كَيْفَ نَتَعَلَّمُ ابْتِكارَ الفَرَحِ الأَخير..؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يَهْوي بِيَدِ قَوِيَّةِ عَلى زَوايا الصَّنَمِ السَّاكِنِ فيهِ،
فَرْخَةٌ تَأْكُلُ مِنْ يَدَيْهِ ضَوْءا..
طائِرُ الفينيقِ يَدْخُلُ الحُرُوبَ ضِدَّ فُرْسان أَثينا.
يَتَعَلَّمُ ابْتِكارَ وَرْشَةٍ كُبْرى لِتَصْنيعِ الجَمالِ؛
طَعْنَةٌ في بَدَنِ القُبْحِ
انْقِلابٌ ضِدَّ امْراطُورِيات اللَّيْلِ
رَقْصٌ عائِلِيٌّ بَيْنَ أَحْضانِ النَّهارِ
حائِطٌ يَرْسُمُهُ في دِفْتَرِ الحَياةِ :
حائِطٌ يَخُطُّ فَوْقَهُ أَرْواحَ مَنْ أَحَبَّهُمْ..
بَعْدَ لَيالٍ ذَبُلَتْ بَنَفْسَجَةُ الحُزْنِ
وَأَزْهَرَتْ شُجَيْراتُ الفَرَحْ... 2اللَّيْلُ شاتٍ، عاطِفِيٌّ.
مَطَرٌ يَلْطِمُ خَدَّ الصَّمْتِ.
رُعْبٌ جالِسٌ في غُرْفَةِ الرُّوحِ كَثُعْبانٍ..
وَكانَ الرَّجُلُ الأَكْثَرُ حُزْناً يَحْضُنُ المَشْهَدَ :
يَمْشي حافِيَ الإِحْساسِ تَحْتَ المَطَرِ العاصِفِ /
لَيْتَني أَصيرُ عَظْمَةً في جَسَدِ العاصِفَةِ الهَوْجاءِ،
لَيْتَني أَصيرُ كائِناً مُنْدَمِجاً في بِئْرِ كَيْنُونَةِ هذا اللَّيْلِ،
شاتِياً أُحِبُّهُ.
كَأَنَّهُ عَريسٌ / فَرَسٌ تَحْمِلُهُ.
زُغْرُودَةُ الرَّعْدِ وَفانُوسٌ يُمَزِّقُ قَميصَ العَتَمَه. 3الرَّجُلُ الأَكْثَرُ حُزْناً نَفَضَ الغُبارَ عَنْ كِيانِهِ.
في الحَلْقِ طَعْمُ آيَةِ الكُرْسِيِّ
أَحْلى مِنْ يَدٍ تُصافِحُ الحُقُولَ وَ الرُّبى..
يَحْلُمُ دَوْماً بِلِقاءِ المُصْطَفى في الحَوْضِ في الصِّراطِ في الميزانِ.
كُلَّما أَذابَ سُكَّراً في النَّهْرِ؛
نَهْرِ الأَبَدِيَّةِ العَميقِ
فاضَ في شِرْيانِهِ دَمُ الحَياةِ.
كُلَّما اسْتَحَمَّ في المِحْرابِ قَلْبُهُ تَساقَطَتْ ذُنُوبُهُ كَأَوْراقِ الخَريفِ.
كُلَّما باضَتْ إِناثُ الفَرَحِ اسْتَلَذَّ طَعْمَ النُّورِ في أَعْشاشِها،
وَصارَ يَوْمَها الفَتى الأَقَلَّ حُزْنا :
صارَ مَوْلُوداً جَديداً كَصَباحٍ أَبْيَضْ.. 4
الرَّجُلُ الأَقَلُّ حُزْناً يَحْضُنُ العالَمَ في وِجْدانِه.
يَحْضُنُ أَيْتاماً وَأغْراباً وَشاعِراً تَعَوَّدَتْ يَداهُ دائِماً
أَنْ تَحْلُبَ المَجازَ مِنْ ثَدْيِ الكَلامِ،
يَحْضُنُ المارَّةَ وَ البِنْتَ التي ماتَ أَبُوها في اصْطِدامِهِ مَعَ الحَياةِ،
وَ الأَرْمَلَةَ التي تَنامُ في فَمِ الغابَةِ بَحْثاً عَنْ مَنامَةٍ أَخيرَةٍ،
وَيَحْضُنُ المُسافِرينَ في الصَّحْراءِ باحِثينَ عَنْ خَرائطِ الكَنْزِ،
وَيَحْضُنُ الرُّعاةَ وَالجِيادَ والذِّئابَ
مِنْ تَناقُضٍ يَجُرُّها إِلى مَعْرَكَةٍ قاسِيَةٍ،
وَيَحْضُنُ الحُرَّاسَ فَوْقَ القَلْعَةِ العُلْيا : هُناكَ
حَيْثُ يُولَدُ الفَرَحْ.. 5في الحَلْقِ طَعْمُ سُورَةِ الإِخْلاصِ.
