تأويل ثقافي لهجرة الشاعر السعودي مباركي وحصوله على الجنسية اليمنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله السمطي من الرياض: ما الذي حدا بالشاعر السعودي محمد مسير مباركي أن يهاجر إلى اليمن، ويقيم فيه بشكل دائم، بل ويحصل على الجنسية اليمنية؟ في سابقة نادرة ربما لم تحدث من قبل من مثقف أو أديب سعودي في العقود الأخيرة؟ لأن العكس هو ما يحدث إذ يسعى أبناء اليمن السعيد للحصول على الجنسية السعودية للتمتع بميزات الحياة السعودية، وهناك أعداد كبيرة من السعوديين من أصول يمنية.
فهل سدت منافذ العمل أو النشر والكتابة أمام مباركي فآثر أن يترك السعودية ليبحث عن فرصة عمل هناك؟ أم أنه شعر بالإحباط من الواقع الثقافي الذي ربما لا يلتفت كثيرا إلى المبدعين خارج العاصمة وخارج المدن الكبرى؟
أم أنه وجد من ترحيب المنابر الثقافية به ووزارة الثقافة اليمنية التي طبعت له أكثر من ديوان فرصة للشعور بالذات الشاعرة المتمردة خارج الوطن؟ الوطن الذي ربما رأى أنه لم يستوعب تجربته الشعرية ولم يعطها حقها المأمول؟
أسئلة كثيرة تحيط بهذه الهجرة التي تمت في السنوات الخمس الماضية، وفي هذا التقرير نعرض لرحلة الشاعر محمد مسير مباركي الصحفية والشعرية والثقافية التي قادته إلى التوجه لليمن.
لم يكن الشاعر محمد مسير مباركي ( 36 عاما) يتصور وهو يسافر إلى اليمن للمشاركة في إحدى المهرجانات الشعرية أنه سيقيم هناك بشكل دائم، فمباركي كان أحد الشعراء الشباب البارزين الذين يعول عليهم لإحداث نقلة في الشعر السعودي الحديث، ففي دواوينه الثلاثة التي أصدرها على نفقته قبيل هجرته إلى اليمن والتي تحمل عناوين: تماهي منبت" و " منسك للسريرة في حرم الرمل" و" الغيد الصناديد والرجال الحائضون" قدم مباركي شعرية مختلفة تتماهي فيها شخصية الشاعر وتجربته في الصور والأخيلة والمضامين التي تحملها قصائده، حيث يركز على تجربة الألم، والفقد، والتمرد، وهي خواص تنسرب في مكامن نصوصه وكتاباته التي تنطوي أيضا على قدر من السخرية والمفارقة، السخرية من العالم، والواقع، والناس، بل ومن ذاته الشاعرة أيضا.
وفي تصديره لديوان:" منسك للسريرة في حرم الرمل يقول:
إلى الخطايا الخالدة: الكبت والقهر والغربة
إلى خليع الفيافي الشنفرى
ومخلوع المدينة.. أنا
إلى البيانو الذي يسمونه: ليلى
لقد جمعت في هذه الباكورة ما يدينني، وما يشي بي، وينم علي، مبتهلا بخطيئاتي إلى شفيع من صدق الحرف، وشفافية اللحظة الشعرية.
لا أحسبك حين تقرأني تلتمس نبضا هادئا ومستسلما، وإنما ستأنس - إذا آنست روح القصيدة في جسدها- ثائرا وجد حتفه نصيرا فوالاه، هذا إذا كنت تعتقد معي:
أنني المريض النفسي الوحيد في هذا العالم، الذي لا يقبله الأطباء النفسانيون في مصحاتهم الرشيدة، وهذا حلمي الذي تحقق، والأحلام - كما تعلم- هي المدة الوجيزة التي نكون فيها مجانين بأمان.
كنت - وأظنني ما زلت- أتلو هبات الريح في صلوات الجناز، وأرفو على اليقين تابوت الشك، وأسأل الأجنة في الأرحام حق الموتى على الأحياء، وكلما نمت بداخلي نمرودة شقية، فوّفتها ببوتقة أشقى، لا تجيد الغناء ولكنها تنتشي بالرقص على الجراح، وتثمل من لعق رغد الإحباط المترنح.
ويقدم سيرته الذاتية في تصديره ديوانه:" نبوءة " كالتالي:
الاسم: محمد مسير مباركي.
الشهرة: الشنفرى الأكبر.
العمر: 30 إحباطا.
البرج: يقال إنه الأسد رغم أن القرود هي المستأسدة.
الهوايات: القراءة و الكتابة و البكاء.
الخبرات العلمية: يقرأ و يكتب.
الخبرات العملية: موظف في وادي عبقر بمرتبة ( شاعر صعلوك).
الخبرات القرائية: قراءة كتاب ( عقلاء المجانين ).
المرتب: حزن و بؤس و شقاء يومي.
الحالة الإنسانية: متمرد و ثائر على الورق فقط للأسف الشديد.
