ثقافات

حسن عبد الرزاق عراقي في سوهو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

احمد حسين من لندن: يتمتع مسرح سوهو الواقع في قلب لندن بسمعة ممتازة بين مسارح لندن حيث تحول منذ تاسيسه في عام1969 الى مؤسسة ثقافية عالمية يحلم كل الممثلين وكتاب المسرح في العالم بالعمل معها واهم اولويات القائمين على هذا المسرح هو خلق جمهور مسرحي جاد وممتاز وخدمة المسرح بتطوير مهارات الكتاب بخلق مؤسسة خاصة ومركز خاص لرعاية الكتاب من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية...
وضمن هذا التوجه يستضيف مسرح سوهو كتاب المسرح ويضعهم وجها لوجه مع الجمهور في قراءة اولية لاعمالهم المسرحية وفي احدى هذه الامسيات المخصصة للكاتب العراقي الاصل حسن عبد الرزاق وافقت ادارة مسرح سوهو ولاول مرة في تاريخها الى ظهور ممثل عربي يقدم مقطعا باللغة العربية من احد اعماله ضمن هذه الاماسي الاسبوعية المخصصة لقراءة مشاريع النصوص امام الجمهور المتخصص..فكان رسول الصغير الممثل والمخرج العراقي اول العرب الصاعدين على خشبة مسرح سوهو وامام جمهور متخصص...المفاجأة كانت لاتصدق والتحدي كان خطيرا لان المتخصصين هنا لايرحمون ولايجاملون احدا ابدا.وسمعة سوهو وسمعة المسرح العراقي صارت بين يدي الفنان رسول الصغير الذي سألته قبل لحظات من العرض عن شعوره ؟؟ اخذ نفسا عميقا وقال سترى العرض !! نعم رأيت العرض..وانتبهت لحرص الفنان العراقي على سمعة المسرح العراقي ولجهد رسول الخبير بتطويع امكانات الجسد الذي لم يعد شابا صغيرا واستخدامه للتوصيل ببراعة ومهارة شرفت العراق والعراقيين المتواجدين هنا في مسرح سوهو..
العمل العراقي ثم دور لرسول في عمل انكليزي اخر بدا واضحا لدينا ان رسول يتفوق على الممثلين المتواجدين امامه في القراءات وبخبرة الخمسة عشر عملا مسرحيا في هولندا سرق رسول الصغير اهتمام الحاضرين لممثل كوميدي عالمي حيث فوجيء زملاؤه الممثلون بحركات وحوار لم يكن متفقا عليه اضافه الصغير على النص اثناء القراءة ليسرق بذلك اهتمام الحضور وهي حيلة عراقية يتمتع بها الممثلون العراقيون بشكل خاص..
حين ابتسم بثقة وسأل عن المثقفين العراقيين المتواجدين في لندن اذا كانوا قد حضروا ام لا.؟؟ عرفت انه سيفعل الشيء الكثير... دخلنا القاعة وكانت مكتظة بمبدعين ومهتمين بالمسرح من كل بقاع العالم وبدأت القراءات الاولى والتي كانت لكادر الكاتب الانكليزي العراقي الاصل حسن عبد الرزاق كاتب مسرحية (عرس بغداد) وهو العمل الذي نجح هنا نجاحا منقطع النظير وكان مفاجأة الكتب المسرحيين من اصل غير انكليزي هنا في لندن حسن كان بمثابة بطاقة تقديم الفنان العراقي رسول الصغير الى هكذا قراءات ثم جاء دور المبدع رسول الصغير الذي عرض مقطعا من مسرحية الشاعر عبد الرزاق الربيعي (البهلول ) وتألق رسول في الاداء وفرض جوا من القدسية والمهابة على الجمهور الذي لم يكن يفهم كل مايقوله بالعربية الا ان رسول كان واعيا لذلك فقدم وجبة اخراجية ذكية استخدم بها لغة الجسد اكثر من اعتماده على اللغة المحكية للشخصية...ورغم عدم تقديم رسول الصغير لنفسه كممثل الا انك تستطيع ان تدرك وعيه لكل حركة امام الجمهور المتخصص والمثقف..
تبع تقديم رسول لعمله الممثل الانكليزي في ترجمة سريعة وفنية لما قدمه رسول الصغير حينها اكتملت الصورة الفنية والمسرحية للعمل العراقي الذي نال اعجاب الموجودين كلهم و وعرف الجمهور الانكليزي المثقف بواقع المسرح العراقي الجاد حيث اثبت الصغير انه الفنان الذي يمكن ان يقدم الكثير على خشبة مسرح عالمي وامام جمهور متخصص واثبت ان الممثل والمخرج العراقي لايقل كفاءة وجدارة عن نظيره العالمي لو توفرت الظروف المناسبة له...
الحقيقة ان العرض العراقي ترك اسئلة مدوية برأسي اثناء وبعد العرض كنت احملق بزوايا القاعة..واحدث نفسي عن قاعات مماثلة في بغداد ربما سمعني الشاعر عدنان الصائغ الذي كان جالسا بالقرب مني والذي ابتسم بمرارة كعادته...وهز رأسه منتشيا بالعرض المسرحي وبالحضور العراقي فيه..
الاسئلة المزعجة عن واقع الفنان والمثقف العراقي في المنفى وعن حاجة الجالية هنا في لندن او كل عواصم اوربا الكبيرة الى قاعة عراقية يستخدمها المسرحيون والشعراء والمبدعون العراقيون في زمن نفترض انه زمن تصالح للعراقي في الخارج مع حكومته او دولته في الداخل...هذه الاسئلة لم تفسد الليلة الجميلة التي جهد المبدع رسول الصغير باضفاء احتفاليته الخاصة عليها فكان عرسا عراقيا بحق افرح كل المتواجدين من المثقفين العراقيين في قلب لندن حيث يقع مسرح سوهو..

