اثْنا عَشَرَ قَفَصاً لِتَرْويضِ الزَّمَنْ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ونامَ يَنْتَظِرُ الذي يَأْتي ولا يَأْتي.
ثَوانٍ ثُمَّ ساعاتٌ فَأَيَّامٌ فَأَعْوامٌ ؛
تَبَدَّلَ شَعْرُهُ صَدِئَتْ مَحاريثُ الشِّتاءِ
تَزَوَّجَتْ صُغْرى البَناتِ فَصارَ جَدّاً،
غَيْرَ أَنَّ فِخاخَهُ في أَسْفَلِ الوادي
أَحاطَ بِها نَسيجُ
العَنْكَبُوتْ! المُسافِر: وَجَدَ القِطارَ مُعَطَّلاً،
والسّْكَّةُ اصْطَدَمَتْ بِها قَدَمُ الحَياةِ
فَحَوَّلَتْها عَظْمَةً سَوْداءَ تَنْخُرُها نُسُورُ الصَّيْفِ.
أَبْصَرَ في المَحَطَّةِ نِصْفَ مِرْآةٍ
وبِالقُرْبِ النِّساءُ الخائِفاتُ مِنَ النُّسُورِ
وقَدْ نَسينَ بَياضَهُنَّ يَسيلُ فَوْقَ المِرْآةْ..
فَتَحَ الحَقيبَةَ
ثُمَّ أَدْخَلَ نَفْسَهُ فيها وماتْ! المَيِّت: بَحَثُوا عَنِ الكَفَنِ المُناسِبِ لي
ولَكِنْ ماتَ حَفَّارُ القُبُورِ قُبَيْلَ مُنْتَصَفِ القَصيدَةِ.
عادَ جيراني وأَهْلي إِلى أَكْواخِهِمْ
ونَمَتْ على قَبْري النَّباتاتُ القَصيرَةُ،
ثُمَّ حينَ يَجِنُّ لَيْلي
أَخْلَعُ الكَفَنَ الذي فَوْقي
وأَدْخُلُ مِثْلَ لِصٍّ مِنْ شَبابيكِ الحَياةِ ؛
فَأُبْصِرُ الأَحْياءَ كُلَّهُمُو
عَبيداً رُكَّعاً غُرَباءَ عُمْياناً
وأَكْثَرَ مَوْتاً مِنّي! العَريس: سَقَطَ الجَمالُ على السَّريرِ
فَذابَتِ الحِنَّاءُ في جِسْمِ الأَميرَةِ:
ثَغْرُها فَجْرٌ مُغَطًّى بِالحَريرِ
بَياضُها مِثْلَ اصْطِدامِ قَصيدَتَيْنِ
ووَجْهُها قَمَرٌ مِنَ الياقُوتِ في كَفِّ الصَّباحِ..
على السَّريرِ جَمالُها تَعِباً ومُنْتَظِراً ؛
لِماذا لَمْ يَعُدْ، بَعْدُ، العَريسُ؟
أَجابَتِ الحَسْناءُ في التِّلْفازِ:
ماتَ بِساحَةِ الحَربْ! الظِّلّ: يَمْشي وَرائي
ثُمَّ أَتْبَعُهُ إِذا ما الشَّمْسُ مالَتْ
كَالمُريدِ يَقُودُهُ شَيْخُ الطَّريقَةِ نَحْوَ تُفَّاحَةِ التَّصَوُّفِ.
ذاكَ ظِلّي:
سَيِّدي عَبْدي أَميري قائِدي قَيْدي
هُوَ امْتِدادي في المَكانِ وصُورَتي الأُخْرى..
ولَكِنْ إِنْ أَنا يَوْماً رَحَلْتُ مُوَدِّعاً
هَلْ يا تُرى ظِلّي يَمُوتْ؟! الرِّحْلَة: حَمَلُوا على ظَهْرِ البِغالِ الماءَ والزَّيْتُونَ
والقِصَصَ القَصيرَةَ والسَّجائِرَ والكِلابَ الضَّالَّةْ..
كانَ الرِّجالُ يُفَتِّشُونَ هُناكَ في الصَّحْراءِ
عَنْ بَعْضِ الأَميراتِ اللَّواتي
خانَهُنَّ حِصانُهُنَّ فَمُتْنَ في وَسَطِ الحِكايَةِ،
مَرَّتِ السّاعاتُ
لَمْ يَجِدُوا سِوى كَهْفٍ قَديمْ
دَخَلُوا إِلَيْهِ.. ونَامُوا! الزَّمَن: جَدّي عَلى ظَهْرِ الحِمارِ
يُراقِبُ اللَّقْلاقَ وهْوَ يَلُفُّ في مِنْقارِهِ
وَطَناً صَغيراً مِنْ حَشائِشَ ذَابِلَةْ..
جَدّي يُراقِبُ حَفْلَةَ الميلادِ في الكُوخِ المُجاوِرِ،
رَأْسُهُ مُتَمايِلٌ مَعَ آهَةِ المِزْمارِ
والطَّبْلِ الذي يَهْتَزُّ كَالنَّاقُوسِ..
مَرَّتْ أَشْهُرٌ
هَزَمَ الشِّتاءُ دُوَيْلَةَ اللَّقْلاقِ،
أَطْفَأَتِ السُّيُولُ مَشاعِلَ الميلادِ..
مَرَّتْ أَشْهُرٌ
سَقَطَ الحِمارُ ماتَ جَدّي!
النِّسَاء: في القَلْبِ سَبْعُ نِساءٍ:
أُولى تُقَبِّلُني فَأَتْبَعُها إِلى الصَّحْراءِ،
ثَانِيَةٌ تَصُبُّ المِلْحَ والقَطْرانَ في رِئَتَيَّ،
ثَالِثَةٌ مُحايِدَةٌ كَتَشْكيلٍ رَمادِيٍّ،
ورَابِعَةٌ تُواري جُثَّثي بِالرَّمْلِ،
خَامِسَةٌ تُزيلُ الرَّمْلَ تَرْميني إلى الأَشْباحِ،
سَادِسَةٌ تَمُرُّ ولا تَقُومُ بِشَيءٍ،
وأَخيرَةٌ تَبْكي عَلَيَّ.. وتَمْضي! شَهْرَزاد: وَقَفَتْ أَمامَ الكُوخِ مَرْكَبَةُ الأَميرِ
وجيءَ بِالحُرَّاسِ فَاقْتَحَمُوا زَوايا الكُوخِ،
لَمْ تَكُ شَهْرَزادُ هُناكَ..
عادُوا يَحْمِلُونَ فَقَطْ عَقَارِبَ ساعَةِ الحَائِطْ
رَسائِلَ كانَ يَبْعَثُها الغَريبُ إِلَيْها
قَارُورَةَ الكُحْلِ العَتيقَةَ والعُطُورَ الهَادِئَةْ..
عادُوا فَظَلَّ لأَجْلِها
قَصْرُ الخَليفَةِ ساهِراً حَتَّى طُلُوعِ النَّصّْ!
السِّرْك: كُلُّ التَّذَاكِرِ بيعَتْ
مُلِئَتْ زَوايا السِّرِْكِ بِالمُتَفَرِّجينْ
زَأَرَتْ أُسُودُ البَهْلَوانِ وَلَمْ تُخِفْ أَحَداً،
لأَنَّ زَئيرَها لا يَبْرَحُ الأَقْفاصَ..
قَبْلَ نِهايَةِ العَرْضِ الرَّتيبِ،
رَأَيْتُ أَنَّ النَّاسَ قاطِبَةً
مُجَرَّدُ بَهْلَوانِيِّينَ في سِرْكِ الحَياةِ:
جَميعُهُمْ يَثِبُونَ كَالقِرَدَةْ
ويَقْضُونَ الفَراغَ بِداخِلِ الغيرانِ،
ثُمّ أَخيراً
يَتَساقَطُونَ على زَرابي السِّرْكْ! الشَّاعِر: حَمَلَ المُحارِبُ بُنْدُقِيَتَهُ وأَطْلَقَ ناراً،
والعازِفُ احْتَضَنَ الرَّبابَةَ لاِكْتِشافِ جَزيرَةِ المُوسيقى،
ومُرَوِّضُ الأَبْقارِ قامَ إِلى حَظيرَتِهِ،
وبائِعَةُ الرَّغيفِ إِلى الرَّصيفِ،
وقَارِئُ القُرْآنِ هَبَّ لِيَفْتَحَ الكُتَّابَ،
والبَنَّاءُ يَذْهَبُ في اتِّجاهِ الوَرْشَةِ،
والمُصْلِحُونَ إِلى منابِرِهِمْ
وصَاحِبُنا رَأَى قَلَماً وقِرْطاساً
وبَعْدَ تَرَدُّدٍ.. كَتَبَ القَصيدَةْ! القَنَّاص: تَحْكي العَجائِزُ أَنَّ قافِلَةً مِنَ النَّجْماتِ
مَرَّتْ لَيْلَةً فَوْقَ المَداشِرِ والبَيادِرِ والجِبالِ،
فَزَغْرَدَتْ فَرَحاً نِساءُ الحَيِّ،
واجْتَمَعَ الرِّجالُ يُلَوِّحُونَ لِضَيْفِهِمْ،
وتَوَثَّبَ القَنَّاصُ يَقْصِفُها بِأَلْف رَصَاصَةْ..
