4 قصائد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
التناظرات السريعة للطقس
في صرخة يوثقها القلق الثقيل. أهبط وأقرّب وجهي الى دخان المتاهات في الأحلام،
وفي التمزقات المسهدة لحيرتي ولعثمتي أمام الأوراق المبعثرة لأشجار الورد. تصقل
الهاوية، المرآة السوداء لموتي، ويفرّ من بين يدي المصباح الموصل الى الغفران العظيم
للآلهة. دغل يشق الهياكل العظمية لأرض طفولتي، ويحجب عنّي الرؤيا في إيكات الماضي
وتصدعاتها العميقة. عبّاد شمس موتي وظلاله الشديدة التي تتموج مثل حمم البركان. يوسع
لي الدروب ويقرّب اشراقة العلامة النحيلة لفنائي. التناظرات السريعة للطقس، تحول ضرباتها
صوب أسراري وتقوي ايماني في الضغائن الحارة ضد الحراشف المنقبضة للموت.
رسائل جاري الميت
يكتب لي جاري الميت من باريس أشياء تجعلني أشعر بضرورة الحصول على كمّادات.
رسائله التي بالكاد أفك الغازها تبدو لي عميقة وتساعدني على تخطي هذه الجماجم التي
أتعثر فيها في كل حين وأنا أذهب الى مكان العمل. آهٍ، كم هي جميلة رسائل الموتى.
ما ينبغي الاعتقاد فيه الآن هو العلاج الكيميائي للامعقول في مدينة العين الصامتة
جرّب. سيبه. دياربكر. باريس. بغداد. فاطمة. ماري. سرجولة الخ الخ الخ.
وما يشبع نهمنا الآن هي البروتينات الزرقاء للبرونز في فجر الصيف ومصابيحه.
شيف. شيفا. تفقد النحلة بكارتها في فيء موانىء الكاوا وال إم إم. قوس قزح تيار
بحرنا في المضاجعات التي نتوق فيها الى الموت. يشبه كلمة صينية من دون كوخ.
بيرانيك. لا لا لا جاراني يسكن في الأندلس ويمضي الشتاء في دينغ دينغ شي شي.
قاده. قاده جناحو الى معبد بوذي حيث تشرق الشمس في حامت. حامت خشخاشة.
جاري رجل مصري ميت ويرفع سلة خبزه فوق رأسه الذي له أغصان تشبه ريش الديك.
يقول لقطته التي تتسلق الحافة الحادة للعالم من أجل الامساك بطائر من طيور طروادة
{ عسلكِ زمنكِ، لكنكِ لا تعرفين لذة تذوق الطعام في الفردوس }. جار ميري. جار ميري
بي يمليكا. بي تدعيمة. بر بر بر بر مايانا ويغلط في حساب الأرقام. ويسهر في
الترنحات الطويلة للضحك. تو. ذابت الايروتيكا في المركبة الفضائية. تو. أعانني على
سرقة نقود الأسماك. جار زلي. جار زلي. نام وأوصد أبواب مدينة الساعة في قبره المنطادي.
البرونز البرّاق لانفجار الكلمة
صف بطاريق طويل يبني أعشاشه في ليل شواطىء جبيني، والمياه النحيلة تعبر بصمت
من تحت جسر { الشهداء }. كم من الجحيمات تلزمني للتخلص من صرير الذكريات المنحوتة
في سهري وفي جروح حياتي؟ لا نافذة تضيء لانقاذي من هذه الطيور وصخبها الوحشي ولا
لهب يزيح الصخرة الثقيلة عن طريقي. حياتي مأسورة في تصدعات وخسارات كبيرة، وينحرف صوبها الغرق في السرّ، وفي تحطم القوارب في البرونز البرّاق لانفجار الكلمة. سنوات طويلة
أربّي الألم في كل خريف، وحصادي الصمت في الشقوق الملساء للكلمة. يرحل الصيف، وتنطفىء القناديل، وصرخات طيور البطريق لا تفارق أنفاسي، ولا الشواطىء المظلمة لجبيني وأخاديده.
لا الطبيعة حيّة ولا النار في قمم المدينة
يتسلل أريج الخزامى من ينابيع قبركِ الى الطرق الصخرية المتهدمة لحياتي، وأراكِ في الليل
تطيرين وسط القناديل اللامرئية فراشة جريحة. بعدكِ لا الطبيعة حيّة ولا النار في قمم المدينة.
لا حلم لي الآن، ولا جسر يوصلني الى حيث ترقدين مع أشباح القرون الوسطى. نامي واحفظي
الجرح. كل سرّ يومض بجرحه. لا فكرة تطبق على الجذع المتصدع لنومي، ولا امكانية لي للطيران في ايماءاتكِ التي يدعمها الاحتراس، وتصونها شفافية اليقظة المستريبة.
4 / 8 / 2009 مالمو
التعليقات
قصائد مربكة
علوان حسين -لغة من ماس , آتية من مكان ما من الطفولة , طفولة اللغة الثرية بالصور والأماكن والأشياء المنسية أو المتطامنة في ذاكرة ممزقة وحائرة مابين واقع معاش وعالم خيالي مفقود , في شعر نصيف الناصري محاولة لأسطرة الواقع والذهاب باللغة إلى مديات تخييلية تجنح نحو مزيج فريد من صوفية وسريالية وتداعي حر للمخيلة كما تتدفق الصور من فرشاة تنثر الألوان بتناغم هارموني بديع . هذه المخيلة النافرة التي ترفض السائد هي السبب في تقديري لسوء الفهم الحاصل مابين الشاعر وأغلب القراء السطحيين الذين يربكهم الجديد المتسم بخصوصية غير مألوفة ومستهلكة كونه مكتوب لقارىء مشارك في كتابة النص بقدرته الفذة على القراءة بخياله وحواسه بكل طاقتها الكامنة .
خلط
عامر -المالوف وغير العادي والخارق والمجنح وغير ذلك امر يقرره كل قارئ حسب ثقافته وذوقته وسعة وعيه الادبي ولكننا لا نرى هذه الامور في قصائد الناصري فهي اعادة اجترار للمقروء والعادي والمالوف فالشعر لا يقرأ بصورة جماعية كنص ديني او بيان سياسي ولكنه يقرأ كنشاط فردي وشخصي ومن حق اي قارئ ان يرفض أويقبل ولا يمكن ان يكون الانبهار بالناصري جماعيا الا اذا كنا فرقة عسكرية او جوقة كنسية اما اتهام المعلق الاول للقراء بالجهل لانهم لا يحبون شعر الناصري فقد لا يكون الامر كذلك من وجهة نظرهم، وشخصيا اجد في كتابات الناصري أكثر من صوت شعري واحيانا اكثر لأن الصوت الشعر الدافئ والاصيل يدخل الاعماق باصالة ويكشف عن هويته للاخر ولكن تعدد الاصوات، اي تعدد الشعراء في الشاعر الواحد، كمن يضع الماء في الحليب لأن نكهة الخلط واضحة وهذا الخلط ليس جهلا ولكنه طبيعة الذائقة الانسانية المرهفة التي تمتلك مصفاة داخلية تميز بين الشعر وبين الشعير.
no way
la salaam -العزيز نصيف الناصري سؤالي لك متى ابتنت البطاريق لها اعشاشا ولاسلامدامت لنا ايلاف