ثقافات

الأنصاري: لا وجود لنهضة مسرحية عربية دون خطاب نقدي متطور

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عصمان فارس من السويد: بعد تأسيس الهيئة العربية للمسرح والتي شكلت تكوينا فنيا مهما أضيف إلى منجزات الحركة الثقافية العربية يأتي ألان استحداث الجمعية العربية لنقاد المسرح ليضيف رافدا جديدا يتكامل مع الهيئات والجمعيات الناشطة في الوسط الفني العربي الذي يسهم في حركة الإبداع والنهوض والتواصل التي تشهدها البلدان العربية ويضع المعايير العلمية والموضوعية لمؤشرات صيرورتها وتطورها من هنا تأتي ولادة هذا التكوين وفقا لمتطلبات المرحلة وحاجة الواقع المسرحي الذي ظل يفتقر وجود جهة تهتم وتنظم انجازات ونشاطات الحركة النقدية للمسرح العربي.
في لقاء مع الدكتور حسين الأنصاري عضو الهيئة التنفيذية للجمعية العربية لنقاد المسرح ومسئول لجنة العلاقات العربية والدولية فيها اجرينا معه هذا الحوار:
ماذا عن الجمعية العربية لنقاد المسرح وظروف استحداثها؟
جاء تأسيس هذا التكوين الثقافي العربي وفق متطلبات وضرورات الواقع الثقافي والاجتماعي الذي ظل لسنين طويلة يفتقد البنى التنظيمية المهنية للخطاب النقدي في المسرح العربي رغم وجود الأسماء النقدية العربية الكبيرة من ذوي الخبرة والكفاءة والعطاء الإبداعي وقد سبق إن بادرنا لمثل هذا التأسيس منذ التسعينات إلا أن جهودنا لم تثمر شيئا بسبب الأوضاع السياسية العربية والعلاقات الثقافية المتشنجة، واستمر تشتت جهود النقاد العرب ومحاولاتهم الفردية لغياب الجهة التي تنظم انجازاتهم وتضعها في دائرة الضوء والتلاحم وتنسيق العلاقات والتعاون مع الإطراف والجهات الدولية المعنية بالخطاب النقدي وانطلاقا من حرص النقاد المسرحين العرب وشعورهم بهذه المسئولية الثقافية التقت الآراء و الجهود وبحماس واضح لتضع الأسس والشروط التنظيمية والإدارية والإستراتيجية لهذه الجمعية بعد إن شهدت حوارات معمقة وجدل واسع وتبادل أراء من اجل الخروج بأفضل الصيغ الممكنة وفعلا تم وضع لائحة النظام الداخلي وانتخاب الهيئة التنفيذية التي تتولى ألان تنفيذ خطط وبرامج الجمعية وفق الأجندة المقترحة لذلك والتي تشكلت من النقاد د. حسن عطية، د. ماري الياس، د. رياض عصمت،د. حسن رشيد، د. سعيد الناجي، د.عبد المجيد شكير،د. محمد حبيب، د.عصام أبو العلا، د. سباعي السيد،د. محمد المديوني و د. حسين الأنصاري.
بوصفكم ناقدا مسرحيا وعضوا في الهيئة كيف تنظرون إلى وظيفة النقد وأهميته في حركة المسرح العربي؟
إن وظيفة النقد متنوعة الأهداف وما يقوم به النقد ليس النقد ذاته بل من اجل التنوير والكشف والتقويم الموضوعي والارتقاء بالذائقة الفنية للفنان والجمهور على حد سواء إن النقد المسرحي نشاط إبداعي يتطلب الموهبة والثقافة والوعي والمعرفة المهنية والإطلاع الدقيق على المناهج النقدية عبر العصور وامتلاك الأدوات التي تمكن الناقد من التعامل مع مختلف العروض وأصنافها لاسيما إذا أدركنا إن فن المسرح يتوفر على التعددية النصية في بنية العرض إن النقد أصبح نصا إبداعيا شأنه شأن منظومة الإرسال في العرض المسرحي كالنص المكتوب أو الأداء التمثيلي والرؤية الإخراجية عموما وغياب النقد أو تراجع دوره يترك أثرا سلبيا على مستوى تطور الفنا ن و الحركة المسرحية عموما، لان الفنان يظل بحاجة دائمة لمن يرشده و يقوم عطائه وهذا التقويم لايتحقق إلا بفضل خطاب النقد الذي يقوم على الخبرة العلمية والرأي الموضوعي والثقة المتبادلة بين الفنان والناقد.
ألا تعتقدون إن العلاقة بين الناقد والفنان مازال يشوبها حالة من الشك وانعدام الثقة؟
