محمّد رجب السامرّائي ورحلة الكتاب في الحضارة الإنسانيّة

ايلاف منأبو ظبي: خاص
بغية تسليط الضوء على رحلة ومسيرة الكتاب في جذور وتاريخ الحضارات الإنسانيّة الأولى القديمة وفي الحضارة العربيّة الإسلاميّة من بعدها، فإنّ الكاتب الصحفي العراقيّ محمّد رجب السامرّائي المُقيم في الإمارات يرحل بنا في مفردات كتيب عدد المجلة العربيّة السعودية الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور عثمان بن محمود الصيني، لشهر أغسطس/ آب، لنتعرف معه على جوانب جديدة عن الكتاب خير جليس في الزمان، والذي جاءت محتوياته لتضم ستة موضوعات متصلّة هي محتويات هذا الكتيب بصفحاته الثمانين من القطع المتوسط.
أولاً: رحلة الكتاب في الحضارات الإنسانيّة الأوّلى، حيث عرض فيه المؤلف لمعرفته في حضارة وادي الرافدين في العراق القديم عبر الحضارات المتعاقبة فيه، تلاه الحديث عن الكتاب في حضارتي إيبلا وأوغاريت في بلاد الشام، وبعده لرحلة الكتاب ومسيرته في كل من بلاد الصين وانتقاله منها إلى كوريا ثم إلى اليابان والوقوف عند ملامح الكتاب في بلاد الهند وما طرأ على الكتاب من تطوير وإضافات في الطباعة والنسخ والحفظ.
أما ثانياً في" رحلة الكتاب في الحضارة الإنسانيّة" للسامرّائي، فخصصه عن الوِرَاقَة والوَرّاقُون في الحضارة العربيّة الإسلاميّة، إذ أشار فيه إلى بداية حِرْفَة الكتابة وعن وِرَاقَة المصاحف الشريفة، أعقبها بالتعرف على الأديب العربيّ أبي حيّان التوحيدي وحِرْفَة الشُؤم التي ضَجِرَ منها من نسخه للكتب التي يراها تذهب العُمْرَ والبَصَر، ثم لبيان إزدهار الخطّ العربيّ ولنَسْخِ الكتب والمؤلفات في قصور الخلفاء والأمراء والولاة في الأمصار الإسلاميّة.
بينما جاء ثالثاً من عناوين كتيب المجلة العربية، عن" الغريب والعجيب في المُصنفّات العربيّة" الذي عرض فيه إلى طائفة من المُصنفّات العربيّة التي أودع مُصنفوها في فصول ومحتويات كتبهم الغريب والعجيب من الأخبار والروايات الماتِعَة المُؤنِسَة للقرّاء، نحو مُصنفّات الدميري وعجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ولمروج الذهب للمسعوديّ ولخريدة العجائب وفريدة الغرائب، ولكتاب نُخبة الدهر في عجائب البرِّ والبَحرومن محتوياته أيضاً رابعاً وهو" قبس مِن طرائفِ أخبار المُؤلفّات العربيّة"، حيث أشار مؤلفه إلى ما قام فيها المؤلفون العرب المسلمون من تدبيج العديد من الأخبار الطريفة والظريفة في تلكم المُصنفات، نحو الأخبار والأشعار الواردة في نصوصهم التي تبعث في نفسَ المُتلقي الراحة والانشراح والسرور أثناء مُطالعتها منذ هاتيك السنين.
كما أفرد المؤلف خامساً ليتناول فيه:" خزائن الكتب... اهتمام بتوفير مصادر المعرفة"، الذي حكى فيه عن بيت الحكمة في بغداد، تلك المؤسسة الثقافيّة العامرة بالمؤلفين والعلماء والدارسين والتي تضمّ خزانتها آلاف المخطوطات والكتب النادرة والمُترجمة إلى اللغة العربيّة أيام حُكم الخليفة العباسيّ هارون الرشيد وولده الخليفة المأمون، وعرّج في حديثه حول خزائن الكتب التي كانت لديهما في بغداد عاصمة الخلافة الإسلاميّة، وللمكتبات العامة، وتحدثنا فيه عن دور العلم وكمكتباتها العامرة بصنوف وفرائد الكتب، وفي المكتبات الخاصة، وذكرنا لزيارة الجغرافي المقدسي وللفيلسوف الطبيب ابن سينا، والمزايدة لشراء الكتب، وابن خاقان، ومكتبة ابن منقذ التي غرقت، ولمبلغ" 300 ألف درهم لشراء الكتب.
أما مسكُ ختام " رحلة الكتاب في الحضارة الإنسانيّة" للمجلة العربيّة، في سادساً فحصصه السامرّائي حول " حديث في فنّ التجليد والتذهيب"، الذي أورد في ثناياه لملامح الكتاب، ولاهتمام الخلفاء والولاة به، ولأوّل ظهور لفنّ التجليد، وللبِطَانة واللسان في تجليد الكتاب، ولعدد من المُصنفّات عن فنّ التجليد عند المسلمين، وللصور والرسوم التي ازدانت بها بعض المُصنفات العربيّة خاصة منها العلميّة والفكيّة وكتب التشريح والحيوان والنبات.

الكتاب: رحلة الكتاب في الحضارة الإنسانيّة
المؤلف: محمّد رجب السامرّائي
الناشر: المجلة العربيّة
الطبعة: الأولى، السعودية، أغسطس / آب 2009م

المرفقــات:
1.غلاف الكتاب
2.صورة شخصيّة