عادات استهلاكية تنتقل إلى رفوف الكتب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وفر مركز الرياض الدولي للمعارض تجربة احترافية أكثر تنظيماً للدورة الجديدة, بدلاً من تجربة الخيام المؤقتة التي كان المعرض أسيراً لفوضاها ومزاجيتها في الدورات السابقة. بدا ذلك ملحوظاً في التنظيم الذي استوعب الحشود الكبيرة التي توافدت على المعرض منذ أيامه الأولى, لكن مشاعر المثقفين المدعوين، الكتاب والقراء, كانت متضاربة. فبين الرقابة وتدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الملازمين لكل دورات المعرض الأخيرة، مروراً بالفعاليات المصاحبة ومايصاحبها من رضى وانعدام رضا تتقلب بها أمزجة المثقفين بشكل اعتيادي، وليس انتهاء بنوعية الكتب المعروضة وأسعارها وقيودها. كل دورة جديدة تنتج جدلاً وصخباً في الوسط الثقافي الراكد في السعودية، لا ينهيه إلا دورة جديد من المناسبة الثقافية السعودية الأكثر إثارة للاهتمام.
في أيامه الأولى، كانت شائعة تكاد ترقى إلى منزلة الحقيقة تفيد بأن بعض دور النشر قد امتنعت عن المشاركة احتجاجاً على المعاملة "الرقابية" التي تعرضت لها في دورة المعرض الأخيرة مثل دار "الحوار" على سبيل المثال. ورغم اننا لم نستطع التواصل مع الدار لتأكيد المعلومة أو نفيها إلا أن ناشرين آخرين قد استبعدوا هذا الأمر, مؤكدين أن أي ناشر محترف لن يضيع فرصة مشاركة ناجحة لمجرد الاحتجاج، على حد قولهم.
لكن الحديث عن الرقابة لم يتوقف عند دار الحوار و"أخواتها"، شاهدت "إيلاف" في جولاتها في المعرض آراء متضادة عما يجب منعه ومالا يجب من زوار ومثقفين ولد لدينا شعوراً أن الجو مشحون منذ ساعات المعرض الأولى، الشاعر والكاتب أحمد الواصل الذي منعت الرقابة عرض كتابين من كتبه وهما: "الرماد والموسيقى: حفريات في ذائقة غنائية عربية"، و روايته "سورة الرياض" وكلاهما صادر عن دار الفارابي, يؤكد في ثنايا حديثه أن الجو كان مشحوناً بالفعل. وعن منع كتبه قال الواصل أن السبب يعود إلى الرقابة المسبقة من خارج الجهاز الرقابي، إضافة إلى " أشخاص داخل الجهاز الرقابي مارسوا مهامهم بتقصد شخصي يهدف إلى إقصاء عناوين معينة في ظل وجود تيارين متناحرين وأسماء محسوبة على كل منهما".
مرتادون كثر لمسنا تبرمهم من ارتفاع أسعار الكتاب مقارنة بالأسعار القديمة، الناشرون ينفون أي تغير كبير مؤكدين أن الأسعار الحالية هي أسعار عادلة في ظل معاناة شركات النشر من تبعات أزمة المال العالمية. لم يصل الأمر كما يبدو إلى مستوى المشكلة المزعجة، والدليل هو أرقام البيع العالية وكمية الكتب التي تحرج كل وقت من مبنى مركز المعارض.
التعليقات
الرياض
إبراهيم الرشيد -اعتقد أن مسالة الرقابة لم تكن العائق الوحيد في عدم مشاركة دار نشر ما ، فحجم المبيعات تغري أي دار نشر ، واسأل دار الساقي عن حجم مبيعاتها ... وهذا ما سمعته من المسؤول في دار الساقي يوم أمس الذي اكد أن معرض الكتاب بالرياض أهم معرض كتاب عربي ، ما أثار تفكيري ،هل بالفعل ستقرأ كل تلك الكتب التي اشتريت ، ؟؟؟ أخشى ما أخشاه أن يكون آخر العهد بها يوم شرائها أو يوم توقيع المولف عليها ... يظل معرض الكتاب التظاهرة الثقافية الأهم بالمملكة ، خاصة بعد التطور الكبير في صالات العرض ومكانه ، ومواقف السيارات ، وايجاد الخدمات داخل المعرض ، كلي رجاء للقائمين عليه أن يعتنوا بالفعاليات المصاحبة ، فلم يكونوا موفقين كثيرا في بعض الندوات التي لم تضف للحضور الكثير ، ولتعرف تماما ما أقصده انظر للحضور في محاضرة الجابري وقارنه فيماسواه ... فنحن بحاجة لمثل أولئك المفكرين الذين يندر أن نلتقي بهم .. أما البقية ممن شاركوا باستثناء ندوة الملكية الفكرية ، فيمكن أن ننهل ما عندهم من علم في أوقات آخرى ... فيخصص المعرض لضيوف على متسوى الجابري وآركون ،وغيرهم من المفكرين .... تحياتي لكم