للآسف إن العلاقة بين الطرفين لاتزال في مد وجزر وذلك لفقدان ثقة الفنان بمن يمارسون النقد وذلك بسبب غياب الاختيار للناقد الكفء والمتخصص وإشغال المواقع النقدية من قبل البعض من الفئات المحسوبة على النقد ممن يكتبون في الصحف ووسائل الإعلام، هؤلاء يكتبون متابعات إخبارية وانطباعات ذاتية لاتمت بالنقد المسرحي بصلة وهو ماتنعكس أثاره سلبيا على العلاقة بين الناقد والفنان لما أشيع من مجانية وعدم الدقة وتسطيح للآراء والمبالغات والتهويم الاصطلاحي وأحيانا الانحياز الواضح والتصريحات غير البريئة وهذا بالتأكيد يقود إلى تهديم الأسس وتشويه قيمة العمل وخداع الجمهور وكل ذلك يكون مردودة سلبيا على المنجز المسرحي ككل وعلى طبيعة العلاقة بين الفنان والناقد بصفة عامة. ومن إحساسنا بأهمية وخطورة دور النقد المسرحي يأتي اهتمامنا بهذا التنظيم الذي يهتم بنشاط المسرح العربي والذي نأمل أن يجد الاهتمام والدعم من قبل الإطراف والجهات العربية المعنية لكي يستطيع أن يساهم في إعلاء شأن النقد والحركة الثقافية والمضي بها نحو مزيد من التطور والتجريب ومواكبة التيارات العالمية.
ماهي خطط الجمعية وطموحها ومشاريعها المقبلة؟
تسعى الجمعية ومن خلال لجانها كافة إلى تنفيذ خططها المقترحة وتتواصل الجهود لاستكمال طلبات العضوية الكثيرة المقدمة الينا وتعتمد لجنة العضوية الشروط وفق لائحة النظام الأساسي ويكون قبول الأعضاء الجدد وفقا لتوفر الشروط المطلوبة التي تتمثل بالخبرة والتخصص والممارسة والانجاز النقدي الملموس، كما تسعى لجنة العلاقات الدولية والعربية إلى التعريف بالجمعية كونها إحدى التنظيمات الثقافية المستقلة التي تهتم بالخطاب النقدي للمسرح والتعاون مع الجهات المسرحية الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الرابطة الدولية لنقاد المسرح في باريس كما نتطلع إلى عقد اتفاقيات تعاون مشترك مع عدد من الهيئات والجمعيات والمراكز الدولية المتناظرة، نسعى ألان للاتصال بوزارات الثقافة العربية والهيئة العربية للمسرح التي نعتقد أن عملنا يصب في ذات التوجهات والأهداف التي تسعى إليها، إضافة إلى الجهات المختصة في هذا الشأن من المراكز والجامعات والمعاهد المسرحية إلى ضرورة دعم وتبني أهداف جمعية النقاد وضرورة إشراكها في برامج ونشاطات المسرح ومهرجاناته العربية المعروفة حيث اقترحنا أن تكون هناك جائزة النقد إلى جانب الجوائز المقررة في مهرجانات المسرح كما في مهرجانات قرطاج الدولي والقاهرة التجريبي ودمشق وعمان والمغرب والشارقة والدوحة وبغداد وغيرها، نطمح أيضا إلى ان يكون لنا مقرا في إحدى العواصم العربية لإدارة شؤون الجمعية وأعضائها إضافة إلى حصولنا على دعم مالي لإصدار مجلتنا المتخصصة بالنقد المسرحي وتنفيذ مشاريعنا التي تهدف إلى دعم المشتغلين بالبحث والنقد المسرحي علميا ومهنيا ونشر الأعمال الإبداعية النقدية كذلك تبادل المعلومات والخبرات بين أعضاء الجمعية من خلال إقامة الندوات وورش العمل والمؤتمرات العلمية والتواصل مع المشهد النقدي العالمي والإطلاع على كل جديد في نظريات النقد وممارساته كما ستكون الجمعية هي صوت نقاد المسرح العربي في المحافل الدولية وتتضمن مشاريعنا أيضا إقامة مسابقات في مجال البحث والدراسات المسرحية كما طموحنا يتواصل إلى تأسيس مركز دراسات المسرح العربي ليكون الذاكرة المرجعية للمنجز الإبداعي في مجال الفن المسرحي.
دعوتنا قائمة لمناشدة الجهات المختصة في الأوساط الثقافية لاحتضان ودعم هذه الجمعية التي سيكون لها حضورا وإسهاما في تطوير حركة الإبداع المسرحي العربي نحو أفاق أوسع ورؤى أجمل وارقى ويمكن للقراء والمتابعين أن يطلعوا على المزيد من أخبار ونشاطات الجمعية عبر موقعنا على الانترنت
www.arabcritics.org

