ثقافات

حاييم يا شبل العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حاييم جوهرة فريدة وكنز ثمين من كنوز العراق المفقودة رجل متواضع أبيٌّ كريم النفس عرفه الجميع بدماثة خلقه وعاطفته الجياشة، وخاصة عندما كان مفوضا لمركز شرطة العبخانة ومديرا لمحطة قطار بغداد الموصل، عشق بغداد وأهلها وارتوى من دجلة ومائها لكن الأقدار ضربت ضربتها فاجبر على مغادرة العراق موطن أحلامه وذكرياته وفي عينيه دمعة وفي قلبه شجن. توفي وفي حشرجة الموت كان يقول "يا ليتني لم اترك العراق أبدا"، وهو الذي لم يكن له جريرة أو جناية إلا لكونه من يهود العراق الطيبين الذين ينطبق عليهم قول الشاعر صفي الدين الحلي حين قال:
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
فإلى روحه الطيبة والى عائلته الكريمة واخص بالذكر منهم ابن شقيقته أخي الفاضل الأستاذ الدكتور شموئيل (سامي) موريه أهدي هذه القصيدة : حاييم يا سفرا من الأسـفار ومحاسـناً من مَـعْـدِن مخــتار ِ
أسليل أسباط وصنو نبــوةٍ وشـبيه أحبـار ورمـز فـخــار
حاييم لو رجع الزمان هنيهـــة وتوقـفـت عجلاته بـجــوار
لو سوق حنون يعود لكي أرى ما ضمّ من تحـف ومن أقمـار
لو عاد دحام* يساعد أهلـنا في موقد أو شـعـلة من نــار
دحام لا تخشَ اليهودَ فإنـهـم من عهد بابـل صفوة ُ الأحـرار
وأبو الوفاء سموأل أهدى لهـم بُردَ الوفاء ونأزعة الإيثـار
حاييم اقسم لو رجعتَ لِحـيّـنا لفرشتُ دربَك بالشذى المـعـطار
وطبعت في خديك أجمل قُبـلة ٍ وطلبتُ منك الصَّفح عن أوزاري
يا بنَ الكِرام ولستُ ممن يشتري في شعره شيئا من الأطـمـار
لكن أوصافا لديك جعلنـنــي ذاك المتيّمَ في هـوى الأبـرار
يا خالَ إخْوان لدي أعــزة سامي وريموند الفتى المَغـْــوار
همْ عُصْبة ٌ رفعَ الإلهُ مقامَهـمْ واختارهم من جحفل جـرّار
حاييم يا نجمِ العراق وشِبْلـِـه ِ يا واحة َالأشراف والأخيــار
إن كان غيّبك الردى عن ناظري فلأنتَ في رُوحي وفي أفكـاري
طُوبَى لمنْ ولدَتـْك حُرًا طاهِــرًا طُوبى لكلِ حرائرٍ أطـْهـار
حاييم جئتك والهمومُ تنوشنــي والعيش في ضنك وفي أكـدار
عَلّي أنال، أخي الحبيب بقيــة من فيض جودك أو تفك إسـاري
ودخلت عالمك الفسيح فلم أجـد إلا قطوفِ مَحَبة وثمـار
ولثمتُ خدـَّك كالحجيج مقدّســا ما فيك من خلق ومن إيثـار
حاييم يا جرحَ العراق ِ وإنــه جُرح يفورُ بمدية ِ الـجزار
يا واصلا سفر الخروج* باشعيا* والتثنيات* بروعـة الزوهـار*
يا واهب الذكرى نضارة روحِـها ومحيل مُجْدِبَها إلى أزهـار
وَافاكَ وادي الرافدين بنفحـة فوّاحَة من روضِه المِعْطـار
فخذ الوفاء تحية من شاعــر ما كان ينسى صحبة َالأخيـار
يسمو مدى الأيام سِفْــرُ وِدادِه فاقـرأ به ما طابَ من أخبـار
تبقى مآثِرُكـم بكل مدينـة مزهوة دوما على الآثـار
أبداً يخلدها الزمانُ بذكـره فكأنها نغم على الأوتـار
حاييم هبني من رؤاك قصائدا يا سيدَ الأفكار والأشعـار
كمْ كنتَ تحلم بالسَّلام لعالـَـم تطغَى به الأحقادُ كالإعصـار
طُوبَاك مِن روح ٍتظل مقيمـة في كل أرض حـرة أو دار هوامش:
*دحام :- صبي من أهالي بغداد محلة البتاويين كان يساعد عائلة الأخ الأستاذ سامي أيام السبت في إيقاد النار أو الشموع أو إعداد الطعام حيث أن العائلات اليهودية كانت تمتنع عن أي عمل من الأعمال في يوم السبت وذلك ضمن طقوسها الدينية.
*سفر الخروج :- من أسفار النبي موسى (ع) الخمسة وهي من أسفار التوراة.
*اشعيا :- أحد أسفار النبي موسى (ع) الخمسة وهي من أسفار التوراة.
*التثنية :- أحد أسفار النبي موسى (ع) الخمسة وهي من أسفار التوراة.
*الزوهار :- من كتب التصوف اليهودية المقدسة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تواصل
عبود الكرخي -

