العناقيد اللامتناهية لأشجار محنتنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مرضعات الموتى تحت الظلال الساهرة للاشارات
في صلواتنا المتشجنة أمام البوّابات اللازوردية لبحار العالم، وتحت مشاعل قرابيننا
الفيّاضة لليل الذي يستنطق الغيوم وندوبها. تضيع منّا شهادة الثلوج وقنادس الحديقة،
ويضيع رماد تقدماتنا في الأنهار الأندلسية للتفجعات. قبورنا المتخمة والمنحدرة صوب
السيول المتعرجة لغفرانات آلهتنا وأفيائها، في كهفها الذي من بنفسج وصلصال. تنوّرها
وتنتشلها من حطاماتها. وردة فرجكِ المهجورة والمنحنية تحت وطأة ثقل النسيان في ليل
الصيف، وشموع صوتكِ المتواطئة مع القناديل القرمزية للأشجار. تغمر القبور التي
يهجرها الموتى، ووجوه غاسلات تماثيل الملوك المحمّلة بالتوابل في الفجر.
الغيوم، مرضعات الموتى تحت الظلال الساهرة للاشارات المعتمة للتاريخ. هي وثباتنا
التي لا ترتوي من النشوة المحلولة للهاوية، صوب الأيكة المتكلسة للموت.
15 / 7 / 2009 مالمو
القرون التي جمّدتها حجارة موتنا المرصوصة
هل تمنحنا اللبدات المهتزة لوميض الأحلام، امكانية أن نحيا في المنحدرات الجانحة
صوب المستقبل ؟ حيواتنا التي يفحّمها التثاؤب وتهزهزها الريشات المجدولة للقلق
المغربل دندناتنا وصرخاتنا تحت نيران الرغبات المشحوذة في سهاد الصاعقة. تخفي
الجذوع العالية لأشجار قبورنا المعراة لغبار القرون التي جمّدتها حجارة موتنا المرصوصة.
الجحيمات الرحبة لطحالب وكهوف مصائرنا المغمورة. تستقبل أعمالنا وخواتيمها استقبالها لدلائل
وأوزان طيور القطرس في الخلجان. لماذا يطاردنا دائماً، ضوء الفزع الذي يحرك أهدابه تحت
العذوبة الدامية لملح قبر الانسان الميت في الظلال العاصرة مصيره، وفي التفتحات المترنحة
لسنوات سهاده الطويلة والمعلقة فوق صارية فجيعته؟ يطلق الصمت المنتفخ لمجاذيفنا في
تقهقرنا والاطاحة بقناديلنا وبأحلامنا الطحلبية. الرعشة السوداء على الوجود وقبورنا المدعومة بثياب أعيادنا المتفرعة.
15 / 7 / 2009 مالمو
الساعات الطقوسية لمجيء البروق المعذبة
ننسى دائماً في استنفادنا لوسائل الرصد الكثيرة. حراسة العناقيد اللامتناهية لأشجار محنتنا
وننسى أيضاً الشواطىء المهدمة لبيزنطة الضريح، والجروح التي خيّمت في فراديسها.
في مصاهراتنا للّحظات المحمومة لتفتح سنبلة بعثنا، وفي الانزياحات المترجرجة لقبورنا
المختومة في الرماد القرمزي للفناء. نفرك ظلمة هزائمنا ونذريها أمام أصنام آلهتنا المرتعشة
في النسيم المحترس للتجديفات والانزلاقات الرخوة لتنهداتنا وتذوقاتنا لثمار صلواتنا الملفوفة
بالخيبات والاستلابات الدائمة في التعهدات الصائتة والتي لا تُنفذ في الساعات الطقوسية لمجيء
البروق المعذبة لذهب زوالنا وتويجاته المتفحمة في الأنهار التي تتلاشى في كل آنٍ.
15 / 7 / 2009 مالمو
التعليقات
شاعر المجازات
علوان حسين -ما بلفت نظري ويشدني لكتابات الشاعر الصديق نصيف الناصري , قاموسه الذي لايشترك فيه مع أحد , كذلك شطحاته الميتافيزيقة والأفكار المبثوثة في نسيج لغة تفيض بالدلالات والمعاني حتى لو بدت في بعض جملها تجنح صوب الغموض أو المجانية إذ أنه يوظف وبمهارة فت تداعي الصور والأفكار كما لو أنها تتناسل من بعض . نصيف الناصري شاعر المجازات بأمتياز , لغته أشارية ربما أفادت من ثراء وكشوفات الصوفيين في الترميز والكثافة وإستكناه الجوهر , مما تستدعي قارىء يبصر ظلال الكلمات ويحاول بصبر وتوظيف مخيلته وبصيرته لإعادة كتابة النص على طريقته الخاصة بحيث يبدو وكأنه شريك في العملية الإبداعية , لا متلق سلبي لها .