ثقافات

شاعرة إسرائيلية تداعب جسدها شِعرا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ترجمة: نائل الطوخي

يونا فولاخ هي واحدة من أهم المجددات في الشعر الإسرائيلي المعاصر، وذلك بسبب جرأتها بالتحديد، واستخدامها للإيروتيكا بوضوح لم يكن معهوداً في زمنها. ولدت عام 1944 وتوفت عام 1985. قتل أبوها، ميخائيل فولاخ، بنيران صديقة في حرب 48 وهي تبلغ من العمر أربع سنوات. ولدت وعاشت وماتت في شارع أطلق اسمه على اسم أبيها.
اكتشفها الشاعر ماكسيم جيلان الذي عرفها على المحرر جفريئيل موكيد، والذي كان أول من نشر لها قصائدها في مجلة "عخشاف" عام 1964. بدءا من عام 1972، أصبحت قريبة من هيئة تحرير دورية "سيمان كريئاه" ومحررها، مناحيم بيري، والذي نشر لها كتابين. وكانت من مؤسسي مجلة "بشيتا"، التي اعتنت بإدخال اللغة اليومية في الشعر.
في سن الواحدة والعشرين دخلت بإرادتها مصحة نفسية، حيث تناولت أقراص مخدر الـLSD، وهي التجربة التي وصفتها في عدد من قصائدها، ومنها قصيدة: "إذا خرجت لرحلة الإل. إس. دي". وفي عام 1981 اكتشفت مرض السرطان والذي ماتت بسببه بعد ثلاث سنوات.
عام 1982 نشرت في مجلة "عيتون 77" قصيدة أثارت حولها عاصفة بسبب موضوعها، "التفيلين"، وهو أداة يهودية مقدسة من الجلد تستعمل بغرض التعبد وتلف حول الرأس واليد. استخدمت الشاعرة "التفيلين" في سياق جنسي تماما، في قصيدة تقول فيها: "ضع أيضا التفيلين من أجلي/ لفه حول يدي/ فتته فيّ/ مرره برقة على جسدي/ حكه بي جيداً/ استثرني في كل الأماكن/ أفقدني الوعي من فرط الإحساس/ مرره على كسي/ اربطه بخصري/ حتى أنتهي بسرعة." بسبب هذه القصيدة، وصفتها نائبة وزير التعليم والثقافة، مريام جلزار تعساه، بأنها "بهيمة هائجة"، وقاطعتها صديقتها الشاعرة المتدينة زلدا فور نشر القصيدة.
التجارب الحميمية هي أساس كتابتها: الاهتمام الواضح بالجنس، شعور الإنسان بعدم انتمائه لجنسه، التجربة النسوية، الخوف من الموت (الموت غير البطولي في السياق الإسرائيلي)، الاهتمام بالجنون. ترجمت بعض قصائدها للإنجليزية، الإيطالية، الييدشية، وظهرت أنطولوجيا موسعة لقصائدها باللغة العالمية، الاسبرانتو. من دواوينها: "أشياء، 966"، "حديقتان، 1969"، "نور وحشي، 1983"، "أشكال، 1985"، "منظر، 1985"، "أردت أكثر.. مجموعة شعرية نشرت بعد وفاتها". نقدم هنا بعضا من قصائدها المغناة:

رجل جيد يحب بيتيا

رجل جيد يحب بيتيا
لسعادتي العظيمة
فلولا هذا كنت لأصبح قلقاً
من كان ليحب بيتيا
ولمن تعطي بيتيا حبها

رجل جيد مثلي يحب بيتيا
نتحدث نحن الثلاثة بصراحة
لولاه لكنت أنا لبيتيا
وقتها أشاروا لي أنها محتارة
وأنا زدت عليها بألا تتردد
فلماذا تحتار بيتيا وتعتذر

رجل جيد يحب بيتيا
لسعادتي العظيمة
فلولا هذا كنت لأصبح قلقاً
من كان ليحب بيتيا
ولمن تعطي بيتيا حبها

دائما نضحك نحن الثلاثة سوياً
على ما يقولونه ويضحكون
وأضحك أنا أيضا عندما تكون بيتيا سعيدة

كنت أعتقد أنه مثلما أننا اثنان
مثل أنه لبيتيا جناحان
ولكن لا، أنا فقط
لبيتيا جناح واحد، لبيتيا جناح واحد

رجل جيد يحب بيتيا
لسعادتي العظيمة
فلولا هذا لأصبحت قلقا
من كان ليحب بيتيا
من كان ليحب بيتيا
من؟


