ثقافات

قراءة لبعض الاعمال الفيديوية في بينالي يوتبوري 2009

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

احمد بجاي - السويد: اجتاح فن الفيديو وبحذر، ومنذ بداياته في اواخر ستينات القرن الماضي، صالات العروض التشكيلية المتخصصة وغير المتخصصة بل وحتى دور السينما في فترة وجيزة مقارنة بفترة نضوج فنون التشكيل التقليدية الأخرى في بداية نموها، والذي يثير الاهتمام والفضول في هذا النمو السريع المتعجل هو غموض والتباس توظيف الصورة المتحركة في العمل الفني التشكيلي ما يثير احيانا بعض التشكيليين المهتمين بالصورة الثابتة والفنون التركيبية الى الخوض في الفيديو والصورة المتحركة كمحاولة لولوج هذا العالم المتحرك العصي على الفهم احيانا؛ ألمتلقي المتباين المراجع يقف بدوره امام قطع في مدركاته الحسية التي صحت وترعرت في احضان التأمل وقراءة اعمال التشكيل التقليدية كاللوحة والمنحوته.

قراءة اولية في الفنون المعاصرة

ترتبط الفنون عموما بالانسان وعلاقته بالموجودات في ما حوله ما يدفعنا, وبقليل من العزم, الى وضع ضوابط ومرتكزات لمحاورة واستنطاق العمل التشكيلي الذي اخذ دور المنتج الرقمي حتى يبدو لك ابتعاد النفس الجمالي التأملي وتحديق مبهم في اكثر الاحيان في شاشة تحرك فيك هاجس الشارع الميكانيكي الغاص بانواع واشكال الشاشات من لوحات الاعلانات ورنين جهاز النقال الى حوادث العنف والاغتصابات وهمسات الطيبين في حياة اخرى اكثر طمأنينة وبساطة.
ليس هناك تعريف متكامل يحتوي الفن المعاصر ويفنده بشكل منهجي, لكن هناك تساؤلات تقود إلى إجابات محاصرة بتساؤلات اخرى واجابات أخرى وهكذا، ولتسليط الضوء على العمل الفني المعاصر, الفيديو على وجه التحديد, ينبغي وضع التساؤلات ادناه:

1. تأمل العمل، ماذا ترى؟

عادة ماتكون النظرة الأولى للعمل سريعة ومركزة وربما تثير مشاعر غريبة ودفينة عند المتلقي لتكوين فكرة ضبابية لوصف العمل.

2. كيفية بناء العمل؟

قد يلجأ المتلقي الى البحث في المصادر والمراجع لمعرفة مواد العمل وكيفية بنائه، ولكن بشكل عام ينبغي معرفة الطريقة والتكنيك التي يشتغل عليها الفنان وايضا الأدوات المستخدمة وعلاقتها تاريخيا بالانسان، واذا كان العمل يعتمد الصورة المتحركة فعلى المتلقي معرفة نوع الكاميرا المستخدمة مع ملاحظة اختلاف الكاميرات بين كاميرا 16 ملم والسوبر 8 والكاميرا الرقمية، هل ثبتت الكاميرا او حملت في اليد اثناء التصوير، هل اشتغل الفنان حول ثيمة معينة, هل هناك مساعدون للفنان اثناء انجاز العمل ام هو انجزه بنفسه.

3. التحليل البصري والتكوين؟

انظر العمل من زاوية محددة ثم من زاوية أخرى ومن الأعلى والأسفل للوصول الى تكوينات او تكوين العمل والزاوية الصحيحة،الألوان المستخدمة، حارة ام باردة, ثم البحث عن دلالات تاريخية او دينية او اخرى معاصرة، وايضا ملاحظة الأشياء خارج مساحة العمل الفني، ماهي الأشياء المضافة او المحذوفة ومحاولة ربط اجزاء العمل وعلاقتها ببعضها، هل هناك جزء رئيس يربط بقية الأجزاء.

4. الاصغاء والتفكير في المؤثرات الصوتية؟

بامكانك الاستماع ومتابعة مايقال في العمل الفيديوي في اي وقت تشاء لانه فيلم دوار( مكرر وقصير في اكثر الاحيان) وغير معلوم البداية والذروة والنهاية كما في الافلام السينمائية، وملاحظة كيفية سرد الحديث ومضمونه.

5. البحث عن المضمون؟

يفضل هنا استخدام ملكة الخيال وحب الاطلاع للوصول الى فكرة شمولية لمضمون العمل، هل يتناول العمل ظاهرة سياسية او اجتماعية معينة, اسم العمل قد يخدمك في الوصول الى المضمون, هل يغير النص التوضيحي المقتضب للعمل تحليلك الشخصي.

6. المكان وعلاقته بالعمل؟

غالبا مايحدد الفنان مكان وطريقة العرض ولكن لمنسقي المعرض حق في التنظيم وتغيير المكان او الطريقة, كيفية عرض العمل في هذا المكان وهل يغير رأيك في العمل,هل هناك مجموعة فنانين يعرضون في المكان نفسهوماهي الخطوط المشتركة بينهم.

