ثقافات

كتاب اللوباني: أنت تفكر... إذن أنت كافر!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


عرض نبيل فهد المعجل: تنثر الكاتبة والصحفية الأردنية سلوى اللوباني في مقدمة كتابها البكر "أنت تفكر... إذن أنت كافر!" والصادر في شهر أكتوبر 2009 عن الدار العربية للعلوم ناشرون الكثير من الأسئلة وتحاول أن تعرف إجاباتها عبر العديد من المقالات والحوارات الشيقة مع بعض المفكرين والكتّاب العرب. تبدأ كتابها بمقولة معبرة للصحفي الراحل احمد بهاء الدين "من مفارقات الزمن أن يبتعد من يحق له الاقتراب.. وان يسكت من يحق له الكلام".. مقولة تعبر فيها عن حال المثقف العربي وهمومه.. فما هو سبب تبدّل دور المبدع العربي من مؤثِّر في المجتمع إلى مشاهد له، ودور التطرف والإرهاب الفكري الذي تغلغل في أدق ثنايا حياتنا فأصبح يمارس سطوته ضد إبداعهم الفكري. كما تناولت دور المؤسسات الدينية وخطرها على الإبداع.. وطرحت موضوعا شائكا وهو هل الدين والإبداع لا يلتقيان؟
الخوض في هذه المسائل خطوة جريئة من كاتبة شابة مبتدئة، واختيارها للعنوان وإن يبدو صادماً للكثيرين، جاء معبراً ومتفقاً مع سياق الكتاب. فنحن نشاهد بشكل يومي من خلال السجالات في الصحف والإنترنت والإعلام المرئي أن مجرد محاولة التفكير خارج السرب النمطي أو النسق المتعارف عليه دينياً سبباً رئيساً لنعت الكاتب أو المفكر بكثير من التهم أولها التغريب وآخرها التكفير. وفي الآونة الأخيرة كثرت هذه التهم ورأينا كماً كبيراً من المفكرين العرب كفروا فقط لأنهم أثاروا ونبشوا بعض كتب التاريخ وحاولوا إعادة قراءتها بروح عصرية تناسب العصر الذي نعيش فيه رغبة منهم في حث الهمم لمواكبة وملاحقة من تقدم علينا من الأمم الأخرى.

الكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول يتحدث عن مصائر المثقفين والمبدعين فمنهم من تعرض للاغتيال أو الانتحار أو حتى للسجن وأيضاً للمرض النفسي قبل العضوي وكيف ساقت الأقدار بعضهم لتسول العلاج!
والفصل الثاني يركز ويؤكد على أهمية دور الإعلام في مناصرة المفكرين وهذا ما يفتقده إعلامنا العربي فتقول " هناك الكثير من المتناقضات التي نعيشها تحت مسمى الحرية وخصوصا في المجال الإعلامي، فالحرية متاحة لأشخاص معينين ولأعمال معينة. الحرية المتاحة في المجال الغنائي لا حدود لها.. هي ثقافة موجهة هدفها إحداث خلل ثقافي وفكري كبير من خلال تقييد الكتاب والمثقفين من الكتابة بحرية وبالمقابل إطلاق الحرية لبعض - الأشخاص- بتأدية أغاني تحمل كلمات أقل ما يقال عنها رخيصة وأيضاً فيديو كليب أرخص.. جرب أن تدافع عن كتاب تم منعه ستتهم بالفساد والكفر وبالمقابل حاول أن تنتقد فيديو كليب سيتهمك البعض بالتخلف وينصحك بتغيير المحطة"، وتؤكد على أهمية التوازن في ثقافتنا من أدب وفن وتتساءل لماذا لا تفكر إحدى المحطات الفضائية بإنشاء قناة متخصصة للأدباء والكتاب والمثقفين تتحدث فقط عنهم وعن تاريخهم وسيرهم وكتاباتهم... قناة نشاهدها يومياً على مدار 24 ساعة تبث باللغة العربية ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، مثلما نشاهد يومياً المحطات الغنائية بأغانيها المختلفة التي تبث على مدار اليوم!
أما الفصل الثالث تطرح من خلاله العديد من الأسئلة على مجموعة من الكتاب والمفكرين العرب منها الدين والإبداع هل يلتقيان؟ هل الأدب العربي قابل ليكون عالميا؟ وغيرها من الأسئلة وتختم الفصل بموضوع حساس وشائك عن الجنس في الرواية العربية والسعودية تحديداً بعد الكم الهائل من الروايات الجنسية التي هطلت علينا مثل المطر في السنتين الأخيرتين.
ووجهت الكاتبة شكرها في مقدمة كتابها الى جريدة ايلاف اليومية الالكترونية قائلة "الى ايلاف التي منحتني الفرصة لاكتب.. ولولاها لما خرجت هذه الكتابات الى النور لتقرأ".
هذا الكتاب ستحتفل به المكتبة العربية لأسباب عدة منها جرأة الطرح وجديته وتوقيت إصداره بالإضافة إلى الآراء المتضمنة للكتاب كماً وكيفاً. بإمكان من يرغب في اقتناء الكتاب طلبه عن طريق مكتبة النيل والفرات عبر هذا الموقع
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb180035-143217amp;search=books