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية وتقدير
محمد كمر / هولندا -

تحية حب

تحية وتقدير
محمد كمر / هولندا -

تحية حب وتقدير للأخ والصديق المبدع د. حسين الأنصاري الذي عرفته دوما مبدعا ومثابرا أمنياتي لك ولجمعيتكم الثقافية وللمسرح العراقي والعربي كل النجاح والتوفيق

شكرا جزيلا
um salam -

ان تأسيس التكوين الثقافي العربي وفق متطلبات وضرورات الواقع الثقافي والاجتماعي يحتاج الى جهد و متابعة لتحقبق الهدف المرجو منه شكرا على الموضوع الرائع

نقد ام عمل
متابع -

بعد قراءة المقال لابد من مراجعة بعض الملاحضات فيما يتعلق , اولا بعنوان المقال الذي جاء بشكل خاطيء تماما وبمحتوى المقال.1- جاء عنوان المقال ليعبر عن معنى ان الرؤى النظرية هي التي تؤسس المجالات والانجارزات العملية, وهذه نظرية غير صحيحة وان اي مراجعة لتاريخ المسرح تجد ان النتاج العملي سبق النضريات, النضريات جاءت مكملة , وخصوصا اذا تكلمنا عن المدراس المسرحية الاوربية الحديثة.2- لا يوجد مسرح عربي حتى نؤسس له مجالات نقدية, ما مو جود هو مسرح, ذو مواصفات غير محددة الاصول (بغض النضر عن جودتها)موجود في المنطقة العربية, وهذا حديث يطول, فالكثيرين يعتقدون ان كل ما يقدم على مسارح البلدان العربية بلسان عربي هو مسرح عربي, وهذه وجهة نضر غير دقيقة , لان كل الكودات والادواة(ما عدى اللغة كاداة) غير عربي. فكيف يمكن اطلاق هذه التسمية عليه.3- حاجة المسرح في المنطقة العربية, ليس نقدا, بقدر ما, الحاجة الى تاسيس ادواة للعمل, بعدا عمليا, مساحة تسمح للانسلاخ من كوداة المسرح الغربي, كما في تجارب المغرب العربي على سبيل المثال.مع تقدير الجهود

