مي شوقي: الغربة اخذت مني روحي.. ولم تعطني شيئا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالجبار العتابي من بغداد: في بغداد.. حينما حلت الفنانة العراقية مي شوقي بعد غربة طويلة كانت الاذرع التي عانقتها كثيرة جدا، وبالتأكيد استذكرت الوجوه معها تاريخ وجهها البغدادي قبل ان تلهبه الغربة بلهب حنينها، سمعت من يقول: صحيح انها تغيرت ولكن عاطفتها لم تتغير، وملامح وجهها ما زالت تنبض بالقسمات العراقية مثلما لهجتها المتدفقة بتلك النغمات الجميلة، ومع اسمها كان اسم والدها خليل شوقي، الفنان الكبير، يذكر بقدر كبير من المحبة والاسمان لامعان ومشدودان بالشوق والحنين، ومثلهما ايضا روناك وفارس وجميعهم مبدعون،وكان اللقاء في بغداد من خلال عرض مسرحية (خارج الزمن) على خشبة المسرح الوطني،وهي الماخوذة عن رواية (حفلة التيس) لماريو فارغارس يوسا واعدها الشاعر عواد ناصر وروناك شوقي واخرجتها روناك شوقي، وكانت مي تقوم بعدة ادوار فيها وقد ابدعت مثلما الاخرون، وكانت تلك فرصتنا في الحديث معها.
* سأسألك اولا عن الجمهور.. كيف وجدتيه متلقيا؟
- انا شخصيا اؤمن جدا بالجمهور العراقي لانه جمهور مرهف وحساس جدا ومنصت جيد، ويخطأ من يقول ان الجمهور العراقي يحب الاعمال التافهة والهابطة وما الى ذلك، مع كل احترامي للعاملين بالاعمال الهابطة، انا احترم جدا الجمهور العراقي، ويجب ان لا نفكر ان الجمهور مغفل، علينا ان لا نستغفل جمهورنا، علينا ان ننهض بمن هم مستوى ادنى الى اعلى وهكذا.
* بصراحة.. هل شعرتم بخوف من مواجهة الجمهور بعد هذه الغربة الطويلة؟
- قسم من الممثلين جاء الى بغداد بعد 33 سنة، وقسم لم يعملوا لاكثر من 33 سنة، وقسم لم يصعد على الخشبة ولا يعرفون كيف التعامل مع الزملاء، ولكن في لحظة دخولنا الى المكان صار كل شيء ملكنا، وكأن هذه السنين مختصرة، فقط هناك فرق بسيط بالمكان من خلال طريقة الشغل، بالنسبة الى (روناك) مثلا.. هذا عملها بدون دعم من اية جهة وكل اعمالها التي قدمتها من حسابها الخاص، تعمل قروضا وهكذا ونحن نحاول ان ندفع اجورنا، انا اذهب من هولندا الى لندن لاعمل (بروفات) معها، هنا عندهم الخبرة ولكن تنقصهم الهمة، مع العلم انهم قاموا بكل اخلاص بمساعدتنا على ان ننجز هذا العمل وهم مشكورون عليها.
* موضوعة العمل الم تكونوا متحسسين منها لاسيما انها تأتي بعد سبع سنوات من التغيير؟
- يجب ان لا ننسى تاريخنا، محور المسرحية يدور حول ان نعترف بأخطائنا ونعترف بماضينا ونبدأ بتصليحه، لا ان نكرره ونعيده، هذا المفهوم.. انه كلما نعترف نقدر ان نصلح، نحن ناس كعراقيين لانحب ان نعترف بأخطائنا وذاكرتنا قصيرة، يجب ان لا ننسى فعلا، انا شخصيا اقول يجب ان لا ننسى، كم قدمنا بالحرب العراقية الايرانية، كم قدمنا في الكويت، كم قدمنا الان، كم راح من اولادنا ورجالنا الجيدين، لماذا؟ هذه اخطاء، يجب الرجوع اليها وملاحظتها ومناقشتها، يجب ان ندعم الذاكرة الجماعية في ان تكتب عن كل ما عانى منه الشعب العراقي.
* كم لك في الغربة؟
- 14 سنة.
* ما الذي اخذته الغربة منك وما الذي اعطتك اياه؟
- اخذت مني روحي الذي هو العراق، وهي لم تعطني، بل انا هكذا، استفدت ان افكر انني ليس انا وحدي الموجودة في هذا الكون، هناك اناس اخرون، عائشون ومبدعون ويقدمون، واناس بسطاء وكل هذه الاشياء.
* هناك عتب من الجمهور العراقي على تأخر الزيارة هذه، فماذا تقولين؟
- لسنا متأخرين، وكان العراق معنا دائما ولكن الظروف لم تمنحنا الفرصة، وقد جاءت اخيرا ولبيناها.
* ما الذي تقولينه للجمهور العراقي؟
- انا احب الجمهور العراقي واطلب منه دعم الاعمال الجادة والتي تهمهم وتهم قضاياهم، يحضرونها ويشاهدونها ويدعمون فن التمثيل ومعاناة المسرحيين الموجودين حاليا.
* هل من الممكن تكرار هذه التجربة والعودة الى بغداد بعمل اخر؟
- من الممكن، لماذا لا، ولكن لا اعرف متى، لا اقول عن قريب ولا اقول عن بعيد،وليس هنالك من شرط في زيارة بغداد بالتأكيد، ولكن هناك شرط ان الغربة لها شروطها، نحن فنانون منشرون على بقاع اوربا كلها وامريكا وكندا، ومن غير الممكن جمعهم كلهم ليقدموا عملا، انا مثلا الشيء الذي كنت اعاني منه لابد ان اذهب الى المحاضرة قبل شهر، ليس سهلا، ونحن ليس لدينا فلوس حتى نستطيع ان نقدم اعمالا.
سيرتها:
الفنانة مي شوقي.. من مواليد بغداد عام 1948، تخرجت من معهد الفنون الجميلة / قسم الفنون التشكيلية - بغداد، وهي من الجيل الثاني للممثلات المسرحيات، عملت في اذاعة بغداد / قسم التمثيليات والبرامج منذ عام 1966 والى عام 1979، شاركت في العديد من التمثيليات والمسلسلات الاذاعية وقدمت الكثير من البرامج الثقافية والمنوعة، وفي المسرح هي عضو فرقة المسرح الفني الحديث منذ عام 1968 وكان اول عمل مسرحي لها في الفرقة مسرحية (صور جديدة) تلتها مسرحية (تموز يقرع الناقوس) ثم (الخرابة) و (الحلم) و (بغداد الازل بين الجد والهزل) و (اضواء على حياة يومية)، وغيرها كثير، ومع فرقة مسرح اليوم قدمت مسرحية (عروس بالمزاد)، وفي التلفزيون قامت بتمثيل الكثير من السهرات والمسلسلات الدرامية منذ عام 1970 الى عام 1980، وكانت تمثيلية (شرف المهنة) اخر لقاء لها مع مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، في كانون ثاني عام 1980 (شرف المهنة) وقبله كان المسلسل التاريخي (عمر بن أبي ربيعة)، اما في السينما فقد مثلت دور الطفلة في فيلم (من المسؤول) عام 1954 ثم فيلم (الظامئون) عام 1971، وفي المهجر قدمت (سماءات اخرى) عام 2004 و(على ابواب جهنم) عام 2007.
التعليقات
أنتم تحلمون
منفي آخر -هؤلاء الناس هم درة العراق. لكني مع ذلك أهمس بآذانهم: غادروا العراق بأسرع وقت وعودوا الى منافيكم، فالعراق انتهى. انتهى ولا أمل فيه.
Irak is niks
عاصم كامل -العراق اخذ مني روحي.. ولم يعطني شيئا!. لم نلق الخير من هذا الوطن, غير الشجون والعذاب والشتات وكل الماءسي الانسانية. هذا هو العراق الذي اخذ منك روحك ياسيدة مي شوقي المحترمة.Nederland is parchtig land mevrouw May.Wat voel je daar?je voelt good touch
اضافه مع الشكر
علي عبدالباقي -أحسن الكاتب بتذكيرنا ب (مي شوقي) وهي من رائدات الجيل الُثاني فعلا. فات على الكاتب ذكر زوجهاالمرحوم فاروق فيّاض الفنان والشخصيه المحبوبه في الواقع وفي اعماله الفنيه وقد عرفته عن قرب وانا شابا قبيل وفاته بفتره وجيزه جدا ضمن نطاق أنشطة وظيفته في التأمين الوطنيه، رحل عنّا رحمه الله ولم يكمل الاربعين وهو شقيق الناقد احمد فيّاض المفرجي على حد علمي، لعلّ اشهر واخر لقطاته في التلفزيون العراقي كانت بظهوره محتفيا ومدبكا على مسرح نادي الصيد امام المطربه الكبيره عفيفه اسكندر خلال احدى الحفلات الرسميه المنقوله حيا وقد حذفت اللقطه من تسجيل الاغنيه حسبما اذكر وربما مراعاة لمشاعر محبيه، رحيله المبكّر كان صدمه للوسط الفني ومتابعيه... وددت الاضافه والتذكير واتقبّل التصحيح ان أخطأت بمعلومه، فأفيدونا بما لديكم مع تحياتي للمتابعين
الحقيقة
على الحلي -صار الابداع شبيها للسياسة في بلداننا اي بالوراثة، فعلى من كان مبدعا ان يحضر الكرسي لبناته.طبعا توجد اسماء كثيرة في العراق تحديدا ، كان رب العائلة فنانا في مجال الكوميديا وصار الان يعتبر نفسه منظرا للمسرح بل العملاق الوحيد
الفن العريق(عراقي
بن ناصرالبلوشي -هل بالإمكان ظهور,وولادة(نجوم)في سماءعراق(اليوم)أوعراق(المستقبل)وبالتالي في سماءالمنطقة ك(لميعة توفيق)و(عفيفة اسكندر)؟الايخيل للبعض أن(زرياب)قديكون(سرق)اوتارالعودمن حنجرة(لميعة توفيق)!هل يمكن لايلاف تسليط الضوءعلى فن وصوت ومشوار(نخلتي)العراق(لميعة وعفيفة)؟
يازمان الوصل
قاسم السيد -يا زَمانَ الوَصْلِ بالأنْدَلُسِ لم يَكُن وَصْلُكَ إلَّا حُلُمَا لو سألني احد ما ماهو اجمل زمن مر بالعراق لأجبته بدون تردد عقد السبعينات لقد تفتحت الحياة في العراق في كل مجالاتها ومنها الثقافة والفنون وبالذات المسرح حين زار الفنان المصري الراحل يحيى شاهين العراق وحضر عرضا مسرحيا على خشبة مسرح بغداد برفقة الفنان يوسف العاني التف حوله جمع من الصحفيين سألوه عن الفرق بين مستوى عروض المسرح في مصر والعراق قال هنا يقدم المسرح الحقيقي وفي مصر يغلب على العروض المسرحية التهريج ... لقد كانت مي من ذلك الجيل الذهبي الذي لم تعد الأرحام تغيض لتنجب مثيلا له