ثقافات

جانوس والصبايا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمع الصبايا لحنا ينبعث من مكان ما، فرغبن عن التسلل إلى القصر ريثما يستمتعن، طفقن يفرزن أغصان الشجرة غصنا، غصنا، وحتى الرطب كانت ترجج وتميس مع اللحن الرخيم، وكان جانوس قد تحول إلى عصفور بحجم الحصوات التي كانت تثيرها أقدام الصبايا العارية.
وعندما تحول إلى عصفور بات جانوس يكابد قسوة الريح وعنادها وكان يحدج إلى الصبايا يدندن مع اللحن الغلاب.
من حسن حظه أنهن أطبقن أجفانهن، فلو رمقن بوابة القصر مشرعة لهبت إحداهن مسرعة ودلفت إلى حضرة الملك.
عندما أخذته الريح في اعتلاءاتها المتماوجة سدحته بين ريش عصفورة تراوغ حر الظهيرة على غصن فوق الشجرة نفسها التي لاذت إليها الصبايا.
أحس جانوس بانتشاء لم يعهده في حياته، فظل يرسل زقزقته كأنه يدرغ الخلود داخل متاهات ريشات العصفورة التي نفشت ريشها وأغمضت جفنيها مثل الصبايا.
عندما مال جدع الشجرة كانت أقدام الصبايا مثل زنابق انبثقت من الأعشاب الناعسة، سرت رعشة في الزنابق البيضاء فأشرعن أجفانهم وصدح نفيرهن : -لقد رحل جانوس!
يممن عتبة القصر، وكان جانوس لم يصح من سكرته بعد، كانت الشقراء تجهش فرحاً بملاقاة الملك ولذا كانت تسابق الزمن من شدة حنقها كانت تتعمد أن تدهس الزهور برجليها، أما الأخريان فكانتا تفرد أيديهما وتهمس للورد:
-خدعناكم! خدعناكم! نحن صبايا الملك الأثيرات!
لكن العصفورة تنمرت في عليائها فانتفضت بسبب الوجيب الذي انمحق من رحابة الرياض.
سقط جانوس عن قرة أعينه الأربع فأحس برطوبة صقيعية صاعقة وهو يتدحرج على الأغصان، كانت أشعة الشمس تخترق الأغصان، فدبت سخونة في جانوس فتحول إلى إلكترون وبسرعة البجاسوس كان قد التهت المسافة التي الشجرة عن بوابة القصر و مضى يزعق ساخراً أمام البوابة، وهو يذرع العتبة من طرفيها وسراميجه تطقطق بتشفي، فعادت الصبايا أدراجهن و هن يجهشن حسرة على ملاحة وجه الملك الذي لم يرهن قط. القصر الكبير

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ترحيب
عبد السلام دخان -

القاص غريب الغرباوي،من الكتاب الذين يجيدون كتابة السرد بصيغ تستحضر المحلي بشكل ملفت ،ويتضح أن غريب الوفي للوصف بشكل كبير يفتح نافدة القصة في إقامة إيلاف ليجعلنا نستنشق هواء السرود الممتعةكل الحب أيها الصديقعبد السلام دخانشرفة البوغازالمغرب

ترحيب
عبد السلام دخان -

القاص غريب الغرباوي،من الكتاب الذين يجيدون كتابة السرد بصيغ تستحضر المحلي بشكل ملفت ،ويتضح أن غريب الوفي للوصف بشكل كبير يفتح نافدة القصة في إقامة إيلاف ليجعلنا نستنشق هواء السرود الممتعةكل الحب أيها الصديقعبد السلام دخانشرفة البوغازالمغرب

ترحيب
عبد السلام دخان -

القاص غريب الغرباوي،من الكتاب الذين يجيدون كتابة السرد بصيغ تستحضر المحلي بشكل ملفت ،ويتضح أن غريب الوفي للوصف بشكل كبير يفتح نافدة القصة في إقامة إيلاف ليجعلنا نستنشق هواء السرود الممتعةكل الحب أيها الصديقعبد السلام دخانشرفة البوغازالمغرب