منع كتاب سويدي في اميركا بسبب رواية سالنجر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إعداد عبدالاله مجيد: قررت قاضية في نيويورك منع كتاب جرى ترويجه على اساس انه متابعة أو تتمة sequel لرواية "الحارس في حقل الشوفان" لأنه، طبقا لقرار المنع، يستعير بإفراط من عمل جيروم ديفيد سالنجر الشهير دون أن يتضمن نقدا كافيا أو بارودي parody (محاكاة ساخرة).
متابعة الكاتب السويدي فريدريك كولتنغ لعمل سالنجر الذي يروي هواجس فتى في سن المراهقة تصوُّر "مستر سي" في السادسة والسبعين من العمر هاربا من دار للمسنين في نيويورك، يذرع شوارع المدينة مثلما فعل الى حد بعيد البطل الأصلي هولدن كولفيلد الذي كان على الأرجح سينظر الى عودته شيخا بوصفها "اكذوبة لعينة"، احدى عباراته المفضلة في "الحارس في حقل الشوفان".
سالنجر استجاب لرغبة الكاتب السويدي في معرفة رأيه بالرواية التي تستوحي عمله. فقد استشاط سالنجر غضبا حتى انه رفع دعوى قانونية ضد المؤلف السويدي وضد ناشر كتابه ودار توزيعه في الولايات المتحدة وطلب اصدار قرار قضائي يمنع نشر ما سماه في الدعوى القانونية "غشا خالصا وبكل بساطة".
محامي كولتنغ دافع قائلا ان رواية موكله "بارودي" ونقد أدبي للرواية الأصلية. ولكن القاضية ديبرا باتس رفضت هذه المحاجَّة واصدرت قرارا في 37 صفحة جاء فيه ان السرد الذي يتضمنه الكتاب "يعكس سرد الحارس في حقل الشوفان وانه استعار من الاصل، سواء من حيث المضمون أو الاسلوب، أكثر مما هو ضروري للغرض المزعوم في نقفد سالنجر ومواقفه وسلوكه". كما اشار القرار الى ان "مستر سي" يحمل "افكارا وذكريات وصفات شخصية مماثلة أو متطابقة لأفكار وذكريات وصفات هولدن كولفيلد مستخدما في احيان كثيرة اللغة نفسها تماما أو معدلة بدرجة طفيفة لا أكثر". ولفتتت القاضية الى حقيقة ان الشخصيتين شغوفتان باستخدام ذات العبارات في التعبير عن الاحباط والغضب.
وقررت القاضية باتس في حكمها ان "إدعاء الكاتب السويدي كولتنغ بأن هدفه من كتابة العمل كان دراسة شخصية هولدن دراسة نقدية ونقد تمثيله في رواية "الحارس" على انه شخصية صادقة ومثار اعجاب (بل ربما حتى شخصيةً بطولية)، إدعاء إشكالي وتعوزه المصادقية". اما إدعاء البارودي فان المحكمة ترى انه جاء من باب التبرير بعد رفع الدعوى. ولاحظت القاضية باتس ان المدعى عليه لم يصدر عنه حتى اقامة الدعوى عليه ما يشير الى ان الكتاب بارودي أو نقد لرواية "الحارس في حقل الشوفان".
اصدرت القاضية أمرا اوليا يمنع نشر عمل الكاتب السويدي أو الاعلان عنه أو تسويقه أو توزيعه في الولايات المتحدة حتى إشعار آخر. وقالت القاضية في قراراها ان سالنجر سيتعرض الى "أضرار لا تُعوض" إذا نُشر الكتاب في الولايات المتحدة ولكنها اضافت ان أمر المنع مؤقت وسيبقى ساريا الى حين استجلاء الحقائق كاملة في محاكمة لاحقة. ويحق للمدعى عليه ان يعترض على القرار المؤقت لدى محكمة الاستئناف الفيدرالية في مانهاتن.
تجدر الاشارة الى ان الكتاب في هذه الأثناء نُشر في بريطانيا.
صدرت رواية سالنجر "الحارس في حقل الشوفان" عام 1951 وسرعان ما أصبحت جزء من المناهج الدراسية في المرحلتين الثانوية والجامعية في عموم البلدان الناطقة بالانجليزية. كما تُرجمت الى كل لغات العالم الرئيسية تقريبا. وما زال يباع من الرواية نحو 250 الف نسخة كل عام وزاد اجمالي ما بيع منها حتى الآن على 65 مليون نسخة. وأصبح اللا بطل أو الضد بطل anti-hero هولدن كولفيلد رمزا لتمرد الشباب وتحديهم. ترجم الرواية الى العربية الكاتب الراحل غالب هلسا.
التعليقات
...
لور -الحارس في حقل الشوفان واحد من اجمل الكتب التي قرأتهاومترجم بشكل رائع... قرات له ايضا مجموعة قصص قصيرة لكنها لا ترقى الى مستوى روايته او ان العلة كانت في الترجمة وانا اول مرة اسمع ان له مؤلفات اخرى غير هذين الكتابين... هل هذه صورة احد طبعات كتبه ام انها لسالنجر نفسه....../////من المحرر: انها بورتريه لسالنجر رسمها فنان امريكي