أغاني....من بقايا الصمت

صمتُ المدائِن:
صَمَتَت ضَفَائِرُ طِفْلَةٍ...
عَلى وَجَنَةِ فَجرٍ
شَعّ بَيْنَ الخَرَائِبْ

وتَوَارَى فِي حُضْنِ البتُولِ
قَمرٌ..اخترق بِعيْنيه
صَمتَ الكنائِس

وَ كَأسٌ مِنْ يَدِ صَبِيَّةٍ هَوَى
على شَفَتَيّ جَنِينٍ
يَئِنُّ... بينَ المحارقِ سُكِبَ الشَّرّ جُنُونًا
فاسْتَفَاقَ الأسَى
يهزّ...
ويَهزُّ جُدْرَانَ المَدائِنْ

عَلى أَجْنَحَةِ مَلاك الصبْرِ
أَرْوَاحُ الأطْفَالِ تُسَافِر
وَبَنَاتُ عَشتَرُوت... يَسْكُبن الحُزْنَ
لأمٍ...ذُبِحَتْ بَيْنَ الخَمائِلْ
****
في خان يونس:
وعَجُوزٌ كَقِدَمِ التَّارِيخِ
تَسَاءَلت:
إِنْ أَحْرَقْتُم بَيَّارَةَ الأجْدَادِ
وسَجَنْتُمُوهَا.........
فَإنَّ حُرِّيَةَ رُوحِي
أبَدًا....
وأبَدًا تُقَاوِم !
خَضْراء هِي...
بِالنُّورِ أَغرِسُهَا
بِأَخْضَرِ زيتونَةٍ
بزيْتِ المَسيحِ عَجنْتُهَا
وسَأَبْقَى...
وَسَأبْقَى.....
عَن غُصنِ الزيتون.. أُدَافِع!
****
أنشودة ورد:
فِي حَيِّ الزَّيْتُون....
رَضِيعٌ
مازالَ لِلحُبِّ يُغنِّي
يُرتّل أنْشُودَة وَردٍ
بِرغْم الألمِ...
برغمِ الجُرحِ...
وبِرغْمِ القهرِ...
يغنيّ:
فلتَأخُذوا عَنّي ألعَابِي
ولتَنْزِعوا مِنِّي مُرْضِعتيِ
ولتَحِرمُوا الحيَاةَ لِجَسَدِيِ
فَلا نِهَايةَ لأُغْنِيَتِي
لا..... ولا حَدَّ لأحْلامِي
وسأبقى.... برَغمِ الحِصَارِ أغَنِّي سَأُبْعَثُ فِي قَلْبِ كلّ الأطَفَال
وسَأبْقَى...
وسأبقَى بِرَغْمِ العُنْفِ... أُغَنِّي وَأَعُودُ.....
ولو متُّ أَعُودُ
وأَعُودُ...
عَبْرَ الأكَوانِ أعُودُ
أتَكَوَّنُ عَزْفًا وأغنيّة
وسَأبقى بِرَغْمِ المَوْتِ...أُغَنِّي
ولأجلِ الأحرارِ أغني
****
وَأكتُب فِي مُفَكرتِي:
أرَى حَمَامَة تَنْتَفِض
هناك عِنْدَ بُرْكَانٍ هَائِجْ
وَقَفْتُ وَهَولُ الدَّمَارِ أَعْمَانِي
عَنْ سِرِّ الجَحِيمِ أُسَائِلُهَا: هل هَيَاكِلُ السَّلامِ بِجَمَاجِمِ الأطْفَالِ تُبْنَى؟
أَمْ أَنَّ مَملكَةَ الرَّبِّ بالأشْلاء حِيكتْ؟
وهَل قَرابِينُ الآلِهَة مَذابح رضَّع؟ دَمَعَتْ رُوحها تَنْهِيدَةً مَلّتْ شُرُورَ بَنِي البَشَر:
الله وَاحِد....
و"آلِهَةُ" الأرْضِ كُثُرٌ
في كلّ آنٍ يَتَقاتَلُون !
وباسْمِ المُكَوّنِ يََتَعاركُونْ!
وَعَلى الإنْسَانِ يتآمَرونْ!
.............
فَاغْمِدِي.... سَيْفَ
يَسُوعَ النّاصِرِيِّ مَحبَّةً
فِيِ قَلبِ الكائِنَاتِ
علنَّا بالحُبِّ نُعِيدَ بَهَاءَ الوجودْ
***
وأُصَلّي اليوَم كَمَا بالأمْسِ أُصَلّي
لأجلكَ يَا طِفَلَ الزَّيتون
لأجلِكِ يا أمّ المدَائنِ
سأُلَمْلِمُ بَقَايَا الصَمْتِ
وَلأجلِ السَّلامِ أُصلِّي
****
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/