القاضي المغربي رشيد مشقاقة يحاكم (حواء) بشهرزار
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"فأمل الوردي "التي ستلبس ثوب شهريار، مستعيرة فقط حرف "الزين" من شهرزاد كرمز لزنزانة سجنت نفسها بها، وأضاعت المفتاح عمدا، نكاية بالفكر الذكوري الذي استبطنته في لا وعيها منذ مرحلة الطفولة..." تتذكر حين كان الأستاذ يلقي سؤالا فترفع يدها للإجابة... لكنه يجوب أنحاء الفصل للبحث عن جواب ذكوري... وعندما يفشل يقول علنا: "لا أرى أحدا يستطيع الجواب... أجيبي أنت..."
فاهتدت ان العلم هو سلاحها للنصر وهو الخيط " الرفيع بين حظوظ الانثى والذكر من بني البشر،فاستطاعت بنجابتها ان تحقق فلسفة " الفنغ شوي" الصينية فيما يخص الألوان، حيث ظفرت ببذلة المحاماة السوداء، والكرسي الأحمر بالبرلمان، والوزرة الرمادية بالجامعة "اللون المناسب للتدريس الجامعي "،كانت كل هذه الألوان إضافة إلى لون اسمها" الوردي " بوابتها لاقتحام قتامة بؤر التوتر في المجتمع بفئاته، لتجد نفسها بعد عناء أنها على الهامش،لم تستطع ان تنتصر لأحادية القطب الأنثوي المتطرف بإقناع الآخرين بما تؤمن به، ولا حتى بنات جنسها اللائي لم يستسغن ما أتت به مدونة الأسرة من مكتسبات، ويفسرن بنودها بالكثير من السلبية تتوزع بين السذاجة والسخرية:
ضحكت النساء.....هل حقا يمكن للمراة ان تخطب الرجل؟
نعم: أجابت أمل
وواصلت المرأة...." تصوري فتاة تحمل أكياس الطحين والسكر وباقة الورد لتخطب رجلا..
لذا راودتها في أحايين كثيرة أن ما أفكارها إلا صيحة في واد، فالمرأة تقول _تعمد الكاتب عدم منح المتحدثات بالرواية اسماء_ " إن نعل الرجل المترب فخر لك " والأنكى أن أمل نفسها تترد عمليا أن تنساق وراء ما سطرته من بنات أفكارها وان كانت نظريا تبدي تطرفا في "النسوية"، حيث وصل بها الأمر للتفكير بمخالفة القانون وذلك بخرق علامة" قف" "...انتبهت إلى نفسها وهي تنظر لجهاز الردار أمامها...فخففت من السرعة وامتعضت وهي ترى علامة قف تهاجمها...وتساءلت ماذا لو لم تحترمها بحجة أن الأمر موجه للرجل دون المرأة "، بل أكثر من ذلك فعندما ذهبت لزيارة قبر أمها لاحظت أن المقرئين رجالا، وقالت لماذا هذا الحيف؟ أليست المرأة حافظة للقران؟
أمنا ادم
أمل الوردي لا تأمل في أحلام الأنثى الوردية التي يمنها بها الزواج والأمومة، و لفرط شجبها للأدوار التقليدية للمرأة والحث على تكسيرها ومحوها، سواء تحت قبة البرلمان أو في المحكمة أو الجامعة، لقبها زملاؤها خفية بأمنا ادم إذ يفسرون موقفها بكونها تود" ان يصير آدم أنثى وحواء ذكرا وتتغير مظاهر الكون في كل شيء".
لكن" أمنا ادم" التي بالواقع لا تعيش خارج دورة الليل والنهار كما يبدو لقارئ الرواية، حينما تعمد الكاتب الإشارة للزمن بشكل باهت، ليدرجه بإيحاء أكثر قوة من خلال ثنائية " الصخب والعزلة"، فأمل وهي تمارس دورها ككائن اجتماعي بالحديث للآخرين،أو الحوار أو المحاججة rsquo; يتم ذلك في ضوء النهار، فيما تنزوي لصقيع الصمت في حلكة الليل وشساعة السرير الشاسع.... "وخلفك يبتسم الحائط شديد البرودة.....
ربما ومن خلال الرواية يفسح رشيد مشقاقة القاضي المشروط بإذن التصريح، للأديب المجال للبوح و الإعلان عن انطباعاته حول الحياة -"وشؤونها"- التي يعتبرها دارا للتقاضي تحكمها قوانين فضفاضة، ليس بالضرورة هي التي ستوصل بالمتقاضين إلى بر الآمان، والشيء ذاته بالنسبة لمن يترافعون عنهم أو ضدهم قد يضلون الطريق، وما المحكمة ودهاليز القضاء إلا حياة" نموذجية" ليس بالبعد المثالي لكن بالحيز المكاني فقط...... لكن الكاتب راد أن يحسم في كل هذه الصراعات الدنيوية والسجال واللغط غير المجدي بآية قرانية ختم بها الرواية: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام" صدق الله العظيم
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قراءة جميلة
حسن الهيثمي -الرواية جميلة والقراءة جميلة أيضا، وخصوصا الإشارة إلى الألوان..وهي إشارة ذكيةمودتي
قراءة جميلة
حسن الهيثمي -الرواية جميلة والقراءة جميلة أيضا، وخصوصا الإشارة إلى الألوان..وهي إشارة ذكيةمودتي