ثقافات

خمس قصائد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نوافذ الأفكار الدينية

تعبرُ طيور سويدية الخرائب المتصدعة في قفار حياتي، وتسلبني الاغماضة الخضراء لموتي.
الريش الصافي الذي له رائحة شبيهة برائحة اليرقات، وحمرّة خزّانات المناقير،
والأغصان المقطوعة والمصغية الى أزيز الرياح في المستنقعات. تحفزني على نسيان
المرأة التي أحببتها وأصبحت الآن هرمة لادمانها الوقوف في نوافذ الأفكار الدينية.
أيّة التماعة واهنة تبرز صورتها أمامي في هذه الهجرات التي لا تنقطع؟
كل ذكرى حبّ. طعم أغصان شجرة تشعر بالاشمئزاز من ايماننا الذي يدنس زمنها.
عسل السأم يضغط على صخرة أغنيتي، وظلال الحبّ البعيدة تستريح تحت الذرّات
الممتلئة لذكرى الذين أحببناهم في أرض الماضي.
ينبغي أن نقيم قداس صلواتنا للنحلة بين أشجار النيزك في الصيف،
حتى تظهر لنا ودائع انخطافاتنا ونزفها.


هاوية القربان

لفّافة الحشيش الافغاني الثقيلة.
الانصات الى موسيقى هايدن في المطبخ.
النزهة المسائية المعتادة في {بحيرة الطيور}.
أيهما تختار؟
في بخار العزلة ندبة كبيرة تخفي المفتاح وأوراق النسيم.
أيّة سعادة نصاهرها في لحظاتنا الرمادية؟
في الصمت
نعبركِ بلا اعياء يا هاوية القربان، وندس حشرجات
أيامنا بين الطيّات الجحيمية للقشعريرة وتنملاتها القهّارة.

8 / 8 / 2009 مالمو


قبيلة من طيور الحياكة


أسماك نهر شجرة غرامنا، تجرجر سلاسل عبوديتها في الترددات
المتعاقبة لصدى المجازر القديمة للعناق، وأعيادنا تنفتح على الهذيانات
الغرامية للصخرة. رقبة الصباح هذا اليوم متورمة، وفي وهاد ضجرنا
يستطيل القراص ويلتهب مع حجارة الطيور المعرضة لحنق الشواطىء.
في ضوضاء نفاية القبلة وفي مسالخ المدن. تحدق الدموع في وجوه القتلى.
كواكب الجنس المصبوغة بلون الاقحوان. تتحسر على أصيافنا المعطرة
بأسلحة لها أثداء مأتمية ومربعة. مشاعل في الأمواج الانسانية، تضيء
رعشات الصنوبر في مسرح الأعضاء التناسلية، حيث تتقيح مخازي النهار.
في العيد التاسع لميلاد ابنة شجرة الغرام. في عرسها الذي انتظرناه طويلاً.
اصطفت معنا طوابير شديدة من ثياب الغبار لتحية سحالي
النساء اللاتي أحببناهن، ونسيناهن نائمات فوق أغصان العالم.
وعودنا، عظامنا المسلحة والمتأهبة لدخول بويضة الفردوس.
المصباح غنيمة العرس، والنبع يدفع الضرائب الى الغريق
والى الغرق. يدحرج الماعز الفضائي الفاكهة ويستلم رسالة البلعوم.
الرسالة انصات طويل لحروب قمح ساكنة في بلاد اللحظة.
كنّا نحمل عظام قبيلة من طيور الحياكة، وكان النسيم ينزل
من قوارب حواجبنا وبطانيات زمننا الملحية. نعود من الحرب
وفي شعير أسرارنا، ثمرة حياة نصف مقضومة. رئة صليب
الغرام مملوءة بريش صلوات العاشق، والأمل لا يظهر ولا
يختفي في التصدعات المعمارية لشموع الالوهة العاشقة في الفراغ.

9 / 8 / 2009 مالمو


أشجار ليمون السنة

قادماً من ليل أكواخ منزلقة على نجوم البريد، تخدعني ذئاب الهيرويين
وموتى المصابيح. رزمة مال عديمة الاضاءة تتخفى قرب نهر سياط،
بانتظار أنظار تخرج من بين النشوات الخفية. الهزّات المختنقة للهفتي
للغنى وأنا أجفف اضطرابي تحت شمس الساعة الجاحظة. هي نفسها
هزّات اللص حول حجارة خذلانه وحول سرداب ملابسه الداخلية.
اللامبالاة العذبة في قنص رحلة ضامرة الى بلد مجهول تغذيه جُمل الأحلام
والأمراض. تحتم علينا أن نقص شَعر رؤوس الأبواب، حتى تعلو الأصوات
الرطبة للنايات. النهايات الغامضة لحيوات سناجب البنوك، والميتات
الصيفية للمعادن في بحيرات العيون الشرسة. هي أفكار اللص الحرّة في سعيه
الدائم للحاق بصفارات ملائكة مكائن النوم. في مدينة فك حبيبتي، يقلّب رعاة
العذاب الجليد، والمحرّمات التي ترصّع أشجار ليمون السنة. اللص لقلق الحظ.


لادامة مكوثنا في ليل الأفاعي

ذا مساء، في صيف قاهر يلمع شريان رقبته مثل صهريج مبخرة عبر حقول
رياضيات. نهضت واستطالت امكانيات رغباتنا، وهدمت القلاع وسقالات منازل
الاعصار. مسدس زمن تخترق صمّاماته الأحشاء الضخمة للحجارة، ويطبق على
حلم الجسور. في الصواري الحمر لقبائل باخرة الليل. يؤمم زعيم نباتات الفطر
الشيوعي الأعشاب والممالح ولحى ثعالب مستشفى الأمراض التاريخية. أمير شعب
التنهدات المنغولي يوزع التوابيت والبهارات بالمجّان على النساء في نيويورك. يلزمنا
الآن الحصول على ريش طيور القطرس لادامة مكوثنا في ليل الأفاعي. رجال
المدفعية اللقالق يطلقون قذائفهم صوب تلال أكاذيبنا، ويحرضون الموتى على نصب
المشانق لنا. تقرّب المدافع السفر وتضفي الروعة على أيام الفراق. أبجدية لغة القذيفة
تتكون من 37 حرف خوخ. ارادة ساخطة توصد الممرّ المعتم لمراحيض الآلهة. تترك
أعشاش نداماتنا في مدينة { ب } جاذبيتها على الأدمغة المغامرة لضباط توافقاتنا
ومحرقاتها الباردة في أعقاب كل صاعقة.

10 / 8 / 2009 مالمو

Nasif-nasiry@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف