احذر انها قصة جنسية: جمارُ الماضي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البنتُ البكر لجارنا ذاك، ما كانت سوى أمّ رفيق الطفولة، الأقرَب؛ المعرّف بين لداته بنعتٍ مُشنع " أوء "؛ الفتى الفاتن، الذي إبتلاه المقدورُ بعاهة الصمّ والبكم. " سوزي "؛ شقيقته الصغيرة، الوحيدة، كانت تظلع أيضاً على قدَمَيّ حسن باهر، حثيث، مندغم بخلق خجول ورقة لا مُتناهية. بيتهم، كان في حقيقته حصّة كبير آلهم؛ هذا الرجل الصموت المُتكتم، والعطوف في آن، المتكرّم على إبنة أخيه بالضيافة الدائمة، بُعيد مقتل زوجها، الضابط العسكريّ، في إحدى التدريبات. وعلى الرغم من جفاء العلاقة بين والدة الأخوين، اليتيمين، وزوجة أبيها، فإنّ ذلك لم يمنع توثق أصرَة صداقتهما للخالة الصغيرة، " مليكة "، التي بادلتهما بدورها المودّة. في سنيي تلك، الحدَثة، غيرَ المُتمّة بعد الدزينة الكاملة، كنتُ مُعتاداً على التواجد الدائب في بيت لدّات الطفولة أولئك، المَركون بمواجه بيتنا تماماً. وما فتأتُ أذكر تفاصيلَ ذلك اليوم الصيفيّ، المشهود، الذي حفلتْ ظهيرته بعبثٍ صاخب، من لدن خالتيْ صديقي، الأخرس. " ليال "، التي تماثل عمراً بكرَ أسرتنا، كانت قد إقترَحتْ اللهوَ بنربيش الماء، غبَّ فراغها وأختها الصغرى " مليكة " من مهمّة غسل أرض الديار. كان البيت خال إلا من حضورنا، فعمّ البنات، الكبير، كان وقتئذٍ في مشاغل المحلّ الصغير، الذي يملكه في الزقاق العلويّ، المُفضي لما يُعرف عندنا بـ " حارَة الدروز ". أمّ " أوء "، بدورها، كانت غائبة عن بيتها هذا، كونها تعمل ممرضة في عيادة خاصّة لأحد الأطباء، في مركز الشام القديمة. هكذا رأيتني في غمرةٍ من التلاحم الغامض مع الجسديْن الرائعيْن، شبه العارييْن، للأختين هاتين، المتماجنتيْن؛ التلاحم الحميم، المتماهي بمظهر بريء من اللعب وتراشق المياه. صديقي الأخرس، من جهته، كان الأكثرَ مرَحاً بيننا، مُطلقاً صيحاتٍ متواليَة، مفقودة المفردات، فيما هوَ يتراكض خلف صغرى خالتيْه برشاقة بدنه، المتجرّد تماماً من أيّ ملبس. فلا يلبث أن يُدركها، لاهثاً، فيهوي على ظهرها بما يُشبه الطعنات، الخاطفة، من إحليله المُستدَقّ، والقائم مُنتصباً في الوقت نفسه. عندئذٍ كانت " مليكة " تتصنع الفرار، صائحة بدورها، فيما أردافها تترجرجُ وتهتزّ بصورةٍ غاية في الإثارة؛ أردافها الثقيلة، المُتبدّية على عريّ بيّن، بما كان من حال السروال الشفيف، المُبتلّ. ***
بدورها، فإنّ " ليال " ولا ريب، كانت حسناء الحارَة دون منازع. صداقتها لشقيقتي، الكبرى، توثقتْ خلال دراستهما معاً منهاج البكالوريا، الأدبية. إذ ذاك، كنتُ بمثابة ساع للبريد بينهما؛ لقصاصاتٍ من الورق، دقيقة، مُنتزعة من هذا الكرّاس أو ذاك. جارتنا الفاتنة، الفائقة اللطف والظرف، كانت تخصّني بمودّتها ولا تكفّ عن ضمّي وتقبيلي، بوجود شقيقتي أو عدَمَه. فضلاً عن ذلك، فما كانت لتأبه في حضوري بالتخاطر بملبس النوم الرقيق، القصير، المكوِّر كلّ خلجةٍ، خلوقة، من أجزاء بدنها المُثير. حقيقة إيثاري بمحبّتها، مُحالة ربما لكوني دأبتُ صغيراً على مهمّة الساعي تلك، إنما مع شخص آخر، مّذكّر الصفة. وبعبارة اخرى، كنتُ لهما مرسالاً: وإذاً بحدود التاسعة من عمري، إتفق لي رؤية " ليال " وإبن عمّها " راضي "، الذي يكبرها ببضعة أعوام، وكانا يتبادلان الإشارات، الخفيّة، خلل المسافة الهيّنة، الفاصلة بين حجرتيْ منزليهما، العلويتين. وإذا بقصاصة من الورق، ملفوفة بعناية، تنهمل من عليّة إبن العمّ. لحظات اخرى، ثمّ ظهرَت " ليال " أمام باب بيتها، لتوميء لي بلطف.
