الأدب السعودي خارج ترابه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إنه كمسحوق غسيل قوي الفعالية في غسل كل ما قد يشوب سمعة وطنه.
وهذا يقودني الى الحديث عن السعودية التي تتعرض دوما لهجمات عالمية تتهمها بالانغلاق والتطرف.
صيت كهذا لن تزيله حملات التسويق الاعلاني ولا المؤتمرات والندوات، بقدر ما يزيلها نجاح كاتب سعودي يصل الى العالمية من خلال الأدب. ولن يتحقق ذلك دون رعاية للأدب والأديب.
السعودية مليئة بالأدباء، لكن معظمهم يعيش في الظل.
لنأخذ معرض الرياض للكتاب. انه واحد من أكثر المعارض أهمية لدور النشر العربية.
فهو الأكبر في عدد زواره والأكثر مبيعا مقارنة ببقية المعارض.
إلا ان هذه المناسبة على حجمها ومكانتها تحتاج الى ما هو أكبر من المساحة وأكثر من عدد الزوار.
معرض الرياض للكتاب مناسبة مهمة تظهر فيها السعودية انفتاحها على الفكر والأدب بلا تحفظات.
لكن ما يحدث هو العكس.
فقد منعت كتب ادبية سعودية كثيرة من المشاركة.
لماذا هذا المنع في الوقت الذي تفاخر دول العالم بغزارة انتاج ابنائها؟
حتى الدول المحيطة بالسعودية، واللصيقة بها، تملك حضورا نوعيا للكتاب السعودي اكثر من معرض الرياض.
ربما يقول البعض ان للسعودية خصوصية مميزة دينيا واجتماعيا. لكني ارد على ذلك بالقول ان الاعلام العربي اليوم، سيما المرئي منه، هو في معظمه ممول من رأس مال سعودي.
هذا الاعلام هو ذاته الذي يعرض القبلة والكأس والفخذ والافكار الدينية واللادينية على انواعها.
وكلنا يعلم ان الاعلام، والمرئي منه تحديدا، لا يقل تاثيرا عن أي كتاب.
وفوق هذا المنع للأدب السعودي من التواجد على ترابه، يجد الكتاب السعوديين انفسهم في آخر قائمة المدعوين الى معارض بلادهم.
معرض الرياض مناسبة فريدة كي تقدم السعودية ابناءها من الروائيين للعالم، لا ان تدفنهم في ادراج الممنوع والمحضور.
كنت في رحلة الى اسبانيا. كنت في رحلة الى فرنسا. كنت في كل مكان. وزرت الكثير من المؤسسات الثقافية. لم يسمع كثيرون بالأدب السعودي. حتى في المعارض العربية يندر حضور هذا الأدب بما يلائم حجم غزارته.
هل هو خطأ الأدباء والمفكرين؟
لا.. بل هو خطأ المجتمع الذي بدلا من ان يقف مع كتابه، ويدفع بهم ليكونوا مرآته امام العالم، يحضر كتبهم، ويتجاهل وجودهم.
لكل دولة سفرائها ودبلوماسييها الذين يعكسون صورتها امام العالم، وليس أفضل من الأدب سفيرا، ولا سفارة افضل من كتاب.Nakshabandih@yahoo.com
التعليقات
كفاءات سعودية
أنا -الاعلام السعودي تقع عليه مسؤولية كبيرة في الصورة التي يعطيها عن كتابه وثقافته ومجتمعه، هناك الكثير من الايجابيات لا تعرضها، هناك الكثير من الكفاءات النسائية والذكورية لا نسمع عنهم كثيرا، حتى في معارض الكتب االدولية تجد القسم السعودي يتصدره فقط الكتب الدينية بالرغم من وجود كتاب ومثقفين لهم اصدارات مهمة الا انهم لا يروجون لها، منذ فترة والسعودية تتخذ منهج الاصلاح والتنمية، اقول لا اصلاح ولا تنمية متكاملة تتم دون ثقافة وفكر.
