مثقفو العراق: نرفض أن تكون وزارة الثقافة ضمن توافقات المحاصصة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الجبار العتابي من بغداد: دخل المثقفون العراقيون لأول مرة على خط تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ورفعوا رايات أصواتهم خفاقة عالية في فضاء الرغبة في أن تكون وزارة الثقافة غير مشمولة بالمحاصصة السياسية أو الطائفية، وارتفعت الأصوات محتجةعلى الواقع الذي عاشته الوزارة المهمة خلال السنوات الماضية حينما أصبحت موزعة حصصا للتجاذبات السياسية دون النظر إلى كونها لا تصلح إلا أن تحمل صفة (السيادية) لأنها تمتلك قيمتها الأخلاقية والإبداعية، فضلا عن كونها تمثل العمق الحضاري والواجهة الحضارية للبلد، ولم تهدأ الأصوات المعبرة عن استنكارها لكل الخطوات التي تقوم بها الكتل السياسية لجعل الوزارة مجرد هيكل فارغ تنشأ في جوفه الأمية ويعشش الجهل وتسوده المفاسد التي تبتكر طرقها المصالح الخاصة، ولم يكتف المثقفون العراقيون بالإحتجاج كتابة بل تعدى ذلك إلى محاولات منهم لاختيار 325 مثقفاً عراقيا على قدر عديد أعضاء مجلس النواب والدخول إلى المجلس من أجل اختيار وزير مناسب لهم لا يرتبط بالكيانات السياسية ولا يكون حصة لهذا الحزب أو ذاك.
وما أجل الإستماع إلى أصداء هذه الأصوات المثقفة وقدرتها على التغيير والإبتكار، وجدنا أن نستمع إلى خلجات عدد من الأدباء الذين هم لسان حال الشريحة المثقفة التي تعلن رفضها لاعتبار وزارة الثقافة مجرد رقم على هامش الحكومة.
يقول الفنان الدكتور ميمون الخالدي: وزارة الثقافة حلقة ضعيفة بل مهملة سياسيا وهي مهملة بوصفها فأصبحت مهملة لكل أطر الثقافة في هذا البلد، وأنا قد دعوت إلى إلغاء وزارة الثقافة لأنها تعاني من وظيفية ضيقة وتعاني من ارتكازها على نظام سابق مركزي يهتم بكل الأنشطة التي تصب، كما يعتقد هو، في تفكيره، والواقع الآن لايريد هكذا ثقافة ولا يرد هكذا وظيفية ضيقة ولا نظرة ضيقة للثقافة، بل نريد ثقافة يسهم فيها الجميع من اتحادات ومنظمات وأشخاص مبدعين، الثقافة للجميع، للعراقيين هم يصنعون ثقافتهم.
وأضاف: أنا أعتقد أن الوزير المقبل إذا كان من ضمن المحاصصة فعلى الثقافة في العراق السلام، الوزير الذي يجب أن يأتي إلى هكذا مرفق عليهم أن يضعوه خارج هذا الإطار وأن يختاروا مثقفا، فنانا، أديبا عراقيا يعرف ويكون همه الثقافة في أن يخلق مجتمعا متحضرا وواعيا ونأمل وأضم صوتي إلى صوت اتحاد الأدباء بأن ترفع المحاصصة عن وزارة الثقافة، لأن المحاصصة لا تجلب لنا إلا الدمار في الثقافة.
أما الاديبة عالية طالب فقالت: في أغلب دول المنطقة العربية والغربية يبقى لوزارة الثقافة حصة خاصة لا يجوز المساس بها كيفما اتفق أو كيف تشاء الوظيفة أو السياسة أو (التوافقات) إن صح التعبير، لكن ما يجري عراقيا لا علاقة له بتجارب الشعوب بل بتجارب السنوات المنصرمات التي أسمت وزارة الثقافة يوما وزارة غير سيادية وكأنها إسقاط فرض تلقى كلقمة لجائع أو محتاج وليس وزارة تعيد تشكيل الحياة من جديد وتعيد صياغة القبح إلى جمال وتخلق السلام من العنف وتنثر لؤلؤ المعرفة والفكر والتطور والخلق عبر كل المفاصل والزوايا.
واضافت: ليتنا فعلا نجيد اختيار وزير ثقافة يعرف كيف يحتفي بالمبدعين لا أن يختلط عليه الامر بين الجوهر الحقيقي والمزيف ولا أن تتسرب المعلومة الدقيقة من بين أصابع المتسلقين هنا وهناك لتضيع الدقة وتنحسر المعرفة فتطفو الأشنات و تعشوشب بغباء في أروقة عقل لا بد له أن يغادر منطقة التخلف سريعا وإلا فإدمانها سيصيبنا بفشل لا خلاص منه، نريد وزيرا رساما فنانا روائيا نريد وزيرة تشكيلية، نحاتة، قاصة، ومطربة، نريد قيادة منا، من وسطنا الذي يعرف أين الخلل ويعرف من هو المبدع ومن هو الكاذب والزائف، نريد كاتبا وأديبا، ليتنا نجيد اختيار الثقافة فعلا وحينها سنشهد ولادة جمال بلا حدود في عراق طال أوان تزييف جماله الإبداعي.
االشاعر حميد قاسم فقال: لم نتفق على شخص معين لكننا سنعمل على أن ينتخب 325 مثقفا عراقيا الشخص الذي نتفق على ترشيحه.. قد لاينجح الأمر، لكنها خطوة لنقول المثقف العراقي موجود وليس سلبيا أو تابعا، أما بخصوص الوزارة فنحن نريد لها أن تعيد اهتمام الدولة بالثقافة والمثقف وأن تحميه وتحمي حقوقه وأن تبني مؤسسات ثقافية فاعلة ومهمة في المجتمع وأن ترصن الثقافة العراقية وأن تعزز الهوية العراقية والثقافة الوطنية، أن تجعل الثقافة جزءا من حياة المجتمع.
وأشار حميد إلى أنه وثلاثة من زملائه المثقفين وهم فارس طعمة التميمي (مخرج تلفزيوني) وحامد المالكي (كاتب درامي) ونعيم ساجت (كاتب واعلامي) اصدروا بيانا بهذا الصدد دعوا فيه المثقفين العراقيين في الداخل والخارج ومنظمات المجتمع المدني في العراق والمؤسسات الإعلامية العراقية والأفراد ممن يضع العراق وأمنه ومستقبله نصب عينه إلى مؤازرة هذا المقترح بالطريقة التي يراها مناسبة، مؤكدا أنه: آن الأوان ليقول الشعب كلمته، لذا ننتظر تواقيعكم.
وجاء في البيان: منذ الإطاحة بالنظام السابق تعاقب على وزارة الثقافة العراقية عدد من الوزراء ممن لايمتون في غالبيتهم ألى الوسط الثقافي بصلة، وممن قادتهم الأقدار والمصادفات والمحاصصة الطائفية والحزبية البغيضة إلى موقع القرار بصفة وزراء للثقافة أو وكلاء وزراء ومدراء عامين، وتوالى على هذه الوزارة المهمة مدير لشركة تنتج العلف الحيواني وضابط متقاعد في الشرطة جاء بتشابه الأسماء، ليعقبه زعيم عصابة إرهابية ثبت للقضاء تورطه في اغتيال نجلي نائب سابق في البرلمان، ثم أعقبه أكاديمي نحترمه غير أن لاصلة له بإدارة العملية الثقافية وشؤون الثقافة العراقية ذات المنجز المهم والمؤثر في المشهد العربي والإنساني وفي عمقها التاريخي، هذا كله جاء نتيجة المحاصصة المقيتة التي يشتمها غالبية السياسيين علانية ويعملون بهديها في السر، وأي سر بات مفضوحاً أمام المواطنبن العراقيين..!
