ثقافات

قصيدتان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عاهةمنذ فقدانه إحدى ساقيه و هو يفكر،
كيف يستكمل إنسان جسده بالمعدن
إذ راحت تهاجمه الوساوس
فترتفع حرارة جسده
و يفقد صوابه
كلما وقعت عيناه على أشياء صدئة
كما ضرب حصارا حول انفعالاته
بعد أن فوجئ بنفسه يصرخ ذات مرة:
..... أنا من لحم و دم ......صار نومه جريا في صحراء معادية ينكشف فيها المدى عن وجه عملاق يطلق شظايا تعيد أرواحا إلى الرب و تستنبت في أخرى جراحات و عاهات و شهيقا لا يهتدي إلى الرئتين إلا بصحوه على مشهد ساق وحيدة ترفس الفراش و تملأ ظلام الغرفة بآلاف الصور لوجه طبيب الجراحة الودود الذي أخضع جسده شهورا طويلة لمشارط و عقاقير و لمسات مهنية تسوطه عبر نفق من ضباب كثيف إلى حياة سابقة يرى فيها طبيب الجراحة عشيقا لزوجته بوعي يؤلمه فلاش التساؤل: أي اسم لحوائط نمت بيني و بينك سوى الخيانة؟
قانون المصادفات الخفي عرض - بعد مصادفة الشظية السيئة - مصالحاته؛ قرأ أن الإنسان صانع لوجوده فأعاد فتح ملفات الماضي مدققا في سيناريوهات من نوع:
أي الساقين كانت الأسرع في الطريق إلى العاهرات؟
أي الساقين كانت الأبطأ في الطريق إلى المساجد؟
حتى انتهى به الأمر إلى أي الساقين خانت: من توارت عند الخطر أم من رحلت تاركة الأخرى لنكد الانتماء إلى ذي عاهة؟وهكذا صارت الخيانة فلكا لتأملات تزداد سخونة في الأعياد القومية دافعة إياه إلى التفكير في نصره الشخصي الوحيد هناك حين يحدث نقصان جثته ارتباكا في صفوف الدود الذي يمتلك ذاكرة لم تقو على الاحتفاظ بمذاق قديم لساق متبلة بالبارود و رائحة تعقيم يدي طبيب الجراحة.. في مديح الجازمتحدا مع الليل و أضواء الملهى الثقيلة و آلام المرتادين
يدخل العازف الأسود بإرث من العبودية
يضمن له رصيدا لا ينفد من النفخ...
الطويلة الهادئة تنفث حنينا للغابات
العالية المتلاحقة
أمواج تقلنا إلى العالم الجديد
و القصيرة الحاسمة
إلى نهاية الخلق و يوم يبعثون.وبينما الشاعر مأخوذ برؤاه حول علب يعجن فيها اللحم البشري بالدموع و العرق و بخارآهات يتكاثف معاودا السقوط من سماء الساكسفون ، يطل الله من فرجة في السماء مشهدا ملائكته بفرح طاغ:
انظروا صنعتي.
الإسكندرية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ألم الكتابة والقراءة
عبدالرحيـــــم يوسـف -

دائما ما يخايلني هذا الإحساس كلما قرأت عملا للشاعر الصديق منتصر عبدالموجود .. إذ أشعر بمعاناة الشاعر أثناء الكتابة وكأني به مثال قديم يداوم العمل على قطعة جرانيت عصية .. أما تجربتي أنا كقاريء فليست بمنجاة من إحساس الألم المصاحب لتلقي قطعة الجرانيت .. على القلب تماما

كاتسو!
محمد عبد الرحمن -

أنت تعرف ما يصرخ به راهب الزن حينما تصعقه الاستنارة:: كاتسو!يفصلك عنها تطرف أخير يا منتصر...فيا للروعة أيها السكندري المدهش.

نص بديع
محمد عبدالحميدتوفيق -

هذا النص مبدع ويحمل رؤية إنسانية تغوص في روح الكون والوجود .. ويشي بقدرة عالية على التأمل ورصد تفاصيل الهموم التي تعشش في روح الإنسان دونما غرادة منه .. لكن أهمس في أذنك يا منتصر بضرورة مراجعة القصيدتين إذ أن ثمة تفاصيل وتعبيرات لا ضرورة لها ولو حذختها لمال تأثر جسد النص الأول على وجه التحديد ..لكن هذا لا ينقص من جودة الشاعر وعمق رؤيته.محمد عبد الحميد توفيق _شاعر مصري في الكويتm_tawfek2000@yahoo.com