ثقافات

السقوط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سقطتُ من النافذة، ارتفاع أربعة طوابق، سقوط مسلم- رمضان- نحو أرض فضاؤها ملقى بفوضى.
لم يكن السقوط سقوط حطام، بل كان سقوطا تجريبيا لإدراك الحب الذي خلق فيه العالم.
قالت سوف أدفعك بيدي هاتين، ناعمتين: أنثى في ظهرك، كي ترى الخارج.
تبكي دموعها، وترفع أصابعها إشارة قائلة. لا تلتفت نحوي كي لا تراني.
لم أر الأنثى التي دفعتني. صرختْ خلجات السقوط في صدري- آه - لكن نحو أين؟ لم يكن هناك أرض للسقوط عليها. جسدها الغائب. ماذا يعني السقوط حين لا يكون هناك أرض يستلقي الجسد عليها؟
لم أجد العالم حين سقطتُ.
أنا الآن جائع وسوف أبحث عن طعامي.
ظننت أنني سأحوم وأحلق. حين رفعت قدمي عن النافذة فقدت الحركة والحرية، انعقدت حولي الحبال، لم يكن هناك أسفل ولا أعلى، كان المستوى حيث النقطة والخط الفاصل، دفع لا توقف فيه، تبزغ كي تغيب، وبالتالي بدأت في حيز خفة الدفع، خط ونقطة طويلة، معنى للبداية كي لا تكون هناك نهاية.
كانت تصرخ في الأعلى -لا أفهم، ماذا، الله، ليس هناك قلق، بل توهم أنها، هل ترى الذي أعرفه؟ هل، من فوق، يعني لها حاجبان وعينان، تمد نصف جسدها الفضائي وتريد أن أجيبها نعم أرى الذي تعرفينه. كل ذلك كي تهدأ وتصيبها ثقة أن الخلق جاء من المعنى- يحمل السَكينة. نحن مخلوقون من المعنى.
فدخل نصفها الظاهر وغاب صوتها.
هل بالفعل أرى الذي تريده، ستريده، أرى الماضي والمستقبل، أي كل شيء خارج عني.
في نهاية الأشياء هناك موت.
حين غابت عني، توقف الحوم أو الطيران أو النزول، توقف شيء ما غير محدد، فهبط قلبي.
هل أملك قلبا؟ سؤال للقارئ - كلما اقرأ نصا يقول إن الكاتب يملك قلبه يأتيني جواب النفي.
عندما توقفت عن الشيء عادت إلي الحرية وأكتفت عني الروابط -
لا تدفعيني نحو الخارج!!
بل
ادفعيني نحو الداخل.
hsolaiman@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحب
سامية -

كان سقوطا تجريبيا لإدراك الحب الذي خلق فيه العالم، لا تدفعيني نحو الخارج بل ادفعيني نحو الداخل؟؟!! حكمة وجمال

ماذا يعني سقوط مسلم
جاد -

ماذا يعني سقطت سقوط مسلم - رمضان؟؟

الإستمناء في الفضاء
مريم -

سقوط مسلم رمضان يعني بطلان الصوم . لا شك وأن "البطل"( إذا ما وجدت بطولة ما في السقوط)قد اقترف شيئا يوجب بطلان الصوم، وبالرجوع إلى أقوال العلماء في المفطرات نجدهم يصنفونها إلى عشرة( ليس من بينها فعل السقوط عل أي حال) وهي:الأول والثاني : الأكل والشرب.الثالث : الجماع.الرابع : الاستمناء (العادة السرية).الخامس : افتراء الكذب على الله تعالى أو النبي (صل الله عليه وآله) أو الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أو فاطمة الزهراء (عليها السلام).السادس : إيصال الغبار الغليظ إلى الحلق.السابع : رمس تمام الرأس في الماء.الثامن : البقاء والاستمرار على الجنابة والحيض والنفاس إلى أذان الصبح.التاسع : الاحتقان بالمواد المائعة.العاشر: تعمد القيء. فلنحاول من خلال هذه الأسباب استكشاف الفعل الذي أوجب بطلان صيام بطل القصة أثناء سقوطه.. نستبعد الأكل لأن البطل يصرح بأنه جائع و سيبحث عن الطعام وطبعا لن يجده في السماء فضاء القصة حيث تدور الأحداث حتى النهاية . نستبعد أيضا الشراب و الجماع و الإحتقان بالمواد المائعة وغمس تمام الرأس في الماء لاستحالة حدوثها في السماء أثناء السقوط ، كما يستحيل استمرار الشخصية على الجنابة و الحيض والنفاس إلى أذان الصبح ( إذا كان للصبح أذان أصلا) .نستبعد كذلك الإفتراء على الله و الرسول و فاطامة الزهراء و .. لأن ذلك يخرج الشخصية من الإسلام و بالتالي لا معنى للحديث عن الصيام و مبطلاته... يبقى الإستمناء !!! إنه فعل أحمق لا سيما إذا قام به المرء في الفضاء و على مرأى الناس لكننا لا نستبعده خصوصا و أن الشخصيات القصصية يجب أن تكون مختلفة و لأن الشخصيات النمطية لا تصلح في القصة ( كما أني أعرف شخصا يحلم بالذهاب إلى المكسيك فقط لممراسة العادة السرية جهرا أمام الملأ !!!) كما أن هناك إشارات في النص تؤيد هذه الفرضية أولها وجود أنثى بعيدة عن المتناول ..البطل بين السماء و الأرض و الأنثى في الأعلى لا يرى منها سوى نصف جسدها .. أي نصف؟ البطل يصرح أنه لم ير الأنثى التي دفعته ذلك لأنه لم ير الوجه. نستنتج إذن أنه رأى النصف الأسفل هناك قاعدة تقول بأن الشخص الذي ينظر إلى الناس من فوق ينظر إليه الآخرون من تحت وبالتالي لا يشاهدون سوى مؤخرته.. يبقى إذن أن البطولة الوحيدة التي يمكن أن تفتخر بها شخصية هذه القصة هي ممارستها العادة السرية في الفضاء و على مرأى الناس في نهار رمضان بين

