منتدى للتفكيكيين العرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم التسجيل في المنتدى و إفادتنا جميعاً بمعارفكم في مختلف الحقول المرتبطة بالتفكيك: الفلسفة، الأدب، القانون، الفن، العمارة، الدين... إلخ، على موقع المنتدى:
http://jacques-derrida.forumactif.com
في السياق نفسه ألقت الشاعرة المصرية " صفاء فتحي " أمس مقتطفات من ديوانها " إسم يسعي في زجاجة "، كما تم تدشين كتاب " دريدا بأثر رجئي " في مركز الفنون في المنامة، بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام ولفيف كبير من المثقفين العرب والجمهور.
يقول الباحث " محمد البنكي "، وكيل وزارة الثقافة والإعلام في البحرين، ومحرر الكتاب: " عندما اخترنا هذا العنوان للكتاب توخينا أن نقترب من المفكر الفرنسي جاك دريدا (1930- 2004) بأكبر قدر ممكن من السكن في مناخاته، والتدثر بأثره.. فالأثر trace مدماك مفتحي في عدة دريدا المفاهيمية (المضادة للمفاهيم).. وتعبير "رجئي" يحيل على الإرجاء الذي هو خيار استراتيجي عرفت به أفكاره. ولئن كانت العبارة "بأثر رجعي" هي السائدة كتعبير اصطلاحي مطروق ومتداول فإن "الأثر الرجئي" عبارة إشكالية تحيل على العبارة الأولى وتتملص منها في آن واحد، على المستوى الصوتي والمورفولوجي والبصري والدلالي في آن واحد، وهي لذلك تحتمل الانتساب إلى شجرة دريدية السمات. "رجئي" كلمة جدلية تفتح على المستقبل في حين يذهب "الأثر الرجعي" إلى الماضي، وهنا ممكن التشاكل والاختلاف.
يتوجب بالطبع توجيه تحية حارة للأصدقاء ومساهماتهم فلولاهم لما أمكن لهذا الكتاب الذي تبدأ به سلسلة "أطياف" أن يرى النور.
يبدو أحمد عطية مكتفياً في استعراضه بتعليقات مقتضبة من وحي النقاط التي يعرض لها، وهو معنيٌ، أكثر ما يكون، بالتماسات التي تتاح للإدلاءات مع قضايا العداء للسامية والأصل اليهودي لدريدا ورودينيسكو على حد سواء. و رغم أنه يوحي لنا، في مطالع المساهمة، بالشروع في استثمار إستراتيجيات دريدا لتطبيقها على نصوص دريدا نفسه، إلا أن متابعة القارئ لا تكاد تنتهي إلى شيء من ذلك في حدود ما دلفت إليه قراءة أحمد عبد الحليم عطية. حتى قالب "الحكاية" الذي زهزه لنا به عطية في العنوان "حكاية إليزابيث وجاك" لم يجر الزج به في لعبة تحليلية من خلال تتبع ثيماتي أو التقاط لآثار مكر السرد، ومراوغة الحبكة، ومخاتلة الحوار الذي يخفي صراعاً في الرؤية والتأويلات والتقاوض اللغوي. لقد اقترح علينا الكاتب مسارة مع النص تسير بحذائه دون أن تهم به أو يهم بها، ودون إفضاء ومساكنة وتلابس، إلا أنها قراءة، ينبغي الاعتراف، صبورة وطويلة النفس، تتبعت حواراً بلا ضفاف، يندلق يمنة ويسرة.
مساهمة حسام نايل "دريدا وسؤال الأدب" في هذا الكتاب تقترح علينا نموذجاً مفتقداً في الساحة العربية هو نموذج "الشارح" المتضلع، المنصت الذي يعيد تحويل دينونة المعنى فيما هو يقرأ بدأب شرس نصاً فلسفياً من النصوص. إن في تقديمه لدريدا (فعل التقديم وإعادة التقديم) إنصاتا ويقظة، على مقربة من هيدجر ودريدا وبلانشو وبارت. وهو إذ يجتهد في تمرين العربية على قول الكلمات المفتاحية برنين مختلف (مثيل فعله في ترجمة الـ Dasein بـ "الموجود الإنساني المتعين") يقدم قراءات متفاوتة التماسك والفجوات، تضرب في أودية النصوص وغواياتها، بألمعية إزميل رهيف، يزن بالذهب ما يتلبث في الطيات، ويمهر في المساءلة والانفتاح على شروط الإمكان، محاولاً في آخر المساهمة تنزيل المقاربة تطبيقياً على نصوص لإدوارد الخراط ومنتصر القفاش، الأمر الذي يشعر باجتزاء ما يرد في الكتاب من مشروع نقدي أوسع.
هل وقع دريدا ضحية النسق الذي طالما سهر على تفكيكه؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه عبدالله الغذامي حين يقرأ في حادثة منح جامعة كمبريدج البريطانية الدكتوراه الفخرية لجاك دريدا، وقبول دريدا لهذا التكريس. والغذامي منطلقاً من شغفه بتأويل الوقائع عبر فكرة النسقية، يرى أن فيلسوف الاختلاف قد وقع تحت مكر النسق والمعنى المؤسساتي، وهو الذي ديدنه وهجيراه الإفلات من ربقة كل انتظام وتمأسس.
الغذامي أكد في هذه الدراسة ما كان يردده منذ مطالع باكرة من أنه لا يخدم دريدا وإنما يستخدمه. لقد رصف جاك دريدا إلى جانب أدونيس والمتنبي والجواهري ونزار قباني ليقول إن أفعولة النسق هي نكاية تحيق بمن يصاوله دائماً، وإن حربنا مع الإنسان حرب عويصة، وكل نقد نوجهه للنسق ولا بد أننا نحن، نقاد النسق، وقد وقعنا وسنقع فيه، أو في الأقل هو موعد يتربص بنا، وسيهزمنا في لحظة ما.
من تأتٍ مختلف يقبل علي عبدالرؤوف مسلطاً الإضاءة على التفكيك من زاوية الاستلهام المعماري. والمساهمة التي يطرحها هي مقاربة تعريفية تحكي سفر مفاتيح واستراتيجيات دريدا إلى حقل آخر هو حقل العمارة بما يكتنفه من نظريات حول الانتظام البصري والكتل المعمارية والفراغ والمركز.. إلخ.
يستعرض علي عبدالرؤوف جهود أهم الأسماء التي تماست مع التفكيك ومنها شارلز جينكز وزهى حديد وبيتر إيزنمان وغيرهم، وهو يدعم هذه التطرقات بأمثلة ووقائع توضيحية لمفعولات التفكيك في العمارة وعلى الاتجاهات المعمارية.
وتقدم منى طلبة قراءة بمثابة الشهادة الشخصية لتجربتها مع التفكيك. وهي قراءة على قدر من الأهمية لأن الكاتبة ساهمت مع زوجها أنور مغيث في نقل أهم كتب دريدا "في علم الكتابة- الغراماتولوجي" إلى العربية. وهي مغامرة محفوفة بالتحديات بحد ذاتها.
تروي طلبة مراحل معايشتها لدريدا عبر القراءة والتفاعل ثم عبر ما تسنى لها من حضور الجلسات النقاشية على هامش محاضرته "التفكيكية والعلوم الإنسانية في الغد" في مصر. وهي بهذه المساحة تسدي للكتاب شكلا من التوازن المطلوب بين الرصد الفكري والاقتراب الإنساني سعياً لاقتفاء دريدا في مستويات وتجليات متضاعفة.
يرتكب محمد شوقي الزين مراهنة تقديم قراءة عربية للحقيقة عند دريدا في دراسته "معضلة الحقيقة في تفكيكية جاك دريدا"، وهو يحددها بوصفها عربية لا على أنها مكتوبة باللغة العربية وإنما على أساس كونها قراءة مفهومية بروح عربية، ومن خلال التفطن إلى أن العلاقة بين اللغات في الترجمة هي علاقة مرآوية، وإن مسارب الفهم والتأويل تتصاوت في عجمة بابلية تخرج بالحقيقة من مجال الواقع إلى مجاز المجاز.
على هذا الصعيد يلتفت الزين، بذكاء، إلى أن دريدا يقارب الحقيقة من خلال بنية الشبحية (الطيفية) ذات البعد المجازي والتقني، وهو ما يحدث الإزاحة بحيث لا تصبح التقنية عدوة الكينونة أو الوجود بل تتحول إلى ماكنة لصناعة الأطياف وتعديد الوجود المرآوي.
من خبرة الترجمة وعلاقتها بدريدا، في تضاعيف متوالجة، يأتي فريد الزاهي في "لأكثر من لغة: جاك دريدا والترجمة". تبدأ التداعيات منذ مصافحات باكرة مؤرخة بوجود الزاهي في باريس أثناء الدراسات العليا في باريس، وتتواصل مع ترجمات الكاتب لدريدا، ثم مع تعليقات دريدا على مساهمات لفريد الزاهي في الندوة الدولية التي عقدت على شرف دريدا في الرباط العام 1995، وكان السجال متمحوراً حول مفهوم الترجمة ذاته في علاقته بالذات واللغة والضيافة.
بالكثير من التؤدة، وحصافة الاستكناه، يتحاور الكاتب، مع إشكالية الترجمة في الفكر بعامة، وفي سيرورة دريدا بشكل خاص، وهو يقارب المسألة عبر ثلاثة مستويات تحاول الإطاحة بمفهوم الترجمة لدى جاك دريدا: مترجماً لنصوص الآخرين، ومتصوراً للمفهوم نظرياً، ثم باعتباره هو نفسه موضوعاً للترجمة ولفعلها. الاجتهاد الذي قدمه الزاهي قمين بالإعجاب، وهو يطرح مثال للقراءة الجسورة القادرة على الكشف والاستبار.
أما صفاء فتحي فلم يتسن لنا ترجمة نص مشاركتها الفرنسية إلى العربية، في الوقت المناسب، لإخلال المترجم بتعهداته، وقد ارتأينا أن نثبتها كما هي، اعتزازاً بمشاركة الكاتبة في الكتاب، ولا سيما أن هذه المساهمة قد قُرأت في جامعات ومحافل عالمية متعددة وهلة مناقشة أدوار دريدا وتوجهاته ".
التعليقات
ياذاك الفارس
ع/عطاالله --في مهرجان جميلة العربي في طبعته الخامسة حاورت الفنانة حورية عشي الجمهورالمعني في موضوعكم بباقة من رؤاهالما ترون طباقا.