نامَتْ عُيُونُ القَوْمِ في حَذَر
تَوالَتْ سَبْعُ ساعاتٍ وحَلَّ الصُّبْحُ ؛
فَاصْطَدَمُوا بِرُؤْيَةِ جُثَّةِ القَنَّاصْ!
العُصْفُور: وَضَعُوهُ في قَفَصٍ
فَغَرَّدَ غَيْرَ مُكْتَرِِثٍ،
لأَنَّهُ مُدْرِكٌ ألاَّ فَوارِقَ بَيْنَهُمْ:
هُوَ صارَ مَسْجُوناً ولَكِنْ
يَسْتَطيعُ الشَّدْوَ في قَفَصٍ صَغيرْ
لَكِنَّهُمْ سُجَناءُ في قَفَصٍ كَبيرْ!
المغرب
التعليقات
الحذر منك إليك!
مصطفى غلمان -الشاعر المتألق مصطفىقصيدة في السمو المائز عن كل رابية منحنية. الأشكال النقيضة ترفل بالأبعاد والموائد العامرة، مثلها مثل الموت وهو يطير على غيمة هاربة، وفيها السعادة اللاأبدية التي تحجم عن فعل الانكتاب، صياغة للسطر المتباعد بين الأرض والسماء اللجة...كما أن الكائنات التي حشدتها لمعاقرة أزمنتك المروضة تثير أكثر من قضية، منها ما هو مسلوب الإرادة، والآخر يستعيد نزقه الكينوني من ألم اللحظة..أشياء تخفيها خلف سياجات الحفر، من التحت تصفو كنهر ذاعر، بيد أنك تريد قول الحكمة من الأعالي التي لا يراها إلا شاعر خبير بعزلة أبي العلاء المعري...تعيدني دائما إلى الجنون، حيث أحلم بقصيدة الكون...محبتي
تهنئة
الازرق -مبروك الجائزة
مائز
نصيف الناصري -{ في السمو المائز } سيدي المحترم غلمان . هاذا تقصد ب { المائز } هل هذه الكلمة شيشانية أم انك تقصد { الماعز } ؟ نرجو التوضيح رجاء
مائز جدا!؟
مصطفى غلمان -نعم أعزك الله،قرأنا في المسيد"المائز في معرفة المؤمن من المنافق" وبحثنا في الإبتدائي عن بيان المائز بين التدبر في القرآن واستنطاقه. ولانزال نتدبر القول به حينا نريد عقد القران بين مايميز وبين ماينماز. ونستلطف المصادر مثلما نوقن بسحرها في الأذن العربية، التي لاتسيء الفهم...فبينما "المائز" يقوم على التمييز والاحتواء، يتردد في الداخل من بلاغته صوت الانتماء، فيسمو عن الوضع العادي لأي اختيار، كما في شعر صاحبنا الشاعر...أما الماعز فلا ينساق للتمييز،حتى في شكل الإطلاق، من الفاعل. وكلاهما على نفس الوزن. بينما الأول فعل اصطلاح، والآخر اسم حيوان، لكنه أليف وغير طفيلي، ولاحاسد، ولامتهكم!؟كما أن الشيشان لغة نتعلم منها دائما صوت الحق والبطولة والاحتفاء!؟فمن يكون ماعزا ومن المائز.. الشيسشان أم الطرشان؟
شكر
مصطفى ملح -الشاعر والأخ مصطفى غلمان : أبادلك المحبّة ذاتها . تقبّل إصراري على أن أكون مُطْلِقاً كلّ حساسين الشّعر .. نحو قلبك الكبير .
شكرا
مصطفى ملح -الأستاذ الأزرق : حب الأصدقاء وأنت واحد منهم أفضل من الجائزة بكثير ..
ماهذا
نضال عبد الحمز -هل يمكن لأحد أن يخبرنا ما معنى هذه التحايا المتبادلةبين السيد ملح والسيد غلمان؟ إننا في حيرة من الأمر: منْ يُلقي التحية ومن يرد عليها ولماذا؟ كأن السيدين لم يلتقيا إلا في هذه اللحظة وهنا على هذه الصفحة. رجاءً ليكف الشعراء عن الكتابة في حقل التعليقات.إعطوا الناس بعض الوقت كي يتمعنوا في الذي شخطبتموه هنا.شكراً لعواطفكم الجياشة تجاه بعضكم البعض. نضال عبد الحمزة
سبحان الحمز
مروان خازندار -نضال عبد الحمز أو نضال عبد الحمزة!أي الإسمين أصح؟