ثقافات

عبدالله الجفري مبدع الكلمة وصوت الوجدان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعزيز السبيل يكتب سطرين فقط والقراءات من فيض الخاطر القراءات تشابهت في التركيز على الشاعرية والحب والرومانسية. دراستا الشنطي واليوسف عن فضاء الكلمة والببليوجرافيا أبرز ما في الكتابعبدالله السمطي من الرياض: أحسن نادي مكة الثقافي الأدبي صنعا حين أصدر كتابا تجميعيا لقراءة بعض أعمال الكاتب الراحل عبدالله الجفري (1939- 2008م)، فالكتاب جاء بمثابة تكريم للأديب الراحل ولتوثيق جانب من تجربته الأدبية والإعلامية، وشارك فيه عدد من النقاد والباحثين والشعراء. حمل الكتاب عنوانا ملفتا هو:" عبدالله الجفري: مبدع الكلمة وصوت الوجدان" وأعده وحرره الشاعر فاروق بنجر- دار المفردات للنشر، الرياض، (ط1 - 1430هـ 2009م) الأمر المثير في الكتاب أن معظم قراءته جاءت بشكل تجميعي، فبعضها كان منشورا بالصحف من قبل، وبعضها قدم كقرءات نقدية في بعض الملتقيات الأدبية التي عقدت بنادي القصيم الأدبي، ونادي جدة الأدبي الثقافي، وغيرها من الأندية الأدبية، بمعنى أن العنصر البحثي الدراسي المعمق، المخصص لدراسة الجفري، كان غائبا عن عدد من القراءات التي قدمها المشاركون في الكتاب البالغ عددهم عشرون ناقدا وكاتبا وشاعرا، منهم: عبدالعزيز السبيل، حسن الحازمي، حسن الهويمل، سلطان القحطاني، عاصم حمدان، عفت خوقير، محمد صالح الشنطي، خالد اليوسف، نورة القحطاني، ضياء الكعبي محمد علي قدس، والشعراء: إبراهيم صعابي، حمزة إبراهيم فودة، عبدالعزيز خوجة (وزير الثقافة والإعلام) فاروق بنجر، محمد الحفاف. الأمر الأكثر إثارة هو تصدر مقالة الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية والناقد المعروف، الكتاب، على الرغم من المستوى المتواضع الذي ظهرت به. وعلى اعتبار أن مقالة الدكتور السبيل تتصدر الكتاب، نتساءل هنا ماذا كتب السبيل عن الجفري، وما هو المضمون الذي طرحه؟ وما هو المنهج الذي اتكأ عليه في قراءة الجفري؟ هذا ما يمكن أن نركز عليه هنا قبل أن نجول في مكنون الكتاب وأبرز مضامينه. قراءة نقدية أم C.V؟ حملت قراءة الدكتور عبدالعزيز السبيل عنوانا ملفتا:" عبدالله الجفري: إضاءة لمرآة التجلي الأدبي" واحتلت الصفحات التي تلت مقدمة الكتاب (الصفحات 21-28) لكن القراءة بدلا من أن تضيء التجلي الأدبي لدى الجفري، قامت بإعتامه، بمعنى أن الكاتب قام بسرد أعماله، وعناوينها، وتوقيت صدورها فحسب، دون أن يضيء شيئا، أو يقول شيئا للقارىء عما تمثله كتابات الجفري في الأدب السعودي، وما تنطوي عليه من مضامين، وكأنه قدم - فحسب- سيرة ذاتية CV لعبدالله الجفري. وقد استهل الدكتور السبيل مقالته بالتعريف بمولد الجفري بمكة المكرمة، ونشأته، وتعليمه، ثم تنقله بين الوظائف المختلفة، وعمله بالصحافة، وتنقله بين عدد من الصحف، ثم يعرض الدكتور السبيل لإصداراته الأدبية، يقول السبيل:" وإلى جانب الكتابة الإبداعية السردية، أصدر عبدالله الجفري عددا من المؤلفات التي تعبر عن الوجدان والتأمل والخواطر الإنسانية، منها: لحظات، نبض، برق لجنون المهرة، هذا يخصك سيدتي، فقط، أنفاس على جدران القلب، حوار وصدى، رسائل حب عربية، سطر بدفء الكون، لوحات على الشفق، من كراستها الخاصة، ولعل عناوين هذه الكتب توحي بكثير من مضمونها" فهل هذه قراءة نقدية أم مجرد سرد لأعمال الجفري، حيث واصل السبيل هذا السرد التعريفي طوال ستة صفحات، والصفحة والنصف التي تبقت من مقالته استشهد فيها بآراء لغازي القصيبي وشاكر النابلسي عن رومانسية الجفري. وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة والكتور السبيل لقد حبر الدكتور السبيل مقالة من ثماني صفحات عن الجفري، لكنها مجرد سيرة ذاتية، يمكن للكاتب أن يصطفيها من الغلاف الخلفي لأحد كتب الجفري أو من محركات البحث على الشبكة العنكبويتة، فماذا كتب السبيل عن الجفري؟ كتب الدكتور السبيل سطرين فقط في آخر المقالة يقول فيهما:" حين يرحل الجفري عن عالم اليوم، فسوف يظل خالدا في ذاكرة الأجيال الثقافية، من خلال تراثه الإبداعي والثقافي المتميز " / ص 28.. ترى هل هذا القول ينطبق على الأديب الراحل الجفري فحسب؟! من فيض الخاطر: يمكن لقارىء الكتاب أن يدرج معظم مقالاته تحت عنوان عريض هو:" من فيض الخاطر" فلا اجتهادا بحثيا ملموسا في الكتاب، ولا دراسات معمقة، يمكن أن تبرز لنا المكانة الأدبية لعبدالله الجفري، أو تسلط الضوء على الخواص التقنية والآليات الفنية التي كان يكتب عبرها أحد مشاهير الكتاب السعوديين. وقد تم تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: قراءات، كتابات، والشعر، وقد ركزت القراءات على قيم مضمونية لدى الجفري مثل: الحب، والرومانسية، وصورة المرأة، والشاعرية، وتكررت هذه القيم في كل القراءات. فحسن الهويمل قرأ الجفري من خلال مجموعته القصصية:" الظمأ" الصادرة متناولا الأبعاد الفنية والدلالية فيها، لكنه اتخذ المجموعة مناسبة لنقد الواقع وتاريخ القصة واستغرق ذلك صفحات وفيرة منه، وركز حسن الحازمي على شعرية اللغة عند الجفري من خلال روايته:" جزء من حلم" فيما قرأ القحطاني تشكلات السرد الروائي في تجربته الأدبية، وركزت القراءات التي كتبتها الناقدات على صورة المرأة، وشعرية اللغة، كما في قراءات عفت خوقير، وليلى بابنجي، ونورة القحطاني، وكانت الاقتباسات كثيرة وواضحة في هذه القراءات دون جهد نقدي تحليلي أو تأويلي أو نصي. القراءتان اللتان يعتد بهما في هذا الكتاب هما قراءة الدكتور صالح الشنطي:" فضاء الكلمة في مقالات عبدالله الجفري وخواطره" وقراءة خالد اليوسف:" رحلة في آفاق إبداع الأديب عبدالله الجفري: غضاءة ودراسة ببليوجرافية حاصرة" حيث بذل فيها الكاتبان جهدا جليا، حيث حاول الشنطي أن يقف عند بعض الجوانب الإبداعية في كتبات الجفري الوجدانية والنقدية والاجتماعية، أما اليوسف فقد رصد ببليوجرافيا كل مؤلفات الجفري التي بلغت (35) مؤلفا، وتغطي بعض ما كتب عنه من مقالات ودراسات وبلغت (104) مقالة ودراسة، بالإضافة إلى (20) لقاء أدبيا. الكتاب أخرج فنيا بشكل متميز، وضم بعض الصور للأديب الراحل الجفري، وحمل في غلافه الخلفي عبارة:" وداءما يتحدث الناس يا صديقي في الذكريات، ولم يكن حديثهم مللا، لكنه الهروب إلى الحلم الجميل.. حتى ولو كان اجترارا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وداعاً
nina -

عبد الله الجفري ......سيد الكلمة و صاحب الاحساس المرهف .... سيدي انا امرأة عشقت كل كلمة كتبتها بأحساسك ... الى جنان الخلد ان شاء الله

رحم الله نادي مكة
سحر حامد بتلاوي -

للأسف نادي مكة أيام الدكتور راشد الراجح كان أفضل ومع التشكيل الجديد للأندية الأدبية تردى وضعه كما تردى وضع أندية أخرى ونظراً لاستبداد البعض انسحب الأعضاء المستنيرون لأنهم فضلوا عدم الدخول في مهاترات.اليوم يصدر النادي أو فاروق بنجر كتاباً عن الجفري هو أشبه بالملف الصحفي حرره بنجر وصصمت غلافه ابنته كما فعل في دليل الملتقى الذي عقد قبل شهر عن ثقافة الطفل حيث ضم مجهودات وصور عائلة بنجر وهذا شكل من الفردية الغريبة.والأغرب أن النادي حين يصدر الكتاب يصدره عن دار المفردات بالرياض وهو لم يوقع معه عقداً كما فعل نادي الرياض مع دار الانتشار العربي لكن استبداد بنجر أنساه أصول العمل في الأندية والمؤسسات الحكومية..الأمر الآخر كل أندية السعودية وعلى قائمتها نادي مكة لم تطبع انتاج الجفري وهو حي ولم تكرمه كما يستحق وعندما مات أخذوا يتباهون بمعرفتهم له.. أليس من الأجدى أن يطبعوا أحد كتبه التي لم تصدر أو سيرة حياة حيث ذكر ابنه وجدي عقب وفاة والده أن له أكثر من 17 كتاباً لم تر النـور.. رحم الله الأندية الأدبية السعودية وأحسن عزاء الجميع فقيدهم الذي لم يكن في يوم من الأيام حياً. سحر batlawi@gmail.com