ثمرة الطرح الفلسفي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صحيح أن الوعي الفلسفي بالحداثة تجلى بوضوح لدى هيغل، لكن ما يميز فلسفة كانط-حسب فوكو- أنه وضع الإنسان (كموضوع للدراسة) كما أنه -وفق فوكو أيضاً- (أول فيلسوف يتخذ من عصره وحاضره موضوعاً للتفكير، لم يعد مهتماً باتخاذ موقف من التفكير السابق بالقبول، أو الرفض، ولم يعد يقتصر على التساؤل عما إذا كان القدماء أفضل من المحدثين أو العكس، بل طرح مسألة الراهنية)، في الفلسفة مشروع عمق، ومشروع سطح، في العمق عروق نظريات دقيقة تهمّ المختص، وعلى السطح يمكن رؤية الأهداف التي تمسّ العيش اليومي، ومستوى وعي الفرد بالعالم وبالحقوق، وبالمعنى الوجودي العميق كما هو وصف فوكو لهم كانط.
أ-الفردانية: الفرادة الخاصة جداً وهي التي لها الحق في إعطاء قيمة لادعاءاتها.
ب-الحق في النقد: ويعني أن مبدأ العالم الحديث يتطلب أن على كل فرد أن يتقبل فقط ما يبدو مقنعاً.
ج-استقلالية الفعل: فمن خصائص العصور الحديثة تهيؤها لتقبل ما يفعله الأفراد والاستجابة له.
د-الفلسفة التأملية ذاتها فمن خصائص العصور الحديثة، كذلك عند هيغل أن الفلسفة تدرك الفكرة التي تحتاز وعياً بذاتها.
من السمات الأساسية الملازمة للذاتية، هي العقلانية، والتي تعني إخضاع كل شيء لقدرة العقل، عبر البحث عن الأسباب والعلل، وهذا المبدأ عبر عنه ليبنتز لأول مرة في الصيغة التي لا تقول شيئاً من دون علة، وبفضله يصبح كل من الواقع الطبيعي والواقع التاريخي معقولاً أو عقلانياً بهذا -وفق ليبنتز- يصبح كل شيء مفهوماً ومحكوماً من طرف العقل، وعبره يسود الإنسان العالم بعد أن يخلو من الأسرار. 3-تدشين الفضاء العلماني: يرى لوك فيري أن كانط هو الذي دشن فضاء الفكر العلماني في الغرب، وهو الفضاء الذي لا يزال سارياً وسائداً في أوربا والغرب عامة، ويجدد هابرماس توضيحه لظرف كانط كاتباً: (فلسفة كانط كانت ضمن مخاض الحداثة، باعتبارها عصراً كان في طور الانفلات النهائي من كل الإيحاءات المعيارية لنماذج الماضي، وبصدد إعداد مشروعيته الخاصة واستمداد معياريته وضماناته الخاصة من ذاته، فتلك الانفلاتات والانبثاقات ولدت تمايزات واستقلالات على مستوى المؤسسات والبنيات الاجتماعية، وعلى مستوى الثقافة (علم، أخلاق، فن) مما جعلها منطلق دينامية حداثة فكرية لم تتوقف عن التجدد حول قضايا التناهي، والعلمانية، والذاتية والعقل والنقد، هذا بالإضافة إلى تقديمها للأساس الابستمولوجي لمشروعية المعرفة العلمية، وتشخيصها لجوهر فكر الأنوار، من حيث أنه ثورة ضد التراث والتقليد، ونقدها للعديد من المعتقدات المسيحية).
فإن مفعول الفلسفة يتطوّر تبعاً لتطوّر منابع الإشكاليات الفلسفية وذلك بتغيّر العصر، كما أن "أثرها" لا يبدو واضحاً للعيان، ونحتاج إلى عبقرية تشبه عبقرية الفيلسوف الرياضي "فريجه" الذي لم يحفل علماء عصره بما كتب، فكتب إلى ابنه يتوسله أن يحتفظ بهذه الوريقات فسيأتي يوماً ما من يرى فيها ما يفيد؛ وهو ماحصل فعلاً مع قراءة براتراند رسل لها. مفعول الفلسفة يختلف عن المفاعيل الأخرى كالجهود السياسية، أو الأعمال الشعبية الأدبية من ناحية سرعة التأثير،، وبرأيي فإن الفلسفة تشتغل على لغة "القرون" ولا تعرف لغة السنوات والأيام.shoqiran@gmail.comأصل هذه المقالة ورقة ألقيت في "حلقة الرياض الفلسفية" في ندوة خصصت للبحث في "ثمرة الفلسفة".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف