دريدا بأثر رجئي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يصدر الكتاب بتحرير من محمد البنكي وبتوقيع على التصميم الفني والإخراج من وحيدة مال الله وناصر مهدي، وتتوزع المقاربات المنشورة في الكتاب على كتاب من المغرب وتونس والسعودية وجمهورية مصر العربية، وهم: أحمد عبدالحليم عطية، صفاء فتحي، عبدالله الغذامي، منى طلبة، محمد شوقي الزين، حسام نايل، فريد الزاهي وعصام عبدالله، وتتمازج هوامش الكتاب مع أعمال فنية خاصة للفنانة البحرينية الشابة وحيدة مال الله على نحو يتيح للعبة المتن/ الهامش (وفاء لدريدا) أن تندلع في طيات الكتاب.
كتاب "دريدا.. بأثر رجئي" يصدر في قطع مختلف وعدد صفحاته 150 صفحة، وتتناول محتوياته مواضيع شتى حول الفيلسوف الفرنسي (جزائري المولد والنشأة) جاك دريدا، وحول أطر تلقيه عربياً، وتجربة النقاد والمفكرين المشاركين في استثمار أفكاره والتفاعل معها، و من أهم ما يعرض له الكتاب: أفكار دريدا حول الآخر، الضيافة في اللغة، سياسات الصداقة، التحليل النفسي، دور الأدب في العالم الراهن، الترجمة، شروط إمكان الحقيقة، العداء للسامية،والختان، الموقف من التراث، علاقة التفكيك بفن العمارة وغيرها من المواضيع.
ويجيء اختيار اسم الكتاب من منطلق الزج بالتعبير الاصطلاحي بأثر رجعي" في لعبة تفكيكية، من خلال كشط ال (ع) في: (رجعي) وتحويلها إلى همزة (ء) تتشاكل مع ال (ع) بصرياً وتغايرها صوتا ودلالة.. فإذا كانت العبارة الاصطلاحية المتداولة: (بأثر رجعي)، تنصرف نحو الحركة الاستعادية بالذهاب إلى الماضي فان العبارة الجديدة: (بأثر رجئي)، تنصرف إلى المستقبل بنشدان أثر مرجأ ومؤجل، يتراءى لنا الوعد به لكنه لما يأت بعد. ثمة إذن: (أثر رجعي)، يأتي بـ (الماضي) إلى (الآن)، و أثر رجئي ينطلق بـ (الآن) إلى (المستقبل)، الموعود والمرجأ. وفي العنوان التماعة دريدية أخرى! ذلك أن استراتيجيات التفكيك الدريدي تراهن على مقاومة السك المغلق القار في التعبير الاصطلاحي... تقيم التكتيكات الدريدية في فجوات بنية الاصطلاح، تخاتل وتشتغل ضمن الانتظام الموهوم، تنصت له، وتتلبث فيه حتى يحين لها أن تباغته بالهدم والتقويض على حين غرة. هنا تنطلق عنونة الكتاب من استعادة تعبير اصطلاحي (+ استعادة دريدا (بأثر رجعي، لكنها سرعان ما تجابه المصطلح بصياغة مضادة للاصطلاحية: بأثر رجئي، وهذا هو بالضبط شأن المفاهيم التفكيكية: مفاهيم مضادة للمفاهيمية، أو مصطلحات مقوضة للاصطلاحية لأنها تستريب في انغلاقية المصطلح anti-concept واكتماله، وثمة في العنوان استدعاء آخر لدريدا، استدعاء بالغ الحفاوة، عبر فكرة (الأثر): "بأثر...."، فالكلمة المفتاحية :(أثر) واحدة من أهم مفاتيح فكر دريدا.
يمثل الكتاب باكورة سلسلة فكرية أعلنت وزارة الثقافة والإعلام عن إصدارها في وقت سابق، وجاء هذا الإعلان في المؤتمر الصحفي الذي عقد للتعريف بمهرجان تاء الشباب، وهي سلسلة ستصدر بالتوازي مع سلسلة أخرى تم الإعلان عنها أيضا، تحت عنوان "متواليات"، وتختص السلسلة الأولى " أطياف" بالتعريف بالقامات الفكرية والإبداعية على المستوى العالمي، في حين تأتي "متواليات" للتعريف بالرموز المحلية وتوثيقها سيرياً، ويشتغل على جهد إصدار السلسلتين في الإعداد والنواحي الفنية والتنفيذية مجموعة من عناصر " تاء الشباب" ينتظر أن يتواصل عطاؤهم بشكل دائم بعد انقضاء المهرجان أسوة بورشة الكتابة الإبداعية التي تم الإعلان عن تحويلها إلى ورشة دائمة تحت إشراف الوزارة لصقل ورعاية المواهب الشابة في الكتابة والإبداع.