بدوره إضفاء صبغة أدبية ما على الترجمة؛ محاولا في ذلك ترغيب القارئ العربي وتقريبه من الأدب الأجنبي المترجَم؛ كترجمة الشعر نثرا، ثم، ثالثا، النظر في شكل القصيدة الأصل فإن لم يلتزم كاتبها بالقافية ترجمتها بلا قافية، وإن هو راعى فيها القافية فأسعى لترجمتها بقافية، واللغة العربية في هذا لا تردَّ سائلا! من غير إقحام ممجوج أو حشر متَكلَّف قد تعافه المتلقي، ثم، رابعا النظر في الوزن فإن اتفق الوزن مع ما سبق فبها ونعمت! أما إن انكسر الوزن وثمة محل للتوفيق مع الترجمة أقمتُ الوزن، وإما إن تعذرَ ذلك رفعتُ قلمي إذا ما استعسر الأمرُ ولا محل للتوفيق.وفيما يخص القصيدة، فغوته يهتم غوته في شعره بالقافية أيم اهتمام، وفي القصيدة أعلاه، أولى الشاعرُ اهتماما كبيرا للقافية، فهو على سبيل المثال قدّم الفعل (liebt) أي يحبني وأخّرَ الفعل (kennt) أي يعرفني، لمرعاة القافية مع الاسم اللاتيني (Firmament) أي قبة السماء، فالمرء عادة ـ كما أرى ـ يعرفُ ثم هو يحب، وعندما ترجمتُ الجملة جريا على هذا النسق، أي، ـ يعرف ثم يحب ـ ولقناعتي أن درجة الحب كانت أقوى من مجرد حب اعتيادي، فاستبدلتُ "يحبني" بـ "يهواني" فقد اتفقت عرضا لا قصدا مع قافية المطلع " أعاني" وهي بهذا لم تكن إقحاما للقافية في الترجمة على ما أرى. وتقبل أطيب المنى منى!