ثقافات

جرحُ غزَّة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أيُّ لونٍٍ ما أراهُ في جناني
يغزلُ الليلُ سواراً من دخانِ أورق الموتُ عيوناً لا تنادي
طفليَ المذبوحُ ما عادَ يراني أفلتتْ صهيونُ في الدارِ ذئاباً
تنهشُ الأجسادَ قوتاً للغواني ليسَ للأباتشي قلبٌ او عيونٌ
بل جنونٌ يشتهي قصفَ المباني كلُّ نعشٍ في فلسطينَ جنينٌ
هلّلي يا امُّ زُفّيهِ التهاني كل آهٍ في لوعةِ الثكلى حياةٌ
إنْ علا منديلُها عطراً سقاني لا تظنّي آلةَ الموتِ انتصاراً
ليستِ الأعمارُ في عدِّ الثواني عند ذاك السفحٍ قد ذابت شموعٌ
أيقظتْ في الأرض معنى العنفوانِ ربَّ عمرٍ سوف يُهديكِ رسولاً
يطردُ الأشباح من ساحِ الأمانِ ربَّ يومٍ يُزهر النصرُ ضلوعاً
يمنحُ الارواحَ عطرَ البيلسان ربَّ طفلٍ يرسمُ الصبحَ نذوراً
من فلسطينَ شموساً للزمانِ ربَّ أمٍ زغردتْ قربَ شهيدٍ
عرسُهُ الموعودُ في خُلدِ الجِنانِ.
***
في حمى غزّةَ تختالُ الدراري
كوكبٌ إنْ غفا يصحو كوكبانِ إنني أقسمتُ أنْ أحمي ثراكِ
يا خميرَ الحبِّ فالحبُّ دعاني يا دماً يسري لهيباً في عروقي
يا نجيعاً أستقي منهُ المعاني لن يجفَّ الحبرُ من جرح يراعي
لن أرودَ الحقَّ مبتورَ اللسانِ كلُّ شبرٍ في روابيكِ مزارٌ
أنحني فيه وأُهديه امتناني إطمئني يا قبلةَ الابطالِ قدْ
صار للتقوى لدينا قُبلتانِ. ***
لا تقولي أنَّ في القاموسِ عُرْبٌ
بل أناسٌ دنّسوا عهدَ الأماني يملأونَ الكأسَ من فَيضِ أساكِ
ما دَروا أنْ ملؤُهُ سكبُ الهوانِ أسكروا الأعرابَ من وهج لظاكِ
دمعةُ الأطفالِ ليستْ للدنانِ يسألون الغربَ أن يُؤتي حلولاً
لا يُعاني الغربُ مثلي ما أعاني عندهم نيرونُ ما زال مثالاً
كيفَ للأحفادِ أن يشفوا المُعاني؟ أينَ قومٌ علَّموني أنه ما
حك َّجلدي مثلَ ظفري إن رعاني اين أهلي صرتُ من أهلي براءً
ليس في غزةَ سهلٌ للزؤانِ بحرُها الهدّارُ يرغي انتصاراً
يدفع العدوان عن شعبٍ مُهانِ ليتَ لي صوتاً يباري العوادي
ليتَ لي في البُعدِ أقوى من حناني مَن يقينا الذلَّ إنْ صرتِ يباباً
مَن يوافي حُلمَنا إنْ لم تُصاني أُتركيني اسألُ الله: لماذا
سقطَ الأخوانُ يومَ الإمتحانِ؟! رئيس تحرير "التلغراف" الأوسترالية
tkazzi@eltelegraph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكام ورؤساء
اري خليفة - زاخو -

ان ماساة غزة طوال السنوات الاخيرة .. ومشكلة حرب العراقية الايرانية لثمان سنوات . وحرب الشيشان بين الشيشانيين والروس .. وحرب الكوسوفو ويوغسلافيا .. ومعارك في الصومال بين الثوار والحكومة . ومشكلة الصحراء العربية في المغرب .. وصراعات الحزب العمال الكوردستاني وتركيا .. واكراد ايران وحكومة الملالي في ايران .. وكشمير والهند .. كلها السبب من افكار واجندات حكام ورؤساء الاحزاب المنطقة من اجل الكرسي باي ثمن كانت ... اليوم رايتم كيف كان مشعل ينادي بالخطاب الهش الذي القاه للشعب الجبان .. وكم قال اسلافة صدام لشعبه وحكومات المنطقة من معارك داخلية .. وميلوسوفيج لقومه ... المسالة قمار ربح او خسارة .. على حساب من على حساب البائع المسكين او الموظف التعبان .. فاننا علمنا واننا الحمد لله من اجيال المعاصرة الحالية ولن ننام مثل البقرة حتى يضحك علينا رؤساء الديجيتال .

