محترف "كيف تكتب رواية".. خطوة للانقاذ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نسرين عجب: "نعيش في حالة تصحر، وكأننا أنزلنا سقف المعايير لدرجة أنه بات يلامس الأرض، فقدنا الطموح، وصرنا نصفق لكل شيء"، بهذه الكلمات اختصرت الروائية والكاتبة نجوى بركات الواقع الثقافي في العالم العربي، ودقت ناقوس الخطر داعية الى التحرك لمنع الصمت الأدبي في بلدان كانت تتميز بالمطالعة.
محترف "كيف تكتب رواية"، هذه مبادرتها التي جاءت عصارة تجارب ووليدة شعور بفقدان التواصل مع عين خبيرة تراقب لتقول "هيدا حلو وهيدا لا". وعنها تقول: "انها لصحتي النفسية، وأحاول من خلالها أن أفعل شيئاً أحتاجه، وفق منظور ثقافي أدبي.. فلا يجوز أن يتوقف الأدب عندنا ولا يكون هناك جيل بعدنا".
ما هو محترف "كيف تكتب رواية"؟ ما هي جذوره وثماره؟ ما هو تقييمه بعد سنة من ابصاره النور؟ أسئلة حاولت ايلاف الاجابة عنها في هذا الحوار مع مؤسسته ومديرته نجوى بركات من مقر اقامتها في باريس.
كيف ولدت فكرة المحترف؟
قبل أن يوجد المحترف بشكله الحالي، ومن نهاية عام 2004 حتى عام 2005 بدأت أعمل على فكرة محترفات للعالم العربي. هذه الفكرة رائجة في الغرب حيث يكثر هذا النوع من الانشطة التي تعطى أحياناً كمادة تدريبية في الجامعات، في دول مثل الولايات المتحدة أو حتى في الجامعة الاميركية في بيروت، والتي أدخلت الكتابة الابداعية في المناهج. ولم تنبع فكرتي من أنها موضة دارجة في الغرب، بل أملاً في أن يكون ما هو منتشراً مدخلاً للاصلاح أو تعبئة لنقص أساسي جداً في العالم العربي.
عن اي نقص تتحدثين؟
النقص هو في رجع الصدى على الاعمال المنتجة، أشخاص يكتبون وللاسف دور النشر لا تحرّر ما يكتبونه. علماً أنه حتى الكتّاب المحترفين بحاجة لشخص مسؤول يتابع عملهم، يصححه ويجري عليه بعض التعديلات. وأنطلق هنا من تجربتي الشخصية، سافرت عندما كنت صغيرة وكان لبنان يتخبط بالحرب، وكان دائماً عندي شعور فظيع بغياب عين تقول لي "هيدا حلو وهيدا لا"، شعرت بفقدان هذا التواصل مع كاتب يهمني رأيه. بهذا المعنى أردت أن تدخل المحترفات الى العالم العربي، والفكرة كانت في التنقل بين عدد من البلدان العربية ولقاء كتّاب أو صحفيين، واقامة ورش عمل في الكتابة الابداعية.
كيف بدأت الفكرة وكيف تطورت؟
عندما بدأت المشروع أطلقت عليه اسم "كيف تكتب رواية"، فالمحترف بمعناه الحالي كان صعباً عليّ وحدي. بدأت هذه التجربة من الخرطوم حيث تسود الثقافة الفرنسية التي كنت جزءاً منها، وتتالت التجارب في دول أخرى كالمغرب، اليمن.... واكتشفت أهمية هذه المبادرة والحاجة اليها. كانت ورشة العمل تدوم 4 أو 5 أيام يكون العمل فيها كثيفاً لدرجة تثمر أحياناً انتاج بداية نص، مع أنها كانت تأخذني وقتاً لاخراج المشاركين من صورة مكونة لديهم وغائبة كلياً عن ماهية الأدب. وفي نهاية كل ورشة كنت المس نوعاً من الاحباط لدى المشتركين لأننا أوصلناهم الى منتصف الطريق وتوقفنا.