نبذة عن تاريخ مسرح سوهو
مسرح سوهو تأسس عام 1969من قبل فارييتي باركيت وفريد براود.بدأت العروض في اماكن متعددة محطة كومبتون ثم في منطقة سوهو الشهيرة وسط لندن ثم مسرح البولو الاسطوري في سوهو لمدة 18 عاما.بدأتقديم العروض اوقات الغداء ثم انتقل الى الامسيات المسرحية..
1990 تركت الشركة مسرح البولو وانتجت الاعمال في المسرح الملكي...والريفر سايد استوديو الشهير هنا في لندن..
1995 بدأ بحث الشركة عن مكان جديد وثابت ليستغرق البحث 5 سنوات.
2000 انجزت الشركة واحدا من اهم المشاريع الفنية في لندن عن طريق اليانصيب الخيري وانشئت مسرح سوهو في شارع دين في مكانه الحالي كموسسة ترعى المسرح ممثلين وكتاب في مكان يقع في قلب لندن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ذلك ليس بغريب
أحمد شرجي -

هنيئا لك ايها الاخ والصديق،وهنيئا لك ، لانك حيثماتكون يشع نورك، وطوبى للذين يحفرون اسمائهم بالذاكرة كصناع للجمال، مودتي الخالصة

ها هم فنانون العراق
حسين حمود شبيب -

نعم ها هم فنانون العراق ...هؤلاء رجال العراق الحقيقيين..يصنعون الامل من جراحهم ..تحية احترام واجلال لكل فنان عراقي بالداخل والخارج الحمد لله قبل اشهر حصد المخرج العراقي المبدع عماد محمد والممثل الكبير عبد الستار البصري وممثل اخر على ارفع الجوائز في مهرجان المسرح التجريبي في مصر.. عن مسرحية( تحت الصفر) انتم فقط تبنون العراق وتصنعون الامل ..تحية الى رسول الصغير المبدع وحسن عبد الرزاق وتحية الى مبدعين العالم الذين يصنعون الامل بالحياة.........

