إسرائيل باتت دولة مهرجانات الموسيقى والرقص الشعبي العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليندا عبد العزيز من القدس: في نهاية الاسبوع الماضي شهدت مدينة القدس، مدينة السلام، وفقا لاغنية فيروز، حفلا ختاميا لمؤتمر "الفن لغة الحوار" تتويجا للمنتدى السنوي لتعزيز اواصر الصداقة والسلام بين فنانين يهودا وعربا، من خلال فنهم التعبيري. والتحمت فيه اناشيد السلام والاخاء باللغة العبرية والعربية والانكليزية مع اثنين من عمالقة الغناء داود داؤر من اصل ليبي الذي يلقى فنه الاعجاب في كافة انحاء المعمورة، ولبنى سلامة الحيفاوية التي تهتم بالاغاني الكلاسيكية وتؤدي دويت مع عدة فنانين اسرائيليين باللغة العبرية. وغنى داؤر اغنية "بحلم بيك" لعبد الحليم حافظ، بينما غنت سلامة لحنا عبريا شاعريا بصوتها الملائكي. وغصت قاعة العرض الارستقراطية في مبنى مركز الشبان المسيحيين في شرقي العاصمة بالحضور الناشط والفعال، يهودا وعربا، يتمايلون بين ليالي الصيف لفيروز وترانيم دينية من التوراة وسط التصفيق الحار... وغمرت هذه الاجواء روح من التفاؤل والتقارب احوج ما نكون اليها، في ديارنا هذه.
ولا يسعني في هذا المقام الا ان ابحث عن تفسيرلظاهرة المهرجانات عموما، التي تتصدرها مهرجانات السلام- وهي تعكس ثقافة جماهيرية للمصالحة والتسامح تشمل جميع شرائح المجتمع الاسرائيلي. عشرات الالاف من المشاركين، على امتداد فصول السنة يؤومون مختلف المهرجانات حتى المتخصصة ن منها بالأكلات الشعبية، ويخيل للناظر أن هذه الدولة في اجازة صيف تكاد لا تنتهي ابدا، مما يذكرني بطريفة عربية وفيها تلميح لما سيرد لاحقا.
عاد طالب عراقي في الثانوية الى البيت حاملا معه شهادة المدرسة في ختام السنة الدراسية وقدمها الى والده للتوقيع عليها كما كان متعارف عليه. وصعق الوالد بالفشل الذريع الذي مني به ابنه في جميع حقول التعليم: الادب، الرياضيات، الهندسة، التاريخ، الجغرافيا والاحياء. غير انه توقف لحظة عندما وقع بصره على الموضوع الوحيد الذي تفوق فيه ابنه: الغناء، حيث حصل فيه على درجة امتياز. فثار غضبه وانهال على ابنه بالضرب قائلا: ولك على هذا صخام الوجه، هم عندك خلق تغني؟ اي على خلفية هذا الفشل في المواضيع الدراسية فكيف يسعفك مزاجك ان تغني؟
الحقيقة ان هذه المهرجانات التي يتغنى فيها الجمهور بالسلام ويحلم بمستقبل افضل تعكس العقلية الاسرائيلية التي تعيش تحت ضغوط مستمرة تجد لها منفذا للتهوية في التجمعات والنشاطات المبرمجة. وباتت كل بلدية تعكف على ابتكار مهرجان خاص بها لاستقطاب الجماهير، على ضوء التوجه العام لدى الشعب الذي يميل الى توظيف كل ما امكنه في العمل والترفيه وقطف الثمارفي اقصر وقت ممكن، على اساس انه لا علم لنا بما سيأتيه القدر غدا. هذا التوجه متاثر بالعقلية الغربية التي تكرس كل طاقاتها لاستغلال اقصى درجات الذات من منظور زمني محدود، مما يجعل من الوقت كنزا سريع الفناء ويدخلنا في دوامة نستهلك فيها طاقاتنا دون ان تترك لنا متسعا من الوقت لتوظيف مشاعرنا في الغير سواء من الاهل اوالاصدقاء، على عكس ما هو دارج في الشرق، حيث ان الوقت في وفرة والعجلة من الشيطان. والقناعة متيسرة والجيرة متوفرة. وعجلة الزمان تدور بطيئة متأنية. أين نحن من ذياك الزمان؟ والى اين تقتادنا هذه الهرولة المتواصلة بحيث ليس لدينا وقت لأي شيء!
نحن على سباق منهك مع الزمن وما علينا الا الاقتباس من جيراننا ومن حكمة الشرق. فهل هناك من يسعفنا بمهرجان للتأني على الطريقة الشرقية؟
التعليقات
اسرائيل
nero -اسرائيل يجب ان يطالب الشعوب العربيه الامم المتحده مجلس الامن الهيئات الدوليه بأن تكون دولهم على نفس مستوى المربع الادارى اسرئيل فى تقديم الخدمات الموظف و معروف ان كما فى كل بلد جهله ايضا فى اسرائيل من هو لا يعرف اى لغه و من افرقيا كثير فقراء و لم يبهدل المسؤلين فى البلاد الشغل و يقول الناس جهله انها نموذج متقدم يجب حزب الله فى لبنان ان يتمنى يكون مثلهم و ليس اقل منهم و ايضا جماعه حماس
شكر وتقدير
د. جبار جمال الدين -نشكر الباحثة والاديبة اللامعه ليندا يعقودب عبد العزيز على هذه المقالة القيمة حيث كانت ولم تزل الموسيقى اللغة العالمية بين الشعوب التي لا تحتاج الى ترجمة فهي تلامس شغاف القلوب وهي الجسر المتميز في التواصل بين شعوب العالم على اختلاف لغاتها وطوائفها ان هذه الاسهامة اسهامة موفقة فنحن بحاجة الى ان نرفع غصن الزيتون وان نربي الجيل الجديد على نبذ الحروب والالتفات الى ما يجمع بين القلوب على الحب والتسامح والتاخي ولغة الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تقود بهذه المهمة الواعدة تحيتي وتقديري الاخت ليندا عبد العزيز واتمنى لها المزيد من الكتابات القيمة في هذا المجال