ثقافات

مؤيد الراوي يخص إيلاف بقصيدتين جديدتين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد رحيل أصدقاء الصبا جان دمو وجليل القيسي وسركون بولص وقحطان الهرمزي وأخيرا، قبل أيّام، أنور الغساني

مرثية لنا نحن
الباقون والشمس تغرب

مرّةً أخرى يجيءُ الذئبُ المبهمُ
غارزاً أسنانهُ في القطيع،
لم تبق إلاّ بضعة شياهٍ
مشتتة، ضائعة في البوادي،
تلعقُ حملانها الدم المر المسال،
تترنحُ القوائم، تُساق إلى المسلخ
والصيادون هناك يشحذون لها السكاكين.

إنها عتمةٌ إذاً؛ هو الليلُ دامس،
وما لا نراه غفلة ماكنةٌ يديرها المجهول.
عيوننا كليلةٌ وخلفها أشباحٌ تتراقصُ،
أطيافٌ مشوّهةٌ، كلابٌ مسعورة وعظايا
تهيءُ الوليمة الأخيرة
ثمّ ترصدُ وَهْنَ الجسدِ في الليل البهيم.

هو الليلُ إذاً، لا رجاءَ إلا لعتمةٍ تطول
نتوسل الوقتَ فلا ينصتُ لنا:
أيتها النجوم القميئةِ إلتمعي
فالليلُ اسود وبصرنا كليلٌ،
شبحٌ أو طيفٌ يتخيّلنا ويتبعنا
هو من الماضي أو في الحاضر يقفُ
يترصدُ ثمّ يعلن انه الحارس التوأمُ
فيأخذنا للرحيل سَويّةً
بعيداً عن رؤية الأشياء،
وعن الأوهام، وعن تراكم الذكريات.
يوعدنا: في الغد تطلعُ شمسٌ معتمة؛
لا نهارٌ ولا ليلٌ،
لنترسب في الأبدية
الآتية

برلين - تموز 2009

الوقت المتبقي


ـ كم من الوقتِ تبقى لكَ؟

ـ الوقت إسفنجةٌ، للنوم، للانتظار،
لتفحص ما رميناهُ في بئرنا المهجورة

ـ لا أعني ذلك الذي تحصيه ليأتي الغدُ
حاملاً بشارتهُ، آملاً في مواعيدهِ،
بل الوقت بثقلهِ، حينما تُقرعُ الأجراسُ
وتفتحُ لكَ بوابة الأبدية.

ـ أي وقتٍ غريبٍ هذا وأنا لم امسكهُ بعدُ
وأدعوهُ إلى الحوار، أو أطعمهُ من زادي.
كنتُ يافعاً أبني عُشّي
فيمرّ هارباً مثل طائرٍ مهاجر.

ـ أتحدثُ عن زمن الأنهار التي جفتْ،
زمن ما في الأرض من أنقاض وبقايا،
ومن شظايا عدّوكَ وعدّوي؛
عهد شيخوخة الملتاع بالنساء، ثمّ تآخى معهنّ
فتحوّلنَ إلى أخشاب.
زمن الأشجار حينما تجفّ الأغصان،
وتكسو جذوعها العقدُ،
تبني تحت لحائها الحشراتُ والنملُ
بيوتها، وتضعُ بيوضها، آكلة مع الوقتِ
قلبها المريض.

ـ لمْ أعرف هذا الوقتَ،
كان غريباً عليَّ، ربما انقضى لوحده.
هكذا، قبلَ وهلةٍ فقط تقابلنا،
مَسّني فشككتُ بنواياه.
ولأنني ما زلتُ فيهِ ولم أرث نهايته،
أخادعهُ ويخادعني، وأعرفُ أنني
صيادٌ أهملَ فخاخهُ والفريسةٌ تريد أن تلعقَ الدمَ.

ـ هو هناكَ إذاً، يمضي، ويمضي بكَ،
يترككَ، يهملكَ، ثمّ يأتي.
مع ذلكَ مملكتهُ مَسرحٌ للضباعِ
تمضي إلى الجثةِ المتروكة:
وليمة الوقتِ هيَ
خاتمة المطاف.