رقص تعبيري
هاني هادي -

لا اعرف كيف تفتقت هذه العبقريه وقامت بلعبه اخراجيه تعتمد الجسد كلغه يعني ان رسول عندما يحرك كتفيه بالعراقي المشاهد الانكليزي سيعرف بان رسول يرقص ام يرفض كيف يستطيع شخص غير راقص او غير متخصص بالبانتومايم ان يقدم هكذا عروض ان العرض كان بالعربي ويكفيكم هذا التهمبل على الناس البسطاء

عن
مسارح لندن -

مسرح سوهو, او مؤسسة سوهو بالاحرى هي ليست اهم المسارح في لندن وللمعلومات فقط, فان هناك مسارح اهم من سوهو على الاطلاق,و هي في مقدمتها ناشنال ثيتر, المسرح الوطني, الذي اسسه بيتر هول, والذي شهد اضخم الاعمال الكلاسيكسة والحديثة منها وخصوصا اعمال هارولد بنتر, كذلك هناك مسرح اولد فك, ومسرح الميديا, كذلك هناك مجموعة ريفر سايد التي تحتضن اهم عروض العالم التجريبية, وهناك مسرح الرويال كورت التي تحتضن تجارب الكتاب الجدد والمحدثين في المسرح وهي اول من قدمت سارة كين المحدثة في المسرح البريطاني, بالاضافة الى عشرات المسارح المختصة في عروض ومدارس معينة لا يسع المجال لذكرها.بالعودة الى مسرح سوهو, فان مسرح سوهو معروف باقامته العديد من الامسيات الثقافية بالاضافة الى العروض, من ضمن هذه الامسيات الثقافية, هي, ما تسمى, قرائات نصية, وهي تقام مساءا وفيها يجتمع عدد من المهتمين ويقراوون نصوصهم, واي شخص يستطيع المشاركة في القرائات على قدح من النبيذ.بالاضافة الى ما يسمى, ب مساء الكتاب, وفيها يجتمع الكتاب الذين يريدون قراءة نصوصهم الجديدة, وهناك ورش عمل كثيرة , من ضمنها ورش للمخرجين والكتاب والممثلين, والامسية التي يكتب عنها الاخ هي امسية قراءات ليلية, ولا اعرف من اين جاء باحصائياته بان الفنان صغير اول عربي, ولا اعرف ما قيمة ان تكتب سبق صحفي عن شي لا يستحق ذكره, واذا كان كل من شارك في امسية او ورشة عمل يكتب مقال عنه في لندن, فسوف لا تتسع الكتب والمجلات والصحف لذلك,

Thanks
Tara -

.Thanks to No4 .You write the true

مديح عراقي
مآسي -

لاادري متى يتخلص الكتاب العراقيون من لعبة شيلني واشيلك. فكل نقد بين الاصدقاء هو مديح وحسب.. فهل يخبرنا الاخ احمد حسين ان كان الاخ رسول صغير قدم بالانكليزية ام بالعربية ام لجا للعبة من يجهل اللغة الى التمثيل الصامت الذي يملأ شوارع لندن وباريس؟ متى نكف عن هذا البؤس

رسول الصغير
محمد العبيدي -

رسول الصغيرانت الان في مسرح سوهو، وكنت في المسرح الدائري.عرضت مسرحيتك في قلب لندن، وكنت تمارس التمرين في مسرح حقي الشبلي.الغربة القاتلة ، ولدك العراق ومنطقة الوزيرية بذكراك.اصدقائك في هولندا والنرويج والمانياوعودة الزوبعة، ومنذر ناصر ، وشهاب الحميري،ونمير، وقيس،وجعفر حمزة، وصبحي ، وناصر، ورائدووووووووووووووووواساتذتك في لندن، وفي العراق، القصب وعقيل وفاضل مزيدا من التالقعرفنا نزرع النبتة، والان نحصد السنابل...... مودتي : محمد العبيدي

رسول الكبير
ماجد لفتة -

نعم رسول الكبير بالمسرح العراقيالفنان العراقي ( المسرحي )في اي مكان في العالم هو مبدع .... تحية للاستاذ .حسين حمود شبيب لذكر مسرحية تحت الصفر