صدر للمؤلف: تماهي منبت بيع منه 60 نسخة و البقية إهداءات نفاق.
( منسك للسريرة في حرم الرمل ) و بيع منه 78 نسخة و البقية إهداءات مِراء.
( الغيد الصناديد و الرجال الحائضون ) و بيع منه 300 نسخة و البقية إهداءات رياء
عمل محمد مسير مباركي في صحيفة عكاظ بمدينة جدة لفترة قصيرة ثم انتقل للعمل بمكتب القاهرة مراسلا لعكاظ مدة أربع سنوات، وحين عاد للسعودية عمل مصححا لغويا في صحيفة الوطن براتب بسيط لم يكن يفي بمتطلباته الشخصية والأسرية، فهو أب لسبعة أطفال من زوجتين: سعودية، ومصرية، ولعل هذا ما دفعه إلى التوجه للعمل الحر - بالإضافة إلى عمله بصحيفة الوطن الذي لم يكن منتظما فيه تماما - حيث عمل سائقا - غير منتظم أيضا- على سيارة يقوم بتأجيرها على خط: جازان - صبيا جنوب السعودية.
وحين ذهب للمشاركة في مهرجان شعري بصنعاء قوبل مباركي بحفاوة كبيرة هناك، وكتب عنه عدد من النقاد على رأسهم الدكتور عبدالعزيز المقالح، واهتمت به وزارة الثقافة اليمنية وقامت بنشر ديوان شعري له بعنوان: " نبوءة " في طبعة زاهية، واهتم به وزير الثقافة اليمني خالد الرويشان.
ترى هل هذه الحفاوة وهذا الاهتمام من كبار المثقفين اليمنيين هو ما جعل الشاعر محمد مسير مباركي يقيم بشكل دائم في اليمن، مغيرا جنسيته السعودية إلى اليمنية؟ وإذا كانت الشخصية قد تغيرت جنسيتها؟ فكيف يمكن للشعر أن يغير جنسيته؟؟!!
التعليقات
احدى اثنتين
toto -اما ادمن القات او عاد الى اهله واصوله لانه من صبيا وجيزان
احدى اثنتين
toto -اما ادمن القات او عاد الى اهله واصوله لانه من صبيا وجيزان
بالسلامة
tamim -بعد هذا الشعر والافكار السوداء زين اللي هاجر ولو شاف ديرة ابعد ازين وازين
محبة الأم
alibadwy -طفل حن وعاد الى أمه ، أرى أن مافيها شئ
محبة الأم
alibadwy -طفل حن وعاد الى أمه ، أرى أن مافيها شئ
الى 1 و2 للأسف
متابع -تعليقاتكم تدل على عقلياتكم التعييسة ومعاناتنا المزمنة معكم ومع تفكيركم القاصرة, فعلا أعاننا الله عليكم!
هذا هو الجهل
علي -الى تميم وتوتوبمثل جهلكما وصلنا الى ما وصلنا عليه.اين انديتنا الادبية عن هذا?
الى 1 و2 للأسف
متابع -تعليقاتكم تدل على عقلياتكم التعييسة ومعاناتنا المزمنة معكم ومع تفكيركم القاصرة, فعلا أعاننا الله عليكم!
بعض الأمثال الشعبية
ابو نورة -طالع وجه العنز واحلب لبن
مالقى أهتمام
ابن اليمن -أتوقع بان أجواء اليمن الجميلة والمختلفة والغير مجودة مثلها بالجزيرة العربية هي اللي أعجبتة وأثرت أفكارة ,, بالنسبة ل toto أقول لاتخلنا نتكلم لو نبغى نقول وين حدود اليمن كنا وصلنا الطائف ,كل شي بوقتة زين
هو في عيوننا
علي ابن منتهى -أهلا بك في اليمن أيها الشنفرى الأكبر، ياصعلوك العصر الجميل، أهلا بك في عيوننا وقلوبنا، قبل بيوتنا وغرفنا، فأنت جسر محبّة وتواصل لامتداد شبه الجزيرة العربية.
