ثقافات

إيكو: الكتاب، تلك اللّذاذة التي يمنحها لنا في أيّ وقْتٍ شِئنا!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يُصدر كتاباً يُحلّل فيه ظاهرة القائمة، ويُعطي باللّوفر سلسلة محاضراتٍ حول هذه الظاهرة

تقديم وترجمة: عبداللّطيف الوراري

في عامه السابع والسبعين لا زال المفكّر والروائي الإيطالي يواصل نهمه للمعرفة. بموازاةٍ مع كتابه "رجاءً لا تتخلّصوا من الكتب"1، وهو حوار أجراه معه جان كلود كاريير، سوف يصدر لصاحب"إسم الوردة" كتابه الطريف "دُوار القائمة" 2، وهو كتابٌ يغتني بالصور والرسومات، بقدرما يُحصي جميع ضروب القوائم الفنّية في الرسم والأدب، من بروغيل إلى وارهول، ومن هوميروس إلى جورج بيرك. بهذا الخصوص، يحلُّ إيكو ضيفاً على متحف اللُّوفر بباريس من 2 نونبر إلى 13 دجنبر، وسط برنامج هائل يشمل محاضراتٍ ومعارض وحفلات موسيقية وأشرطة سينمائية. في الحوار التالي، الذي أجرته معه لوبوان الفرنسية، ينقلنا إيكو إلى واحدٍ من انشغالاته المعاصرة، والخاصّ بموضوع الكتاب في ضوء التحدّيات التي يفرضها زمننا. يستدعي إيكو، هنا، ثقافته الموسوعية بأسلوب يؤثر الإقناع في من لا زال بهم شكّ في قيمة الكتاب وخطورته. وهكذا يسوق لنا قبساً رفيعاً من هذه الثقافة: الأنترنيت، الكتاب الألكتروني، الورق، مارشال ماكلوهان، القديس أوغسطين، أرسطو، بورخيس، الويكيبيديا ومجرّة غوتنبرغ.


س.: يوحي عنوان كتابكم "رجاءً لا تتخلّصوا من الكتب" بمعنى أنّ هذا "التنطيف" ممكن...
إيكو: لا أعرفُ من عثر على هذا العنوان، لكني أٌعجبْتُ به. ويظهر أنّ شركة سوني، التي وضعت نصب عينيها كتابها الإلكتروني الجديد، قد التمست في هذا النصّ الدعاية لتشكيلةٍ من منتخباتها، لكن ما وجدْتُه روحيّ للغاية. إذا ربطنا الأمر باختفاء الكتاب، فإنّنا بصدد القصّة القديمة، ذلك الاستيهام الذي يُخالط، منذ سنوات الثلاثينيات، الأرواح المعاصرة، ولا سيّما أرواح رؤساء التحرير. ثمّة آلاف المحاضرات والمؤتمرات حول هذه المسألة، وهو ما أكرّره دائماً: الكتاب مثله مثل الملعقة والمطرقة والدولاب أو الإزميل، فحينما اكتشفناها لأوّل مرة لم نكن نرى ما يمكن أن تؤدّيه على نحوٍ أفضل. سوف يتطوّر الكتاب ربّما داخل مكوّناته، وربّما ازدادت صفحاته أكثر، وإن كان سيبقى كما هو. ولذا، كيف للمرء أن يستغني، حقيقةً، عن هذا الموضوع المكتمل الذي يمكن أن يحمله معه إلى أيّ مكانٍ شاء، ويستخدمه في أيّ ظرفٍ كان، على فنن شجرة أو في جزيرة خلاء، صانعاً منه لحظة حبّ داخل مقصورةٍ أو أثناء عطلٍ كهربائيّ؟ ثمّ هناك الرغبة واللّذاذة التي يمكن أن تجلبهما الكتب إذا لمسناها، أو أحسسْنا بها، أو تصفّحناها، أو قيّدنا على هامشها، أو ثنينا زوايا صفحاتها، ثمّ فيما بعد أعدْنا اكتشافها وقراءة ما بحواشيها، وهذا كلّه ما لا يقبل استبداله.

س.: متى اشتريْتُم أوّل حاسوب؟
في عام 1983م، إن لم يختلط عليّ الأمر: كان الحاسوب ابتكاراً لمنفعةٍ خارقة، وكم سُررْت وأنا أسافر مع مفتاح اليوسيبي لأطّلع على الأنسيكلوبيديا مساءً، ثمّ إني لستُ واحداً من النبلاء الذي يحلمُ بزمن الكتابة على الرَّق.


س.: أنتم تحدّثتم عن حُلْم الإنسانية في إمكان استمرارها. من وجهة النظر هاته، هل يُعدّ الحاسوب متفوّقاً على الكتاب؟
إيكو: يمكن لنا أن نتخيّل العالم آيلاً للزوال. فما يؤذيني حقيقةً هو هذا التلف الذي يطال طبيعة الدعامات باستمرار. فكّري في كلّ ما حصل لنا في بعض سنين: أقراص مدمجة من كلّ نوع مثل الدسكيت والسيدروم والديفيدي، إلخ. وفي كلّ وقت، وجب أن أتغيّر، وأتعلّم طرق تشغيل جديدة وأحوّل وأترجم، لأن ما بين يديّ قد انتهت صلاحيّته، لكن يبدو لي أنّ تفوُّق الكتاب أمراً لا يقبل المناقشة، وإن كنْتُ لا أخفي انبهاري، وأنا أرى مئتين وواحد وعشرين من "مؤلفات آباء الكنيسة اللاتينية" أمكنها أن تٌعرض في قرص مدمج، وأمكننا نحن أن نطّلع عليها سطريّاً.

س.: إلى جانب النار والماء وما يلي من الكوارث، هل من الممكن أن يصير الورق نفسه إلى زوال,,.؟
إيكو: بعض كتبي التي صدرت في سنوات الستينيات أمست بالفعل أطلالاً، والعلّة في الأوراق المحمضة. لكن بوسعنا أن ننقذها، كما أنّ استعمال الورق الذي يدوم أطول أصبح منتشراً، وبالتالي لا زلت مقتنعاً بأنّ دعامة الورق هي ما يقاوم تحدّيات الزمن بشكْلٍ أفضل.

س.: هل لديكم كتابٌ إلكترونيّ؟
إيكو: ليس بعد. لا أشعر بالحاجة إليه. إنّي أفكر، حسب الرغبة، في التعب الذي تسبّبه القراءة من تلقاء الشاشة. أقول في نفسي أن الإنسان الذي لم يكن قرأ "دون كيشوت"، قد أفلح في قراءته كاملاً عبر الكتاب الإلكتروني. ماذا يُثبت هذا الأمر؟ في كلّ الأحوال، أؤكّد أنّه بقدرما نتطوّر في الكتاب الإلكتروني، بقدرما نجعله رديفاً للكتاب.

س.: ما هو الكتاب، إذن؟
إيكو: الكلمة مشتقّة من ( ليبر) اللاتينية، وتعني القشرة التي كان أجدادنا يكتبون عليها من قبل أن يستفيدوا من البُـرْدي ثمّ من الرَّق، حتّى جمع الرُّومان لفائف كانت تبدو طويلة جدّاً، ومزعجة بما يكفي، غير أنّه من العسير أن نمضي إلى وسط النصّ مباشرةً، وأن نقرأ ونكتب في الوقت نفسه، فيما أيدينا مشغولة. فالتقدّم الكبير الذي تمخّض عنه الكتاب، مثلما تعرّفنا على ذلك، كان هو ابتكار نوع خاصّ به يضمّ مجموعة من الأوراق المطرّزة والمجلّدة. ولقد افتقدنا هذا الأسلوب لما يزيد عن خمسة عشر قرناً.