يوم الإمتحان
شوقي مسلماني -

تهنئة قلبيّة صديقي الشاعر أنطوان. القصيدة مكتوبة بأحرف من لهب تذيب "سكب الرصاص" الإسرائيلي الصهيوني ووجوه الشمع للمتسلّطين في العالم العربي. حقّاًَ: مَن يقينا الذلَّ إنْ صرتِ يباباًمَن يوافي حُلمَنا إنْ لم تُصانيأُتركيني اسألُ الله: لماذا سقطَ الأخوانُ يومَ الإمتحانِ؟!.

قصيده حرة
خالد حمد -

الشعر حريه .... هذه قصيده حرّة صادرة عن شاعر حر .... جرسها قوي سبكها متين معانيها بعيدة... شكرا للشاعر وشكرا لإيلاف الجميله.

لا فضّ فوك!
حبيب فارس -

لم تفاجئني قصيدة الشاعر والصحفي الأستاذ انطوان القزي المنشورة أعلاه، وهو الذي أطلق بالأمس القريب في افتتاحية "التلغراف" (الإثنين 5 كانون الثاني (يناير) 2009، العدد 4878) صرخة مدوّية تعبّر عن مهنيّة وإخلاص الصّحفي الإنسانيّ ورهافة وصدق الشاعر الحقيقي. لتعذرتي (إيلاف) والقرّاء الأعزّاء، على حصر تعليقي بنقل افتتاحيّته في "التلغراف"، كتحيّة وعربون تقدير واحترام لصحفينا وشاعرنا الرّهيف الأستاذ القزّي. تحت عنوان "لست حماسياً" كتب الأستاذ القزّي: "لستُ حماسياً ولكنني متحمّس لأوجّه طعنة الى صدور الجزّارين الذين يستبيحون الأجساد الطريّة في غزّة. لستُ جهادياً ولكني سأجهد بكلما أوتيت من قوّة رافعاً راية الحق الذي لن يموت ما دام وراءه مطالب.لست نضالياً ولكنني سأستمرّ في النضال من أجل قباب القدس ومآذنها، ومن أجل بيلسان فلسطين ليبقى زهرة الحياة فوق قبورالشهداء.لستُ حفّار قبور ولكني مستعد لأحفر قبر بلفور وأنثر عظامه في صحارى الأرض كي تروده الغربان الجائعة.لستُ غريباً عن أهل أورشليم ولذلك سأبقى أنازل قاتلي محمد الدّرة ومجرمي دير ياسين ومصاصي الدماء بين غزّة وقانا.لستُ مجرماً لكنني سأتعلّم الرماية لأشكّ سهامي في جباه أهل الشرّ الذين يدكّون المستشفيات والمدارس والمؤسسات الخيرية في القطاع.لستُ فتحاوياً ولكنني سأفتح سجلاً جديداً أدوّن فيه تخاذل العروبة الهاربة من ذاتها والمنتحرة اليوم على شواطىء غزة.لستُ متشائماً لأنني أرى صور الأطفال المغدورين نجوماً في سماء الشرق تبهر عيون من يتردّدون في نصرة من بقي حيّاً منهم.لستُ مقدسياً وغزاوياً لكن جرح القضية نازف في جوارحي وغضبي يلفّ كل الذين تلوّثت أيديهم بدماء الأبرياء.لستُ كافراً، لكنني اليوم أكفر بمجلس الأمن والأشقاء والأصدقاء، أكفر بالمنابر والتصاريح، أكفر بالمؤتمرات وبالحبر والورق لأنها لا تسبّب إلاّ المزيد من الأرق.لستُ عنصرياً لكنني أكره أهل البطش والعدوان والوحشية الذين يسترسلون براً وبحراً وجواً في دكّ مدينة جريمتها أنها مظلومة ومطعونة ومحاصرة.لستُ بحاراً لكنني أعانق كل القباطنة الذين استقلوا سفن كسر الحصار الى غزّة أشدّ على أيديهم ولو كان معظمهم من الأجانب.لستُ حزيناً لأنني مؤمن والمؤمن نصيبه الإنتصار مهما كلّف غزّة من انتظار ودمار.رحم الله أرواح الشهداء.انطوان القزي". انطوان

تحية لقلمك ونبلك
بانوراما -

ليس يغريب ان نسمع ونرى منك المواقف النبيلة التي تسمو بشرف ورفعة.شعور متناهي ينبض بونر حساس ليرسم ابداع للجمال باحساس مرهف.نصمت بتقدير وتحية لقلمك ونبله استاذنا العزيز.لتدم بيننا عزا وفخرا ابدا.