ثقافات

السيد عبد الله الخولي.. لوحات شعبية موحية وقصص..لا رواية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جورج جحا منبيروت - رواية الكاتب المصري السيد عبد الله الخولي المسماة "المحم" تبرز قدرة عالية على السرد ورسم صفحات من عالم شعبي بطريقة موحية دافئة حينا وساخرة احيانا وهي على ما فيها من جمال وقدرة على نقل نبض عالم المناطق الشعبية بحميميته وبعض ما فيه من غرابة لا تبدو كأنها رواية كاملة بل هي اقرب الى لوحات نابضة ربما شكلت كل واحدة -من كثير منها- قصة جميلة.

وربما بدا لبعض القراء ان مجموع هذه اللوحات او القصص يشكل رواية متكاملة. انه رأي قد لا يجد اجماعا عليه لكن قد يكون هناك اجماع او شبهه على جمال هذه اللوحات. انها احيانا تنقلنا الى اجواء تشبه بعض ما رسمه كتاب كبار كبعض ما نشعر به -وان باختلاف- عند قراءة يحيى حقي الشعبي في "قنديل ام هاشم" مثلا.

لكن لا بد من الاشارة الى امرين اولهما قد يكون مقبولا بل يكون جميلا وان عصيا احيانا على فهم قارىء غير مصري والاخر لا يمكن قبوله الى هذا الحد.

الاول هو ان الرواية تحفل بتعابير مصرية موغلة في محليتها انطلاقا حتى من العنوان نفسه الذي نكتشف ان التعبير الشائع عنه هو " الحمام". لكن هذا الفهم لا يتكرر دائما مع كلمات اخرى.

اما ما لا يقبل فهو الاخطاء اللغوية الكثيرة التي قد تتحمل دار النشر المسؤولية الاولى عنها وعن اساءتها احيانا الى نصوص دافئة وجميلة.

ومع ذلك او على الرغم من ذلك فهذه القصص او اللوحات تشكل قراءة ممتعة. ورد الكتاب في نحو 66 صفحة متوسطة القطع وبحروف صغيرة ربما لو كانت اقرب الى العادي المألوف لجاءت في عدد من الصفحات يتجاوز عددها الحالي. وقد صدر الكتاب عن "دار الناشر للنشر والتوزيع" في القاهرة.

السيد عبد الله الخولي هو مدير ادارة بقطاع البترول وقد نشرت اعماله ومنها دراسات ادبية في صحف مصرية عديدة وله "البيوت المستورة" ومجموعة اخرى تحت الطبع. وقد حاز على موقع متقدم في مسابقة القصة القصيرة على مستوى مصر سنة 1984 عن قصة "الاطفال يقتلون الكلب".

مشكلة الحب والقدرة على الزواج وتقاليد الريف المصري وأعرافه وما فيه من الممارسات غريبها وعاديها و"الطبقيات" الموروثة والعداء بين الجماعات المختلفة وأمور مماثلة اخرى تشكل عالم الرواية.

انه عالم "ذكوري" يتحكم فيه الرجل وتتحول حقوقه الى ما يشبه " المطاط" الذي يسهل تجاوز ما يبدو حدودا له. لكن حتى في هذا العالم يحكم الحب بأنه لا بد من ظهور امرأة تتحدى الاعراف.

منذ البداية تظهر قدرة السيد عبد الله الخولي على السرد وجذب اهتمام القارىء. نقرأ البداية حيث يقول "عرج بالحديث الى مسلك اخر رغم احتفاظي بسيجارتي الفرط الاخيرة لاشعالها وقت اشتعال الحديث بيننا ووصوله للنقطة التي تحتاج لتدخلي.. يلقي التبعة علي لاتي له بالحل من بين براثن المه..."

وفي جو من الحنين الى عهد مضى -عهد الرئيس جمال عبد الناصر- ونقل تغير الاوضاع الى ما لا يحب الكاتب او بعض اشخاصه نقرأ "الان تبدل الحال وتستطيع ان تسمع نغمة الرؤوس ساوت بعضها.. وكان زمان.. بفضل صاحب الصورة التي تتصدر كتب اولادهم والذي احدث التغيير ونقي الماء والهواء وقال لهم.. ارفع رأسك يا اخي.

"الامر الذي ادى بالشيخ محمد الحنفي خطيب مسجد العتارية ان يرفع عقيرته ومطوحا بسيفه الخشبي فوق المنبر متسائلا.. اين الملوك.. اين الجبابرة وقطاع الطرق.. ويزداد انفعاله فيدعو على الاعداء ليحلي خطبته ويبين انه مشغول بالوطن بأن ينصر الله الكفرة اعداء الدين.. فيؤمن المصلون على دعائه بغير وعي.."

وفي مجال اخر نقرأ عن الجنس والفقر من خلال "الصول" مجاهد الذي رغم كونه متزوجا ولديه ابناء وبنات يتزوج فتاة اصغر من ابنائه وبناته. يروي لنا السيد عبد الله الخولي ذلك قائلا عن الصبية "تبدل ثوب العمل وترتدي ثوب العصاري حيث العيون محدقة والاجساد مخنوقة. نهداها ترفعان الثوب للامام.. تتحدى بهما المحدقين في جسدها اللدن. تتبختر في مشيتها فتطوح بندول اجسادهم..

"افقدته صوابه. ذهب الى جنوده بالمعسكر يخبرهم بأنه سيتزوج البطة.. فالرجل الحقيقي يتزوج في الثمانين ويقول اخذ بقية حقي..."

(رويترز)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف