ولتر دي لا مير: قصيدة السامعون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ولتر دي لا مير De La Mare
(1873 - 1956)
مَنْ يقرأ القصيدة باللغة الإنكليزية، يكتشفْ حسنات أخرى، منها أنّ الأبيات الأكثر طولاً، والأكثر سلاسة، تصوّر الحالة المزدحمة "للبيت الخالي" ولأصدائه...إلخ"
أمّا حروف العلّة، والحروف الساكنة، فقد وُصِلتْ بكلمات آخْتِيرتْ بمهارة، ومعها كأنّ صدى متواصلاً في القصيدة يقوّي جو الصمت الممتلئ بصوت المسافر، وقضم الحصان، أو حوافره على الحجر".
السامعون
"أما من أحدٍ موجود؟" قال المسافر
طارقاً البابَ المضاءَ بالقمر؛
وحصانُهُ في الصمتِ يقضم الحشائشَ بجلبةٍ
من الأرض السرخسية للغابة:
وحمامةٌ طارت من البرجِ الصغير،
فوق راس المسافر
دقّ على الباب للمرّةِ الثانية؛
"أما من أحدٍ موجود؟"
لكنْ ما من أحدٍ نزل إلى المسافر؛
ما من رأسٍ من النافذة المسجّفة بالأوراق
أطلّ ونظر في العينيْن الكئيبتيْنن
حيثُ يقفُ مرتبكاً وساكنا
لكنّ حشداً من السامعين الاشباح فقط
يقطنون في البيتِ المنعزل عندئذٍ
كانوا يسمعون في سكينة ضوء القمر
ذاك الصوت من عالم البشر:
يقحمُ أشعة القمر الضئيلة على السلّم المظلم
الذي يؤدّي إلى الصالة الخالية
وهي تصغي بجوّ أثاره وهزّه
نداءُ المسافرِ الوحيد،
وشعر داخلياً بفتورها،
بينما ترك حصانَهُ يقضم العشب الكثيف،
تحت السماء المكوكبة والمورقة:
هنا دقّ الباب فجأة حتى
أقوى، ورفع رأسه:-
"خبّريهم أني جئتُ وما من أحدٍ ردّ،
وانني حافظتُ على عهدي".
لم يأتِ السامعون بأية حركةٍ،
رغم أنّ كلّ كلمة فاه بها
رنّ صداها خلال ظلالية البيت الساكت
من الرجل الوحيد الذي تُرِكَ يقظانَ:
نعم لقد سمعوا قدمه في ركاب الحصان.
وصوتَ الحديد والحجر،
وكيف أنّ الصمت ماج على مهل إلى الوراء
عندما كانت الحوافر المندفعة قد ذهبتْ.
التعليقات
قصيدة رائعة
حسين ابو سعود -عالم الصمت المخيم على القصيدة اللا مرئية ابهرتنيروعة
النصّ
عراقي ن -تحية كبيرة إلى الأستاذ صلاح نيازيوجهوده الكبيرة.
ألله ألله
طالب عبد العزيز -الله ألله ما أجمل القصيدة !