كم من الوقت يحتاج انتاج عمل أدبي؟ وما أهمية دور المحترف؟
يستحيل انتاج عمل أدبي في خلال أيام، فكما الجنين يحتاج الى 9 اشهر ليكتمل، الكتاب يحتاج الى عمل وجهد طويلين. وتوصلت الى أن محترف على مدة سنة هو الشكل الانسب والفعّال لبلورة فكرة الرواية منذ أن تخطر على بال الكاتب الى الدخول في حيثياتها وتفاصيلها ومناقشتها وتفاصيله حتى اكمالها. وغالباً ما يكون لدى الكاتب كمية من الافكار تنتج 20 رواية. وهنا أهمية وجود شخص محترف يرافقه في مراحل الكتابة ويدّله الى أن تلك الأمور ستؤدي به الى حائط مسدود ويرشده الى الطريق الصحيح، وذلك يحتاج الى وقت طويل.
ما هو تقييمك للمحترف في سنته الاولى؟
لأن بيروت عاصمة عالمية للكتاب ودار الساقي كانا الاطار المنظم للمشروع، لم تتح لي الفرصة لتنفيذ الفكرة كما اريد، ولكن نجاح المحترف من خلال أنجاز 3 روايات شجعني وغرس فيي الأمل بمستقبل للمشروع كحاجة حقيقية غير محصورة في بقعة معينة بل في كل الدول العربية.
الروايات الثلاث التي أنتجها المحترف أصحابها لبنانيين، علماً أنك أشرت الى أن المشروع يستهدف كل العرب، فلماذا جاءت النتائج على هذا الشكل، وما هي المعايير التي تعتمدينها في الاختيار؟
من الطبيعي أن يكونوا لبنانيين فأساس المشروع كان صغيراً جداً لا يُذكر. ومع أني تلقيت طلبات من بلدان عربية أخرى وقررت ألا أرفض أي منها لافساح المجال لغير اللبنانيين، وكان هناك مشاركين من سوريا واليمن الا أنهما لم يكملا.
معايير الاختيار لا علاقة لها بالعمر، ولا يشترط أن يكون لدى المشارك منشورات سابقة، الشرط الوحيد الذي أطالب فيه أن تكون الفكرة مقنعة وقابلة لأن تتحول الى رواية، وأن يكون صاحب الفكرة موهوباً ويملك القدرة والنفس طويل. ويفترض أن يكون العدد محدوداً جداً لذا لا أفتح المجال لمشاركة أكثر من 6 الى 10 أشخاص في كل حقل.
منذ بدء المشروع حتى الآن ما هي الأمور التي لفتتك وترغبين في تسليط الضوء عليها؟
يظن البعض أن الكتابة مسألة سهلة، الا أنها عمل مضني جداً وتتطلب التركيز والجهد. وأنا أؤمن بنخبوية الفن والادب، ولكن في أيامنا هذه يبدو أن هناك استهلاك لفكرة الكتابة لدرجة أن شخص يكتب مذكراته يعتقد أنه أصبح كاتباً. أتلقى كمية من الطلبات تدفعني بعضها أحيانا الى التفكير في اقامة ورشة عمل لمدة اسبوعين لتعليم مبادىء عامة للكتابة من دون مرافقة العمل. وهنا الفت الى أنه ليس شرطاً انتاج أعمال عبر المحترف بل المطلوب مرافقة الاشخاص الذين تبدو الموهبة واضحة عندهم من خلال خطوات أولى على أمل أن يتابعوا وحدهم الخطوات التالية، أي أسعى الى اعطائهم كل الادوات والأسلحة التي تخولهم تقرير ما هي الادوات الضرورية لكتابة رواية الى أن تصبح قابلة للنشر.
هل تتابعين المشاركين شخصياً؟ وكيف تكون المتابعة؟
أولاً أريد أن أوضح أننا لا ندرّب في المحترف، فهو معمل ابداعي وليس حلقة تدريب، وهو عبارة عن متابعة للفكرة وعمل على مادة حية لمن لديه فكرة جدية أو حاجة حقيقة ليقول شيء، وأقوم بذلك شخصياً.
أول لقاء يكون لقاء تعريف، وبعدها يتحول العمل الى ثنائي بيني وبين كل مشارك، ويكون العمل شبه سري انطلاقاً من احترام خصوصية الكاتب، فبعض الشخصيات يختارها وتكون موجودة في حياته الشخصية، وأنا أعتبر أنه يجب أن تكون محفوظة في مكان سري خاص. ومع الوقت تنمو علاقة روحية بيني وبينه ونتحدث عن الأشياء في عمقها.
الكتابة بقدر ما هي عملية واعية هي عملية غير واعية، دوري أن أكون كالمايسترو الذي يضبط الأمور، فهذا النوع من الاعمال يشبه فن العمارة، نحن نضع الاسس ونكون نعرف سلفاً ماذا نبني، بناية، فيلا، مستودع،... وأنا دوري أن أوجّه صاحب الفكرة وأدلّه على الأخطاء.
أنا مجبورة أن أعمل بشكل فردي فليس هناك تمويل، من هو الكاتب أو المسرحي الذي سأطلب منه أن يدخل في المشروع من دون مقابل؟ هذه المغامرة أنا أتحمل تبعاتها، ربما لأنني كنت آمل أن يكون هناك جهات تعرض خدماتها عندما تعرف بالمبادرة، ولكن للاسف لم يكن الواقع على قدر التوقعات، علماً أني لا أتحدث عن ميزانية بملايين الدولارات، بل هي ميزانية متواضعة جداً.
كم يحقق ذلك اشباعاً ذاتياً لك كنجوى بركات الكاتبة الانسانة؟
كي أكون صريحة، هذا العمل لا يحقق اشباعاً لأن كل مجهودك يحصده شخص آخر يوقعّ باسمه. وهو عمل لا جميل لك فيه وغير مغري لشخص يكتب لأنه يبعده عن عمله الخاص، خصوصاً لاشخاص يعيشون وضعنا ا الحالي والضغط اليومي الفظيع. الا أنه من زاوية أخرى هناك متعة في قدرتك على أن تكسبي رهانك على شخص تشعرين أنه موهوب.
اذا كيف يمكن أن نفسّر شغف شخص مثلك لمساعدة أشخاص هم سيحصدون في النهاية؟
استغرابك لم يأتي من العبث بل من الاوضاع السائدة، ما أفعله مدعاة للاستغراب لأنه استثناء، الا أنه شيء طبيعي يجب أن يتوفر في أي مكان في العالم يسود فيه جو ثقافي صحي.. عندما نقرأ عن الادب نسمع أنه في ظل الحركة والتيارات الثقافية، يدعم الناس بعضهم البعض وطوال عمره كان الادب يساهم في بناء الصداقات بين الأجيال. الثقافة هي حوار، هي أن تعطي بقدر ما تأخذين، وفي هذا الموقع تتحاورين مع فلسفة عصرك.. حتى ككاتبة تدخلين في اللعبة، واذا غاب الحوار وغاب رجع الصدى تموتين. للاسف أصبح كل شيء متداخلاً مع بعضه البعض، نشهد مهرجانات ضخمة وبرّاقة ولكن المضمون فارغ. وأنا لا الوم الكتاب أو المسرحيين، بل أدق ناقوس الخطر أننا أصبحنا نعيش في حالة تصحّر ثقافي. ومبادرتي هي لصحتي النفسية، وأحاول من خلالها أن أفعل شيئاً أحتاجه شخصياً، وفق منظور ثقافي أدب.. فلا يجوز أن يتوقف الأدب عندنا ولا يكون هناك جيل بعدنا. ولا يعقل أن يتحول بلد كان يتميز بالمطالعة الى بلد شبه صامت أدبياً، ذلك يشير الى أن هناك خلل ما.
اليأس والاحباط من واقعنا دفعاني باتجاه عمل أعرف أني أجيده وأريد أن ينفذ. اذا وصل المشروع الى الغاية المنشودة منه فذلك جيد واذا لم يصل أكون على الاقل حاولت، ففي النهاية لدي أموري الخاصة ولن أحرق أنفاسي.
أود أن انتقل معك الى المشكلة الاساسية. مع أهمية هذا المشروع الا أن هناك دائماً معوقات، يقول الناس لنا ما تفعلونه رائع، وعملياً ومادياً يكون المشروع في حالة خطر. وهنا أود أن أسألك كيف كانت أصداء المحترف وما هي معوقات استمراره؟
يكفي أن تزوري الموقع الالكتروني وتتابعي الاصداء حول المبادرة وما أثمرته، لم يزل الحديث فيه جار ان عبر المبادرة واعادة اطلاقها وتوسيعها لتطال المسرح والسينما أو عبر الروايات التي صدرت وستصدر. في هذا الاطار أنا راضية جداً، وأرى أن الناس تحمسوا مثلي وشجعوا المشروع وحاولوا ان يساعدوا كل من موقعه، كل ذلك يعزز المشروع ويعطيه مصداقية ويدفعه باتجاه الوصول الى الاشخاص المعنيين. المشروع نجح ويظهر ذلك في طلبات الاشتراك التي أتلقاها من مبتدئين ومحترفين على حد سواء.
أما عن المعوقات، فهي تحديداً في التمويل. كثر مثلي حاولوا ولكن في النهاية استسلموا، فعمل من هذا النوع لا يقوم على تجربة فردية. لا أستطيع أن أعمل وحدي، وموقفي يشبه من ربط حبل حول عنقه ووصل بقطار يدفع الى الجهة المعاكسة، فكيف سيقدر على الاستمرار؟
نلاحظ من حديثك أنك محبطة من الواقع، فما هي انتقاداتك له؟
أنا أنطلق من واقع حقيقي، نحن العرب نعاني من ضعف في السيناريو السينمائي، ونفتقد للنصوص المسرحية، نعمل بشكل فردي ولكننا لسنا موجودين كأفراد. مثلاً السينما اللبنانية معظم مواضيعها تتمحور حول فكرة مسافرين يعودون الى البلد. ليس طبيعياً ان نركّز على نقطة واحدة. وهناك أيضاً السينما التي تقتلها الايدلوجيات، في كل فيلم يجب أن تظهر الوطنية. كل شيء يجب أن نبدأ فيه من الاول، سبقنا العصر. لم يعد من المقبول أن نصفق لمخرج صفقوا له في الخارج. ضروري أن ننتقد.. طول عمره لبنان كان السقف فيه عال، كما هو الحال في مصر المغرب، العراق، ولكن الآن وكأننا أنزلنا السقف لدرجة أنه بات يلامس الارض، لم يعد عندنا طموح، أصبحنا نقول نعم لكل شيء.. أضيفي الى ذلك أن معيار الانتشار أصبح معيار الجودة. وهذا خطأ فليس الفيلم الذي يحصد أعلى نسبة مبيع هو الذي يجب أن يكون نموذجا يحتذى. أشعر أننا يجب أن "ننظف" كل شيء ونعيد الترتيب على أسس جديدة.
ما هي هذه الأسس؟
يمكن أن يؤدي العمل مع الآخرين الى توسيع الدائرة. والابداع يحتاج الى تكاتف أكثر من شخص، السينما هي فن جماعي الى حد ما. ليس عيباً الا يكون المخرج هو كاتب السيناريو، لنكن متواضعين وحقيقيين ليس كل يوم يولّد في العصر مبدعين مثل تولستوي أو غيره.. ولكن اذا لم يكن هناك محاولات كأساس، اذا لا يخلق المسرح كشكل تعبيري، لا تخلق قاعدة أو أساس يجلب لنا مبدعين، فنحن لا نستطيع أن نبدأ من الصحراء. فكرتي هي في ايجاد أرضية أساسية، وتخصيص المواهب.
الكل ينتقد الواقع، ولكن أين يكمن الخلل الذي أنتج هذا الواقع؟
الخلل في كل الاماكن، والوضع على جميع الاصعدة يدعو الى القلق. نحن لا نعيش في كنف أنظمة ديمقراطية أو أنظمة قادرة أن تنتج وتكتفي ذاتياً أو في مجتمعات تنهض وتتطور. والثقافة في مشكلة، علماً أنه يفترض بها أن تلعب دوراً ويتوقع منها أن تولّد ثقافة هامش تحتوي نواة ممكن أن تكبر لاحقاً وتحقق نجاحاً. ولكن للأسف لم يعد عندنا نقذ ذاتي، لا نطرح أسئلة على أنفسنا وكل يوم نعيد طرحها. نعم نحن نعاني من مشاكل كثيرة ولكننا نعطي أهمية لاشياء غير جوهرية، كل الوقت نتهم الآخرين انهم يكرهونا، ونتباهى أننا أصحاب ماضي مجيد ولسنا بحاجة للتغيير، وهذا انتحار. اين المعايير؟ لم يعد هناك مرجعية للمعايير، انتاجنا ليس في مستوى الوسط حتى، بل ما دون دون الوسط، ونحن لا نقبل أن نعترف أننا تأخرنا كثيراً وأصبحنا خارج الزمن.. لا أدري ما هو مصدر هذا الاهمال والاستهتار، وحتى لا أفهم دور الممولين وعلى أي أساس يمولون.
من المسؤول عن ذلك؟ وكيف يكون التغيير؟
نتحدث عن حالة معممة ليس هناك جهة واحدة مسؤولة، بل المسؤولية متداخلة. فلنأخذ مثلاً عصر النهضة حيث كان العرب تحت الاستعمار ويعانون الكثير من المشاكل، ولكن على المستوى الثقافي نترّحم اليوم على تلك الايام. يومها سأل العربي من أنا، وكان يقارن مع الغرب، لم يقارن بنظرة دونية لنفسه ولم يكن ذلك نقطة ضعف، بل حافزاً لدفعه الى الامام لمواكبة التطور. تنبه العرب الى أن دورة الزمن جارية فأسرعوا ليلحقوها، وذلك طال كل المستويات.
التغيير لا يأتي بين ليلة وضحاها، ولكن علينا أن نتحرك. لذلك بكل تواضع، عندما أتحدث عن تجربة المحترف أنطلق من قناعات من هذا النوع. هذه مسؤوليتي كانسانة عندي قدرة، ولو بحدودها الدنيا، على نقل تجربتي، على أمل تعميم هذا النوع من المبادرات.
كادر: تمديد مهلة استقبال طلبات المشاركة في المحترف
يعلن "محترف كيف تكتب رواية" الذي أسّسته وتديره الروائية نجوى بركات، عن بدء استقباله طلبات الانتساب للدورة الثانية، من مختلف الدول العربية. وبناء على نجاح الدورة الماضية التي تمخّض عنها إنجاز ثلاث روايات أولى لكتّاب شباب، صدرت أولاها عن دار الساقي بعنوان "صابون" لرشا الأطرش، على أن تصدر روايتا رنا نجار وهلال شومان عن المحترف بالشراكة مع دار الآداب في بيروت، في خريف 2010، ارتأت بركات توسيع آفاقه ليشمل حقلين جديدين هما، إضافة إلى الرواية: ورشة الكتابة المسرحية، وورشة الكتابة السينمائية. ويمكن للراغبين بخوض هذه التجربة إرسال موجز عن مشروعهم في صفحة إلى 5 صفحات (A4)على العنوان التالي: mohtarafat@hotmail.com، وإرفاق الفكرة بنصوص مكتوبة سابقاً إذا ما توفّرت.
ونظراً لكثرة الرسائل التي وصلته ونزولاً عند رغبة العديد من الكاتبات والكتّاب الشباب الذين اتصلوا به من مختلف البلدان العربية واشتكوا من معرفتهم المتأخّرة بانطلاقة الدورة الثانية، قرّر محترف كيف تكتب رواية - للأدب والمسرح والسينما تمديد فترة استقباله الطلبات شهراً إضافياً، أي لغاية 31 أكتوبر/تشرين الأول 2010. على أن يتم الإعلان خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، عن أسماء المتقدّمين الذين تمّ اختيارهم للمشاركة في واحدة من الورش الثلاث، ونشرها على الموقع الخاص بالمحترف وفي المراسلات الالكترونية، بحيث يتهيّأ أصحابها لانطلاقة ورش الدورة الثانية في شهر يناير/كانون الثاني 2011.
التعليقات
بروست
حسين -نعيش في حالة تصحر، وكأننا أنزلنا سقف المعايير لدرجة أنه بات يلامس الأرض- هذه هي مقدمة المقابلة وكما نلاحظ فهي جملة لا بيان فيها ولا موهبة فنية، هل سقف المعايير معلق في السماء؟ على كل حال أود أن أسأل بركات مايلي: ماذا يعني محترف الرواية خطوة للإنقاذ؟ إنقاذ ماذا؟ محترف الرواية هو دلالة اخرى على تدني الفن والأدب - لم يتعلم بروست كتابة الرواية في محترف ولم يتعلم جويس كذلك ولا ماركيز أو ساراماغو. الفنون الحقيقية لا محترف لها. أعفونا من هذا الغثاء وإن كان الغرب قد ابتكر هذه الطريقة الفجة (بسبب تدنيه فنيا) فهل يستوجب علينا أن نتبعه ايضا؟ الفن في الغرب ابتعد عن أن يكون فنا وأصبح مادة استهلاكية مثله مثل الهامبرغر.