الاستاذجمال الدين تحيه وسلام(شلونك اغاتي )هذه ثاني قصيده اقرأها لك في ايلاف والاولى كانت مرثيه المرحومه ام سامي هو شعر يدل على نقاء النفس وطيب السريره ونبل اخلاق عراقيه اصيلهاخبار سامي منقطعه عني من مده ارجوا ان يكون بصحه جيده وارجوا دوام التواصل على هذا الايميلkhalidabood47@yahoo.com

إلى الشعراء
كامل شرازن-بان -

سأل أحد المهتمين بالشعر إبراهيم: لماذا يحجم الكثير من شعراء الحداثة عن نشر نتاجاتهم الشعرية على المواقع الإلكترونية وخاصة المواقع التي تسمح لقراءها بالتعليق على القصيدة بينما لا يتردد السيد مستر شرازن-بان البَتّة؟ كدأبي في البدء حرت في الإجابة على السؤال ولكن تبين لي بعد تفكر وتدبر أنني إنما أنشر قصائدي في حقل تعليقات القراء ولسبب أو لآخر لا ينتبه القارئ العربي لقصائدي حتى لو كانت من عيون الشعر. أي أن قصائدي تفلت من تعليقات القراء لأنها متخفية/متسترة توهم المرء أنما هي ضرب من لغو الحديث أو محض تعليق رمى به قارئ. هل حقٌّ هذا؟ كيف هذا؟ كيف يقرأ المرء كلماتي دون أن يشعر برعدة في البدن أو أن شيئاً من حميم ينساب في العروق؟ كيف هذا؟ على أي/ أية حال، يمكننا القول بأن بإمكان المرء إصطياد عصفورين بحجر واحد: نشر القصيدة والسلامة من التعليقات المربكة. وهكذا على الشعراء ألا يتحرجوا من النشر في حقل التعليقات. لطالما أخبرني أحدهم، وهو ليس بطويل ولا قصير وكانت له شوارب حين كان في الحلة، بأن دور النشر ترهب نشر قصائده لأن فيها فضح للوضع الراهن في العالم العربي، وكلما إنتظرنا في موقف الباص بدأ بالترنم مهمهماً بأشياء لا أفهمها وكلما تساءلت أو إستفسرت: قال هذا مقطع من قصيدة طويلة نسيت معظمها ولكنني حين قرأتها أول ما قرأتها أمام سعدي يوسف، نهض فجأة، وكان مستلقياً من شدة الحمى، وبانت أسارير وجهه وطفح محياه، أو ربما قال كان سعدي يطعم الطير على السقيفة ولكنه ما إن سمع القصيدة حتى خرّ على ركبتيه فَزِعاً مُصفرّاً.( لاحظ الموقفين: الموقف الأول يصور إعجاب سعدي بالشاعر الناشئ ورعايته للقصيدة، والموقف الثاني يصور تفوق الشاعر الناشئ على سعدي وإرتعاب سعدي من الوضع الجديد)عزيزي الشاعر هاك حقل التعليقات هذا! يمكنك نشر جميع قصائدك دون نكد أو إرباك أو ملاحقة.لمَ نقول كل هذا؟ إذا ثقلت الجوالق أكثر الحمار من المكاء( إطلاق الريح من الدبر). ليس في هذا الكلام أي خدش للذوق.....ملاحظة أخيرة: منعاً للإلتباس يجب علينا أن نوضح بأن الشاعر المذكور هنا و الذي هو ليس بطويل ولا قصير وكانت له شوارب حين كان في الحلة، كان قد أشترى بطانية قبل أسبوعين وهمّ بشراء لحاف سميك ولكن حين قيل له أنه آذار عزف عن الأمر. كما أنه يحب الشاي المنعنع ولا يستخدم الخاشوكَة البَتّة ولإذابة السكر يحرك الكوب يميناً وشمالاً عدة

الشاعر أبو بطانية
عبد الصمد الاعظمي -

اولا احيي الشاعر على قصيدته العصماء والله يعصمنا من أبو الشوارب وبطانيته . يا ليت الشاعر وضع عنوانا للقصيدة غير شبل العراق . حتى لا يروح أبو شوارب الحلة يصدق انه أسد بابل أو تلميذ أبو عيون جريئة سعدي حفيد امرىء التيس . عنوان أحد دواوينه الاخيرة . تحية كبيرة الى الشاعر والى الاستاذ الطيب حاييم.

تعليق
سحر -

بلا شك ان كل ما يكتبه الدكتور الشاعر جبار جمال الدين هو تعبير عن الروحية الشفافه التي يحملها وترجمة للاخلاق النبيله التي يتحلى بها