وأضافوا: من هنا تأتي مبادرتنا، التي يحاول البعض وأدها في مهدها أو مصادرتها، داعين أن يلتئم جمع المثقفين العراقيين من محافظات العراق ومدنه كافة لاختيار 325 مثقفاً عراقيا على قدر عديد أعضاء مجلس النواب للتوجه بالطرق المتحاة كافة لطرح مشروع يقضي بأن يقوم هؤلاء بانتخاب مرشح المثقفين العراقيين لتحمل مسؤولية وزارة الثقافة العراقية ورفع قدرها بما لايجعلها وزارة تافهة كما صرح بعض السياسيين ازدراءً لها واستهانة بالمثقف العراقي المبدع الوطني النبيل الذي لم يخذل شعبه ووطنه، واحتقارا لمنجزه الإبداعي الكبير.. ولتكن شعاراتنا:
نريد أن نخرج المثقف العراقي من مستنقع الطائفية المقيتة لننقذ شعبنا من هذه الفتنة الفاسدة، لانريد أن نفرط بالقلعة الأخيرة التي تحمي هويتنا الوطنية وثقافتنا العراقية فلا نرضى أن تتهاوى أمام زحف الظلاميين ومشعلي الحرائق والفتن.
وقالوا أيضا: ليكن المثقف العراقي المبادر في رفض المحاصصة علانية وبلا خوف، لنكن المبادرين لممارسة ديمقراطية حقيقة هي الأولى من نوعها مستخدمين حقنا الذي كفله الدستور ونعني حق التعبير عن حرية الرأي، لنؤكد أن المثقثف العراقي ليس سلبيا أو معزولا عن قضايا شعبه ووطنه، أنها بادرة تصب في رافد تعزيز الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والدعوة لتوسيع دائرة القرار، في بلد مازال ينقل خطواته الأولى في مجال الديمقراطية، ليس في المقترح، أو المبادرة، مايخالف الدستور، كما يلوح البعض، بل ثمة مايعضد فيها الدستور ومايؤكد عليه من انتهاج الديمقراطية ممارسة ونهجا، غاية ووسيلة، لبناء عراق جديد، يلعب المثقف دوراً رئيسا في مهمة وجوده وترسيخه لاحقاً.. ومن هذه المنطقة يطالب المثقف العراقي ساسة البلاد أن يحترموا إرادة المثقف العراقي باستبعاد فكرة المحاصصة لنشهد أول خروج على هذه الفكرة.. فالثقافة هي هوية العراقيين وما يجمعهم بعد أن حاولت الأهواء والضغائن تمزيق لحمتهم، هي عنوان عريض من عناوين الإنتماء الوطني الذي يعليه المثقف دون أن ينتقص من خصوصيات الأعراق والأديان والطوائف وهوياتها الفرعية، أن نعلي هوية المواطنة العراقية، هذه هي مهمتنا الأولى، ومقترح هذا الجمع من مثقفي العراق، خطوة أولى تصب في هذا الرافد ليتسع ويغدو نهراً يغتني بروافده المتعددة الثرية.
أما الناقد والكاتب ناظم السعود فقال: دخل موضوع اختيار وزير الثقافة ضمن المعاملات الحوارية والنقاشية في العراق باعتبار ليس هنالك من أسس قائمة لاختيار وزير ثقافة في الحكومة سواء الماضية أو المقبلة، وزير الثقافة في رأيي يجب أن ينتخب من قبل شريحة المثقفين في الداخل وليس عملية اختياره من ضمن استحقاقات سياسية، فرأينا خلال السنوات السبعة الماضية كيف أن الإستحقاقا السياسية والطائفية كيف جارت على وزارة الثقافة، فلم نر وزيرا ثقافيا بالمعنى المهني ولكن رأينا وزيرا بالمعنى السياسي وهذه كارثةأ للسف الشديد لم يتم حلها على الرغم من القائمين على سدة الحكم يقولون نإنا جئنا من بلدان ديمقراطية وذات استحقاقات، فأين هذه الإستحقاقات المهنية من اناس يتم انتخابهم عن طريق القرعة أو التعيين وليس عن طريق التعيين، وانا ارى أن المشكلة ستظل قائمة طالما أن المجتمع المدني في العراق مبعد تماما عن هذا الإسم، ونتذكر كلنا كيف أن باريس لأنها مدينة النور ومدينة الإستحقاقات الإبداعية والثقافية قامت من جهاتها باختيار وزير من قبل شريحة المثقفين وتم لهم ذلك واختاروا وزيرا بملء إرادتهم، هنا الامور مقلوبة تماما فقد تكلمنا سابقا ان خذوا كل المناصب السيادية، خذوا كل الوزارات التي تريدون ولكن اتركوا وزير الثقافة يؤخذ من شريحة الوسط الثقافي، وفي العراق مئات وألاف الاسماء المهمة جدا ويمكن اختيار من بينها اسم يتفق عليه كون له اسم ثقافي محترم وتاريخ في العمل الثقافي ولكن للأسف كلامنا كان يذهب مع الهواء ويتم الإختيار حسب الإستحقاق السياسي إو الطائفي، وهذا ليس في صالح العملية الثقافية للإسف الشديد التي ستظل بدون ربان حقيقي.
وقالت الشاعرة رسمية محيبس: الوزير الجديد يجب أن يكون مثقفا كبيرا وله منجز أدبي حتى يشعر بمسؤولية الأدب ويسهم في وضع الادب في مكانه الحقيقي ويسهم في وضع أمور ثقافية عديدة في نصابها الحقيقي وأن لايكون شخصا طارئا على الثقافة أو من خارج الوسط الأدبي لان المعاناة تتكرر دائما مع الوزراء الذين ترأسوا وزارة الثقافة من عام 2003 وقد اعتبر الأستاذ مفيد الجزائري الأنموذج الأروع، على الرغم من حدوث الكثير من الخلل في عهده والاخطاء في الجسد الثقافي.
وأضافت: أننا كمثقفين لا نقبل بوصول وزير للثقافة عن طريق المحاصصة ونحن ننبذ كل أشكال المحاصصة، وإذا ما جاء وزير عبرها فهذا هو الهدم للثقافة العراقية، فالكثير من النخب ستظلم حيث من المؤكد أنه سيعمل للجهة التي وضعته في المنصب بينما نحن نريده لكل المثقفين ولكل العراقيين.
وقال الاديب سلام نوري: نحن كأدباء ومثقفين لا ننتمي إلى جهة تعنى بالمحاصصة لأن الثقافة لا يمكن أن تجير لاية جهة سياسية لأننا سنعود إلى الزمن البائد الذي كان فيه الخطاب تعبويا، ولهذا ندعو إلى استقلالية تامة ونطلب من وزير الثقافة الجديد أن يكون بمنأى عن المحاصصة رجاء حتى يعنى بالمشهد الثقافي العراقي بشكل جميل.
وأضاف: أننا نطالب بأن من يأتي إلى هذا المكان عليه أن يكون أديبا أو مثقفا وإلا لا يهمه ماذا تكون وزارة الثقافة، فهل من المعقول أن يأتي شخص يعمل مهندسا زراعيا فيتسلم منصب وزير ثقافة، والتجارب السابقة كانت مؤلمة لأننا لم نشعر بجهد جقيقي ولم نر صورة حقيقية لواقع الثقافة العراقية لذلك ما زلنا مهمشين أو بعيدين تمام البعد عن واقع الثقافة.
فيما الشاعر ذياب شاهين قال: أتمنى أن يكون الوزير من فئة المثقفين وسأكون سعيدا إذا ما كان اسما كبيرا في الثقافة العراقية من أمثال القاص محمد خضير أو غيره من الشعراء الكبار والعراق لايخلو من أبنائه المبدعين والأساتذة الجامعيين المهتمين بالثقافة والمثقفين، أتمنى أن تكون وزارة الثقافة خارج المحاصصة وخارج أي مسمى، أتمنى ان تكون الثقافة وزارة سيادية خاصة بالمثقفين حصرا ولا تنتمي لأي حزب ولا أي فصيل ولا أية جهة سواء كانت عنصرية أو طائفية.
وأضاف: الثقافة تمثل وجه البلد وتحتاج إلى وزير فعلا يدير الثقافة حصرا ويهتم بالمثقفين وشؤونهم، نريد وزيرا يبعث الكثير من المشاريع الثقافية العملاقة التي نراها في الدول المجاورة من أمثال مشاريع الترجمة ومشاريع الشعر والنشر وغيرها، نحتاج إلى وزير يهتم بإقامة مهرجانات ثقافية على مستوى الموسيقى والسينما والتشكيل وعلى كل المستويات الثقافية، بغداد الآن على وشك أن تنهض وتحتاج نهوضا في كل المجالات الحياتية والثقافية والأدبية، نحتاج الى وزير يقتنع به المثقفون من أساتذة جامعيين وشعراء وقصاصين ومبدعين لأن أهل مكة أدرى بشعابها.