فعالية النقد المسرحي
عصمان فارس -

تأتي فعالية النقد المسرحي بعد العملية الابداعية في كتابة النص، والعرض المسرحي ، إذ إن أرسطو وضع كتاب فن الشعر بعد أن اطلع علي نتاج ''اليونانيين الأوائل اسخيلوس، سوفوكليس ويوربيدس. ومن ثم مسرحيات ارسطوفانيس الكوميدية واستقي من هذا النتاج قواعد الفن المسرحي أول مرة في التاريخ الذي ورثه للعالم حتي هذه اللحظة، رغم المحاولات العديدة للإفلات من هذه القواعد الصارمة، إلا أن هناك روحاً تربط بين ما أرساه أرسطوطاليس وبين ما يعمل به الآن في العالم، وهي أن الفعالية النقدية تابعة للنتاج الإبداعي، فالكم الهائل من العروض المسرحية تفرز النوعية الجيدة التي يضع علي هداها الأسس والقواعد والأعراف، إلا أن هذه الأسس لا تعتبر قيداً ولا هي حدود تربط المبدع ، فهي أسس في حدودها العامة، تبني علي مجموعة أحكام دقيقة في المعني والدلالة، وفضفاضة في الانطلاق نحو الحرية كون الإبداع الفني في حد ذاته انعتاق من القيود وانفلات نحو فضاءات واسعة. لكن هل هذا القول يندرج علي كافة الأعمال المسرحية المنتجة في العالم منذ اليونان القديم وحتي الآن؟ ان النقد يمثل حالة ارشيفية لتأريخ فترة زمنية وتأريخ المسرح لأنه بدون عروض مسرحية لاتتطور الحركة النقدية ؛ وقذرة ونجاح العملية النقدية تعتمد علي المشاهدة والمراقبة والانفعال والمعايشة وطريقة فهمه للنص ويبني علي ضوئه حالة التحليل والتفسيرالمسرحي، وخصوصية الزمان ومكان العرض المسرحي ومشاهدة مدي تفاعل واستجابة المتفرج.

ضرورة النقد
طارق الخزاعي -

النقد المسرحي ضرورة ثفافية لتوعية والقاء الضوء علي نواحي السلب والآيجاب في العرض المسرحي للمتفرج والفنان المسرحي على حد سواء للأرتقاء بالذوق الفني عاليا لكي نواكب الركب المسرحي العالمي فلدينا كتاب وفنانيين كبار ولكن نسعى لخلق مسرحي عربي أصيل عبر النقد والأبداع العملي لا التنظير الذي أخر مسيرة المسرح العربي...تمنياتي لنضال الفنان حسين الأنصاري لترسيخ عملية النقد العلمي في مسرحنا العربي وشكرا للناقد المسرحي عصمان فارس .

شكرا للأستاذنا عصمان
هاشم معتوق -

أعتقد ان النقد يزدهر بإزدهار المسرح وسط مناخات وطنية سياسية ثقافية ففي كل الأحوال قد ينحسر المسرح من الشعبي الى النخبة وهذا امر طبيعيولكن يبقى دائما نضوج المسرح وعمله بدءا من النشاط المدرسي صعودا الى المسرح الأول في المدينة أو البلد يعتمد على درجة ثقافة الدولة ومستوى إناقة المؤسسات في المجتمع المدني والديمقراطي .لذا فإن تطور الدولة هو الذي يولد الحاجة للمسرح وبقية الفنون الأمر الذي يجعل كل باقي المكملات تزدهر وترتقي وبضمنها النقد الموجه والمصحح والمعدل أو المثير لدور الدم المسرحي للنبض من دون توقف .شكرا للدكتور الأنصاري على هذه الآراء القيمة ومرة أخرى شكرا لأستاذي المسرحي القدير أبو إيفان عصمان فارس

نقد مسرحي
خضير اللامي- السويد -

عندما يتناول عصمان فارس موضوع استحداث الجمعية العربية لنقاد المسرح فانه بالتاكيد سيطرح اسئلة جادة في مجال النقد المسرحي بخاصة اذا علمنا ان هذا الرجل اهتم اي اهتمام بالمسرح واشكالاته النقدية لفعها تحو اقاق اوسع لحركة النقد المسرحي العربي وسيطرح اسئلة جادةعلى رجل هو الاخر كرس جل اهتماماته وافنى سنوات طوال من اجل ترسيخ وبناء نقد مسرحي جاد يتماهى مع النصوص المسرحية الجادة ويربط جدليا بين تلك النصوص وحركة النقد المسرحي ويطالبالدكتور حسين الانصاري بنص مسرحي جيد ليقابله نص نقدي جيد ومن هنا ربما يرى الانصاري ان ضعف النقد المسرحي هو نتيجة ضعف النص المسرحي وربما من هنا ايضا تاتي فكرة تاسيس الجمعية العربية لنقادالمسرح العربي التي ضمت في عضويتها شخصيات معروفة في الساحة المسرحية.فتحية للانصاري وعصمان فارس

مزيدا من التألق
حافظ إسماعيلي -

سعدت كثيرا بقراءة هذا الحوار مع الفنان المبدع الزميل حسين الأنصاري. فمزيدا من التألق على درب العطاء والإبداع أيها العزيز.