7. خلفية الفنان وغرضه؟

من المهم ايضا معرفة اسم الفنان والبلد وتاريخه الفني لربط هذه الخيوط في عمله, لكل فنان عموما موقع شخصي في الانترنت، او لقاء الفنان شخصيا والتحدث معه اثناء افتتاح المعرض، او قراءة ماينشر عنه في الصحف والمجلات والانترنت بالاضافة الى كاتلوج المعرض.

نظرة موجزة لثلاثة اعمال فيديوية

للمرة الخامسة افتتح بينالي يوتبوري العالمي ( من 09-09-05 الى 09-11-15) المقام حاليا في ستة اماكن فنية مهمة في مدينة يوتبوري السويدية بمساهمة 17 فنانا من كافة انحاء العالم.

كاندس بريتز ( تولد 1972 في افريقيا الجنوبية, تقيم وتعمل في المانيا)
اسم العمل: بطل الطبقة العاملة (بوتريت لجون لنون)
مدة العرض: 39:55 دقيقة
تاريخ العمل: 2006

نشرت الفنانة اعلانا في الصحف البريطانية وفي الانترنت حول من يعشق المغني الانكليزي القتيل جون لنون للقدوم الى مدينة نيوكاسل لتسجيل اغاني البومه الاول عام 1970 واستطاعت اختيار 25 شخصا من اليابان وايطاليا واميركا وبريطانيا من مجموع 400 شخص.
يتكون العمل من 25 شاشة بحجم 40 بوصة عرضت على خط واحد وبأقل من مستوى النظر، شاشة لكل شخص من هؤلاء العشاق الذين لم تسنح لهم فرصة الغناء بشكل جماعي او الاستماع إلى الاغنية لتصدح اصواتهم من دون موسيقى في وقت واحد وكأنك تسمع غناء كورسيا لرجال يستحمون في حمام عام في بغداد.
الاغلبية من هؤلاء يرتدون ملابس متواضعة وفي منتصف العمر حتى نستشف انهم مهتمون بالموسيقى والغناء لاكثر من اربعة عقود، والمثير للانتباه انك ترى فقط بورتريت لكل شخص امام قطعة قماش ذات لون داكن محايد حتى يصعب عليك رؤية الشاشة كاملة لعتمة المكان وايضا يصعب التركيز للاستماع الى شخص محدد الا اذا اقتربت جدا من الشاشة ولكنك تسمع بعض التشديد على بعض الحروف من احدهم ربما لتأثره الشديد في الاغنية ولخبرته في الغناء. وظفت الفنانة مصطلح الاستهلاك التجاري في العمل الفني حيث لنون استهلك اغانيه وهؤلاء العشاق استهلكوا اغاني لنون كما المتلقي يستهلك العمل الفيديوي. السؤال هنا هو لماذا اختارت الفنانة لونا محايدا كخلفية للمقلدين، الم يكن من الاسهل لها ان يرسل كل شخص نسخته ويختار المكان الذي يغني فيه, وكيف سيكون العمل لوكانت هناك موسيقى؟

كولتج عثمان ( تولد 1961 في تركيا, يعيش ويعمل في تركيا وبريطانيا)
اسم العمل: 12
تاريخ العمل: 2003


ترى في هذا العمل ستة اشخاص من مدينة ادنا العربية التركية يتحدثون عن حياتهم السابقة، حيث ان معظم سكان المدينة يؤمنون بانهم يمكن ان يولدوا من جديد في المنطقة نفسهاوفقط الذي يقتل او يموت صغيرا يتلبس في شخص حي اخر ويتذكر حياته السابقة ليبحث عن اهله واقاربه ويشاركهم افراحهم واحزانهم ( تناسخ الارواح) اي ان لبعض الاشخاص منهم حياتين ولهذا سمي العمل بهذا الاسم.
حالما تدخل صالة العرض تفاجئك شت شاشات بحجم 42 بوصة معلقة بشكل عمودي بخيط من السقف وسائبة القاعدة لتذكرك بابواب تؤدي لغرف اخرى او حياة اخرى او تذكرك بالصورة الشخصية الرسمية في جواز السفر, في كل شاشة ومن الجهتين يتحدث شخص عن ذكرياته في حياته السابقة, طريقة العرض توحي بالهوية الشخصية والثقافية للانسان المتمثلة في المكان الذي يعيش فيه.
التقنية في عمل الفنان بسيطة حيث اعتمد الكاميرا الرقمية وتصوير الاشخاص في منازلهم واعتمد ايضا الصورة القريبة والعفوية المباشرة والصادقة ما يثير فيك علاقة حميمية مع هؤلاء الاشخاص وكأنك ترى فيلم فيديو عائلي وشخصي.
في هذا العالم الذي يصفه العمل لاوجود لحياة زمنية واحدة بل زمنان منفصلان في زمن أني ليتنقل الاشخاص الستة في سرد حكاياتهم بين الزمن الحالي والماضي, اراد الفنان الوصول الى ان الحياة والزمن الحالي لاتستند الى الموضوعية والمنطق والتحليل العلمي بل للهوية فيها دور كبير كما قال الفنان في لقاء صحفي " الهوية ليست شيئا يمتلكه الشخص بل يحمله" وبطبيعة الحال يمكن للشخص وضع الحمل جانبا ليستريح قليلا ثم يحمله مرة اخرى ليواصل السير اي انه يمتلكه حينا ويلقيه حينا اخر تماما كما في حكايا وذكريات هؤلاء الاشخاص.

فيونا تان (تولد 1966 في اندنوسيا, تعيش وتعمل في هولندا)
اسم العمل: غدا
تاريخ العمل: 2007

عندما تقف امام العمل لتدرسه تنتظر سماع مؤثر صوتي حتى يطول الانتظار وقد ينتابك الضجر, ولكنك ترى فقط مجموعة صبية يافعين, ذكورا واناثا ومن مختلف الاجناس, يقفون بصمت على شكل دائرة والكاميرا تتحرك حولهم ببطء يكاد يشل حركتهم ويصيبهم بالحيرة والقلق لتصورهم في شاشتين, الاولى صغيرة بحجم 32 بوصة لتصوير الوجوه فقط تنتصب امام شاشة كبيرة تتوسط حائط الغرفة المعتمة (تقريبا 4times;8 م) لتصور الهيئة الكاملة للصبية.
تشعر بالحميمية ازاء هؤلاء الصبية وكأنك قابلتهم يوما في مكان ما ولكنهم مجهولو الهوية, هل هم شباب الغد الذين لم تشاهدهم في الافلام الوثائقية والتسجيلية المتعارف عليها في بيان الصورة المثالية المفتعلة, هل استطاعت كاميرا الفنانة تسجيل ماتهمله كاميرات الافلام الوثائقية.
تشتغل الفنانة على منطقة بين الخيال والتوثيق مع الادراك أن الكاميرا ليست اداة محايدة في التوثيق وعكس الحقائق, وتتناول ايضا موضوعة الأنا والآخرين في اطار الهوية والهجرة كما نرى في فيلمها المصور في ضاحية تينستا في مدينة ستوكهولم التي غالبية سكانها من المهاجرين, كما قالت الفنانة في كاتلوج المعرض " المتلقي يكشف النقاب عن مشكلتين معاصرتين متضادتين, العلاقة الحميمية بين البصر والذاكرة والمعرفة, ركزت في اعمالي الاخيرة على عدم الثقة في الذكريات البصرية"


مواقع الفنانين المشاركين

www.goteborg.biennal.org/en/

Candice Breitz
www.candicebreitz.net

kultug Ataman
www.saalteriayarlamaensstitusu.com
Fiona Tan
www.frithstreetgallery.com

Pushwagner
www.pushwagner.no

Rosa Barba
www.rosabarba.com

Love Enqvist
www.loveenqvist.se

Amit Goren
www.amitgorenfilms.com

Catherine Sullivan
www.metropicturesgallery.com

Elexander Vaindoorf
www.elexandervaindoorf.com

Tim Etchells
www.timetchells.com

Susan Hiller
www.susanhiller.com

Kristina Kvalvik
www.kristinakvalvik.com

Amar Kanwar
www.mariangoodman.com

William Kentridge
www.mariangoodman.com

Jouml;rgen Svensson
www.jorgensvensson.se

Tracey Moffat
www.roslynoxley9.au

Luis Jacob
www.birchlibralato.com



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
*****
وليد خالد -

موضوع مشيق وقلم بارع!

فن راق
حسن منصور -

ان هذه التجربة العالمية اول مافكر بها الفنانون العراقيون ولكن هم اخر من سيعمل بها!!!!

صوره جميلة
ثامر داود -

شكرا لك اخي الرائع الفنان احمد بجاي فقد قدمت لنا صورة جميلة ومقربة عن فن الفديو ارتلك اطيب التحيات

تحية لهذه الاضاءة
مؤيد عبد الستار -

بودي تقديم تحية خالصة للفنان احمد بجاي الذي اطلعت على اعماله الفنية قبل سنوات قليلة في معرض اقامه بمكتبة روزنكورد في مدينة مالمو /السويد.وله الشكر لتقديمه هذا الموضوع الشيق والمتابعة الجميلة لاعمال الفيديو الفنية ، وهي التفاتة رائعةمؤيد عبد الستاركاتب - السويد

*****
وليد خالد -

موضوع مشيق وقلم بارع!

فن راق
حسن منصور -

ان هذه التجربة العالمية اول مافكر بها الفنانون العراقيون ولكن هم اخر من سيعمل بها!!!!

صوره جميلة
ثامر داود -

شكرا لك اخي الرائع الفنان احمد بجاي فقد قدمت لنا صورة جميلة ومقربة عن فن الفديو ارتلك اطيب التحيات

تحية لهذه الاضاءة
مؤيد عبد الستار -

بودي تقديم تحية خالصة للفنان احمد بجاي الذي اطلعت على اعماله الفنية قبل سنوات قليلة في معرض اقامه بمكتبة روزنكورد في مدينة مالمو /السويد.وله الشكر لتقديمه هذا الموضوع الشيق والمتابعة الجميلة لاعمال الفيديو الفنية ، وهي التفاتة رائعةمؤيد عبد الستاركاتب - السويد