ثقافات

"التهميش"... آفة العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انعطفت العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق على اجواء مشحونة بالاضطراب، ترجمها على ارض الواقع تجاهل الساسة للدور الثقافي للحركة النهضوية في بلاد الرافدين، وباتت القاعدة العريضة من المثقفين تشعر بالانعزال، وانشغل المثقفون الرافضون لمشاريع التهجين السياسي، بالبحث عن مكافأة مادية من صحيفة وأخرى لتغطية نفقاتهم المعيشية، مما اودى بالثقافة العراقية الى السقوط في بئر عميق من التهميش، بعد أن ذهبت المطالبة برعاية الدولة للثقافة والمثقفين سُدى.

بغداد: في هذا السياق يرى الشاعر العراقي محمد علي الخفاجي، ان المثقف العراقي يواجه العددي من المشاكل ذات الصلة بالواقع السياسي في بلاد الرافدين، ويمكن تجسيد معاناته في محاولته البحث عن دار تسوق له مؤلفاته، بينما يطمح فريق آخر من المؤلفين الى وجود جهة يصدر من خلالها كتابا واحدا، نظراً لانعدام قدرته على تحمل الاعباء المالية، التي من الممكن ان تجعله يطبع كتابه، وبالتالي فإنه من اللازم ان تتبنى الدولة الابداع والمبدعين، سيما انهم النواة الحقيقية لخدمة الوطن، وعليها ان لا تجعل من المبدع ذلك الحجر الذي طالما نساه البنائون، وتعرف ان السياسة جزء من الثقافة وليس العكس، ولذلك فهي مدينة للمثقف. فالسياسة هي فن حل الممكن وحل الصعوبات، فكيف لسياسية ان تحل صعوبات دون ان يكون السياسي مثقفاً؟

مكافأة من صحيفة

واوضح الخفاجي :"الان المثقف والمبدع العراقي في الظل، يهرع وراء مكافئة في هذه الصحيفة او تلك، لكي ينفق على نفسه او على اسرته، او يسافر من اجل حضور مناقشة رسالة، او طبع كتاب، او شراء مجلة ادبية".

ويتابع الخفاجي :"عدنا بدعم في سنة 2006، وحتى الان صرفت كلاما اموال الدعم ويوم على يوم ينحتونها، ويقللون من مبلغها الاساسي. الحقيقة لو لم يحسب ذلك تحريضاً لكنت انا شخصيا ربما ارفض هذه المعونة، التي تقدم لي لانني لااريد ان اسعّر نفسي وفق ما يراه السياسي، وانما وفق ما انا عليه، وحينما اقول ذلك لا اقصد نفسي بشكل شخصي، وانما انا كأديب ومبدع ضمن مبدعي العراق".

من جانب اخر يرى الشاعر فارس حرام رئيس اتحاد ادباء النجف، ان علاقة السياسية بالمثقف الان هي امتداد للعلاقة المتوترة، التي كانت بينهما قبل عام 2003، فكان السياسي قبل عام 2003 يقصي المثقف او يدجنه او يطوعه في مشروعه، اما اليوم اذا لم يستطيع السياسي ان يقصي المثقف فعلى الاقل لديه مشاريع كثيرة لتدجين هذا المثقف وتطويعه في مشاريعه، ورأينا العديد من المثقفين ينهارون امام مشاريع السياسيين، ويصبحون جزءاً من ادواتهم في عراق ما بعد 2003.

ويتابع حرام :"بوصفي مثقفاً مستقلاً، ادعو المثقفين ان يتنبهوا الى ان يقيموا علاقة متوازنة ومتكافئة وفيها تفاعل، ولا اقول فيها تناحر ولكن في الوقت نفسه على الاقل تحفظ هذه العلاقة موقع المثقف، لبناء هذا البلد مرة اخرى".

دور وزارة الثقافة

اما الروائي والناقد حسين الكاصد، فيعتقد ان السياسي ينظر الى المثقف والثقافة على انهما جزء من ديكور معطل الدور، قائلا :"مازال المثقف يتسكع بين الارصفة ومازال السياسي ينظر من برجه العاجي الى الثقافة كديكور، او انه مجرد حديقة خلفية للمنزل، او لا يعدو اثاثاً لوجه العراق المشرق، ولم يهتم الساسة او حتى ينتبهو لهذا الوجه، وتبقى وزارة معطلة الدور، الذي نعاني منه، فمنذ النظام المقبور ووزارة الثقافة خاضعة للمحاصصة، حيث ان وزير الثقافة لم ينتخبه الادباء، وطالما نادينا في بداية انهيار الدكتاتورية لانتخاب وزير الثقافة من قبل الادباء والمثقفين، فإلى الان لم يأخذوا راي مثقف واحد في وزير الثقافة، لان المثقفين بالنسبة للدولة، مجرد ديكور واثاث لدولة".

