بسبب الرقابة مخرج تونسي يعرض فيلمه في مقر حزب معارض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أثارت الرقابة التي سلطت على بعض الأعمال المشاركة في "أيام قرطاج السينمائية" استياء كثيرين، وقال نصر الدين السهيلي مخرج فيلم "الشاق واق" لـ(إيلاف) إنه يستعدّ لعرض فيلمه الممنوع في مقرّ حزب معارض، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات ضدّ طريقة تسيير الإدارة لهذا الحدث الثقافيّ.
واحتدم الجدل داخل الأوساط السينمائية بخصوص الرقابة و"صنصرة" الأفلام دون تقديم مبررات مقنعة، مع تفاقم الانتقادات الموجهة للإدارة المشرفة على "أيام قرطاج السينمائية" الذي ينتظم في تونس في دورته الثالثة والعشرون.
وفي مقابلة مع (إيلاف) قال نصر الدين السهيلي مخرج فيلم "الشاق واق" الذي لازال عرضه في فعاليات "أيام قرطاج" غير مؤكد إلى حد الساعة:" كان من المفترض عرض الفيلم خلال بانوراما المهرجان يوم 22 أكتوبر الجاري ولكن أعوان الأمن حالوا دون ذلك ولم أجد تفسيرا لهذا التدخل فوزارة الثقافة هي المسؤولة ،لا وزارة الداخلية".
وأضاف السهيلي أنه تعرض لمساومة من الكاتب العام لإدارة المهرجان الذي دعاه إلى عدم الإدلاء بتصريحات للإعلام مقابل تسوية وضعية مشاركة شريطه في المهرجان الذي يتواصل إلى نهاية الشهر الحالي.
ويتناول الفيلم علاقة الشباب بالدين ويشارك فيه الأمين النهدي ـ وهو من أشهر
الممثلين في تونس ـ ويؤدي شارة الشريط الفنان الشاب "بنديرمان" المعروف خاصة لدى شباب لفايسبوك بتونس بنقده للنظام من خلال أغاني ساخرة.
واستنادا إلى ما قاله السهيلي فإن أيام قرطاج السينمائية لم تعد تمثل سوى "فرصة للبعض للنهب من المال العمومي (الدعم المالي الذي تقدمه وزارة الثقافة ) وتمتين العلاقات وخدمة المصالح الشخصية بالنسبة للبعض الآخر".
مؤكدا أن الفيلم سيعرض خلال أيام قرطاج السينمائية بعد الضغوطات الإعلامية وأنه سيعرض شريطه عشية الثلاثاء 26أكتوبر الجاري في مقر حزب التجديد بالعاصمة.
وكانت رئيسة المهرجان درة بوشوشة قد أعلنت في الافتتاح أن هذه الدورة الثالثة والعشرين ستكون "استثنائية" لتوافقها مع السنة الوطنية للسينما والسنة الدولية للشباب.
وحسب مصادر إعلامية فقد شهد حفل الافتتاح انسحاب النجمة السورية سلاف فواخرجي، بعد أن تعذر على زوجها الممثل والمخرج وائل رمضان الجلوس بجانبها باعتبارها عضوا في لجنة تحكيم مسابقات الأفلام الطويلة فقررت الرحيل وهي مستاءة.
ومثّل كل من الفنانين يسرا ونور الشريف أبرز الضيوف في حفل الافتتاح، بالإضافة إلى حضور الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي التي تزامن تواجدها في تونس لتكريمها من قبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عبر منحها "الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي" مع الأيام السينمائية.
طمس لهوية المهرجان
وأثار الاستعمال المكثف للغة الفرنسية في أيام قرطاج السينمائية من إعلانات وبرمجة استياء من الجمهور الذين اعتبروا ذلك "طمسا لهوية المهرجان ولهوية تونس العربية".
وقال علي العبيدي رئيس جمعية السينمائيين التونسيين لإيلاف" مهرجان قرطاج هو بالأساس مهرجان عربي وإفريقي ومنذ تأسيسه كانت لغته الأولى العربية."
وأضاف إن مسؤولية طمس "هوية أيام قرطاج السينمائية " وتحويله إلى مهرجان فرنسي يعود إلى رئيسة إدارة المهرجان درة بوشوشة الحاملة للجنسية الفرنسية والتي أقصت جميع الجهات الوطنية من المهرجان لتستحوذ عليه وثلة من أصدقاءها الفرنسيين.
وأكد العبيدي أن بعض المشرفين على أيام قرطاج لا يمتون للسينما بصلة وتواجدهم ضمن لجنة التنظيم يعود فقط لعلاقة الصداقة التي تربطهم بدرة بوشوشة.
وسيعرض في أيام قرطاج الذي يتواصل إلى نهاية الشهر الجاري أكثر من 250 فيلم بين صنف الطويل،القصير،الوثائقي، وهي أفلام من 67 دولة.
ويتنافس 39 فيلماً طويلاً وقصيراً من 16 دولة عربية وإفريقية طيلة تسعة أيام للفوز بالجوائز الثلاث الرئيسية للمهرجان.
وتتكون لجنة التحكيم الدولية لمسابقة الأفلام الطويلة من راوول باك من هايتي كرئيس للجنة، الممثلة المصرية إلهام شاهين ،الفنانة السورية سلاف فواخرجي ،الموسيقار التونسي أنور براهم،الروائي الأفغاني عتيق رحيمي ،المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيسكو،الممثلة الفرنسية ناتالي باي والمخرج الإثيوبي هايلي غيريما من.
وسيتم تكريم مجموعة من الوجوه السينمائية التونسية والعربية على غرار الممثلة الفلسطينية هيام عباس والمخرج اللبناني غسان صلحاب والممثل الجزائري رشيد بوشارب الذي سيعرض فيلم "خارج عن القانون" المثير للجدل والذي صورت مشاهد منه في تونس في تشرين الثاني/نوفمبر 2009.
وينتظم هذا المهرجان السينمائي الدولي الذي يعود تأسيسه لأكتوبر سنة 1966 ببادرة من الطاهر شريعة الذي سيكرم خلال هذه الدورة كل سنتين بالتناوب مع تظاهرة أيام قرطاج المسرحية.