الجنود خرجوا للطريق

الجنود خرجوا في الطريق
ذهبوا لمكان ما
في نفس المكان تقريبا
ينتظرهم شيء ما مخيف

الجنود خرجوا للأبد
خرجوا وفق الأوامر
يتساءلون هنا ما هو القتل
وحريتهم تضيع

الجنود جاءوا من فوق
من اتجاه السماء
ودائما يسيرون فصاعدا
إلى القبر الممطر

هم دائما يسيرون للخلف
ودائما ما يأتون من ظهري
أحدهم يسقط في البئر
والثاني الذي يقف معه يتعارك

دائما ما ينجذبون للأسفل
إلى هاوية الجحيم السفلية
في الهواء ينقض عصفور
سيأكل هناك بلا مفرش سفرة

سوف يأتون فيما بعد
عن طريق الغد
سوف يغنون بعد
نفس الشيء
اليوم سنصل
غدا سنذهب
اليوم سنلمس
رباط محبتك


مشاكل هوية

يا عصفورة، ماذا تغنين
شخص آخر
يغني في حنجرتك
شخص آخر
كتب أغنيتك
يغني في البيت
عن طريق حنجرتك
يا عصفورة يا عصفورة
ماذا تغنين
شخص آخر يغني
عن طريق حنجرتك


محبوبتي الميتة

من القادم
اعطني كل ما
احتاجه
من يتبقى؟
اعطني كل ما هو موجود فقط
هاهو ميت
ها هي جريمة وقعت الآن
أستطيع
لو أنك فقط تنصت لي..


هاهو حي

وهاهو ميت
دم سائل أو دم مرتعش
دم حساس أو دم متجلط

قلتِ أنك ستعيشين للأبد
دائما ستكونين لي هناك
وأنا لازلت أبحث لازلت
إن كان الأبد
هو أنت.

القانون هو القانون،
طيب،
ماذا لدينا هنا للحديث عنه،
إذا ركبتَ،
إذا ركبتَ لإنقاذ صديق
تنكر، تنكر في هيئة عربة إسعاف
القاضي سيأتي بشرطي.
وستدفع الغرامة كلها
القانون هو القانون،
هو القانون.

هاهو حي
وهاهو ميت
دم سائل
أو دم مرتعش
دم حساس أو دم متجلط

إذا قلتَ أنك ستعيشين للأبد
دوما ستكونين لي هناك
فأنا لازلت أبحث لازلت
إن كان الأبد
هو أنت.

هو أنت

نقلا عن "هكذا تحدث كوهين"
http://hkzathdthcohen.blogspot.com/2009/08/blog-post_14.html

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا كنز انساني
ميثم الحربي -

إنها شاعرة إشكالية بحق ستبقى كلماته تضئ كالشاعرة الإغريقية سافو شكرا ليونا فولاخ

الحقيقه نطقت
فلاح الشابندر -

الخروج من مراهقة الخجل اسقطت الاعراف الوضعيهالمقنعه بالخجل المنافق وشكرا

الشعر الكوني
الناصري -

كما يجتاز الشعر الحواجز وفخاخ الجغرافيا.ويطير خلف الاسوار الواهية.ويصفو كيلا يزعج دماءنا بغباء العنصرية.نريد ايضا ان يكون الانسان كونيا في نظرته وعمقه بعيدا في رؤاه واحلامه.لا قاتلا ومزعجا ومتطرفا كما وطن الشاعرة الرمادي؟

اين؟
محمود -

عزيزي وائل الطوخي... اتمنى عليك ان تضع النص الاصلي باللغة العبرية، او تضع رابطا، وذلك من اجل الامانة في الترجمة... وشكرا لك

و لكن
زاهر موسى -

احيانا من المهم استخدام كل شيء من اجل الشعر و لكن الجنس يستخدم بافراط في الادب العالمي و هو ما يقوي تابو الدين الذي يلجأ الى بحبة عقائده في ما يخص الجنس فتجد زيجات جديدة في التسمية و تماهي مع ادوات الجنس الحديثة الادب اليوم يقوي الدين بمناقضته لا بنحته من الداخل

معقول
محسن عبد القدوس -

بالسطر 19 كلمة غير معقولة( ك**) هل يجوز كتابتها علنا للناس ....

ادب جسدي
بن ناصرالبلوشي -

يالجرأة عناوينها,ويالها من حرية فكرية لاتحتاج الى مشروع (ولي امري ادرى بامري)!

الله يسامحكن
عبلة -

لم أجد أي اختلاف بين هذه القصائد والقصائد الرديئة التي نتعثر بها بكل مكان. هل العلة بالترجمة أم بالاختيار؟ أنا أشجع الاطلاع على النتاج الادبي الاسرائيلي لكن لست متحمسة لحماس المتحمسين لهذه القصائد هنا!