" تلك الورقة على الأرض، أتراها؟ أجلبها لي، حبيبي ! "، هتفتْ بي الجارةَ الحلوة بصوتٍ خفيض. " راضي "، المُشتهر بوسامته، كان بطبيعة الحال هوَ حبيبها الحقّ، وليسَ ذلك الطفل، الذي كنته. منذئذٍ، إعتاد عاشقنا على تكليفي بشراء سكائره من الدكان، جنباً لجنب مع مهمّتي تلك، السريّة ـ كمرسال الغرام. تشديدي على سريّة الأمر، لكون العاشقيْن هذيْن، المُتولّهيْن، يعلمان ولا شكّ بما بين بيتيْهما من أحقاد ودماء. ولكي تتناهى المُفارقة، فإنّ " ليال " و " راضي " هما من كانا سببَ المأساة تلك؛ حينما إشتبكا طفليْن بمشادة حامية، مما إستدعى تدخل أبوَيْهما الشقيقيْن، اللدودَيْن. وهما بالذات من سيكونا، على أغلب ترجيح، باعثيْ شرارة مشادة اخرى، ما عتمَتْ أن إحتدمَتْ بين أسرتيْهما، وبالتالي، أنهَتْ بدورها واقعة عشقهما. ***
ـ " قلتُ لكِ، لا تصرخي هكذا مثل عاهرة ! "
راحَ شقيق " راضي "، الذي يصغره مباشرة ً، يَصرخُ مُغضباً بإبنة عمّه، الكبرى. أمّ صديقنا " أوء "، المسكينة، هيَ التي كانت معنيَة بالإهانة تلك، الفظيعة، كونها القائمة بهمّة على منافحة إمرأة عمّها وإبنتها. ولكنّ تدخل عمّي المُهاب، الحاسم، بين أولئك الأقارب، المُتخاصمين، سرعانَ ما أخمدَ أوارَ النزاع. على سذاجة سني تلك، المُبكرة، كنتُ على يقين بأنني الوحيد في الحارَة من يملكُ تأويلاً، مرجوحاً، للمشادة المُنتهية تواً. لخيبتي، فإنني إلتقطتُ في مساء ذلك اليوم إشاراتٍ، لا لبس فيها، من شقيقتيّ الكبيرتيْن، تؤكّد معرفتهما بحكاية الحبّ، المُحرّم، التي كانت تربط " ليال " مع " راضي ". هذا الأخير، ما لبث أن اُجزيَ تفوّقه الباهر ببعثةٍ، حكوميّة، إلى عاصمة البلاشفة، كيما يدرس الفيزياء النووية. فيما أنّ إبنة عمّه، الحبيبة، سيكون عليها إختيار شابّ فلسطينيّ زوجاً، وما عتمتْ أيضاً أن رحلتْ معه إلى العاصمة العراقية؛ أين مكان عمله، ضابطاً في منظمة التحرير. صهر جيراننا ذاك، الغريب، كان علاوة على ذلك عجيبَ الأطوار. خلال فترة الخطبة، كان يتعامل معي وكأنني من أهل بيته، وبكلّ ودّ ولطف. تآلفتُ وأصدقاء الزقاق مع حضور هذا الضابط الفلسطينيّ، الذي دأبَ على مجالستنا على عتبة دار حموه. فيشرع إذ ذاك برواية مغامراته المشوّقة، الفدائية، في غزة وأغوار الأردن، وكذا مهمّاته، السريّة، في بعض الدول الأوروبية. كان يُشفع معلوماته أحياناً بإبراز صور، شخصية، مع مسؤولين مهمين من المنظمة، وكذلك مع حسناوات من ذوات الشعر الأشقر والعيون الزرق. خلال العرس، تبدّى جلياً خلق الرجل البسيط، المرح، فكانت تصرفاته تثير في كلّ مرة عاصفة من الضحكات بين النسوة. في تلك الليلة، المُحتفلة، وجدتني في الحجرة العلوية لمنزل عروسنا، المخصصة لتغيير فساتينها، العديدة، المُفترض أن تعرضها على مرأى من المدعوات. هنا، في الحجرة ذاتها، التي شهدَتْ إشارات الحبّ الأول، الموؤود، كانت " ليال " بأحلى حلّة وأروع مظهر. عندئذٍ كان جسدُها، شبه العاري، يومضُ لناظري في عجالة الخلع والإكتساء؛ الجسَدُ المُعجز، الذي ألِفتهُ زمناً وتحسرّتُ فيما بعد دوماً على فتنته الآسرة، المُفتقدة. Dilor7@hotmail.com
التعليقات
ما هذا
ئارى -انا لم افهم شيئا، هل هذه قصة ام كلام شوارع، ما هذه اللغة الركيكة.