س.: ألم تقكّر في أنّنا نحيا مع المعلوماتية ثورةً شبيهةً بالثورة التي شهدت الانتقال من التقليد الشفاهي إلى التقليد الكتابي؟
إيكو: سؤال دقيق يشير إلى التطوُّر الذي قطع أشواطاً. وقد تعوّدنا حقيقة أن نؤرّخ الانتقال من القراءة بصوْتٍ عالٍ إلى القراءة بالعينين في القرن الرابع للميلاد، لمّا التقى القدّيس أوغسطين بالقدّيس أمبرواز أسقف ميلانو الذي سوف يُعمّده في العام 387، وهو يُبدي إعجابه الكبير بالرائي يقرأ في صمت. لكن متى غدت عملية القراءة منتشرة؟ ثمّ داخليّة؟ وكيف لنا أن نُجيب عن ذلك بدقّة؟ هناك تاريخ أبعد يمتدّ بنا من هوميروس إلى أمبرواز، ومن أمبرواز إلينا نحن، وبالتالي لن أتورّط في تكهُّنات على إثر ذلك. ما أريد التأكيد عليه أنّنا نقرأ أكثر فأكثر,

س.: لكنّ عدداً من الدراسات تؤكّد العكس...
لا تزال وسائط الميديا تشهد احتداماً، والكثير من الناس، وأغلبهم من الإيطاليّين، لا يقرؤون، لكنّي أعتقد أن الوضع يتغيّر بفضل الأنترنيت. ماذا يفعل كلّ هؤلاء المشتبكين بآلتهم إن لم يقرؤوا؟ نحن نعيش داخل الحضارة الألفبائية، وكان الفقير مارشال ماكلوهان3 قد انخدع في العام 1962م، لمّا أعلن عن نهاية مجرّة غوتنبرغ. بطبيعة الحال، نحن نقرأ أقلّ أو نكتب أقلّ، لكنّنا نقرأ.

س.: هل يظهر لكم أن رقمنة كلّ الكتابات وكلّ الأزمنة أمرٌ ممكن؟
يمكننا أن نتخيّل بدورنا اختفاءً شاملاً لكلّ الذاكـرات في قلب تعتيمٍ هائل. فيم يُفيدنا الخزن بالمرّة؟ ذلك لا يُعفي من التعلّم، ولا من تعلُّم ما بوسعنا تعلُّمه. لكنّي أؤيّد نافذة أوسع لإدراج أكبر عددٍ من النصوص الممكنة، وأعتقد أنّ سننتهي بالتالي إلى ضبط جميع مشكلات الحقوق وغوغل وسواهما. وستكون هناك قوانين ضدّ الاحتكار تسري في كلّ مكان، ما عدا في إيطاليا طبعاً.

س.: تثيرون في هذه الحوارات مخاطر جديدة بالنسبة لتراث الثقافة الكونية. ما هي؟
أوّلاً، أريد أن أستعيد أنّ التذكير بكلّ شيء هو نقيض الثقافة: فونيس4 بطل بوخيس الذي راح يتذكّر كلّ شيء. لم يكن إلا مجنوناً. ثقافتنا نشأت مع ما كان يُقاوم النسيان والنبذ الضمني، ويُقاوم بعض آثار الماضي والكوارث. في "فنّ الشعر" يستحضر أرسطو مؤلِّفي التراجيديا الذين لا نعرفهم. هل كان هؤلاء أعلى شأناً، ربّما، من سوفوكل؟ ألم يكن هناك أعمال أساسية ضمن اللفائف التي أتى عليها حريق مكتبة الإسكندرية؟ لكن تجاوزوا عن هذا. إنّ ما يهمّ في الثقافة ليس إلّا وجود موسوعة مشتركة ينتظم ابتداءً منها الحوار، ذلك أنّ التصفيات التي أجريت تُخْبرنا بما يجب أن نُبقي عليه أو نرفضه: ثورة غاليلي لا يمكن أن تُفهم إذا نحن لم نعرف نظريات بطليموس التي دحضَتْها. واليوم، والحالة هذه، يحمل الأنترنيت الجميع بلا تحقُّق ولا ترتيب. الأنترنيت لا يبتُّ في شيء. لا يهمّ أن يفتح المرء موقعاً، وينشر فيه أيّ جنونٍ شاء. إلى حدٍّ لنا أن نتخيّل فيه ستّة مليارات من الموسوعات الفرديّة، حيث يمكن لأيٍّ كان أن ينمّي آراءه. ألا يُصبح التفاهم والحوار، تحت هذه الشروط، ممكنين لخلق التجربة المشتركة والثقافة؟ فمن يعرف أن يميّز موقعاً سخيفاً سيصبح مثله ذلك الذي لا يعرف. إنّ التهديد حقيقيٌّ والتصفية تحدّينا الكبير.