ـ أنا أواجهُ الـضيفَ وأدعوهُ إلى مائدتي،
لنحصي بعد السكرِ
ما في الأقداح من مرارة.
أداورُ الوقتَ، أخادعُ الساعات
أحاول أن أنسى أولئك الذينَ حاصرهم الوقت.

ـ لكنَ المحطة قريبةٌ،
سوفَ تنزل فيها وتجتاز الطريقَ دون متاع
منتظراً القطار التالي الذي لن يأتي؛
حَملَ المسافرينَ ورحل.

ـ أتحدثُ عن أولئك الذين وصلوا،
رَموا ساعاتهم، وامتلكوا الميعاد.

ـ الموظفُ يرافقهم منذ زمن،
يشطبُ على الأسماءِ، واحداً واحداً،
يبحثُ عمن يتغافلُ حتى النهاية
يأخذُ وديعته فلا يعود للتحولات من معنى.

ـ حسناً، أريد أن أتآخى معه.
أتواطأ مع مُلكِهِ ـ
أي بنيان صَمدَ كلّ هذا الدهر.
أكتشفُ تلك المملكة التي يجيء منها.
ربما هي أطول من الوقت
أو انها غير ممتثلةٍ لهُ.
وربما الوقتُ فيها ملفقٌ
أو حاجةٌ للتمايز تخافهُ العادة
و نريد الآن إزاحته.

ـ لكن الوقتَ وقتٌ، سيّد نفسهِ،
لاعبٌ ماهرٌ
لا يتساءل عن العدالةِ ولا يعرف المماطلة.
يستلّ سيفهُ، في الغيابِ وفي الحضور،
ويلعبُ بهِ مثل بهلوانٍ
مبهم النوايا يجتذبُ الجميع.

ـ حينما تحين خفقة ذلك الغريبْ،
يودّعنا ، لنودّعهُ؛
شبحٌ تراءى فتغلّبَ علينا
بعد أن تغلبنا عليه في الوداع
فلم يعد للوقتِ معنى

ـ ولا لهذا التصالح من بريق.
خفقة ذلك الغريب الأليف حاضرةٌ
يمسّـنا مبعوثٌ منذ الأزل
فيمضي بنا إلى الـمجهول

17 شباط 2008


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جميل ووفي
عراقية -

جميل انت ووفي دائما لاصدقائك فقصيدتك الرائعة الطويلة لحارس المدينة جليل القيسي شاهد على ذلك ولا ننسى استضافتك ومرافقتك الدائمة انت وعائلتك لسركون بولص وانور الغساني في سنواتهم الاخيرة ولاشهر طويلة في غريفتك (كما سماها سعدي يوسف)في الوقت الذي لم يكلف البعض انفسهم لا الاتصال بهم تلفونيا اواللقاء والتواصل مع اصدقاء الصبا ورفاق خلية كركوك الثقافية ادام الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية والفرح خصوصا وان ذكرى ميلادك السبعين سيكون في الثالث عشر من هذا الشهر الذي اتحفنا بمبدع صامت مثلك له ديوان واحد فقط منشور وقبله ديوان منعت طبعه السلطة البعثية الدكتاتورية التي بسببها تشردت انت ورفاقك الكركوكيين وديوان شعر اخر ركن في درج احد دور النشر لانك غير مشهور ولاتسعى الى الشهرة المجة دمت لنا ولاصدقاءك ولمحبيك وللشعر الحقيقي

سلام عليك
نصيف الناصري -

الاستاذ الشاعر الرائع والجميل مؤيد الراوي . سلام عليك وعلى جيل الستينيات في شعرنا العراقي وعلى الثورات والمغامرات والصداقات العظيمة . سلمت حياتك لنا وعاشت ايامك وابداعك الذي يعلمنا الكثير . أنت يا سيدي واحد من قلة من الشعراء نجت من رماد الايديولوجيا وبقيت على وفاق تام مع النفس ومع وظيفة الشعر وهدفه . محبة كبيرة واحترام دائم لك ولابداعك

رائع انت وابقى
فاضل نعمة -

الرائع الكبير مؤيد الراويرائع انت وكبير في شعرك وحياتك وطيبتكوها انت اليوم تسمعنا اجل القصائد بعد ان اصابنا الجدب والقحط في زمن التيك اوي؟

يا ابن مدينة الضوء
فاروق صبري مسرحي -

ياابن مدينتي وعاشقها مؤيدانه نص بصري"القصيدتان" فيه سموات من الحسرات مازالت تلتصق بأرواحنا وفضاءات من أحلام منكسرة تهذي بها حناجرناآه با ابن مدينة الضوء كركوك وكأنك بحوارك مع جليل القيسي وجان دمو وانور الغساني وسركون بولس تستحضر العراق وتناجيه بصوتك الشعري الصاخب العذب فاروق صبريfarouk1952@hotmail.com

تحية لكل سطر خططته
فوزي برزنجي -

زمن الأشجار حينما تجفّ الأغصان، وتكسو جذوعها العقدُ،..........................عظيم أنت يا مؤيد الراويوعميقة هي رؤيتك للحياة إستاذتسمو وتشمخ العظمة كلما اعتنقت جيدك كالقلادة رائع بكل كلماتكوأكثر عندما تنضدها تحية لكل سطر خططتهتحية لكل فكرة أعييتني حتى أجبرتني على تخيلها معك تحية تعظيم لك يا حبيبنا ومعلمنا وقدوتنا كلنا

أبكاني العنوان كثيرا
فوزي برزنجي -

لا أدري هل أنا رجل بكاءأم أنك تثير الأشجان من اول كلمة العنوان كأنه لوحةبقيت أتمعن في تفاصيلها والله انك عظيم يا مؤيد الراوي

جماعة كركوك
آزاد أحمد -

كنت أنتظر بفارغ الصير كلمة من مؤيد الراوي وفاضل العزاوي بعد رحيل أنور الغساني لم يخب مؤيد ظني أتحفنا بقصيدتين رائعتين وهو المقل جدا في الكتابة يبدو انه يكتب فقط عند رحيل أحد أصدقاءه، أرجو من العزيزة إيلاف أن تعيد الاعتبار له>ا الشاعر وتنشر مجموعته الشعرية الوحيدة التي نشرها مؤيد عام 1970 في بيروت على ما أظن، وأن تفتح ملفا عن جماعة كركوك كما فعلت دلك مجلة فراديس الدي نشرت ملفا عن الستينات في بداية التسعينيات وفي كتاب الجنابي المهم عن شعر الستينيات إنفرادات في الشعر العراقي. العمر المديد لبقية أدباء جماعة كركوك فاضل العزاوي ومؤيد الراوي وصلاح فائق والأب يوسف سعيد ومحي الدين زنكنه وزهدي الداوودي

أحييك أيها الشاعر
جمعة الحلفي -

أحييك أيها الشاعر...من زمان لم نقرأ ما يوجع القلب ويعيد لنا بهجة قراءة القصيدة.

الشاعر
فاضل سوداني -

شكرا ايها الشاعر الصامت والمتامل والساخر من دروب الحياة المليئة بالاسى .الا تتفق معي بان السبعين سنة قد مرت سريعا وان الانسان بحاجة الى سبعين اخرى حتى يعيد توازنة ويتحدى الاعيب الزمن صاحب القناع الممهور بالخداع؟ادن تحياتي لك بسبعينك واتمنى ان تعيش الاخرى بابداع متواصل

صلوا على النبي
مها كامل -

اللهم صلى على محمد و آل محمد عدد ما سبح طير وطار وما تعاقب ليل ونهار

قصائد الصدق المتماهي
ليلى الصالح -

تحية للشاعر الجميل مؤيد الراوي ولهذا الالق بالصدق والوفاء الذي تميزت به...الزمن لاعب ماهر فعلا ... دعه يماطل امامنا نحن الاحياء..لكن تبقى ابدية الافراد التي تحلو بالعطاء الصادق قرعا مدويا اما كل الازمنة المراوغة.احييك.

رحم الله
فاتن الجابري -

غمرتني كلماتك الجميلة الزاخرة بالوفاءلاصدقاء الماضي الى التأمل بأيامنا المجدبة في الغربة والخاليةمن دفق التواصل الحميمي ومن الصداقات الحقيقية رحم الله من غادرونا من مبدعي العراق كافة

رحم الله
فاتن الجابري -

غمرتني كلماتك الجميلة الزاخرة بالوفاءلاصدقاء الماضي الى التأمل بأيامنا المجدبة في الغربة والخاليةمن دفق التواصل الحميمي ومن الصداقات الحقيقية رحم الله من غادرونا من مبدعي العراق كافة

اعمال الغساني
سامر البابلي -

من سيجمع اعمال الراحل انور الغساني من مقالات وقصائد ونقد وغيرها في مجموعة واحدة ومن سيكتب دراسة وافية عنه مشروع جدي جدير بالمناقشة وطرح الافكار بخصوصه

ياوفاء القصيدة
علي ريسان -

.......... ماترك من فراغ بداية ًهو لاحتمال البكاء,لاكتمال الوجع .ايها المبحر بالقصائد نحو دروب الاشتعال الاول في كركوك العشق والتشظيء. لقد هدهدت الالم لتصنع منه قلادة للوطن المسافر والغريب .في يوم ميلادك السبعين ,, اوصيت امي في كركوك.ان توقد قنديلاً اخضر في شارع الماس .ياحبيب ..

إلى الشاعر والإنسان
سعد الياسين -

أيها الراوي مؤيد الشاعر والإنسان أعرف أن توحدك العظيم مع الإنسانية لم يدعك تتساءل لمن تقرع الأجراس. أعرف أنك تعرف أنها تقرع لك. أعرف أنك تذوي ويموت شيئا من نضارة قلبك كل مرة تقرع الأجراس حين يموت الإنسان.ورغم كل ذلك فلنعصر الوقت, بالأحرى الزمن, لنعصر تلك( الإسفنجة الراوية), لنلملم أشلاء الزمن, ونحنو عليها أيضا. ومانحصل عليه من قطرات ماء أو حبيبات عرق أو نبيذ مقدس قد تكفي لنسقي منها وردة حب ابدية أو حبيبة ذاوية أو نشرب منها نخب الأصدقاء الخالدين. وكما قال جليلنا القيسي لاشيئ يمكن أن يطمئن الإنسان في العزلة سوى الذكريات.وما تبقى لك من الوقت هو لانهائي, خالد في جمرات قصائدك. وهاهم ألأصدقاء يجتمعون اليوم كي يطفئوا شموعك السبعين. ليطلع الراوي علينا وعليهم وعلى الآتين بنهار جديد وشمس مشمسة.

يوسف الحيدري
سردار -

لا أدري لما܏܏܏܏܏܏܏܏܏܏ذا أسقط مؤيد اسم يوسف الحيدري من بين الذين رحلوا من جماعة كركوك وهو أول من توفي في القرن العشرين من بينهم (عام 1992 أو 1993) ومن ثم تلاه جان دمو 2003، جليل القيسي 2006، سركون بولس 2007، قحطان الهورمزي وأنور الغساني 2009

يوسف الحيدري
سردار -

لا أدري لما܏܏܏܏܏܏܏܏܏܏ذا أسقط مؤيد اسم يوسف الحيدري من بين الذين رحلوا من جماعة كركوك وهو أول من توفي في القرن العشرين من بينهم (عام 1992 أو 1993) ومن ثم تلاه جان دمو 2003، جليل القيسي 2006، سركون بولس 2007، قحطان الهورمزي وأنور الغساني 2009

