ثقافات

(أحلام وقمامة القاهرة ) كتبت بتكليف من منظمة الصحة العالمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمامصي من القاهرة: قالت الكاتبة المصرية المقيمة في جنيف فوزية أسعد " كتبت روايتي " أحلام وقمامة القاهرة" بتكليف من منظمة الصحة العالمية وذلك ضمن احتفالاتها بخمسين عاما على تأسيسها وبأمل الكشف عن تجربة عملية جرت على أرض الواقع لتمكين المرأة المصرية "، جاء ذلك خلال ندوة اقامها الصالون الثقافي بالمركز القومي للترجمة أخيرا لمناقشة الترجمة العربية للرواية التي صدرت عن المركز القومي للترجمة، وكانت الندوة قد عقدت بمشاركة الكاتب الكبير بهاء طاهر ومترجمة الرواية ديما الحسيني والكاتب الصحفي حلمي النمنم.
ومن اللافت للنظر أن الندوة طرحت للمناقشة ملف حياة " جامعي القمامة في منطقة المقطم قبل ساعات قليلة من اهتمام وسائل الاعلام العالمية بهذا الملف وذلك على خلفية اكتشاف اصابات في الامريكيتين بمرض " انفلونزا الخنازير " وانتشار دعاوى تطالب بنقل احياء جامعي القمامة خارج المناطق السكنية في القاهرة
وأكدت أسعد ردا على تساؤلات وجهها الكاتب الكبير بهاء طاهر أن الاسم الذي تفضله للرواية هو " أحلام وزبالة القاهرة " واعتبرت أن الرواية تقع في مسافة بين الرواية والعمل التسجيلي لأنها اعتمدت على وقائع حقيقية وشهادات رواها لها العديد من سكان المنطقة.
ومن جهتها قالت مترجمة الرواية من اللغة الفرنسية الى العربية " وقعت الرواية في يدي بالمصادفة وقرأتها بترشيح من صديق ثم قررت ترجمتها فورا نظرا لطبيعة موضوعها المثير "
وأشارت إلى صعوبات واجهتها أثناء العمل على الترجمة، منها صعوبة ترجمة عمل لكاتب ينتمي الى ثقافة المترجم والقارئ فالكاتبة على رغم من إقامتها من الغرب لسنوات طويلة إلا أنها " مصرية في الصميم " وبالتالي فأن قراءة العمل في اللغة العربية قد تفتقر الى " الغرائبية " التي وجدها القارئ الغربي وهو يقرأ تفاصيل حياة " الزبالين " و أكدت ديما انها كانت تفضل شخصيا لو ان العنوان في الترجمة العربية كان " أحلام وزبالة القاهرة " إلا أن الناشر رأى انه قد يكون وضع هذا الاسم على الغلاف عملا غير لائق نظرا لدلالات استخدام "اللفظ " في اللغة المصرية.
وفي مداخلته التفصيلية حول العمل قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم أن الرواية جاذبة بفضل العنوان ولكن التعمق في القراءة يكشف قدرة المؤلفة على كتابة عمل نادر نظرا لكونه يجمع بين اللغة الادبية ومقومات الكتابة الصحفية والتسجيلية فخرجت الرواية على تخوم انواع ادبية وفنية ولا تنتمي الى جنس الرواية بالمعنى المتعارف عليه
واعتبرت النمنم أن شخصية أحلام بطل الرواية شخصية هامشية وليست محورية لكنها ترد كتعبير عن حلم التغيير إلى الأفضل
وانتقد النمنم سخرية المؤلفة من "أشتراكية عهد الرئيس جمال عبد الناصر " لان ما طبق في عهد عبد الناصر - على حد قوله - لم يكن الا رأسمالية دولة وبالتالي ليست له علاقة بالاشتراكية
ووجه النمنم نقدا عنيفا لمستوى الأخراج الفني للكتاب وطريقة اخراجه وعدد بعض الأخطاء
اللغوية وهو أمر لاحظه الكاتب بهاء طاهر في بعض الصفحات التي حدد ارقامها خلال المناقشة
ويشار إلى أن مؤلفة الرواية أكدت في مقدمة الرواية أن هدفها من الرواية هو التشديد على برنامج لتنمية مجتمع جامعي القمامة في حي المقطم، علاوة على تمكين بنات هذا المجتمع وتنويرهن من خلال الدراسة والعمل وكسب المال، والتحرر إلى حد ما من قبضة السلطة الأبوية.
وفي الرواية تحكي المؤلفة عن كيفية انتقال عائلات بعينها من الصعيد إلى القاهرة لتعمل في جمع القمامة وفرزها، وهو عمل يدر المال الكثير على المتحكمين فيه، ويعود بقدر قليل من المال على جامعي القمامة أنفسهم.
وتسجل الرواية كذلك الكفاح اليومي لعدد من العائلات المسيحية التي توطنت في أماكن فرز القمامة عند سفح جبل المقطم شرق القاهرة. وعندما استقر هؤلاء كان ينقصهم القس الذي جاء إليهم من أجل حياتهم الروحية، في وقت كانوا يبحثون عن راحتهم في المخدرات، إلا أن كلمات القس فرحات إبراهيم كان لها وقع في أنفسهم وكأنها "ناي الأساطير السحري"، فدعاهم إلى نبذ ذلك كله، وإلى احترام النساء والأطفال، كما دعاهم إلى الصلاة فأطاعوه، وغدت نساؤهم أقل عرضة للنوبات الهيستيرية.
تلاحظ المؤلفة أن القس فرحات إبراهيم أتاح لزوجته أن يراها الجميع كل يوم في شوارع المقطم وهي تساعد في القضاء على ثقافة الصمت التي تسجن النساء والأطفال في أبشع أشكال التبعية للبؤس، بل وأسوأ من ذلك التبعية للرجل الذي يعيش في البؤس. وتستعرض عدداً من الخبرات المريرة التي يمر بها أفراد هذا المجتمع، فأمام كل عقبة يتحفز الزبالون لتداركها، كما تكشف عن مجتمع ما قبل أزمة انهيار صخور الدويقة.
وفوزية أسعد روائية مصرية تكتب بالفرنسية، مولودة بالقاهرة في منتصف الثلاثينات. حصلت علي درجة الليسانس من كلية الآداب في جامعة السوربون ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها. ومن أعمالها " المصرية " و" أطفال و قطط " و"بيت الأقصر الكبير"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الرواية العربية
لطيفة حليم . أستادة الأدب العربي . كلية الآداب . -

