ثقافات

السراجُ حينَ يُضيءُ الظهيرَة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المباهِجُ
1/
المباهِجُ..
لم تطأ الأرض،
المباهجُ مرجأة في الجنةِ،
يا لهذه الحديقة المسكينة
غدًا يرفعون أمراضَ
الأرضِ
إليها.

2/
الغبيةُ..
تغتسلُ من الحبِّ،
وتسلخُ عن ردفيها الليل
بحمّامِ طهارة!.

3/
هيولى..
هيولى..
ثم عاد من الصراخِ
بشفتينِ مشروختينِ
حالما اشتمَّ الأملَ وأحسَّ
باليانسون وهو ينسلُّ
خلسةً من عَرقِ
"الزعمط".

4/
القبلةُ..
لم تكن محضَ شهوَةٍ وحسب..
بل كانت تسرقُ الشعرَ
والاعترافات
عن لساني.
يا لِهذا الأبلهِ المحمرّ
سأقذفهُ بعيدًا عن فمي.

5/
لضحكَتِكَ المنفلتة..
ألفُ دليلٍ بأنكَ تبكي الكلامَ
المشاع،
الكلام الذي انثالَ من حنفيّةِ
ماءِ الحديقةِ طيلة الليلِ
أغرقَ سابع جارٍ
وما مسَّني..

العاشِقُ
1/

العاشِقُ..
لا يبصرُ أبعدَ من قلبهِ،
يتسلى في تأويلِ سعادتهِ
المحزنةِ،
مشغولٌ بحذفِ الحقيقةِ
إن لم تؤاتيهِ طيِّعةً لحُلمه..
ينتظرُ البشارةَ
من غُرابْ.

2/
ظلَّ ينتظرُ البشارةَ..
غير مبالٍ بالطيورِ التي
تستريحُ على محفّةِ القرميدِ

3/
المشربيّاتُ التي تسنِدُ مرفقيهِ
تصلّي للغراب.

4/
يعودُ من البهجَةِ
الباهِظَة/
من حانَةٍ لا تطلُّ
على الكونِ
شبابيكُها.

يُهيِّئُ مفتاحَهُ
-قبلَ مترينِ من الوصولِ-
من جُملَةِ مفاتيحٍ
ضيَّعت
أبوابها.

5/
وحيدًا..
يجلِسُ على طاوِلَةٍ بكرسيينِ
يجهَلُ أيهما فارِغٌ منهُ
وأيّهما يؤكِّدُ وحدَتهْ..

وحوله الطاولاتُ تدورُ
بأفلاكِها.

6/
العاشقةُ..
تمنحُ الطريقَ مزيدًا
من الوقت..
إلا أنها تلعنُ العجالة
رغمَ ذلك.
نافِذةٌ مغلقةٌ، وقرميدٌ
محمومٌ بلهفتِها
تفسِّرُ الأشياءَ بمزاجِ
إله.

7/
أنا ابنُ الندامة.
من غيري شاهدَ الحيوات
ترشحُ من مسامِهِ
من غيري توفّي بالمزيدِ
من الحياة..

8/
الفنّانةُ..
بعدَ جماعٍ طويلٍ وغريبٍ
دَلقت فوقي الأبيضَ..
فوقَ الألوانِ الزانيةِ.
الفنّانةُ تُجهضُ
لوحتها.

الباطِنُ..
أو إذا شئتَ الحقيقة..

1/
الرّصيفُ..
ذاكِرَةٌ مُداسَةٌ طَحَنتها العُجالةُ
في مهبِّ الاتجاهات.
لم يمنحهُ المشاةُ فرصَةً للنهوضِ
فاستكانَ كالمغلوبِ/
كقطارٍ مُعطّل.

2/
الفيلسوفُ..
هوَ العاطِلُ عن العملِ
في الحياةِ الآخرة..
أو هو عامِلٌ بالمياومةِ
في أحدِ مصانعِ
التقطيرِ..
هناك.

3/
الشاعِرُ..
هوَ الوحيدُ الذي يدخُلُ الجنّةَ
بعينٍ غير فارغةٍ..
يهوشُ على سِربِ الوِلدانِ
بقافيةٍ زاهِدةٍ..
كيفَ تأتيني القصيدةُ،
والعاشِقُ في هذي اللجّة
لا يشتاقُ
ولا يتمنى؟

4/
القلِقُ..
من لا ينامُ وإن تعبَ الليلُ،
أرمَلُ السكينةِ
يتمشى بفصامٍ ما بينَ رحِمِ
الأمِّ والمقبرة.

5/
المسرَّةُ..
بيضةُ العنقاءِ في عقولِنا..

6/
الخيبة..
هي الوحيدة التي تكسِرُ الكلسَ
وتزقزق.

7/
الصّوفيّ..
في الظهيرةِ يشعِلُ السراج
ويمضي..
كانَ يفتِّشُ في الشوارِعِ والأشياء
عنِ الله.
عقلهُ كانَ المضيءَ بينَ يديهِ
لا السراجْ.

8/
الموتُ..
طائرٌ يركضُ خلفَ كيسِ
الذُرةِ المثقوبِ،
يأكُلُ ما يتساقطُ
وتكّاتُ الساعةِ تضبطُ
ما يذرفهُ الكيسُ
الساهي.

9/
القبرُ..
حكيمٌ صامِتٌ لا يُستَفَزُّ،
يجهَلُ كُنهَ الزائرينَ
وجدوى الفاتِحة..
هوَ حفرةٌ للنفاياتِ
ليسَ إلا.

10/
الجحيمُ..
تمرُّ بهِ الروحُ كما الحلم..
وجعٌ ميتافيزيقيٌّ
لا يتركُ بصمات للجلادِ
ولا لسّوطِ على جَسَدِ
الخاطئِ.

11/
الفردوسُ..
نعيمٌ تَستحلِمهُ الروحُ
لذّةٌ ميتافيزيقيّةٌ تنهالُ عليكَ
لم تخرجْ منكَ
ولم تدخلْ فيها.

3riqat@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أرمل السكينة
خلدون عبداللطيف -

لا فضَّ فوك يا "أرمل السكينة"لأنك تعرف كيف تخرج اللغة من معجميتها الصارمة وتستغل طاقتها الكامنة، كي تتشظى في نص ميتافيزيائي يضجّ بالرؤيا

أرمل السكينة
خلدون عبداللطيف -

لا فضَّ فوك يا "أرمل السكينة"لأنك تعرف كيف تخرج اللغة من معجميتها الصارمة وتستغل طاقتها الكامنة، كي تتشظى في نص ميتافيزيائي يضجّ بالرؤيا