مالقى أهتمام
ابن اليمن -أتوقع بان أجواء اليمن الجميلة والمختلفة والغير مجودة مثلها بالجزيرة العربية هي اللي أعجبتة وأثرت أفكارة ,, بالنسبة ل toto أقول لاتخلنا نتكلم لو نبغى نقول وين حدود اليمن كنا وصلنا الطائف ,كل شي بوقتة زين
يمني عاد لليمن
toto -اقسم بالله انه يمني متجنس وعاد الى اهله وناسه فمالغريب في ان يعود الى اصله وماذا تريد ان تقدم لك انديتك الادبية هل تريدها ان ترعى الصعاليك
يمني عاد لليمن
toto -اقسم بالله انه يمني متجنس وعاد الى اهله وناسه فمالغريب في ان يعود الى اصله وماذا تريد ان تقدم لك انديتك الادبية هل تريدها ان ترعى الصعاليك
شي طبيعي
طبوش -اكيد حن للقات وخصوصا بعد ما ارتفعت اسعاره ولا ننسى ان مادة القادة مادة ملهمة للشعراء والمثقفين فشاعرنا الكبير حسبها بطريقة اقتصادية بحته منها يعود للوطن الام ومنها يحصل على القات باسعار مناسبة ومنها يتفرغ لاعماله الادبية وابداعاته
الانسان حر
Gege -يجب الارتقاء بالردود وعدم التجريح وشكرا
الانسان حر
Gege -يجب الارتقاء بالردود وعدم التجريح وشكرا
لاكرامة لنبي في وطنه
مبارك -أحني هامتي إحتراما و إجلالا للشاعر محمد مسير مباركي.و أستغرب من معظم الردود الوارده أعلاه.فهي للأسف ردود حكوميه.فبدلا من البحث عن حل لمعاناة الشاعر في بلده ممثلا للألوف من الشباب مثله، الفرق بينه و بين غيره ممن بلعوا الاهانه و المعاناه، أنه أوتي الشجاعه الكافيه للتمرد على واقعه الميؤوس منه. فإحساسه المرهف و قلبه الضعيف لم يستطع التحمل. فربما أراد تمرده أن يكون صرخه في وجه الظلم، لكي يشعر الظالم بمدى ظلمه. فربما في يوم ما يعترف الظالم بظلمه و يحاول تصحيحه. ويرسل بدعوه للشاعر للعوده إلى وطنه.قديما قالوا: لا كرامة لنبي في وطنه.
يهوى اليمانية ..
محلق -حقيقة الأمر أن " الجينات " لها الدور الأكبر في فشل الشاعر تعليمياً و عملياً ، فالحالة النفسية التي يعانيها المباركي ليست حالة شعرية عابرة ، تزول بزوال المسبب .. كلنا نظر للموضوع من زاوية المباركي الشاعر ولم ينظر له من زاوية المباركي الأب لثمانية أطفال وزجتين مطلقين .. اضيف على ما تفضل به الكاتب مشكوراً.. أن المباركي تزوج في اليمن ، ولم يعد يرى أو يسمع غير زوجته الجديدة ..!! رغم نزعته للتغير وما عرف عنه من تقلب الأمزجة وحب التجديد ..!!
يهوى اليمانية ..
محلق -حقيقة الأمر أن " الجينات " لها الدور الأكبر في فشل الشاعر تعليمياً و عملياً ، فالحالة النفسية التي يعانيها المباركي ليست حالة شعرية عابرة ، تزول بزوال المسبب .. كلنا نظر للموضوع من زاوية المباركي الشاعر ولم ينظر له من زاوية المباركي الأب لثمانية أطفال وزجتين مطلقين .. اضيف على ما تفضل به الكاتب مشكوراً.. أن المباركي تزوج في اليمن ، ولم يعد يرى أو يسمع غير زوجته الجديدة ..!! رغم نزعته للتغير وما عرف عنه من تقلب الأمزجة وحب التجديد ..!!
قليلا من الأدب
شاعر عربي -أولا / الإنسان حر في حياته .. ولأنه حر رفض العبودية !ثانيا / الحكم على الشيء فرع عن تصوره .. فلو عرفتم ما تعرض له الشاعر المباركي في بداية مسيرته العلمية بالرياض لجننتم .. هو مظلوم وحسب .. وضحية الجبروت الأعمى بكل تداعياته ..أخيرا / علاقته مع ربه ليست لنا .. له رب يعلمه ويتولاه ..فاتقوا الله في ردودكم .. واسألوا الله له التوفيق .. ( هو موهبة مجنونة لا يختلف فيها اثنان .. وأنا ابن صامطة وسأظل أفخر به مع أني لا أعرفه شخصيا...
مريض نفسيا
سعودي -بصراحة و بدون عنجهية ، لا أرى سببا يجعل مواطنا سعوديا يرضى بالعيش في اليمن ( في ظل الوضع الاقتصادي الراهن هناك ) إلا مريضا نفسيا، أو باحثا عن شهرة قد تجلبها له هذه الخطوة الغريبة .
قليلا من الأدب
شاعر عربي -أولا / الإنسان حر في حياته .. ولأنه حر رفض العبودية !ثانيا / الحكم على الشيء فرع عن تصوره .. فلو عرفتم ما تعرض له الشاعر المباركي في بداية مسيرته العلمية بالرياض لجننتم .. هو مظلوم وحسب .. وضحية الجبروت الأعمى بكل تداعياته ..أخيرا / علاقته مع ربه ليست لنا .. له رب يعلمه ويتولاه ..فاتقوا الله في ردودكم .. واسألوا الله له التوفيق .. ( هو موهبة مجنونة لا يختلف فيها اثنان .. وأنا ابن صامطة وسأظل أفخر به مع أني لا أعرفه شخصيا...