في المَنامَةِ التي تَرُشُّ لَيْلَهُ بِالسِّحْرِ أَجْراسٌ تَرِنُّ.
في غُرُوبِ الشَّمْسِ أَكْواخُ الأَشِعَّةِ التي تَنامُ.
في الغُرْفَةِ بابٌ لِدُخُولِ آخِرِ الأَلْوانِ :
عالَمٌ تَغْمُرُهُ الحَشائشُ الخَضْراءُ وَالظِّلالُ
وَابْتِسامَةٌ تُولَدُ في بُحَيْرَةٍ تَحُفُّها الأَغْراسُ..
عالَمٌ سَديـمِيٌّ.
بَياضٌ مَرِحٌ.
حُورِيَّةُ النَّهْرِ عَرُوسُ أَوَّلِ التَّكْوينِ.
فارِسٌ يُضيفُ دائِماً إِلى الصَّهيلِ نَسْمَةً شَرْقِيَّةً
قادِمَةً مِنْ جُزُرِ الحَواسِّ..
عالَمٌ يَقُودُ مَوْكِباً نَحْوَ السَّماءْ..
التعليقات
شكرا لشعريتك الدافئة
كمال أخلاقي -العزيز مصطفىدمت متألقا تكتب بمخيال متمرد و بلغة هادئةمحبتيكمال أخلاقي
كلمتي
الازرق -ساحفظ هده القصيدة ساتخدها كلمتي في اليوم العالمي للشعر
كلمتي
الازرق -ساحفظ هده القصيدة ساتخدها كلمتي في اليوم العالمي للشعر
حذار من الإكثار
يوسف كركوكي -شاعرنا القدير مصطفى الشعر هو فن الكيف والنوع لا الكم فقد لاحظت ان اكثارك في كتابته ونشره لاثبات الحضور الدائم جعله يتدنّى في مستواه الى الكثرة العددية على حساب النوعية. ارجو تقبل انطباعي فانا من متابعي قصائدك المنشورة على صفحات هذا الموقع العزيز
محبة شاسعة
مصطفى ملح -الأستاذ الأزرق : منذ ردودك الأولى وأنا ألمس انحيازا أصيلا نحو كل ما هو جميل . قصيدتي تجد نفسها ، أمام عطفك عليها ، مرغمة على تجديد أدواتها والحفر في جغرافيات جديدة . وإني لشاكر وممتن لأن النص أعلاه جعلته كلمتك في اليوم العالمي للشعر . محبتي الشاسعة
بين القلة والإكثار
مصطفى ملح -الأستاذ يوسف كركوري : بداية أشكرك على ملاحظتك التي لا أشك أن دافعها هو تطوير النص ، واسمح لي ببعض الكلام : أعتقد أن النص أعلاه يختلف الى حد ما مع النصوص السابقة خاصة على مستوى الموضوع ، فأنا دائم الحرص على ألا أتكرر إيمانا مني أن التكرار موت للشاعر . وهذا أمر ليس بأيدينا لأن كتابة الشعر عمل محفوف بالمخاطر ، كيف تكتب نصا جميلا لا يشبه غيره ولا يسقط في تجريب ملتبس ولا يستند إلى لغة التقرير السطحية ... الخ . ثم القلة ليست دليل جودة والكثرة دليل ضعف . المسألة صعبة جدا . شخصيا أملك بعض الوعي بهذه المآزق ، ولكن لكن حصان كبوة . مسألة أخرى أنا لا أنشر بكثرة كما يتهيأ لك ، فقط أختار أربعة منابر وأتعامل معها معتقدا أن لها قارئا حقيقيا ، وإني أزعم أن إيلاف أحد تلك المنابر ، رغم أني عانيت أحيانا من بعض القراء الذين كانوا يصرون على وضع كميات من الملح لا تتحملها جراحي الصغيرة . أخيرا أحييك وأعتز بما قلت في ردك .
نوستالجيا
مصطفى ملح -الشاعر العزيز كمال أخلاقي : أحييك وأشكر الليالي التي جمعتنا بكلية الآداب الجديدة ، ونقاشات قصيدة النثر التي كانت في أول اشتعالها ، والرحلة الليلية الى شفشاون ، واحتضان نوارس الليل الغامضة بمحطة اولاد زيان بالبيضاء ، والتسكع أحيانا بمعية الخصار والسوقايلي بكورنيش الجديدة .. شكرا على الانطباع الطيب وتقبل محبتي .
مودتي
مصطفى ملح -العزيز كمال أخلاقي : لقد بعث لك بردين لكنهما لم يظهرا في مساحة التعليق . لابأس ، سأحاول ثالثة : أسعدتني بكلمتك التي تقطر محبة ودفئا ، وأتمنى لك المزيد من الاشعر وأوكسجين الحرية كي تنتعش به رئتاك ، والمزيد من الارتباط بأسفي بحرها وتاريخها وشعرها ، وتقبل صادق المودة .