ثقافات

مذكرات بغداد: سياسة وناس وثرثرات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت من جورج جحا: الكتاب الضخم الصقيل يوحي للوهلة الاولى بجدية وصرامة وعبوس من خلال الدخول إلى حقب من التاريخ عبر الجغرافيا في العراق وما يحيط به.
وعلى جدية مواد الكتاب وكثرتها فقد جاء استرجاع عهود تاريخية مضت عبر وثائق وصور فضلا عما يسمى عند الصحفيين بتلك "الثرثرة" الطلية التي تحمل المعلومات و"اشباهها" احيانا وكل ذلك بدفء يروي المحزن والمبكي والمضحك في مزيج يصعب فصل عناصره بعضها عن بعض.
كتاب المؤلف العراقي جميل ابو طبيخ حمل عنوان "مذكرات بغداد" اتبع بعنوان فرعي او بتتمة للعنوان الكبير وهو "مراجعة في تاريخ الصراع الطائفي والعنصري 672 م- 2007 م".
جاء الكتاب في 445 صفحة كبيرة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بغلاف صقيل حمل صورة فوتوجرافية قديمة للمنارة الذهبية في باب المعظم في بغداد التقطها جي. اس. هوري. وفي الكتاب صور فوتوجرافية جميلة كثيرة من بداية القرن العشرين وصولا الى الايام الحاضرة.
الباحث جميل ابو طبيخ ولد سنة 1935 في بغداد القديمة "في محلة جديد حسن باشا التي كانت تدعى في العهد العباسي الوسيط بمحلة الجسر". وقد درس في جامعة ولاية كاليفورنيا التكنولوجية الامريكية وغادر العراق سنة 1967 وهو يقيم الآن في لندن.
وكتابه هذا كما يصفه هو نوع من التتمة لكتابين سابقين له. وفيه يعرض "تاريخ بغداد وصراعات القوى الطائفية والعرقية وتطاحن الفرس والاتراك لجعل العراق منطقة نفوذ دائم لهم واستغلال ابناء البلاد في تكتلات دينية وعنصرية تخدم اهدافهم الاقليمية. كما يستعرض ببساطة الحياة السياسية والعامة ابان الحكم الملكي في العراق ليؤكد انه بالرغم من التناقضات التي مر بها فقد عاش اهل العراق طيلة اربعة وثلاثين عاما باطمئنان وسلام."
قسم المؤلف محتويات الكتاب الى ما اسماه "دفاتر اربعة" اتبعها بالفصول التالية: "المصادر العربية" و"المصادر الانجليزية" و" المصادر الصحفية والوثائق العراقية والبريطانية" و"دليل الصور والوثائق" و"مراجع الصور والوثائق" و"فهرس الاعلام والاماكن".
استهل الكتاب بلوحة فنية خلابة هي "بغداد في القرن الخامس عشر" للرسام ناصر بخاري مؤرخة في سنة 1468 للميلاد وهي من مجموعة المكتبة البريطانية. وبجو من المحبة يغمر الكتاب كله اتبع المؤلف ذلك بابيات بعنوان "بغداد" للشاعر "ابو سعد محمد" من القرن الرابع الهجري قال فيها: "فدى لك يا بغداد كل قبيلة ( من الارض حتى خطتي ودياريا فقد طفت في شرق البلاد وغربها ) وسيرت رحلي بينها وركابيا فلم ار فيها مثل بغداد منزلا ( ولم ار فيها مثل دجلة واديا ولا مثل اهليها ارق شمائلا ) واعذب الفاظا واحلى معانيا".
تحدث الدكتور علي ابو طبيخ المقيم في ولاية كاليفورنيا الامريكية مختصرا محتويات كتاب جميل ابو طبيخ. ومما قاله "توصل جميل الى صيغة لا تقبل الجدل بالرجوع في "الدفتر الاول" الى المراجع الاساسية لاستخلاص الكثير من العناصر والعوامل التي ساهمت في صنع تاريخ بغداد في العصر العباسي المتأخر وما بعد سقوط بغداد في يد المغول وصولا الى الاحتلال البريطاني لعراق بعد الحرب العالمية الاولى. ان هذه الخلاصة التي هي بين ايدينا جاءت نقية من شوائب العنصر العاطفي المتحيز والمتعسف احيانا.
"اما الدفتر الثاني فهو يجمع بين صفحاته عرضا لاحداث وقعت في بغداد منذ تأسيس الحكم الوطني عام 1924 وحتى يوم القضاء عليه..." في يوليو تموز 1958.
وقال انه في هذا الدفتر يقدم "لمحات عن الحياة الاجتماعية والسياسية لافراد العائلة المالكة ورجال القصر وساسة العهد الملكي وفيها الكثير من النفاق والدسائس التي كانت تدبر وترسم... والمهم في هذا الدفتر انه كشف عن حياة الملوك ورجال الدولة التي لم تعرف عنهم سابقا ولم تكتب في كتب السير والمذكرات..."
وفي الدفتر الثالث ما هو "بمثابة قراءة في مفكرة مواطن بغدادي عاش اياما كانت فيها بغداد تزهو بما انجزه اهلها في زمن قياسي منذ بداية الحكم الوطني فسنوات الخمسينات من القرن المنصرم كانت استثنائية بحد ذاتها بسلبياتها وايجابياتها في تاريخ العراق الحديث.
"الدفتر الرابع فيه كلمات حب واعتزاز بوطن كنا وما زلنا نفتخر بالانتماء له."
رويترز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف