ثقافات

نصوص قبطية من الحياة اليومية.. تنشر للمرة الأولى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تنشر لأول مرة عن الفترة من القرن الخامس إلى القرن التاسع


محمد الحمامصي من القاهرة: تكمن أهمية الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية عن مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية بعنوان: (Coptic Texts: Relating to Daily Life) "نصوص قبطية من الحياة اليومية" للباحث ماهر أحمد عيسى، في أنه يتضمن نصوصًا قبطية من المتحف القبطي يتم نشرها لأول مرة، وهي مرتبطة بالحياة اليومية، وتوضح كيف كان يعيش المصريون في الفترة من القرن الخامس إلى القرن التاسع، والتي يطلق عليها البعض الفترة القبطية.
يحتوي الكتاب المكون من 83 صفحة من القطع المتوسط، على ثلاثة فصول، بالإضافة إلى السوابق: (المقدمة، وقائمة الاختصارات، وقائمة اللوحات)، واللواحق: (الخاتمة، وقائمة المراجع، واللوحات)، ويتناول الفصل الأول من الكتاب المخطوط رقم 3530؛ وهو عبارة عن خطاب شخصي مكتوب باللهجة الصعيدية الأدبية ويؤرخ تقريبًا بالقرن الثامن الميلادي. ويحتوي هذا الخطاب على العناصر الرئيسية للخطابات القبطية؛ وهي: الاستهلال، والتحية، ومضمون الخطاب، ثم النهاية والعنوان.
ويبدو أن هذا الخطاب تم إرساله إلى شخص ذي مكانة رفيعة في أحد الأديرة أو الكنائس؛ حيث يظهر ذلك بوضوح في استخدام كاتب الخطاب الصيغ الرسمية المختلفة في عناصر الخطاب. كما يتضح من الإشارات القليلة الواردة في الخطاب أنه يتناول موضوعًا خاصًّا بشئون الدير.
ويشير مؤلف الكتاب في هذه النقطة إلى أنه في كثير من الأحيان لا يستطيع المرء معرفة المضمون الكامل لمحتوى الخطاب؛ بالرغم من اكتمال الخطاب، وذلك يرجع إلى طريقة الخطابات القبطية؛ حيث يتضمن رأس الخطاب مع المرسل إليه، موضوعًا معينًا معروفًا لهما دون ذكر أي تفاصيل. لذلك يظهر لنا الخطاب قصيرًا وغير واضح.
ومن أهم الموضوعات التي تناولها مؤلف الكتاب أيضًا في هذا الفصل صيغ التحية المختلفة والتي تناسب ما تأتي في بدء الخطاب مع توضيح أهمية كل من هذه الصيغ، كما عالج المؤلف مشكلة أسماء الأعلام القبطية وتقسيماتها مع التركيز على الأسماء الشخصية القبطية وأصولها المختلفة.
ويشير الفصل الثاني إلى المخطوط رقم 4057؛ وهو عبارة عن خطاب مكتوب باللهجة الصعيدية مع بعض التأثيرات من لهجة مصر الوسطى. وقد عثر على هذا الخطاب في قرية كوم اشقاو، وترجع أهميته إلى أنه ينتمي إلى "الأرشيف القبطي الديوسقورس الأفروديتي".
وقد عاش ديوسقورس في القرن السادس الميلادي وكان محاميًا وشاعرًا، وكتب كثيرًا من الأشعار والمؤلفات باللغة اليونانية؛ حيث نشرت كل أعماله التي كتبها باليونانية، أما النصوص التي كتبها الديوستورس باللغة القبطية فبقيت غير معروفة؛ وذلك بسبب أن معظم البرديات القبطية الديوسقورس تم تدميرها وقت الاكتشاف نتيجة عدم اهتمام ومعرفة الباحثين في ذلك الوقت، أما الذي بقي منها فقد استولى عليه تجار الآثار. ولم نعرف عنه شيئًا حتى وقت قريب.
ويركز ماهر أحمد عيسى في هذا الفصل على هذا النص الفريد من حيث محتواه اللغوي، وما يتضمنه من معلومات حضارية وتاريخية، بالإضافة إلى إعطاء فكرة واسعة عن الأرشيف اليوناني والقبطي الديورسقورس. كما ينوه إلى أهمية الأرشيف القبطي؛ إذ أن النصوص القبطية في هذا الأرشيف -ومنها النص4057- تعطينا فكرة واضحة وشبه كاملة عن الحياة في مصر آنذاك.
ومن النقاط الهامة التي عالجها المؤلف في هذا الفصل مسألة حذف وإضافة وقلب بعض الحروف في الكلمات دون تغيير في المعنى مثل حرف "ج" "هوري". ويتعرض المؤلف في نهاية الفصل إلى ظاهرة كتابة بعض أجزاء الخطاب القبطي -خاصة العنوان- باللغة اليونانية، موضحًا دلالة ذلك.
وفي سياق متصل، يضم الفصل الثالث ثلاث مخطوطات مختلفة. أما النص الأول فهو عبارة عن عقد يرجع تاريخه إلى نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع ويحتوي على مسألة مالية. ويركز المؤلف في هذا الجزء من الفصل على الصيغ المختلفة للعقود القبطية، ويعطي كثيرًا من المعلومات عن كيفية تأريخ العقود بشكل خاص والوثائق القبطية بشكل عام.
ويعد النص الثاني خطابًا مكتوبًا باللهجة الصعيدية مع بعض التأثيرات من اللهجة الفيومية. يؤرخ الخطاب بنهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع الميلادي. ويتناول الخطاب مشكلة مالية ما بين الراسل والمرسل إليه. ويركز المؤلف في هذا الجزء على بعض تأثيرات اللهجة الفيومية الموجودة داخل النصوص الصعيدية، وكذلك يركز على المفردات الدالة على النقود.
في حين يرجع تاريخ النص الثالث، وهو عبارة عن خطاب، إلى القرن السادس الميلادي، وهو مكتوب باللهجة الصعيدية، ويعطي بعض المعلومات عن الشئون الزراعية وخاصة المنتجات الزراعية.
وفي نهاية الكتاب يقدم ماهر أحمد عيسى بعض المعلومات عن النصوص التي قام بنشرها وأهمية هذه النصوص وكيفية الاستفادة منها في دراسة حالة المجتمع المصري في الفترة القبطية.