س.: هل فكّرتم في مشروع مثل مشروع الويكيبيديا؟
إيكو: هذا مثال أوضح عن ضعف الأنترنيت، إذ يمكنني أن أدخل في الغد فأنشر هذا الخطأ وتلك الأكذوبة، أو حتّى أرمي بسهامي في كلّ صوب. لكنّ الفكرة جميلة.

س.: تعرضون بمتحف اللُّوفر، من 2 نونبر إلى 13 دجنبر، برنامجاً إستثنائيّاً في موضوع "دُوار القائمة"، وتصدرون بالموازاة معه كتاباً قيّماً يحمل العنوان نفسه. ما السبب في اختياركم هذا الموضوع؟
إيكو: هذا القوائم تسحرني منذ أن كنتُ طالباً. توجد لدى هوميروس، وفي نصوصٍ من القرون الوسطى وعند جويس. عدا أنّ التعريفات في أساسها تظلُّ فقيرة: إذا قيل عن الفرس إنّه حيوان غير عاقل وفانٍ، قُلْنا: صحيح، لكن أين هي معرفتنا عنه؟ تمرّ هذه الأخيرة، في أغلب الحالات، من خلال تعدادٍ لا ينتهي من الخصائص، أي من خلال القائمة: عندما تصف الأمّ لطفلها النمر، تصفُهُ بأنّه حيوان مفترس يُشبه القطّ بهيئة أكبر، وأنّه رشيق للغاية، أصفر الجسم بخطوط سوداء، وأنّه يمكن أن يتعرّض للإنسان. كــلّا؟ تأمُّلي جزءٌ من هذه الاعتبارات، وبحثي مسبِّبٌ للدُّوار، والكتاب الذي تمخّض عن كلّ هذا، والذي يمتُّ بصلةٍ إلى كتابيّ "تاريخ الجمال" و"تاريخ القبح"، يُدهشني حتّى أنا بنفسي.

س.: كم تمتلكون من الكتب؟
إيكو: نحو 50.000 كتاباً، بما فيها 1500 بين النادر والنادر جدّاً.

س.: ما الّذي تحلم بجَمْعه؟
إيكو: توراة غوتنبرغ.

س.: ماذا تقرؤون حالياً؟
إيكو: كتاباً عن الشرطة الفرنسية في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر.

س.: لماذا؟
إيكو: هذا ســرّ.

هامش:
1. " Nrsquo;espeacute;rez pas vous deacute;barrasser des livres ", de Jean-Claude Carriegrave;re et Umberto Eco. Entretiens meneacute;s par Jean-Philippe de Tonnac (Grasset, 342 p.).
.2" Vertige de la liste ", drsquo;Umberto Eco. Traduit de lrsquo;italien par Myriem not;Bouzaher (Flammarion, 408 p.).
3.مارشال ماكلوهان [1911 ـ 1980] فيلسوف كندي هربر صاحب النظريات الثوريّة في موضوع وسائط الاتصال ومؤلف كتاب "مجرّة غوتنبرغ" (1963). وهو الذي أطلق عبارة "العالم قرية كونيّة" في كتابه "الميديا هي الرسالة" (1967)، معلناً أن البشريّة انتقلت من "مجرّة غوتنبرغ" ودخلت في "مجرّة ماركوني".

4. في كتيّب صدر عن دار غاليمار عام 1967، أجاب بورخيس محاوره جورج شاربونيي بالآتي: "كتبتُ أقصوصة فونيس، لأني أمضيت ليالي طويلة من الأرق. ومثل كل الناس أردتُ أن أنام. ولم أستطع. كي ينام المرء، عليه أن ينسى قليلاً الأشياء. يومذاك، لم أقوَ على النسيان. كنتُ أغمض عينيّ، وأتخيّلني مُغمض العينين في فراشي. لكني كنت أظل أتخيّل الأثاث والمرايا، والمنزل بكامله. ولأتخلّص من كل ذلك وضعتُ فونيس التي هي نوع من المجاز للأرق، لصعوبة أو لاستحالة الاستسلام للنسيان. لأن النوم هو هذا الاستسلام للنسيان الكلي. نسيان المرء هويته. نسيان ظروفه. فونيس لم يستطع ذلك. لذا، مات أخيراً من الإرهاق. وقد ساعدتني هذه الأقصوصة على الشفاء. فقد أودعتُ كل أرقي في بطلها. ولا أعني أنني نمتُ جيدًا ما إن أنهيتها، وإنما بدأت أشفى".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ممتع
ادريس -

ترجمة متميزة.استمتعت كثيرا بقراءة الحوار. استمتع كثيرا بقراءة ايكو. لقد وفقت يا استاذ عبد الللطيف في ترجمة الحوار بشكل جيد.

زهو
jone -

حيل ماروع هذا الرجل اذا لدية هذا العدد من الكتب ماسعده نتمنى ان يكون لنا ربع مالديه ولكنهم يقرؤننا ويكتبون ونحن لانقرأ ولانكتب غير على الحيطان التي ليس لها عيون ولاآذان شكرالهكذا مقال 0

شيطان اخرس
باسم ماضي -

الى عبد اللطيف الوراري: منذ ان تجاهلت الردود التي بينها لك العراقيون , حول سعدي _ دعي البصرة- المتنكر لطيبتها, المنقلب شر انقلاب على الطبقات المسحوقة في العراق , بعد ان ظل طوال عمره يستجدي باسمهم, سعدي الحاقد على الفقراء وعدو المستضعفين المسترزق باسمهم شاتم المساكين وملقبهم باحط الالقاب , وبعد ان لم تلتفت لكل التفنيد الذي جاءوا به , على صفحات إيلاف , لن اثق بك او بما تطرح من افكار او مواضيع مهما كانت لاتحتاج الى مايؤيدها, وسوف اشكك بها كثيرا, لأنك شيطان اخرس, فأنت ساكت عن الحق .

انت كاذب
عودا على سعدي الكوسج -

الوراري ،و بعروبية اعتدنا غلظتها وسكوتها عن الحق ، اثبت بما لا يدع دليلا للشك انه واحد من القطط الثقافية المقبلة على سمنة واضحة ، لا ينقصها سوى شيء واحد ، هو عافية الاعتذار الانساني الصادق .لن اقرأ لك بعد اليوم فقد اهنتني واهنت شعبي .

العزيز عبدالقادر
إلى المحرّر -

العزيز عبدالقادر، لا أعرف ماذا يريد هؤلاء الذين يتّهمونني ويطلبون منّي الاعتذار .لقد نقلتُ ما قال سعدي في حوار منشور سلفاً في مجلة البيت وجريدة القدس العربي، وأردتُ من ذلك سجالاً عاقلاً لا كلاماً بذيئاً وحاقداً تحت الأسماء المستعارة. أريد أن توضّح لهم الأمر أو تستغني عن تعليقاتهم المسيئة.مع مودّتي لك

جمال الجلادين
باسم الوردي -

هاهو الوراري يفقد اعصابه , ويتهم المعلقين بأنهم يطلقون كلاما بذيئا اراده, هو ان يكون سجالا عاقلا , مع ان لااحد اساء له ولو بشق كلمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هنا في منطقتنا العربية, يقدمون إليك جلادك نفسه الذي هرأ جلدك واهان انسانيتك وامتهن كرامتك , محاولين إفهامك انه في منتهى الانسانية والصدق والبراءة والطيبة والشفافية والود والحنو والرأفة والشهامة والفروسية والشجاعة والاثرة, وحين ينخزك فعلهم هذا, فتتألم , لأن من قدموه إليك , ليس سوى جلادك, يستغربون , ويصرخون متألمين , من غلظتك . أما اذا جاء ذكر الاعتذار, فانهم سينتفضون كالملدوغين . . لم يكن احد قد اساء إليك , عندك التعليقات فقلبها على كل جوانبها .. ما طلبوه منك بعد ان وضحوا لك دجل سعدي وادعاءه , الكاذب بأن كتبه ممنوعة في العراق , هو ان تمس جراح الضحايا, بكلمة تضامن تقول لهم فيها: والله انتم على حق , والله ان سعدي كاذب , فمابالك تظلمت ووصرخت؟ ولماذا تستكثر على الضحية ان تصرخ وهي المتحملة لكل الآلم التي سببها لها سعدي واذنابه .

دكتاتورية الافراد
وعد ناظم -

على طريقة الدكتاتوريين العرب التقليديين , كتب الوراري , غير شاعر بأيما حرج , يسأل الاستاذ عبد القادر الجنابي ان: استغن عن تعليقات القراء .. كأنه - تماما مثل اي دكتاتور عربي- يريد تغيير اللوائح والانظمة والطبيعة والبيئة وكل مالايتلائم , مع مزاجه الكهفي . يعني هنا فأن الاخ يريد من محرر ايلاف ان يجترح , سابقة, من اجل عينيه . لكن لاعجب , ألم يقم بطل الحفرة القومي , بتنشيف الاهوار وبالتالي خرب الطبيعة ودمر البيئة , إذ المعروف ان الله عز وجل , لم يضع الاهوار في جنوب العراق اعتباطا , وانما وضعها بمثابة ( الراديتر) حيث ان تلك المنطقة مليئة بالبترول , ودرجات الحرارة قابلة للارتفاع , وفعل الجرذ , جعل كميات كبيرة من النفط تتبخر اذ لا(راديتر)ثمة لتوازنها, كما ادى تسرب النفط ورائحته الى القضاء على الكثير من الطيور والحيوانات والى ان وتفتك بالسكان .يااخ وراري , ماانت إلا ذنب لسعدي الذي هو ذنب لممثلي السلطة الذين هم اذناب الاذناب , فأنت إذن ذنب ذنب ذنب ذنب الذنب .

الى الوراري
سعيد وادي -

هل لاحظت يااخ وراري , كيف انك تضايقت عندما شعرت بظلم طفيف , هو كونك ناقل للخبر ولست متبنيا له؟ لكن ألايدفعك مثل هذا الامر الى التساؤل, ترى كم من الحيف ومن الظلم يمكن ان يلحق , بمن اغتصبت زوجته امام عينيه, او اغتصب هو امام انظار زوجته او امه او اخته او ابيه؟ ألا ترى ان هؤلاء يستحقون إلتفافتة انسانية منك وممن هم في منزلتك ؟ واذا لم ينصفوا منك وممن هم في منزلتك واذا لم ينصفوا الآن , ولو بكلمة طيبة فمتى اذن يمكن ان ينصفوا؟..