قصائد للمحبة والسلام
فهيمة عبد العزيز -

ابعث احر التهاني بعيد الميلاد السعيد للحبيب مؤيد واقول له لاادرى لم لم تصل تعليقاتي على قصيدتيك الجميلتين المعبرتين عن وفاء جميل لم نعد نراه في جيل هذا الزمان كم انت وفي ولم تقبل الشبكة البغدادية بارساله ولثلاث محاولات اقول هزتني العبارات وعشت الحالة التي وصفت فيها الفراق والموت باجمل مايكون انك والله مقتدر الوصفية ولكن لم هذا الاختباء في جدران شقة في ساحة في عاصة تسمى برلين الا فانهض وقل للاخرين انا موجود لنرى اسمك بشعرك يشع ويصول ويجول كل عام وانت بالف خير والى المزيد من القصائد الرائعة ياايها الانسان الوفى الرائع ليست رثاء لاناس مغادرين ولكنها دعوة للحب والسلام لاناس موجودين يعيشون في فوضى عارمة من العنف والظلم والجور والجوع على يد ساسة يضحكون ويرقصون على جثث واشلاء المعذبين في الارض الى قصائد المحبة والسلام والسلام عليك والى الامام بكل الصحة والعمر المديد//////من المحرر: لم تصل اية رسالة باسمك هذا...فلا حاجة للندم إذا تأخرت على كتابة تعليقكوشكرا

تدوين المرحلة
عراقي ن -

مؤيد، أيها الشاعر، قبل سنوات توفّرت على أعداد من مجلة فراديس التي أصدرها الشاعر الجنابي بالتعاون مع دار الجمل وهي بالطبع تنحاز إلى محاولة تكريس منجز آباء الشعر العراقي المعاصر (جماعة كركوك)، ثم وفي إحدى تناولاتها للموضوع نشر الجنابي بضعة صور لك (مؤيد الراوي في يوم لا ينقصه الكسل) ما زلت أحب تلك المزحة وطريقة تموضعك أمام الكاميرا، ولكن بعد ذلك بسنوات قرأت عتابا للجنابي ذاته موجها لسركون بولص بتقاعسه عن تدوين تاريخ جماعة كركوك وجعل الحديث عنه متناهبا بين نزعات فردانية وغير موضوعية غالبا، وحتى كتاب العزاوي كان في جوهره محاولة للتعريف بنفسه وتجربته ولم يكن أفراد المجموعة في الكتاب سوى كائنات ضعيفة لا يمكنها أن تكون ما صارت عليه لاحقا من غيره.وبالطبع لا أحد يلوم الرجل لأن الأمر لا يمكنه أن يتمدد أبعد من الرأي الشخصي في المرحلة وأبنائها.ثم فكرت بالأمر ثانية بعد رحيل سركون بولص وهو أحد أفذاذ الشعر العالمي وليس المكتوب بالعربية وحسب، مَنْ سيعمل على الكتاب بحيادية كاملة سواك يا مؤيد؟ من سيدفع المشهد ويعيد تشكيله كما يليق بكم بتلك الأبوة العارفة، لا أن تكونوا محض كائنات ضعيفة وعاجزة؟ من سيعيد لصلاح فائق خيوله ولجان دمو أسماله ولسركون بولص فانوسه ولأنور عراقه.......؟لا أظن أن هناك من يمكنه ذلك سواك الآن خصوصا وإن صلاح فائق (الشاعر الفذ) لم يعد حيّا بما يكفي لمثل هذه المهمة. إفعلها من أجلك وأجلهم، ومن أجلنا أيضا أيها الشاعر.//////////......من المحرر: عندما اعد الجنابي ملف الستينات في فراديس لم يتناول قطعا ما سمي بمجموعة كركوك، ولا حتى في كتابه الضخم والذي يعتبر أول كتاب حول الستينيين "انفرادات"، والجنابي لا يزال على رأيه... اقرأ مقاله عن رحيل أنور الغساني، اليك الرابط:http://www.elaph.com/Web/Culture/2009/7/465045.htm

