إتْ it صحيفة الثقافة المضادة (مع فيلم)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالقادر الجنابي من باريس:
باوندات أسبوعيا، لكن لحسن حظهم، التذاكر كلها بيعت وحضر الحفل 2000 مشاهد. والى جانب مايلز الذي كان له مكتبة انديكا لترويج الشعر الحديث الأجنبيوبالأخص أدب جيل البِـيـتْBeat Generation، كان هناك شخصية فذة اسمها جون هوبي هوبكنز الذيلعب دورا كبيرا في اشاعة الثقافة الحرة. وقد تعاونا على مواصلة صدور الجريدة هذه رغم انه لم يكن لهما سماح رسميباصدارها، بل بقيت طوال ثلاثين عاما تعتبر في نظر القانون جريدة اندرغراوند Underground (أي نشرة قبوية غير مجازة رسميا)... ولم تحافظ على عنوانها هذا اكثر من 3 أعداد، ذلك أن عنوانها تغير من International Times إلى it بسبب تهديد من جريدة التايمز المشهورة يعلمهم: إنْ لم يحذفوا عبارة "انترناشونال تايمز"، ستقيم دعوى ضدهم. وهكذا اصبح عنوانهاit يدل على ضمير لغير العاقل. وقد لعبوا كثيرا عليه، فمثلا اصدروا مختارات من الصحيفة تحت عنوانSome of itأي "بعضها".غير أن الحفل الحقيقي الذي يعتبر اول إعلان،في بريطانيا، لثقافة الاندرغراوند المضادة (لغة وإيقاعا) للذهنية الفكتورية، هو حفل جمع التبرعات للجريدة الذي تم في 29 نيسان 1967 في قصر الكساندرا تحت يافطة "حلم مُلوّن"...تسيدته إيقاعات فرقة بينك فلويد وتخللته اسقاطات ضوئية متقاطعة بالألوان الزاهية، وقد حضر الحفلمعظم المثقفين الراديكاليين والمغنين المعروفين كجون لينون ومكارتني، والأسماء الصاعدة آنذاك. (انظر الفيلم).
كان مؤسسو "إتْ"واعين أن الصحافة الرسمية سواء كانت يمينية أو يسارية، لن تعطيهم مجالا للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم المتعارضة مع الواقع البريطاني المحتشم.... لذا فكروا بالأخذ على عاتقهم هم كأفراد، زمام التعبير عن رياح تغيير أخذت تهب على بريطانيا مزيحة الحُجُب الفكتورية عن جسد الحياة اليومية
من هنا كانت جريدة الانترناشنال تايمز ضرورة ثقافية لتلعب دور المجهر المساعد لعين الدماغ على رؤية
فالثورات الحقيقية تبدأ أولا من تغيير الذائقة، الأزياء، وتجديد الحواس الخمس وإعطائها ما يرهفها. من الموسيقى الى الجنس ومن الفن الى الموضة ومن الثقافي الى السياسي. وهذا ما كانت تكشف عنه صحيفة "إتْ" طوال الستينات ومطلع السبعينات. ونتائج هذه التغييرات والنضال من أجلها، واضح في كل معالم الحياة البريطانية اليوم. تجدر الاشارة هنا إلىأن جريدة الغارديان والاندبندنت تعتبران نفسيهما سليلي إت. بل يقال أن دليل بريطانيا الأسبوعيTime outأخذت فكرته من صفحات داخلية لصحيفة إت في أعدادها الأولى.
كانت "إتْ" غالبا ما تعاني من الوضع المالي، فالمسؤولون عنها كلهم شبان عاطلون عن العمل، تركوا الجامعة، ويعملون في المطاعم أو محلات بيع الكتب من أجل لقمة العيش. وكانلهم ثقة كاملة بأي شخص عاطل يأتي الى مكتب الجريدة ويأخذ 50 نسخة لبيعها.. ومع هذا، فإن ما سيأتي به ذاك البائع أو هذا لن يكفي تسديد تكاليف الطبع. لذا تحدّث مايلز، ذات مرة، الى مغني البيتلز بول مكارتني ليساعد الجريدة، أجابه مكارتني: "اعمل حوارا معي والشركة التي تنتج اسطواناتنا ستعطيكم إعلانات"... وقد أجرى بالفعل حوارا معه، فحصل فيما بعد على إعلانات من شركة الاسطوانات. وهكذا أخذوا يكررون اللعبة هذه مع آخرين كميك جاغر مغني فرقة الرولنغ ستون فحصلوا على إعلانات أخرى. وعندما توقفت عام 1973
بقي حجمها تابلويد إلى عام 1972 عندما بدأ ظهور جرائد تابلويد فضائحية، فتغيّر حجمها الى مجلة شهرية على امل ان تتخصص بالنقد الثقافي الراديكالي لكن سرعان ما عادت الى حجمها التابلويد.
أما مشاكلها مع القانون والشرطة فقصة طويلة (انظر الصورة الأخيرة في نهاية المقال: "أيها الكيميائيوناتحدوا من جديد، فنحنفي حاجة الى أسيد"). فمثلا، عام 1967، اقتحم مكتبها البوليس وصادر 8 آلاف نسخة بتهمة نشر مواضيع خلاعية. وبعد مدة سحبت عنهم التهمة. وعام 1970 قُدمت الى المحاكمة بتهمة افساد الأخلاق العامة بنشر اعلانات التواصل بين المثليين. فأغلقت عام 1972 لفترة قصيرة. وبسبب تدخلات الشرطة، كانت بعض المطابع ترفض المواصلة معهم، فيضطرون الى تغيير المطبعة كل عددين او ثلاثة. وحتى باعتها كانوا يتعرضون لمضايقات الشرطة، فمثلا اعتقل بائع لأنه كان يبيع العدد الذي على صفحته الأولى صورة رجل أسود يقبل امرأة بيضاء، بتهمة الاعتداء على الأخلاق.
استمرت "إتْ" وبصورة متقطعة حتى عام 1996. طبعا دائما بحجم التابلويد ولفترة قصيرة على شكل مجلة شهرية. والآن يستطيع أي قارئ الاطلاع على أعدادها كاملة بالنقر هنا.
التعليقات
كالعادة
معجب -أستاذ جنابي نشكرك.. دائما تكتب موضوعا لم يطرق من قبل بالعربية... شكرا على تنويرنا وإلا سنبقى "غاوون" فقط.
كالعادة
معجب -أستاذ جنابي نشكرك.. دائما تكتب موضوعا لم يطرق من قبل بالعربية... شكرا على تنويرنا وإلا سنبقى "غاوون" فقط.
صور عارية تماماً..!!
عبدالرحمن الخالدي -هناك صور عارية تماماً ضمن الصور المرفقة لصفحات الجريدة ! هل هذه هي أخلاقيات صحيفة بحجم أيلاف !! الرجاء مراعاة الذوق العام والآداب العامة يا صحيفتنا التي نتابعها بشغف
صور عارية تماماً..!!
عبدالرحمن الخالدي -هناك صور عارية تماماً ضمن الصور المرفقة لصفحات الجريدة ! هل هذه هي أخلاقيات صحيفة بحجم أيلاف !! الرجاء مراعاة الذوق العام والآداب العامة يا صحيفتنا التي نتابعها بشغف
nice
mona -موضوع رائع .. شكراً
nice
mona -موضوع رائع .. شكراً
سلامات
جليل حيدر -حلو. حلو
سلامات
جليل حيدر -حلو. حلو
شكر
كسر في آية -مرة أخرى يثبت استاذنا عبد القادر الجنابي على أنه مبدع استثنائي بكل ما في الكلمة من معنى شكرا أستاذ عبد القادر على إبداعاتك و ترجماتك و بحوثك و تحياتنا لك دائما
شكر
كسر في آية -مرة أخرى يثبت استاذنا عبد القادر الجنابي على أنه مبدع استثنائي بكل ما في الكلمة من معنى شكرا أستاذ عبد القادر على إبداعاتك و ترجماتك و بحوثك و تحياتنا لك دائما
عبدالقادر مبدعا
مازن -من دون مجاملة للزميل الشاعر عبدالقادر جنابي ان هذا التحقيق من اجمل التحقيقات الثقافية التي قرأته منذ قرابة العقد من الزمان... اتصور اننا في العراق وفي ظل التحولات الكبيرة التي تجتاح حياتنا نحتاج لمثل تجربة هذه المجلة كي تعطي هذه التحولات دفعة وروح اكبر.. لا ادري هل يوافقني الجنابي على ذلك... بانتظار الرد
عبدالقادر مبدعا
مازن -من دون مجاملة للزميل الشاعر عبدالقادر جنابي ان هذا التحقيق من اجمل التحقيقات الثقافية التي قرأته منذ قرابة العقد من الزمان... اتصور اننا في العراق وفي ظل التحولات الكبيرة التي تجتاح حياتنا نحتاج لمثل تجربة هذه المجلة كي تعطي هذه التحولات دفعة وروح اكبر.. لا ادري هل يوافقني الجنابي على ذلك... بانتظار الرد