الكتاب: (Coptic Texts: Relating to Daily Life)
المؤلف: ماهر أحمد عيسى
الناشر: مكتبة الإسكندرية
سنة النشر: 2009
عدد الصفحات: 83 صفحة
المقاس: 24 * 17

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العصر القبطي
سمير منصزر -

العصر القبطي بدأ من سنة 500 ق.م عندما إنتهى العصر الفرعوني ولقب قبطي أطلقه السكندريين على المصريين حوالي سنة 200 ق.م وظهرت الكتابة باللغة القبطية حوالي سنة 250 م وبدء تميزه بعد ثورة الأقباط ضد الإسكندرية سنة 284 م وإستمر حتى بعد دخول العرب إلى مصر حوالي سنة 647 م وضعف إثناء حكم المماليك بين سنوات 1200 - 1300 م وبذلك تكون فترة العصر القبطي قد وصلت إلى حوالي 1800 سنة فيما نستطيع أن نشبهه بالحكم المحلي بصرف النظر عن الحاكم العام سواء كان فارسيا أو يونانيا أو رومانيا أو عربيا

العصر القبطي
سمير منصزر -

العصر القبطي بدأ من سنة 500 ق.م عندما إنتهى العصر الفرعوني ولقب قبطي أطلقه السكندريين على المصريين حوالي سنة 200 ق.م وظهرت الكتابة باللغة القبطية حوالي سنة 250 م وبدء تميزه بعد ثورة الأقباط ضد الإسكندرية سنة 284 م وإستمر حتى بعد دخول العرب إلى مصر حوالي سنة 647 م وضعف إثناء حكم المماليك بين سنوات 1200 - 1300 م وبذلك تكون فترة العصر القبطي قد وصلت إلى حوالي 1800 سنة فيما نستطيع أن نشبهه بالحكم المحلي بصرف النظر عن الحاكم العام سواء كان فارسيا أو يونانيا أو رومانيا أو عربيا