تدوين المرحلة
عراقي ن -

مؤيد، أيها الشاعر، قبل سنوات توفّرت على أعداد من مجلة فراديس التي أصدرها الشاعر الجنابي بالتعاون مع دار الجمل وهي بالطبع تنحاز إلى محاولة تكريس منجز آباء الشعر العراقي المعاصر (جماعة كركوك)، ثم وفي إحدى تناولاتها للموضوع نشر الجنابي بضعة صور لك (مؤيد الراوي في يوم لا ينقصه الكسل) ما زلت أحب تلك المزحة وطريقة تموضعك أمام الكاميرا، ولكن بعد ذلك بسنوات قرأت عتابا للجنابي ذاته موجها لسركون بولص بتقاعسه عن تدوين تاريخ جماعة كركوك وجعل الحديث عنه متناهبا بين نزعات فردانية وغير موضوعية غالبا، وحتى كتاب العزاوي كان في جوهره محاولة للتعريف بنفسه وتجربته ولم يكن أفراد المجموعة في الكتاب سوى كائنات ضعيفة لا يمكنها أن تكون ما صارت عليه لاحقا من غيره.وبالطبع لا أحد يلوم الرجل لأن الأمر لا يمكنه أن يتمدد أبعد من الرأي الشخصي في المرحلة وأبنائها.ثم فكرت بالأمر ثانية بعد رحيل سركون بولص وهو أحد أفذاذ الشعر العالمي وليس المكتوب بالعربية وحسب، مَنْ سيعمل على الكتاب بحيادية كاملة سواك يا مؤيد؟ من سيدفع المشهد ويعيد تشكيله كما يليق بكم بتلك الأبوة العارفة، لا أن تكونوا محض كائنات ضعيفة وعاجزة؟ من سيعيد لصلاح فائق خيوله ولجان دمو أسماله ولسركون بولص فانوسه ولأنور عراقه.......؟لا أظن أن هناك من يمكنه ذلك سواك الآن خصوصا وإن صلاح فائق (الشاعر الفذ) لم يعد حيّا بما يكفي لمثل هذه المهمة. إفعلها من أجلك وأجلهم، ومن أجلنا أيضا أيها الشاعر.//////////......من المحرر: عندما اعد الجنابي ملف الستينات في فراديس لم يتناول قطعا ما سمي بمجموعة كركوك، ولا حتى في كتابه الضخم والذي يعتبر أول كتاب حول الستينيين "انفرادات"، والجنابي لا يزال على رأيه... اقرأ مقاله عن رحيل أنور الغساني، اليك الرابط:http://www.elaph.com/Web/Culture/2009/7/465045.htm

نعم معك الحق كله
عراقي ن -

بالطبع أنت محق، ولكن في الآن ذاته كان الإحتفاء بالستينيين واضحا وأثره بالغا على مجموعة من أعداد المجلة(فراديس) وخصوصا الأعداد المشتركة 4 ، 5 و6 ، 7 كما أتذكر لأنهما ليسا في حوزتي الآن، فملف العددين 4_5 كرسته للجيل برمته مع محاولة الإشارة إلى جماعة كركوك على نحو خاص، وهو أمر بوسعنا تلمسه في كتاب انفرادات، إذ ضمّ للمرة الأولى شعراء خرجوا من العراق في فترات مبكرة ولم يعد تداول تجاربهم ممكنا أبدا، كل ما بقي مجموعة من أحاديث الأصدقاء واستعادات جان دمو.لذا أجد شخصيا أن كتاب انفرادات كان ضروريا على نحو كبير، ما أعنيه هنا ، أنك حتى ولو لم تشر إليهم فوجودهم بمثل تلك الكثافة ودون سابقة كان يعد بمثابة احتفاء بهم.

نعم معك الحق كله
عراقي ن -

بالطبع أنت محق، ولكن في الآن ذاته كان الإحتفاء بالستينيين واضحا وأثره بالغا على مجموعة من أعداد المجلة(فراديس) وخصوصا الأعداد المشتركة 4 ، 5 و6 ، 7 كما أتذكر لأنهما ليسا في حوزتي الآن، فملف العددين 4_5 كرسته للجيل برمته مع محاولة الإشارة إلى جماعة كركوك على نحو خاص، وهو أمر بوسعنا تلمسه في كتاب انفرادات، إذ ضمّ للمرة الأولى شعراء خرجوا من العراق في فترات مبكرة ولم يعد تداول تجاربهم ممكنا أبدا، كل ما بقي مجموعة من أحاديث الأصدقاء واستعادات جان دمو.لذا أجد شخصيا أن كتاب انفرادات كان ضروريا على نحو كبير، ما أعنيه هنا ، أنك حتى ولو لم تشر إليهم فوجودهم بمثل تلك الكثافة ودون سابقة كان يعد بمثابة احتفاء بهم.