تعليق مريم
حسين -

ماهذه القراءة، تعليق مريم، التي تعبر عن عقل مندفع بالغيظ والتوتر؟ الذي كتبته مريم يدل أن الجنس والدين هما كل الحياة. لا شيء سواهما وأظن أن هذه القراءة للقصة تدل على مدى التخلف الذي يعشعش فيه البعض. وبتحليل هذه القراءة وهذا الهجوم غير المباشر أخرج بنتيجة أن لا أمل لمن ينظر إلى الحياة بهذه الشكل، لا أمل له في التقدم ولا بإدراك الحياة على حقيقتها.

ردا على حسين
مريم -

كتبت تعليقي السابق بروح الفكاهة أوحى لي بها صاحب التعليق 2 (الذي يتظاهر بالبلادة)و لم أهاجم لا النص و لا صاحبه. لكنني أحب أن أوضح أن الدين و الجنس يشكلان معا هنا قطب الرحى الذي يدور حوله النص سواء وعى بذلك كاتبه أم لا وبدونهما سيبدو النص فارغا من أي معنى . أفترض أن السيد حسين صاحب التعليق4 هو حسين سليمان كاتب القصة و هو إذ يتهمني بالتخلف و بالهجوم عليه يسقط إلى مستوى دون قصته الجميلة أعلاه .. ليس من حق المبدع أن يصادر قراءة وفهم القارئ وإلا كان عليه الكتابة في مجالات أخرى غير الإبداع الذي يستوجب تعدد القراءات ... لا أريد الآن أن أكتب نقدا حول هذه القصة لكي أبرهن على محورية الدين والجنس فيها و لا أن ألعب دور عالم النفس. الدلائل التي تؤيد ما ذهبت إليه واضحة لأي قارئ متمرس يمكنني هنا في هذه العجالة أن أتوقف فقط عند العنوان : السقوط ( من سقط سقوطا فهو ساقط و هي ساقطة.. أي عاهر و عاهرة)لكنني أراه سقوطا جميلا وليس كما توحي به كلمة العهر .. والسقوط أيضا بدفع من الأنثى يستدعي قصة هبوط آدم من الجنة و هناك في النص مايؤيد هذه القراءة

شكرا لك
حسين سليمان -

شكرا لك مريم على هذا النقد والرؤية المختلفة- يبدو ان العمق واضح في كتابتك النقدية ولو اني اختلف معها، حتى لو كانت مريم اسما مستعارا فإنني احترم ذلك. محبةحسين

قصة نكوص
قلق -

اعتقادي النقدي هذه القصة هي قصة نكوص ولادة ورفض للعالم حين يكتشف العالم الخارجي يطلب دفعه نحو الداخل.

النقد في رمضان
مريم -

يبدو أنني تسرعت حين قلت بأن النص سيبدو فارغا من المعنى بدون ثيمتي الدين و الجنس . استنتاج "قلق" مهم لكن في رفض العالم رفض لمشيئة الله ولا ولادة بدون تخصيب .. هاأنذي أتعسف مرة أخرى!!! . توضيح أخير، إسمي الكامل هو مريم الراجي نشرت "قصائد" في الملاحق الثقافية بأهم الجرائد الصادرة بالمغرب بالإضافة إلى الحياة "اللندنية" و "الزمن" و "العرب" منذ مطلع الألفين ومع ذلك لا أستطيع القول أنني شاعرة ..تحياتي