اما الشاعر قاسم ضيدان، فيرى ان هناك مسافة شاسعة بين المثقف والسياسي الذي يخشى المثقف، لانه لايتلاشى ولايندثر كالسياسي قائلا :" اجد مسافة شاسعة وليس هناك التقاء بين السياسي والمثقف، لان السياسي يحجم الثقافة، ولم يرع اي نشاط ثقافي سوى كان على مستوى المهرجانات او غير، لان هناك هوة بيننا، ولان السياسي يخشى المثقف وكأن هناك ثأر بينهما، باعتباران المثقف يكشف اخطائه، ولانهم يعرفون اننا نبني العراق من خلال التنسيق بثقافتنا. وحتى لو كان السياسي مثقفاً، فإننا نلاحظ انجرافه مع السياسة، بدليل ان اتحاد الادباء بقى على وضعه منذ العهد البائد، فإلى الان لم نلمس اي زيارة من السياسيين لاتحاد الادباء، سواء كان من قبل رئاسة الوزراء او رئيس الجمهورية او غيرهم من السياسيين".

ويوضح الضيدان :"لم نسجل اي اهتمام لان، هناك حاجز بين المثقف العراقي والسياسي العراقي، علما بأن المثقف هو عماد البلد وهو الباقي ابدا، لان السياسي ممكن ان يذهب في لحظة، في حين يظل المثقف باقياً، فالمتنبي، والجواهري، والسياب ما زالوا باقين حتى الان".

وفي النهاية تحدثت الشاعرة فاطمة العراقية عن العزلة التي يعيشها المثقف العراقي قائلة :"لا ارى اي ارتباط، لا من قريب او من بعيد بين المثقف العراقي والسياسي، لان السياسي يعيش خلف الحواجز الكونكريتية، ولانه معزول عن المثقف وعن معاناة المثقف، الذي دائما يشعر بالتهميش، ولا احد يسأل عنه، سواء كانوا فنانين، او ادباء، او شعراء، في حين ان المثقف هو الوجه الحضاري والثقافي للبلد".



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراق المشرق،
badr -

العراق طريح دمائه يلتف حوله قوم من المشعوذين المجوصفويين وهم في حفلة شياطينهم الصاخبة وأما بساتين النخيل الميتة غدت سعفاتها المتخشبة وكأنها طواحين هواء,وحينما تهب عليها زوابع التراب ,تسمع أنينهاى ونوحها وكأنها غابة الأشباح وأما الأطفال الذين كانوا يلعبون في تقاطع الحارة ويضحكون ,أمسوا يسافرون في الأثير المدخن كقطع لحوم ممزقة في كل الأتجاهات ..نعم ياصاحب المقال ففي بلدي يسافر البشر مجاناً وبدون تذكرة فما بالك يا أخي..

المجوصفوين
ثامر محمد -

يا اخي العزيز فقط المجوصفوييين يلتفون حول العراق الجريح ام ان اهل الدشاديش القصيرة والذباحين العرب وكل مجاميع التكفير المختلفه التمويل يلتفون حوله ايضا كن موضوعيا على الاقل امام الناس وكفى نضرات طاءفيه لبلد جريح مرتين جرح الاحتلال والجيران دون استثناء

المجوصفوين
ثامر محمد -

يا اخي العزيز فقط المجوصفوييين يلتفون حول العراق الجريح ام ان اهل الدشاديش القصيرة والذباحين العرب وكل مجاميع التكفير المختلفه التمويل يلتفون حوله ايضا كن موضوعيا على الاقل امام الناس وكفى نضرات طاءفيه لبلد جريح مرتين جرح الاحتلال والجيران دون استثناء

المجوصفوين
badr -

أخي الغالي والله خليتني في حيلة من أمري في ايجاد اجابة على أتهامك لي بالطائفية , صدقني هؤلاء الذين أستغلوا مأساة وكارثة أهل البيت الرسول سلام الله عليهم وحولوا تراثهم الطاهر الى بنوك تدر عليهم مليارات خمس الأمامة والهبات والعطاءات ممن البسطاء وشكلوا عصابات الموت من السرسرية والمجرمين من حولهم وهؤلاء الذين اشتركوا مع أعداء الأنسانية الأجانب في هدم بيوت المواطنين الأبرياء والقائهم في سعير اليورانيوم , . هدموا بلداً وأبادوا قسما كبيرا من شعبه وتيتمت الملايين من أطفاله ..هؤلاء هم الطائفيوون , لا أنا ولا أنت أخي الغالي بل هؤلاء هم من طائفة الشيطان.

المجوصفوين
badr -

أخي الغالي والله خليتني في حيلة من أمري في ايجاد اجابة على أتهامك لي بالطائفية , صدقني هؤلاء الذين أستغلوا مأساة وكارثة أهل البيت الرسول سلام الله عليهم وحولوا تراثهم الطاهر الى بنوك تدر عليهم مليارات خمس الأمامة والهبات والعطاءات ممن البسطاء وشكلوا عصابات الموت من السرسرية والمجرمين من حولهم وهؤلاء الذين اشتركوا مع أعداء الأنسانية الأجانب في هدم بيوت المواطنين الأبرياء والقائهم في سعير اليورانيوم , . هدموا بلداً وأبادوا قسما كبيرا من شعبه وتيتمت الملايين من أطفاله ..هؤلاء هم الطائفيوون , لا أنا ولا أنت أخي الغالي بل هؤلاء هم من طائفة الشيطان.