أحلام وقمامة القاهرة أتمنى لأن أتوصل بهده الرواية حتى أعقد بينها وبين رواية الخبز الحافي للكاتب المغربي محمد شكري , حيث يوضف القمامة داخل المتن السردي مبرزا الفقر والجوع الدي يعره البطل مما يدفع به أن يتجول داخل احياء مدينة طنجة بحثا عن الأكل . لقد سبق أن نشرت مقالا في مجلة فكر وهي مجلة تصدر بالمغرب . تحدث فيها غن الأدب النسائي العربي في البلد الآخر حيث أشرت إلى الكاتبة فوزية العشماوي و الروائية فوزية أسعد . أرجو ان اتوصل بالبريد الإلكتروني لفوزية أسعد .لطيفة حليم كلية الآداب جامعة محمد الخامس الرباط المغرب

انحطاط الأدب
سليمان -

لم اقرأ الرواية والتعليق هنا على ماجاء في المقالة من أراء حول الرواية. لو ان منظمة عالمية أخرى تطلب من الروائية أن تكتب عن زبالة الاسلام والعرب ايضا. الأدب الراوئي أصبح يكتب بناء على الطلب. لا علاقة له بأعماق الكاتب ولا بالقدح والالهام- هو مادة اعلامية فقط. الذي يجري في الميدان ليس أدب بل شوشرة. ضعف الشخصية العربية أدى بها أن تقاد بعصا الغرب - فكما يريد الغرب ويرغب نكتب. لا أمل يرى في القريب.

الضعفاء المرعوبين
El Asmar -

"وفي الرواية تحكي المؤلفة عن كيفية انتقال عائلات بعينها من الصعيد إلى القاهرة لتعمل في جمع القمامة وفرزها، وهو عمل يدر المال الكثير على المتحكمين فيه، ويعود بقدر قليل من المال على جامعي القمامة أنفسهم.""تحكي المؤلفة عن كيفية انتقال عائلات" هل كان ذلك فعلا "انتقال عائلات" ام "هروب عائلات"؟؟ للحق والتاريخ, لقد هرب من صعيد مصر ما يزيد عن المليون من الاقباط الفقراء اوائل الثمانينات, وسبب هروبهم هو سيطرة الجماعات الإرهابية على مصدر رزقهم وشوارع واذقة قراهم. نتذكر هنا وبكل فخر و خشوع دور الراهبة الام مانويلا, التي تركت كل شيئ في وطنها فرنسا وفضلت العيش مع الزبالين الضعفاء المرعوبين.