ثقافات

المحطة الأخيرة: فيلم عن السنتين الأخيرتين من حياة تولستوي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعداد عبدالاله مجيد: بعد مرور مئة عام على هروب الروائي الروسي ليو تولستوي من ضيعته خارج موسكو ـ ثم وفاته بعد ثلاثة اسابيع على هروبه في محطة قطارات ريفية صغيرة ـ يستعد العالم للاحتفاء بتولستوي بمناسبة ذكرى وفاته. وستصدر في المانيا والولايات المتحدة ترجمات جديدة لرواية آنا كارنينا وتقام معارض لكتب تولستوي وكتب عنه في كوبا والمكسيك، ويُعرض في انحاء العالم فيلم وثائقي جديد بالأسود والأبيض. ويظهر تولستوي في الشريط السينمائي، الذي رُمِّم بعد نبشه من الأرشيف الروسي، شيخا يداعب كلابه ويتفجر طاقة وحيوية على فرسه.
وفي شباط/فبراير المقبل ستشهد بريطانيا العرض الأول لفيلم "المحطة الأخيرة"، وهو دراما سينمائية جديدة عن أيام تولستوي الأخيرة، بطولة هيلين ميرين وكريستوفر بلمر وجيمس ماكوفي. وتروي هذه السيرة السينمائية الطريفة العامين الأخيرين من حياة تولستوي اللذين كانا عاملين حافلين.
يصور الفيلم شجار تولستوي وزوجته صوفيا اندريفنا حول ميراثه الأدبي باصرار تولستوي على اعطاء حقوق النشر للبشرية جمعاء ومطالبة الكونتيسة بأيلولة العائدات اليها. وبعدما اعياه النزاع على المادة يهرب تولستوي ثم يمرض ويموت خلال رحلته الى الجنوب الروسي.
الشخصية الرئيسية في الفيلم المُعَد عن رواية جاي باريني هي سكرتير تولستوي الشاب فالنتين بولغاكوف (يقوم بدوره جيمس ماكفوي). فان تولستوي عزف في سنواته الأخيرة عن متع الجسد والملكية ولكن تعهد سكرتيره بمجاراته في تعففه كان، كما هو متوقع، قصير العمر بعد ان تأتي ماشا الفاتنة التي تعيش في اقطاعية تولستوي لتحرير بولغاكوف الشاب من بكارته.
يلاحظ الناقد لوك هاردنغ في صحيفة "الغارديان" الأداء المتميز لأبطال الدراما الثلاثة ميرين وبلمر وماكفوي وذكاء السيناريو على نحو ممتع، بحسب وصفه. فعندنا تسأل زوجة تولستوي سكرتيره الشاب كم مرة قرأ رواية "الحرب والسلام" يجيب بولغاكوف متلعثما "عدة مرات"، وبعد تردد يعترف قائلا "مرتين فقط".
أرد المخرج الاميركي مايكل هوفمان تصوير احداث الفيلم في ياسنايا بوليانا ـ الفسحة الواضحة ـ ضيعة تولستوي العائلية الرعوية الواقعة على بعد 125 ميلا جنوبي موسكو. وقال اندريه دريابين الذي شارك في انتاج الفيلم ان الرغبة كانت قوية في تصوير الفيلم في روسيا "ولكن لم تكن هناك مرافق صحية صالحة ولا بنية تحتية. كانت الفنادق مقرفة. ولم تكن هناك اي ضمانات امنية للممثلين. وفي النهاية أثبت تصوير الفيلم في روسيا كونه باهظ الكلفة". وتنقل صحيفة "الغارديان" عن المنتج دريابين اشارته الى "عقبة أعمق مغزى، هي لامبالاة روسيا غير المتوقعة بالعبقري الذي كتب رواية الحرب والسلام، مأثرة تولستوي التي تدور احداثها خلال حروب نابليون في اوروبا واجتياحه روسيا". ولكن دريابين يفسر عدم اكتراث الروس بالقول ان القرن العشرين "كان بالنسبة لغالبية الروس قرنا فظيعا، قرنا دوستويفسكيا اكثر منه تولستويا". ويضيف "ان القرن الماضي بتشديده على الظلام والمعاناة كان قرن دوستويفسكي" معربا عن الأمل بأن يكون القرن الحالي قرن تولستوي.
ابدى فلاديمير ايليج تولستوي حفيد الروائي دهشته بفيلم "المحطة الأخيرة" وهو انتاج الماني روسي مشترك بممثلين كلهم تقريبا بريطانيون (كريستوفر بلمر الذي يقوم بدور تولستوي كندي). وتظهر اناستاسيا ابنة فلاديمير ـ طالبة دراسات عليا في اوكسفورد ـ بلقطة عابرة في مشهد احتضار تولستوي. واختارها المخرج مايكل هوفمان بسبب وجهها الروسي. ولكن الناقد هاردنغ يلاحظ ان بعض الكومبارس من الفلاحين الروس على ما يُفترض، يبدون اصحاء أقرب الى المزارعين الالمان حسني التغذية.
قال فلاديمير انه أُعجب بالفيلم الذي يصور الأيام الأخيرة من حياة جده الأكبر واصفا موسيقى الفيلم بالجمال وأداء المملثين بالكمال. واضاف "ان من الصعوبة بمكان انتاج فيلم عن السنوات الأخيرة من حياة تولستوي. إذ يتعين ان يكون المرء دقيقا وحساسا. هيلين ميرين لا تشبه صوفيا بالمرة لكن أداءها رائع".
بعض الروس امتعضوا من تلفظ ميرين أسماء الكنية الروسية بلكنة انجليزية خالصة، وهذا ما أخذه عليها الناقد السينمائي الروسي اندريه بلاخوف في صحيفة "كومرسانت".
يتكون الفيلم الوثائقي البالغ طوله 72 والذي سيُعرض في انحاء العالم بمناسبة مئوية رحيل تولستوي من شريط سينمائي نادر بالأسود والأبيض صُور في ضيعة تولستوي عام 1908. ويظهر فيه الروائي يركب القطار ويمضي مسرعا في الأحراش ويوزع الصدقات على الفقراء ـ بوجه ملتحٍ وقامة طويلة يبدو تولستوي أقرب الى القديس الحي. وفي مشهد من فيلم هوفمان "المحطة الأخيرة" تلتفت الكونتيسة تولستوي الى ضيوفها الجالسين حول مائدة في الحديقة وتقول: "أو لا تظنون جميعكم انه المسيح؟ حسنا، انه ليس المسيح".
الغريب ان روسيا هي البلد الوحيد الذي لم يوقع اتفاق توزيع مع منتجي "المحطة الأخيرة" يتيح للجمهور مشاهدته في دور العرض الروسية.
يعمل المنتج ديريابين الآن على فيلم آخر بعنوان "ليو تولستوي: عبقري حي"، سيُعرض في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2010، اليوم الذي توفي فيه تولستوي بعد اصابته بذات الرئة في محطة استابوفو عن 82 عاما، وفي ذلك اليوم نعت روسيا روائيها ونعاه العالم معها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نور الاسلام
ahmed -

آخر ما تكلم به النبي (ص): ((احفظوني في ذمتي)). كما روى عنه (من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) وقال رسول الله : (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما) والاخوه الاقباط هم ليسوا معاهدين او اهل ذمه بل هم اخوه وشركاء ونسيج واحد فى الوطن الواحد من يقوم بتلك الافعال يجب اعتقاله ومحاكمته فورا حتى لاتحدث فتنه فى الارض

great
sara -

من اشد المعجبات بروايات الاديب الروسي ارجو ان توافونا بكل انتاج لموءلفاتهالرائعةانني