سعدي النسناس
نائل راغب -

كلما وجدت خلفية للقبح , فأن القبح سيزدهر وسيجد مبرره , وسعدي - عدو المستضعفين عدو الفقراء , عدو الكادحين , المتسول بإسمهم - لم يأت من فراغ لأن خلفيته معروفة وافقه معروف ايضا والوراري ماهو إلا خلفية وافق لسعدي النسناس , لكنه خلفية وافق داكنين مرمدين بغيضين كالحين مشؤومين , لأنه لم يتشكل , إلا من اجساد الضحايا , ومن دمائهم ودماء ابنائهم , فبئس سعدي وبئس خلفيته. ان الوراري هذا, وكأنه انسان فوق الآخرين, كتب بكل صلافة يقول لمحرر ايلاف , ان يستغني عن التعليقات !! ماهو فضلك على الآخرين لكي يبتكروا, تلك السابقة من اجلك , وكيف تسمح لنفسك بتقديم طلب كهذا , يالبؤسك وويحك وثبورا وويلا لك .

سعدي وجه الكرشة
وليد علي -

انه لأمر غريب , هذا الاستكبار, الذي يصر عليه , بعض الناس , ثم انه امر اغرب منه, وضع الذات فوق ذوات الآخرين . يكتب السيد عبد اللطيف , بكل ثقة طالبا من محرر ايلاف , عدم الالتفات الى تعليقات القراء, وكأنه يدل المحرر, على الحل الامثل , الغائب عن عقول الآخرين , والحاضر في عقله النير العبقري . ألم يكفك انك وقفت الى جانب اكبر دجال واكبر كاذب واكبر مدع واكبر ناكر للجميل واكبر متسول باسم الجياع واكبر متنكر لجراحاتهم , ثم تطلب بلاحياء ان تحجب تعليقات القراء , على الرغم من كل ما اوضحوه لك ولغيرك , من ممارسات سعدي وزيفه وكذبه وبحثه عن ثمن لذلك . ثم لماذا يجب ان يحجب تعليقات القراء هل انت افضل من هؤلاء المتألمين ؟ هل انت اصدق كلمة منهم ؟ هل انت اشرف قولا منهم؟ اذهب فأنت لاتختلف عن ( سعدي وجه الكرشة) بأي تفصيل .

سعدي ملص
رياض حسين -

اي وسط ثقافي وادبي ، هذا الذي يخترقه ، طولا وعرضا ، اردأ انواع الذباب ، واشدها مجلبة للمرض ؟ اي وسط ادبي تافه وسطحي وساذج ومريض ؟قلنا ، ونعيد القول : سعدي قد كذب ، فهل كتب هذا العتوي الخرف شيئا لايضاح ما التبس علينا نحن القراء ؟ هل استوضحت انت يا وراري من سعدي جلية الامر ؟ وبرغم معرفتي ان سعدي مدمن قراءة تعليقات هو الاخر الا اني متأكد ان اجابته الوحيدة حين سيسأل عن امر الهجمة التي سلقت جلده المترهل ، هي اجابة ادونيس نفسها يوم سؤل عن كاظم جهاد وكتابه ( ادونيس منتحلا ) : لا اعرف عما تتحدثون . ان اذهانهم المترهلة لا تحتمل كلاما غير الكلام الذين يودون سماعه من اتباعهم ومريديهم . وكانوا سيهذبون من طباعهم الصنمية التافهة شيئا ، لو ان اتباعهم اظهروا لهم شيئا من كرامة التابع كأنسان اولا واخيرا ؛ وهذا ما ينقص المعجبين والاتباع على الطريقة العربية ؛ فقدان الثقة بالذات امام الولي راقصة كانت ام شاعرا من طراز سعدي ، والتقزم ، والصمت عن سخافات وتفاهات وترهات السيد المعبود . انها بيئة صالحة اليوم ، اكثر من اي وقت مضى ، لاستنبات اشد النباتات سمية وضررا . ما يحدث في الغناء العربي السافل والمنحط ، اليوم ، هو عين ما يحدث في عالم الادب والسياسة والرياضة . جعلتمونا نترحم ، لا بارك الله فيكم ، على ازمنة حسنة ملص وعبد الامير معلة .

ويمكرون ويمكر الله
مكر سعدي -

اظن ان سعدي على ادراك كامل بأن القراء سيفضحون كذبته, ومع ذلك لم يستطع ان يمنع نفسه , من ان يرتكبها, ربما اراد ان يبهر محاوره, في تلك اللحظات القليلة, قائلا لنفسه: فلأبهره وليحدث بعد ذلك مايحدث . فهل كان السيد الوراري ضحية لسعدي ام شريكا له في كذبته سيئة الصيت ؟علم ذلك عندك يا ورارري

اكاذيب سعدي تتفسخ
عذرا وراري ولكن..... -

هؤلاء الذين لايرون فيما كتبه المعلقون, إلا مايخدش ذوقهم , لماذا لم يروا مايفعله سعدي المنكوب , ولماذا لم يخدش حياءهم هذا الذي يفعله , مع انه يمكن ان يخدش حياء سفاح شارب دماء .. اننا أمة عجبا, نرى المقتول ونوبخه ثم ندينه , ولانرى القاتل , مع ان مديته لاتزال تقطر بدم الضحية . قبح الله هيج امة

لا تقس على الوراري
حبيب السبتي -

الاستاذ وليد علي انك تحاول تحميل الوراري اكثر من طاقته ، فالرجل مثله مثل كثيرين يهاب سعدي الذي صنع له صنما طلاه باشد الاكاذيب قبحا وسذاجه ،وسقاه خمرافاخرا ثمنه عرق جبين الفقراء والمهمشين . وقل الامر نفسه عن كثرة من المعلقين الشاتمين لسعدي في الخفاء ، ولكنهم في الغرم اجبن من صافر .اسقطوا الوثن المترهل الجلد المسمى سعدي الكرطة .

شيوعي سابق
اسمعها مني -

لقد وعد سعدي ، كما هو شأنه دائما ، صاحبه الوراري بكتابة مقدمة لديوانه المقبل ؛ لست متأكدا تماما ، ولكن سير الثقافة العربية ، اليوم ، يشجعنا على التفكير بطرائق معوجة كهذه .الصديق الوراري ، خذها نصيحة من محب لك : اذا كان لديك ما تقوله بحق سعدي ، فقله الان ، ولا تنتظر موته كما فعل ويفعل هو مع كل من ماتوا من اصدقاء الامس ؛ فالرجل حقود بشكل مرضي ، لا يكن في ذاته حبا وودا لاحد ، وما موت الاخرين بالنسبة له سوى مناسبة لنشر الغسيل القذر على حباله المتسخة . اما اذا مت انت قبله فقل السلام على مقدمة ديوانك ، فهو سيكتب عنك ولكن في صحيفة واسعة الانتشار كالقدس العربي شاتما ساخرا !!

الى الوراري المحترم
سعد البغدادي -

الاخ عبد اللطيف الوراري المحترم: اظن ان دوافع كل شاعر يجب ان تكون دوافع شريفة , وانا على يقين ان دوافعك شريفة, بل انها في غاية الشرف , وحيث ان الامر كذلك , فقد كان القراء , وانا واحد منهم , يتوقعون انك , وبعد الذي بينوه , خلال تعليقاتهم , ستتخذ خطوة جريئة, فتقف الى جانب الحق , كنا نتوقع منك موقفا, فالناس قد اغتصبت والنساء اغتصبت وثُرمت بالثرامات ورُميت للتماسيح والكلاب والاسود , وسعدي الذي كان يتسول باسمهم , واول من كتب يطلب من انكلترا ان تغزو العراق , سعدي هذا كان هو ايضا, اول من تنكر لهؤلاء المجروحين واول من شتمهم , وادعى فوق ذلك ان كتبه ممنوعة وكالعادة فقد كان يكدس الاكاذيب , لكنك يااخ وراري, ضقت ذرعا بصيحات المتألمين, ولم تلتفت لها . لقد تحمل هؤلاء مالورأيته لتصدع منك قلبك فلاتضق ذرعا بصيحاتهم .