سؤال ماله إجابة ..
العنود -سؤالي للمسؤولين عن معرض الكتاب .. وللرقابة الثقافية في السعودية .. وللخط الأحمر تحديدا .. روايتا نساء المنكر لسمر المقرن وبنات الرياض لرجاء الصانع .. ككاتبات سعوديات .. ورواية شيكاجو للروائي المصري علاء الأسيوني .. وغيرهم لاتسعفني ذاكرتي لسردها .. بكل مافيها من إيحات وتجاوزات .. لم تمنع وموجودة بكثافة على أرفف مكتباتنا السعودية .. لماذا ؟؟ .. لماذا لم تمنع في حين منعت إختلاس وسلاَم ؟؟ .. ألأن نساء المنكر وبنات الرياض كتبتا بأنامل أنثوية وقف الخط الأحمر عاجزا عن منعهما ؟؟ .. أم لجرأة الطرح في سلام ومواجهة الأخطاء وكشف العيوب في اختلاس منعتا ؟؟ .. عزيزي هاني .. انقلبت المعايير واختلطت الموازين واتلخبطت المقاييس وقل على الدنيا السلام .. حقيقة شي يرفع الضغط .. وشكرا وسلمت يداك ..
إقتراح عملي (إعادة)
حبيب طرابلسي - باريس -عزيزي ها ني، والد اختلاس سلام حفظهما الله من عبث الفكر الرقابي الذي أحكم قبضته على كل شاردة وواردة...المسألة فعلا أخطر مما نتصور... لن تنفع حملات التسويق الإعلاني ولا المؤتمرات والندوات في صد الهجمات التي تتعرض لها بلادكم، مثلما يحققه أدباءها و كتابها ... ولكن ما العمل في بلد لا مسموح به مطلقاً إلا كتب الطبخ، شريطة خلوِّها من صور ذوات الأرواح حتى لا فاش كيرييجب أن تطمس!،كما كتب اليوم الزميل محمد السحيمي في صحيفة الوطن تحت عنوان الكتاب في معرض الرقابة ؟؟؟؟؟؟؟ هناك معضلة أخرى لا تقل خطورة: أنتم محاصرون كذلك في الغرب حيث من الصعوبة بمكان إيجاد دور نشر تقبل بسهولة نشر وتوزيع ترجمات لروائع عربية و سعودية، مثل اختلاس سلام لأسباب يطول ذكرها في هذه الرسالة القصيرة ... وأنت أدرى بذلك..... ولدي إقتراح في هذا الصدد: لماذا لا يقوم أصحاب البلايين في الخليج والسعودية بالذات بتمويل ترجمات تلك الروائع إلى عدة لغات وتوزيعها في الغرب حتى يساهموا في غسل كل ما قد يشوب سمعة وطنهم وساهم البعض منهم في ذلك بما تفضلت بقوله، وبكل صدق وصراحة: هذا الإعلام هو ذاته الذي يعرض القبلة والكأس والفخذ والأفكار الدينية واللادينية على أنواعها . !!! للعلم ... هم سيكسبون ماديا و معنويا من هذه العملية ويكونون، كالكتاب و الأدباء، أفضل سفراء بلادهم ... تحية لك و لا لعنود حبيب طرابلسي، صاحب موقع www.saudiwave.com/
ولكن
منصور -من الطبيعي ان يكون معرض الكتاب اكثر مبيعاً لارتفاع دخل المواطن الخليجي اولاً ولكونه غير متعب ثانياً,فهو لايعمل عامل بناء او نجار او حداد ,مجتمع مخملي ييعش على النفط .لكن معرض الرياض هو اكثر المعارض اختناقاً بالطائفية فهو يسمح لكل كتاب ان يدخل الا ان يكون شيعياً.لايوجد حتى الان اعتراف بحق الرأي والاختلاف
عقدة السعودي
ابو سعود -هناك مبالغه المثقف السعودي كغيره وان كان صحيح ان المثقف السعودي لديه نقطة ضعف فلديه نقاط قوة ليست عند غيرة ...لكن المشكلة حين نعلق فشلنا على الاخرين ..هناك مثقفون كانت ظروفهم اسوأ ومع ذلك ابدعو.. المثقف والمفكر هو الذي يفرض نفسه بفكره وصدقه واما الجفاء فيذهب وينسى مع الزمن
الانسان عدو ما يجهل
ra -لمادا تساهم هيئات الرقابة في تكريس مقولة( ان الانسان عدو ما يجهل)? لو سمح بنشر الكتب الممنوعة و التي تسلط الضوء على عيوب المجتمع; الدي يخجل من مواجهة عيوبه ;لوجد لها صدى في وعي هدا المجتمع ولتمكن من ممارسة نقد ذاتي وتقدم خطوات الى الامام ,ونحن نتدكر مادا فعلت بعض المنابر سواء منها :الفنية او الاعلامية او غيرهما في تسليط الضوء على امراض اجتماعية وثقافية اخدت توبا دينيا وخلق وعي بشانها... والكتاب هم الاطباء الدين يشخصون الامراض المجتمعية في كتاباتهم; وبدلا من ان نشكرهم; تقوم هيئات الرقابة بمنع كتبهم. لا افهم: هل تمارس رقابة على المكتوب ? ام على عقول الناس?.فلنترك المجتمع هو من يحكم على الانتاجات الادبية فهو قادر على تمييز الجيد من غيره; لان الجيد يفرض نفسه ولنمكن مثقفينا من المكانة التي يستحقونها داخل الوطن وخارجه. وكيف يمكن لهدا الخارج ان يعطي قيمة ومكانة لنخبة مثقفينا و لنا من خلالهم ادا لم نقم نحن برعاية ادبنا و ادبائنا!!!!!
المعاناة هي الثمن
أسيوي -لوجود الكم الهائل من التناقضات في مجتمع السعودي المستحضر ولحداثة إدراكه الأدبي و العمق الحضاري الذي لا يزيد عن عدة عقود منذ إنشاء المملكة لا يمكن من إيجاد نهج أو خط متواز يزاهي و يعاصر الثقافة العالمية بكل روائعها و أدبياتها فمن الغير معقول أن يخرج بين ليلة و ضحاها من يسطر الحرب و السلام...
أستاذ حبيب طرابلسي .
العنود -الأستاذ حبيب .. لي تعليق بسيط على ماذكرته في سياق حديثك عن قيام اصحاب الملايين بترجمة الكتب والروايات الأدبية .. ياعزيزي أصحاب الملايين مشغولون بترويج ثقافات الهشك بشك وهز الوسط والتطاول في البنيان والأسهم الخضراء في سوق الأسهم .. لا وقت لديهم لكتب أو كتاب .. مع الأسف نحن أمة لا تقرأ لأن الممولين الأساسيين لا يقرؤون .. قد تكون نظرتي سلبية أو تشاؤمية لكن هذا رأيي وقناعتي .. استاذي الفاضل .. لقد قمت بالإطلاع على موقعك الذي أدرجته في ردك وأعجبني .. ثري و مليء ودسم .. لي عودة إليه لاستكشافه وقراءته بتوسع .. :) .. قبل أن أختم .. ذكرت في نهاية تعليقك : " تحية لك و لا لعنود " .. لم أفهم كلمة " لا " لماذا ؟؟ .. أهي إجابة عن تساؤلي فيما يخص منع روايتا سلام واختلاس ؟؟ .. أو لا لتعليقي .. أو ايش بالضبط ؟؟ .. أستميحك عذرا لإصراري على معرفة سبب كلمة لآ .. فهو طبعي الذي لا مناص منه فأنا لا أترك كلمة تمر دون تحليلها .. :) .. عذرا على الإطالة .. وشكرا ..