سلوى اللوباني كاتبة أردنية حاصلة على بكالوريوس علم إجتماع وعلوم سياسية ودبلوم إدارة، عملت لسنوات في مجال تأسيس وإدارة المكتبات. دخلت عالم الصحافة من خلال جريدة إيلاف اليومية الإلكترونية كمراسلة ثقافية، كتبت العديد من الموضوعات والتحقيقات الثقافية وأجرت حوارات مع مبدعين من مختلف الدول العربية. وتكتب مقالات في مجلات منها خطوة (المجلس العربي للأمومة والطفولة)، القافلة (أرامكو السعودية). عضو لجنة تحكيم في إتحاد الجامعات المصرية لتقييم أعمال شباب الجامعات الإبداعية في مجال القصة القصيرة "جائزة غسان كنفاني".
تعمل في شركة الكرمة للإنتاج التعليمي والترفيهي كمديرة برامج وتكتب العديد من الأدلة التدريبية الخاصة بمشاريع التنمية لموضوعات متعددة. وتقوم بإعداد وتقييم محتوى البرامج التلفزيونية. تشارك في جلسات قراءة وتقييم سيناريوهات المسلسلات. تعد الأبحاث المكتبية وتنظم الأبحاث الميدانية والمجموعات الحوارية. شاركت كمنسقة في مشروع التراث العالمي بأيدي شابة (اليونسكو). كما تطوعت في عدة أماكن منها قرى الأطفال، رابطة المرأة العربية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.


mojilnf@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Great
sami -

it seems a nice great book, would be very interested to read it,very good idea

كفار يرتحلون
فلسطيني في ضل هاشم -

التفكير يعني الالحاد والمس بشرعية العرش الهاشمي,ولا أعتقد انكي فلسطينية واءنما من هؤلاء البدو المارقين

وجه ملائكي
د. الورداني -

فكرك وقلمك كجمال وجهك الملائكي يا سيدتي، هنيئا لنا بك مبدعة دوما. اتمنى لك النجاح والتوفيق

congratulation
Rima AL Barghouthi -

am so happy for you,wishing you the best always..looking forward to read your book and so many more to come insha allah

هل يعرف القراء؟
طارق -

هل يعرف القراء؟ كيف استطعت يا سيدتي؟ ان تدخلي بين يدي،، والورقة،، وتسكني في الحبر والاقلام؟كيف استطعت يا سيدتي ان تحذفي عبارة،، وتكملي عبارة، وتخرجي من داخل الكلام،،هل يعرف القراء يا سيدتي؟ انك كنت دائما توقعين عني كتب الغرام. نزار قباني

lمبروك
ليلى -

سلوى كاتبة متميزة بجرأة الطرح والانتقاء لموضوعاتها وهو ما يميزها، مبروك، ونعتز بك دائما يا سلوى

نصيحة
Rano -

أنا لم أقرأ الكتاب ولا أعرف الكاتبة. رغم أن العنوان ملفت لكن الملخص لا يدل على "كتاب." والنصيحة! أن الكم سطر في الآخر عن السيرة الذاتية لا داعي له وخاصة أنها سيرة ليست مميزة ولا تشوق لقراءة الكتاب وبالتالي يفضل السكوت عنها.

جرئ
علاء -

موضوع جرئ يستحق القراءة والمتابعة.بالفعل التكفير زاد مؤخرا جدا

محطة للادباء
سمير علي -

فكرة محطة للادباء ممتازة اتمنى ان تتحقق يا سيدتي الجميلة قلبا وقالبا.اتمنى لك النجاح والتوفيق.

????????????????
sahel irshaidat -

جميل ان نسمع كلام المفكرة في زمن الصمت والسكوت

التفكير
غيور -

ياريت حد يفكر يشغل مخه في اختراع او حاجه تفيد البشرية بدل شغل التفكير في التشكيك في القرأن الكريم والاسلام

إلى الأمام يا سلوى
رشا (أردنية و أفتخر) -

الأستاذة سلوى دائماً متميزة وهي مصدر فخر للعرب جميعاً. ألف مبروك و إلى الأمام دوماً.

مقولة غاندي
مها -

سلوى العزيزة، استرجعت ذاكرتي الان مقولة غاندي التي تعجبك والتي كنت حريصة على مناقشتها معنا جميعا اثناء عملك في الاردن، هل تذكرينها كانت معلقة امام مكتبك؟ لا اريد لبيتي ان يكون محاطا باسوار عالية، ولا اريد ان تكون نوافذي مغلقة، اريد ان تكون ثقافات كل الامم منتشرة حول منزلي بحرية ولكني ارفض ان انسف من قبل اي منها.رائعة الفكر واشتقنالك.