ضع النقاط على الحروف
عبدالله -يا اخي بالله اكتب بالعربي ، ترى انا لما قرات أول عشرة سطور زهقت لاني ما قدرت اجمع الكلمات المتناثرة .......الله يرحم اللغة
هزائم مبكرة ...
فرمان بونجق -أعدتني إلى مناخات / نبيل سليمان / في هزائمه المبكرة روائياً ، لاتخلو حياة الأطفال في الأحياء الشعبية من هذه / القفشات / وهي على أية حال تؤسس دوماً لثقافة الهزائم المبكرة ، مقارنة مع السنوات اللاحقة الأكثر نضوجاً . باستثناء بعض الأخطاء المطبعية ، وباستثناء رفع أحد الأسماء الخمسة وهو مضاف إليه ، وربما سقط سهواً ،أشد على يديك في رحلتك لتوثيق الذاكرة الشعبية الجميلة . إلى الأمام .
الحمد لله
خالد -عبالى بس انى ما افتهمت .
ارتباك واسفاف
جواد -سيدي الفاضل، حتى الكتابة الجنسية لها شروط، من بينها الفن والصدق واللغة الجميلة، واعلم ان كل من حاول الكتابة على الجنس من اجل جلب الانتباه مات في مهد الابداع ، عزائي !
سؤال
سرمد -أريد أن أسئل في البدء هل أن ما مكتوب هي قصة آم رواية آم هي كلمات متناثرة وعلى القارئ أن يحل اللغز وهل كتبت بقلم كاتب؟؟ هل هو حديث في فن الكتابة؟؟ هل هو قاص آم كاتب آم أنها تكنولوجيا الكتابة الحديثة ولا نعلم بها قراءتها أكثر من مرة ولم استطع ربط الكلمات اعتقد بل اجزم أن الكاتب مهتم جدا في كتابة القصص الجنسية أو بالأحرى العناوين الجنسية ولا يبالي بالأخطاء أنها القصص المربحة الحديثة
اين القصة الجنسية ؟
قارئ -لايوجد موضوع جنسي في ههذه القصة .. مع ان العنوان يحذر من انها قصة جنسية ؟ بعض المعلقين يعيب على الكاتب لغته الصعبة .. بينما اخرين يقولون انها لغة ركيكة ؟ استغرب ان يقول احد المعلقين ان في القصة اخطاء لغوية .. بينما تعليقه لايتجاوز سطرين وفيه اخطاء لغوية وقواعدية ؟ اعتقد ان بعض المعلقين تمنى لو كانت قصة جنسية وخاب امله حينما قرأها ولم يجد فيها ماتمناه !
إلى قارئ ...
فرمان بونجق -أولاً : أنا لم أقل أخطاء لغوية ، ولكنني قلت أخطاء مطبعية ، وشتان بين هذه وتلك .ثانياً : قال القاص : هذا الضابط الفلسطيني الذي دأب على مجالستنا على عتبة دار حموه . واعتراضي على مفردة / حموه / وهي إحدى الأسماء الخمسة ، وينبغي أنت تكون مجرورة بالياء ، لا مرفوعة بالواو ، لأنها مضاف إليه ، ومع ذلك فقد بررت للقاص دلور باعتبارها / سقطت سهواً / .ثالثاً : أنت تتهمني بأن تعليقي لايتجاوز سطرين وفيه أخطاء لغوية وقواعدية ، / بل أربعة أسطر ، ولست هنا في معرض كتابة دراسة نقدية عن النص ، وإنما أنا بصدد تقييم النص عبر التعليق عليه .أرجو أن تتعلم القراءة ، ومن ثم تناقش . في المرة القادمة أكتب إسمك أيها القارئ ، مع تقديري ومودتي ....
للحقيقة أقول ..
عبد الباسط البيروني -إن هذه القصة صاخبة جدا ، وكأنها تضع القارىء في حفلة كاريبية مملوءة بالأصوات والألحان العالية ، بغض النظر عما يراه البعض حول موضوع الجنس او اللغة ، إنها كمية خام من الذكريات لم تكرر بعد وتنقح وتستعمل في قالب أدبي محكم .في الاخير اتمنى للكاتب التوفيق