من أنا عندما أكون على الإنترنت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فقدان الإحساس
يبدأ الكتاب بذكر إحصائية عن عدد الألمان الذين يبحثون في الإنترنت. ويقول المؤلف أن الغالبية العظمي من الألمان يقضون قرابة الساعتين ونصف الساعة أمام الإنترنت يوميا، غير أن ساعة واحدة بإنتظام كافية لإحداث تغيرات في الدماغ البشري وفق أبحاث العلماء التي عرضها الكتاب بالتفصيل حيث تؤكد تلك الابحاث علي حدوث تغيرات سلبية منها علي سبيل المثال فقدان المشاعر والأحاسيس لدي الإنسان.
من هذا المنطلق بدأ المؤلف بحثه عبر صفحات الكتاب في قضية محددة لماذا يخسر الإنسان نفسه أمام الإنترنت؟ وكيف يتم ذلك؟ والإجابة ببساطة كما يذكرها المؤلف تكمن في رغبة الإنسان الجامحة الي المعرفة والي البحث بعمق وتقصي الحقائق من اجل الحصول علي المعلومات الجديدة، وأمام سهولة استخدام الأنترنت وهذا الكم الوفير من المعلومات التي يوفرها،إضافة الي الإنغماس في الخدمات العديدة التي لا يجد المستخدم مفر من إستخدامها مثل الإيميل وخدمات الفيس بوك وتويتر فإن كل ذلك يلعب دورا في تشتيت الذهن وعدم التركيز ويقول المؤلف في هذا الصدد ان نتائج المعرفة لدي المستخدم تصبح مجّزئة وغير كاملة بل ومزعجة في بعض الأحيان.
تعطيل الفكر والمعرفة
يذكر المؤلف ان السبيل الوحيد بالنسبة لنا لفهم القضايا المعقدة والشائكة في المعلومات هي تشكيل وترتيب الأفكار بشكل صحيح،لتبقي بعد ذلك نبراسا راسخا للذاكرة الممتدة، ولكن عندما نبقي لوقت قصير نبحث في الإنترنت في ذلك الكم الكبير والمتدفق من المعرفة. يجعل ذلك الشخص مشتت التفكير قليل التركيز، ويقول علماء النفس إن هذا الكم الكبير من المعرفة الزائدة لذاكرة محددة من أجل أستخدامها فيما بعد علي مدي أطول تجعل من مسألة المعرفة ومن ثم التذّكر مسألة سطحية ليس فيه أي عمق.
من جهة أخري يدحض المؤلف "نيكلاوس كار" فوائد الإنترنت بالمطلق، ويري أن الإعتماد عليه يجعل انتاجيتنا الفكرية محددة وجزئية فقط، فمن المعروف أن الإنترنت يسمح لنا بجمع المزيد من المعلومات في وقت قصير جدا. وعندئذ فإن من يرغب في مزيد من المعرفة يعني ذلك ببساطة أنه يلزمه المزيد من البحث لوقت طويل ليستدل علي معاني الأشياء العميقة.. وفي هذا الإطار يشير الكاتب الي الدراسة الجديدة التي ظهرت في شيكاغو وتقول ان كثير من الأكادميين والباحثين في الجامعات المختلفة الذين يعتمدون بشكل اساسي علي الإنترنت في الحصول علي مصادرهم، هم اقل كفاءة من الذين يسعون للحصول علي مصادرهم من أشياء أخري مثل المكتبات، ففي الحالة الاولي تكون المعلومة مجّزئة وغير كاملة وتفسير ذلك وفق المؤلف أن محرك البحث جوجل علي سبيل المثال يدخل عمله في النطاق الشعبي الغير تخصصي، مما يعني انه يحمل مجموعة صغيرة من المعرفة والمعلومات مقارنة بتلك الوسائل الكلاسكية في البحث التي تحمل معلومات أكثر قيمة وذات مغزي ودلاله، ووفق رؤية الكاتب فإن محركات البحث علي الانترنت بشكل عام تقيد حركة البحث عن التفاصيل ذلك انها لاتصل بنا الي ما نطمح اليه في الحصول علي تنوع في المحتوي الكيفي للمعلومات.
فقدان العواطف من خلال تعدد المهام
في موضع آخر من الكتاب يتحدث "نيكولاس كار "عن مفارقة أخري ينفرد بها الانترنت وهي كفاية المهام التي يمكن ان يؤديها الي الفرد للقيام بها في وقت واحد ويقول ان الباحثين في جامعة "ستانفورد" قاموا بعمل بحث قسّموا فيه فريق المتطوعين الي قسمين لإجراء الإختبارات عليهم الفريق الأول يقوم بمهام متعددة علي الإنترنت في وقت واحد والفريق الثاني يقوم بإنجاز مهامه واحدة تلو الأخري.. وخلصت نتائج البحث الي ان المجموعة التي تعمل في مهام متعددة في وقت واحد ليس لديها القدرة علي التمييز بين الشئ المهم و الشئ الغير مهم اضافة الي تشتت الذاكرة وفقدان التركيز، أما المجموعة الأخري فكان تركيزها اقوي ونتائجها أفضل بكثير.
يري المؤلف أيضا ان الإنترنت يمكن أن يؤثر في الشخصية وفي قدرة الشخص علي تطوير مشاعره ويستدل علي ذلك بأنه وبعد عشرين سنة علي انشاء شبكة الويب العالمية فإن الباحثين في الدماغ البشري يرون أن العواطف تتولد في العقل البشري بشكل بطئ نسبيا، أما الإنشغال في الإنترنت باستمرار وفقدان التركيز أمام كم المعرفة الزائدة يمكن ان يتسبب في فقدان الفرد لمشاعره وإصابته بالخواء العاطفي.
يعترف "نيكولاس كار" في كتابه أنه لايمكن العودة الي الوراء بعد دخول الانترنت حياة الناس وتوغله فيها، ولكنه يدعو الي تعامل أفضل مع الإنترنت وتقليص عدد الساعات التي يقضيها الشخص أمام الشبكة العنكبوتية.ويقول إن الإنترنت يمكن أن يصبح فعالا عندما يتم تداوله في سياق أوسع وأشمل في مختلف النواحي الثقافية والتاريخية والإجتماعية للأفراد والمجتمعات، ويجب ان ندرك ان قيمتنا سوف تزداد بزيادة قيمة عقولنا، واننا يمكن ان نتسبب في فقدان انفسنا عندما نقضي الكثير من الوقت أمام الانترنت، من المعروف أن إغراءات الانترنت في تزايد مستمر ففي العشرة سنوات الأخيرة حدثت طفرة كبيرة، وقد حان الوقت الأن لإعادة النظر في عدد الساعات التي نقضيها امام الإنترنت قبل حلول الخطر الذي يمكن ان يصيب عقولنا.
.
التعليقات
بالتأكيد
احمد السكري -بالتأكيد يحدث تشتيت كبير للإنسان علي الانترنت فهذا صحيح وليت الكتاب يترجم للغة العربية يإيلاف؟
بالتأكيد
احمد السكري -بالتأكيد يحدث تشتيت كبير للإنسان علي الانترنت فهذا صحيح وليت الكتاب يترجم للغة العربية يإيلاف؟