Exciting
Mo Tantawi -

Congratulations to a wonderful author! I cannot wait to read the book

نسمة من الزمن الجميل
mhelal -

اود ان اشير الى ان الكاتبة اعطت الواحد احساس وشعور بأن هناك لسة الدنيا بخير وفى ناس بتفكر بوعى متوازن بعيد عن الصخب والضوضأ حاجة كدة وكانك داخل على صالون للفكر المحترم . شكرا سلوى ونرجو الا تتبدلى ويكون لك خط متوازن من الافكار مبروك مرة اخرى والى نجاح اخر ان شاءالله .

اسهام مهم
عمر الأنصاري -

"أنت تفكر.. إذن أنت كافر" هذا بالنسبة إلى الذين أحلوا التقاليدالبالية محل الدين،والتنوير الذي شهدناه عبر القرون الذهبية، ففضلوا تقاليدهم التي لا تستند إلى أي دليل ديني أو فكري على أن يعيشوا النور، أو يناقشوا أية فكرة، أما من المنظور الفكري كما ذكرت أيتها الكاتبة القديرة فإن رؤوس الأموال العربية همها فقط خدمة الإسفاف والرذيلة وتسطيح الفكر، ليبقى المفكر ليس مقصيا، والحمد لله البركة في "الفكر الشعبوي" وروايات الجنس، وقنوات الكليب، (رصيد أمتنا الحضاري) الذي شاركنا فيه الأمم في القرن الحادي والعشرين، قرن غزو المريخ واستكشاف المرات الجديدة، التي نحارب معرفتها باعتبارها غيبيات لا يصح للبشر معرفتها.. شكرا على اسهامك وجهدك الجميل ايتها الزميلة.

مبارك
د. محمد حسين حبيب -

مبارك للصديقة العزيزة الاستاذة سلوى اللوباني صدور كتابها الجديد بعنوانه المجذب للقارىء .. تحية واعتزاز بمنجز المبدعة اللوباني .. شكري وتقديري

رائع
Emma -

سلوى أهنئك على إصدار الكتاب وعلى اختيارك هذا العنوان..آملة أن أهنئك قريباً بعد قرائتي الكتاب..فانتظري مني رسالة

الفكر يحاور الفكر
ادهم الشرقاوي -

الموضوع جدلي وهام،ولا شك بأن التفكير في هذا الزمن الرديء صار يقترب من الكفر. اتطلع لقراءة الكتاب وأمل بأن يكون الانطلاقة نحو ادبيات وفكر مميز للكاتبة الاردنية

طريق الشهرة
متابعة -

الكتابة ضد الدين اقصر طريق للشهرة .. فكيف إذا كان المؤلف سيدة ومن مجتع شرقي محافظ وبدوي أيضاً !!

كتاب في الوقت المناس
المويشير -

كانت الكاتبة موفقة جدا سواءً في اختيارها للموضوع أو توقيت الكتاب. لأن الامةفعلا تعيش أزمة حقيقية بسبب العقليات الجامدة التي هيمنت عليها وكانت عائقا للتنمية في مجالات كثيرة. وهي (الامة) بحاجة لطرح الكثير من الاسئلة والأجابة عليها بطريقة ابداعية والأبتعاد عن الاساليب التقليدية.

gongratulations
banan -

wish u all the best dear salwa,,,please send us copies when u can.best of wishes from all of us.

انت تفكر انت موجود
EXPRESS YOUR SELF -

في البداية اود ان اشكر الكاتبة على جهودها واتمنى لها التوفيق انت تفكر انت كافر!!! عنوان مشوق وجرئى قليل من يفكر هذه الايام كل التفكير ينحصر في كيفية الحصول على المال وصرفه او او تفكير سطحي بعيد عن الواقع فهولاء ليسو من الكفار لان تفكيرهم مجرد تخيل بالتفكير

hat off
Um shahim -

I ''m happy that u did what u wanted to do always, congratulations and wish u all the best always my friend.

congragulation
Aliaa Al-Naqeeb -

Dear Salwa: congragulation for ur first book .and go forward for more important topics

don’t be frustrated
talal -

Part of the tradition to presume, accuse & comment negatively in a shallow approach against you, you''re identity, nationality & religious believes all this without even reading the book..

don’t be frustrated
talal -

Part of the tradition to presume, accuse & comment negatively in a shallow approach against you, you''re identity, nationality & religious believes all this without even reading the book..

مبروك
رنا -

ألف مبروك الكتاب وأتطلع لقراءته بشوق. فعلا صار التفكير في عصر الجهلة أقرب إلى الكفر!

مبروك
رنا -

ألف مبروك الكتاب وأتطلع لقراءته بشوق. فعلا صار التفكير في عصر الجهلة أقرب إلى الكفر!