التعليقات
لا للوزارة
جمعةالسعداوي -اذا كان الوضع ديمقراطياً حقاًفعليه ان يأخذ برأي الكتاب والمثقفين العراقيين ويبعدوا الوزارة عن المحاصصة الكريهة .انا شخصياً اعتقد في ظل دولة ديمقراطية لا وجود لوزارة الثقافة بل يكفى بها كمؤسسة ثقافية ادبية تدار من قبل نخبة صالحة من الادباء والمفكرين لتنقل للشارع العراقي راي المثقف بما يجري وجرى لمجتمعة المفكك اليوم.
ثقافة القطيع
علاء حسن -حرصت الدولة العراقية منذ نشأتها على إنشاء وزارة صورية للثقافة أخذت اسماءً متعددة كالتوجيه المعنوي والإرشاد والثقافة والأعلام وغيرها، وجعل الثقافة ميداناً حكراً للنظام السياسي الذي يسعة للتحكم بأفكار الناس ووعيها وتوجيها لتكوينه حسب مفهوم القطيع ، والقائد الملهم. وقد وصلت درجة المسخ في في التعامل الثقافي مع وعي الجمهور من خلال وزارة الإعلام اقبح صورها في ظل النظام المقبور الذي لم يكن يرى في الثقافة، أو أي وجه من أجل النشاط الإنساني والإجتماعي في العراقي سوى انعكاس لصورة البعث وللقائد الضرورة ، ونتذكر صورة وزير الثقافة البعثي لطيف نصيف جاسم آنذاك الذي حتم وجوده هناك ضرورة وجود بلطجي بعثي من الطراز القديم يقف بوحه المثقفين الحقيقيين..وأتذكر شخصياً التبدلات التي حصلت في أجهزة الإعلام ودوائرها ومؤسساتها ، وخصوصاً مجلة التراث الشعبي ، عندما أزيح سعدي يوسف ولطفي الخوري عن رئاستها وأنيطت إلى أحد البعثيين المسمى " العقابي" الذي حرص على انتمائه الحزبي أكثر من إنتماءه للثاقة العراقية ، وأتذكر كيف أعاد لي مقالاً مطبوعاً ، ويشكر على ذلك ايضاً إذ لم يلقه في سلة الزبالة ، وكان المقال عن الف ليلة وليلة ، وقد كتب عليه أن المقال غير صالح للنشر بسبب أنه يتعلق بالماضي ولا يشير إلى الثورة والحزب القائد.. وأمثال لطيف نصيف جاسم يتكررون اليوم في وزارة الثافة مع عراق مابعد الإحتلال ، وانفلات الهستيريا الدينية والطائفية من عقالها، حيث أغلق الفضاء الثقافي العراقي بأكمله لصالح المشهدي الديني والطقوسي الملئ بالمناسبات الدينية وعطلاتها التي تصل إلى ثلاثة أشهر في السنة ، وهي بمثابة تزكية مفتوحة للنظام السياسي الحالي المدعوم من قبل المرجعية الأمر الذي يفرح السياسيين الجدد ويعفيهم من المسؤولية التاريخية أمام شعبهم ، لا بل يتوهمون في أنفسهم صفات البطولة الإسطورية فذاك " القوي الأمين" والآخر المعمم " أسد بغداد" ، وذلك الشاب الذي أوصله جمهور المنافقين إلى خانة العصمة والولاية.. في ظل هذه الهرجة السياسية التي لا تُرى فيها سوى العمائم وصلت الثقافة بالمعايير المعروفة إلى أسفل درك يمكن تصل إليه فلا جمهور يقرأ أو يشعر أو يرسم أو يناقش، بل شعب باكي نائح لاطم ، فلقد وصلنا إلى عصر ثقافة القطيع بأجلى صورها، وما بقى من حركة ثقافية أو رموز لها فالمسدسات الكاتمة أوالعبوات اللاصقة له
برافوا
دخيل -لاخوف مادام مثقفوا العراق أحرارا ، ويمسكون بزمام الأمور في الساحتين الإعلامية والثقافية .. وخطوتهم موفقة ووقفاتهم بعد أن نظموا صفوفهم أصبحت أكثر تأثيرا ..